هل أسألكم أين مجلس السلم العالمي ومجموعة عدم الانحياز ؟
زهير كاظم عبود

بح صوتي وأنا أهتف ( عاش السلام العالمي ) وتسقط الحروب والموت لدعاتها ، ورددت كثيراً مقولة الجواهري عاش السلام وعاشت الدنيا لأنصار السلام ، وقد تباهينا كثيراً بالحمام الأبيض الذي كنا نطلقه في الجو و الذي يعبر عن رمز السلام ، وقد كانت لمنظمة أنصار السلام في العراق التي كان يرأسها المرحوم الحقوقي الوطني عزيز شريف كل التأثير الأعلامي والسياسي في قضايا الساعة في العراق .

وكان العراق في ظل قيام أول جمهورية يرعى هذه المنظمة ، وبعد وقوع أول مجزرة أنسانية عراقية في الثامن من شباط 1963 تمت ملاحقة أعضائها وقتلهم ، كانت منظمات أنصار السلام ومجلس السلم العالمي يعقدون الاجتماعات ويطلقون التصريحات للمطالبة من أجل حرية الشعب العراقي المخنوق تحت سلطة الإرهاب والعنف الدموي وغياب حقوق الأنسان و الديمقراطية ، ومع الخــدر الذي أصاب الحركة السياسية الوطنية في العراق ، بدأت حركة مجلس السلم العالمي تنسحب من الذاكرة شيئاً فشيئاً حتى تناساها الناس ووضعتها الذاكرة فوق رفوف النسيان ولم نعد نسمع بها لافي خيرنا ولافي شرنا .

وعاش العراق أحلك أيامه وأكثرها أرهاباً ومحنة تحت سلطة الدكتاتورية ، لم نستمع لكلمة واحدة من مجلس السلم العالمي تدعو للدفاع عن حرية الشعب العراقي أو قواه السياسية الوطنية المذبوحة دون استثناء ، فهل دخلت مرحلة السلام العالمي في سبات ؟ أم أنها رحلت مع رحيل الجمهوريات السوفيتية ؟ أم أن حركة مجلس السلم العالمي وضعت خارج السياق الزمني لحركة الأنسان في العالم ؟ حالها حال مجموعة دول عدم الانحياز التي لم يعد لوجودها أي مبرر أو منطق ، مثلما لا يوجد لحركتها أدنى نفس يوحي بحيويتها لحد الان .