أوساط مفاوضة: الأكراد يريدون حكومة الـجعفري «في يدهم

[قاسم البصري]

حتى لو انعقدت الجمعية الوطنية ـ غدا الثلاثاء ـ فليس ثمة ضوء في اخر النفق الذي دخلته المباحثات بين لجنتي التفاوض، الائتلافية والكردستانية، حول تشكيل الحكومة.

كل ما تستطيعه الجمعية ـ في افضل الاحوال ـ هو ان تختار خلال هذا الاجتماع المفترض رئىسا لها ونائبيه، فيما يظل موضوع الحكومة رهنا بما ستفضي اليه العملية التفاوضية ذات الطابع الزئبقي بين اللجنتين المذكورتين.

وابلغ العديد من المعنيين «القبس» ان بعض المفاوضين بالذات تتملكهم حالة السأم، فكل السقوف الزمنية التي اعتبرها البعض موعدا لاعلان الولادة الحكومية، لا تتعدى كونها تخمينية بحتة.

وعلم ان المفاوضين الاكراد طالبوا بتعيين نائب منهم لرئىس الحكومة لا شريك له، يتمتع بصلاحيات مماثلة تماما لصلاحيات رأس الهرم الحكومي، الامر الذي اعتبره مفاوضو الائتلاف ليس غير مشروع، لانه يعني من الناحية العملية اختيار رئيسين للحكومة القادمة، كما يعني استحواذ الجانب الكردي على السلطة العراقية بالكامل اذا ما اخذنا في الاعتبار ان جلال الطالباني هو المرشح الاوفر حظا لرئاسة الجمهورية، ناهيك عن احتفاظ الاكراد بحقيبة الخارجية، ومطالبتهم بوزارة النفط، ورئاسة اركان الجيش التي يتمتعون بها خلال الحكومة الحالية المنتهية ولايتها.

السيطرة على كل البلاد!

وقد اعتبر احد المقربين من الطاولة التفاوضية «ان الاكراد يريدون اتفاقا يضمن لهم سيطرتهم على كل البلاد».

وتساءل بامتعاض شديد كيف يمكن القبول بنائب كردي لرئيس الوزراء له ما للاخير من صلاحيات، بالاضافة الى ان رئىس الجمهورية كردي ايضا؟ الا يعني ذلك ان الدكتور ابراهيم الجعفري المرشح لرئاسة الحكومة اذا ما سافر الى خارج البلاد يكون بوسع الاكراد ان يتخذوا ما يشاؤون من قرارات؟

واضاف ان الائتلاف نفسه من خلال تشكيله لجانا عدة قد جرد الجعفري من صلاحياته قبل ان يتم تكليفه رسميا برئاسة الوزراء.

الخيارات البديلة

وقد بدأ بعض المحاورين في الائتلاف يفكرون جديا باتخاذ خطوات مختلفة الاتجاهات اذا ما اصر نظراؤهم الكرد على الشروط آنفة الذكر، ومنها:

1ـ عقد الجمعية الوطنية اجتماعها الرسمي وحمل الاكراد على حضور الاجتماع، لتقوم الجمعية لاحقا بمواصلة اجتماعاتها وطرح كل المسائل العالقة مع الكرد على مرأى ومسمع الشعب العراقي، وبعدها يمكن للجمعية حتى لو تغيب النواب الاكراد ـ بسبب اكتمال نصابها القانوني ـ اتخاذ بعض القرارات من قبيل تشكيل اللجنة الخاصة بصياغة الدستور.

2ـ وفي حال احجم الاكراد عن حضور الجلسة، قد يعمد حزب الدعوة الاسلامية الى سحب ممثله جواد المالكي من اللجنة التفاوضية كما ان الجناح الاخر من الحزب «تنظيم العراق» قد يتخذ مثل هذه الخطوة، وحينها يصعب على المجلس الاعلى للثورة الاسلامية الابقاء على ممثله عادل عبدالمهدي في حلبة التفاوض.

3ـ بعض المؤتلفين لاسيما الصدريين يجنحون الى تنظيم تظاهرات حاشدة في بغداد وعموم المحافظات الوسطى والجنوبية لمطالبة الحكومة الحالية المنتهية ولايتها باعلان تخليها عن مسؤولياتها، لخلق حالة من الفراغ الحقيقي قد تدعو الاميركيين الى التدخل في الضغط على الجانب الكردي، فيما اكدت مصادر عليمة لـ«القبس» ان حاكم العراق المدني الاميركي السابق بول بريمر موجود ـ حاليا ـ الى جانب عشرة من مساعديه في بغداد لمتابعة الاوضاع من خلف الستار.

http://www.sotaliraq.com/latest-pres...3_28_2120.html

[تركماني]

وطرح كل المسائل العالقة ... على مرأى ومسمع الشعب العراقي