كتابات - سعد الدين ابوالحب
سؤال: "اهالي مدينة الفلوجة مازالوا يعيشون في مخيمات خارج المدينة ، ويعيشون تحت وطأة الفقر، كما ان اعادة الاعمار في المدينة بطيء. كيف ستقوم الحكومة بمساعدة هذه العوائل؟"
جواب: "الفلوجة والنجف (في الجنوب) والمدن الاخرى التي قد دمرت تماما تقريبا بسبب التمرد، تتطلب ادارة خاصة. اعادة البناء والتعويضات للاشياء التي فقدت هي من المسائل الاساسية لانه لم يكن هدفنا تدمير المدينة، ولكن لازالة المتمردين الذين دخلوا المدينة واستخدموها كقاعدة لهم. نحن لم يكن لدينا اي شيء ضد اهالي المدن، الناس المقيمن فيها، شوارعها، بناياتها او مدارسها. والان فان الاولويات تكمن بتعويض هؤلاء الناس وارجاع الابتسامة والبريق لهذه المدينة بتوفيق الله تعالى."

يصعب على اي انسان، عراقي او غيره، ممن يمتلك الحد الادنى من المعرفة والخبرة السياسية او القليل من الحياء والاحساس الانساني، بعد قرائته لكلام الجعفري اعلاه المنشور في موقع "العراق للجميع" يوم امس، ان يفهم ظاهرة الجعفري المشينة هذه. لقد اعدت قراءة كلماته هذه لعدة مرات لم استطع خلالها السيطرة على احساسي بالاشمئزاز والتقيء رغم محاولالتي المستميتة لتفسيرها ايجابيا.

هكذا وببساطة يبرر لنا هذا "المؤمن التقي" الملتحي ظاهرا والمشبع بالروح الفاشية الصدامية باطنا، الاسباب الكامنة وراء قتل وتشريد الاطفال والشيوخ والنساء وتهديم منازلهم واستخدام الاسلحة الكيمياوية المحرمة على ارضهم واستباحة جوامعهم وحرماتهم. كان ذلك " لازالة المتمردين" يقولها لنا الجعفري ابن مدينة طفولتي كربلاء ومحلتي باب العلوة (باب بغداد)! بل انه يزيد على ذلك بتنوير المستمع والقارئ الى ان تدمير مدينة الفلوجة "لم يكن هدفنا"! وهنا لابد من تذكير العبقري الهادئ الجعفري ذو الكلمات العسلية الاجرامية الفارغة ان صدام حسين لم يهدم مدينة كربلاء حبا في تهديمها ولكن للقضاء على المتمردين فيها! كما ان صدام حسين بعد استباحته لكربلاء لم يكن قليل الحياء الى درجة الاعلان بروح استهزائية مازحة مريضة بأنه لم يكن لديه "اي شيء ضد شوارعها، بناياتها او مدارسها". فهو لم يضف زيتا الى النار المشتعلة. بل على العكس، فقد انهى عملياته العسكرية على وجه السرعة وقام باعمار المدينة بفترة قياسية بعد تدميرها، رغم الحصار. فهل سيستطع ازلام الاحتلال في العراق الفاشي الجديد من تحقيق ذلك في الفلوجة او غيرها؟

ولابد هنا لاستفسارنا من حضرة جناب الدكتور الايشقر الجعفري، الذي يصر على لبس بدلات وربطات العنق الغربية اللماعة مع الابقاء على محبس المتدينين الشيعة المصنوع من العقيق في اصبع يده الصغير، كيف سيستطيع "ارجاع الابتسامة والبريق لهذه المدينة بتوفيق الله تعالى" عبر "التعويضات للاشياء التي فقدت"؟ هل يملك هذا الرجل اي حس انساني؟ هل يفهم هذا الطبيب قيمة الروح الانسانية التي لايمكن تعويضها باعادة الاشياء؟ ام ان خبراته الطبية كانت قد تلوثت بخبرات الطبيب المعجزة الاخر اياد علاوي في منفي لندن شديد البرودة؟

كما ان علينا تذكيرالجعفري ايضا ان تدمير مدينة كربلاء كان جهدا فاشيا عراقيا خالصا وعلى ايدي كلاب عراقية محلية غير مستوردة! فادعاءه وتلميحه بالمسؤلية المباشرة عن جرائم الفلوجة في غير مكانه. فهو وجوقته الفاشية التعددية المتمدنة و"المتدمقرطة" ليست حتى فاشية محلية كتلك التي قادها صدام حسين! ان جوقة الانتهازيين المتعاونين مع المحتل المجرم الذي استباح ارض السواد والسلام العالمي وهي ستبقى كذلك رغم جميع محاولات التزويق الانتخابية وغيرها!

ان الجعفري هذا ظاهرة شيعية عراقية وكربلائية مخزية بحق يصعب فهمها. وانني لابد ان اعترف بانني اسأت ولسنين قراءة الميول الفاشية المغلفة بدعوات الديمقراطية والتعددية واسترداد الحقوق ونصرة اهل بيت محمد الاطهار لهذه الشلة المريضية الساذجة ممن لا يفهم في السياسة والمجتمع والاخلاق الانسانية ولايملك الحد الادنى للدينامية الفكرية. شلة مغرقة بالاناتية الانسانية على اقبح صورها. نم هادئا ياسيدنا الحسين بن علي، سيد الشهداء والمبادئ والتضحية، فانك لم تمد يدك لجيوش الروم الرابضة على ابواب كربلاء رغم المغريات. فانك كنت ستختار الموت في الفلوجة لو صحوت اليوم لان المدعين باسمك سيقتلونك لو طلبت امريكتهم الحبيبة ذلكَ! وشكرا للشاعر العراقي الشريف سعدي يوسف وقصيدته الاخيرة اقول:

اليك اليك يا كربلاء عني ***** فأني لست منك ولست مني




-----------------------------------------------------------------------------------------------------
ملاحظة: السؤال و الجواب الذي أشار إليه الكاتب ورد في هذه المقابلة:
http://iraq4allnews.dk/viewnews.php?id=79858

تعليق؟
كفانا الرجل هذه المؤونة !