[align=center][/align]



تشكل مسالة اختيار الشريك المناسب مشكلة تقض مضجع كل من الشاب و الشابة على السواء , إلا أنه كثيرا ما تم تحديد المواصفات التي من أجلها تنكح المرأة ولم يعط للمواصفات التي من أجلها يقبل الرجل الحيز المعقول, مع العلم أن مسألة الإختيار تكون عند الفتاة أعوص , إذا ما استحضرنا مجموعة من الحيثيات التي تحكم المجتمع والتي تتمثل في كون الفتاة لا تملك العصمة في يدها حتى يسهل عليها التخلص من الزوج التي لم تتوفق في الاندماج معه تحت سقف واحد , إضافة إلى كون العادات والتقاليد لم تجوز بعد للمرأة خطبة الرجل الذي رأت فيه الصلاح وأرادت بناء أسرة معه , بالرغم من أن الإسلام يبيح لها ذلك .

لدى سنحاول وضع مجموعة من الشروط التي قل الحديث عنها والتي يجب على الفتاة استحضارها لاختيار الزوج المناسب ولبناء أسرة سعيدة :



1- قال رسول الله صلى الله عليه وآله ِ وسلم:( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلو تكن فتنة في الأرض وفساد عظيم ) وعليه يجب توفر فضيلة التقوى في من سيكون شريك حياتك لأنه سيخشى الله فإن هو أرادك أحبك وإن لم يردك لم يظلمك.

2- أن يكون ميسورا ماديا لأن الحياة تتطلب ضروريات فإن هو أمنها كانت السعادة حليفك وإن لم يؤمنها كان العكس من حظك , لأن المشاكل المادية تطفوا على الأحاسيس العاطفية إلى أن تغرقها في بحر من الأوحال , وحتى نحافظ على الحب لا بأس من أن نؤمن مستقبلنا وإلا حصدت ظروف الحياة اليابس والأخضر خاصة إذا كانت الفتاة تتطلع إلى حياة أفضل من الحياة المطمئنة في بيت والدها.

3- التقارب الفكري لأن ذلك يعينك على التفاهم و التطور إلى الأفضل فيكون الزواج بذلك ينمي فيك العقل والروح معا , وبذك ينعدم إحساس أحد الطرفين بالدونية تجاه الآخر .

4- التقارب في السن لكي تتحقق السعادة الزوجية ,لا بد من أن يكون الزوجين من نفس الجيل حتى لا يختلفا في طريقة التفكير وفهم الأمور , فكم من مسن تزوج شابة وأتعبته بطريقة تفكيرها وبحبها للمرح وهي في سن العطاء . فلماذا إذن تقبر الفتاة حيويتها مع من يدفن فيها بهجة الحياة .

أن يكون مقبول المظهر واضح الجوهر حيث ان الفتاة قد لا يستهويها مظهر الشاب ومع ذلك تتزوجه بدعوى أنه عازب تنقصه الزوجة التي تفي بالغرض ,,, لكن ما أن يتم الزواج حتى تكتشف الزوجة أن عدم الإهتمام بالمظهر ثقافة متشبع بها –إما تواضعا لله كما يعتقد البعض –أو أن الإهتمام بالجوهر عنده أولى , مع العلم أن الإهتمام بكلا الأمرين مطلوب.

أما وضوح الجوهر فالغالب الأعم أنه مفقود ما قبل الزواج وحتى في بدايته , والسبب راجع إلى رغبة الطرفين في إتمام الزواج حتى لو كان الغموض يلفه مرجحين لفكرة القضاء بما تيسر وإيجاد الحلول بعد الزواج لكل ما تعسر ,,, لكن النتائج تبقى غير مضمونة إذا لم توضع النقط على الحروف منذ البداية .

5- لا للمجاملة : شعار يجب أن يتبناه كل من الشاب و الشابة في فترة ما قبل الزواج فلا بد إذن من الصراحة والوضوح وإبداء وجهة نظرهما بكل حرية وموضوعية مع الإحترام المتبادل ,,, حتى يسهل فهم بعضهما البعض ,, وبذلك يقرران ما إذا كانا قادرين على الانخراط في الزواج .

6- الواقعية : كوني واقعية بعيدة كل البعد عن الخيال الذي يجعل على عينيك غشاوة تحجب عنك حقيقة الأمر, وتجدين نفسك قد رسمت في خيالك كل ما تتمنينه عن الشاب الذي تودين الزواج منه ,,, فيصبح منهجك التسويف لتصطدمي بعد ذلك بالواقع الذي قد لا يتلاءم مع ما تخيلتيه عن الزوج المنتظر ,,, فتكونين بذلك قد تزوجت خيالك.

7- الإبتعاد عن الكذب واجعلي الصدق منهجك إلى الأبد ولا تكذبي عنه حتى لا يكذب عنك ,,, لأنه مع مر الأيام سينكشف كل شيء وتنعدم الثقة التي إن غابت كان فك الميثاق الحل الأنجع .

8- حددي هدفك من الحياة بصفة عامة ومن الزواج بصفة خاصة , واسأليه عن هدفه فقد تتعارضان في البداية , لكن الوضوح قد يوصلكما إلى هدف موحد ,,, فالأفضل التعارض قبل الزواج لا بعده .

9- إسألي المقربين إليه عن أخلاقه وسلوكاته داخل البيت وخارجه ,,, كي لا تفاجئين بعد الزواج .

10- استعيني على اختيار الزوج الصالح بالدعاء الذي هو مخ العبادة وتضرعي لخالق الخلق فهو الأعلم بما أسروا وما جهروا , يكن لك عونا بحوله وقوته .

11- صلي صلاة الاستخارة فإنها عون للعبد على قضاء حوائجه .

12- لا تنسي قول الرسول صلى الله عليه وآله ِ وسلم( استعينوا على قضاء حوائجكم بالسر والكتمان )