--------------------------------------------------------------------------------

الشهر الرابع . . . . الجزء الرابع
احمد البهادلي


بعد رحيل الشهيد الصدر لمثواه الاخير ودفن فجر يوم 20 شباط 1999
وحتى بدون علم ال بيته من النساء

فقد امر هدام ان يدفن مباشرتا دون تشييع او مراسم دفن فكان السيد القائد مقتدى الصدر وبعض من اخوته من طلبة الحوزه الناطقه فكانوا على عد الاصابع

فتيتمنا
...
وذهب والينا مودعا مع ولديه مسلما لنا الامانه من بعده وكان قد شرح لنا لغز الوجود و اللاوجود والبقاء
وسر البقاء
فسمع اهلنا النباء صباحا فانتفص الصدريون في كل العراق
في مدينة الصدر والناصريه والبصره وطوقت النجف وكربلاء


وطئطئ الساكتون رؤسهم لاءنهم لا يملكوا الجواب وبم يجيبوا وكيف يجيبوا

ومن نعته امس اعلن بنفاقته العزاء

ومن كانوا يتكلمون بصوت عال اعترفوا انما كان صوتهم عال بدعم سيدنا الصدر لكنهم حاربوه ولم يعلموا انذاك انه حارسهم وموجههم وهو سندهم الا حينما سافر وبقي مكانه فارغ ولم يشغله ولليوم احد اطلاقا
عرف الغير انه كان هنا قائد شجاع وموجه وداعم فلولا دعمه لما انوا يرون في انفسهم انهم اقوياء
هذا مااعترف لي احد طلبة الحوزه باكيا ومتئسفا
قال كنت لا ادعوا له بل في بعض الاحيان اعاديه واتكلم بصوت وبقوه وكنت اطن اني قوي

لكن ما ان رحل القائد لم استطع رفع صوتي حتى واصبحت احسب لكل كلام الف حساب فعرفت ان قوتي والحوزه كانت من محمد الصدر
هذاما قال لي احدهم

فقام الهدام و اولاده ووزراءه وكلابه الاليفه بعوائهم في مدينة الصدر والبصره والناصريه والعماره والنجف
ففتحوا السجون ورملوا النساء ويتموا الاطفال

فبكينا مرتا اخرى لا على النفس بل لفقد الشهيد الصدر
وبقينا في ساحة القتال نقاتل فصبرنا وتجرعنا السموم
فدخلنا للسجون واخرين للقبور

وعاش العراقيون معانات صعبه وكثيره هي معاناتهم والتي لا يمكن للقلم ولمن قاصر مثلي ان يوضحها عبر كلمات وبقلم فهي اكبر من ذلك
فكانت صعبه واكثر مضلوميه من سنوات الخمسينات والستينات والسبعينات
انا لم اعشها لكني سمعت عنها في كتب قديمه كانت في بلاط مروان ابن الحكم الاموي كان قد اوصى بها لمثل هذا اليوم ولمثل هذه الساعه
لاولادهم ووارثيهم من الشياطين واولاد الشياطين
فكذلك ورثت انا من ابي كما هم ورثوا
هم ورثوا القصور والبناء وانا ورثت السجون والبكاء فابيض شعري الما

فكانت حكومة الغراق الاستبداديه قد استخدمت اشد الاسلحه واكثرها بطشا بشعبها اقصد بعبادها كما هم يرون
فاستخدموا السجن والقتل والبطش فالمثرامات والمقصله والتواثي والتعليق والكيبلات والكراسي والتيزاب والماء البارد والحار ونتف اللحى والشعر وقلع الاضافر والاغتصاب والخنق
والكهرباء واين يضعونها

لكن هل استطاع ان يقضي على ارادة الشعب
كلا فما زرعه محمد الصدر بداخل النفس نما وزها وكبر بل اثمر
ولقد رائينا ارادة الله جل وعلى
فقد رائينا ذلك الكرسي الذي بني لسنوات وسنوات وعلى حساب الفقراء غصبا قد كسر وتحطم عرشه على راءسه
فسمعنا عدالة الله في 9 ابريل 2003
وكيف ذاك المارد المتجبر القاروني يلجء بعدل الله كالجرذان في حفره صغير كما عيش الكثير من اهلنا غصبا
وفقد ما امتلكه عنوتا منا لبناء جنته من مال وقصور فاءراد الله ان ترجع

وكيف كان يتلذذ بابائنا عند فقدهم لاءولادهم ففقد بعدل الله اولاده وعياله
وووو

فكانت عداله الله
فالله يمهل ولا يهمل
وانهم يرونه بعيدا ونراه قريبا
فاستبشرنا خيرا لذل

فبدئنا بالقراءة من جديد
فاول ما قرائنا شعارات جميله ورنانه تقول الحريه والديموقراطيه والعدل والمساوات وخيركم لكم كما كان صدام نفطكم لكم ووو
لكننا بنفس الوقت سمعنا نداء داخلي من القلب ينبض خوفا من المجهول
مخاطبا ان خذوا حذركم فالكلمات مجرد كلمات
فافهما وعوا حيدا لان هذه الكلمات كانت قد كتبت بحبر المصالح الخاصه والكراسي ولغة الحروب ولغة الاستعباد ولغة الغرب والضريبه
وكلما قانا لما قالوا انها ضريبه

هكذا كان ديدن السياسيين دائما شعاراتهم لللانسان والانسانيه وعملهم ضد الانسان والانسانيه
فصبرنا ونحن نعلم الحال فقلنا وقالوا
وهكذا كل يوم نقول لهم فيردوا لا زلنا في اول الطريق
ومصى العام والعام الثاني
ولا من جديد

فعادت قصة عباس
فحفض القصة حتى الاطفال
فنادينا اين انت يا عباسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس
لكن عباس لا يريد الدماء
عباس العدوا دخل البلد فالمدينه
وعباس منتضرا حساس
يشحد سيفه ليو الفصل

عباس العدوا يغازل زوجتك
فقال عباس بغضب لما الغيبة فهذا حراب
فحد سيفه عباس وذكر الخطان الاثنان فايك يا جار ان تتجاوز
فدخل الجار الى الدار فضل عباس بصلاته لم يقطعها رغم دخول القاتل لاءن هذا حرام
لني اقول الحق لقد علم بالعدو فاومئه له في الصلاة ان انتضر حتى الانتهاء
فذبح الكل وانتهى لكن عباسلا زال يشحد سيفه ليوم الشده
فابقى اشحد يا عباس
ليوم الشده
اشحد اشحد

فقتل المحتل الناس وسجن الاخر وسبا الكثير

فجزعت كثيرا واردت البكاء
فتذكرت نياح امي ودموعها
وكيف كان البعثيون يسحبونها ويدفعوها
امي اين انتي الان
اريد البكاء على صدرك امي من يداوي وحدتي
ومن يساعدني على اخراج دمعتي

امي لم تزل هنا ففي الامس كانت باكيه علي واليوم قد رحلت
رحلت حزنا علي وعلى اخوتي
كانت لا تنام الليل الا قليلا
كانت مريضه امرضها الخوف والاهات والتعب
عاشت غريبه
انها امي
كم سبوك هؤلاء اللعناء يا حبيبتي وكم اذلوك وكم حاربوك
كم مرتا بصقوا على وجهك الصبوح وجبهتك المعفره بتربة كربلاء
اتذكرين يا امي عنما كنتي تزوريني في السجن
كم كنتي منهكه
كم طلبت منك ان لاتاتين لما فيها من ذله
امي لا استطيع الاكمال فقلبي المني وعيني لم تعد ترى ما اكتب لذا اودعك بعد توديعي شهداء الجمعه
وسيدي وولديه
محمد محمد صادق الصدر




احمد البهادلي
[email protected]