الديمقراطية والرياضة


عادل العتابي:
الديمقراطية كمفهوم حديث، ربما اخذت الكثير من الرياضة باعتبار ان الالعاب الاولمبية تمد جذورها عميقا في التاريخ، الديمقراطية تعني ان هناك فائزاً وخاسراً، الفائز يعمل على تفعيل ما كان ينادي به من برامج وخطط والخاسر يعيد حساباته بهدوء والتهيؤ من جديد لجولة اخرى، وهذه على ما اعتقد هي الرياضة. فهناك فائز وخاسر في الرياضة وكلاهما يقبل بالنتيجة بروح رياضية عالية.

مع بدء العملية الديمقراطية في العراق الجديد، بدأت انتخابات الاندية والاتحادات الرياضية، وربما كانت الرياضة هي من أول المفاصل التي مارست الديمقراطية بكل حرية وشفافية. وكنت موجوداً في اغلب ان لم اقل جميع انتخابات الاندية والاتحادات، وشاهدت اعتراضات العديد من اعضاء الهيئات العامة على اشخاص كانوا يرشحون انفسهم بعضوية الهيئات الادارية، لكنهم كانوا يوقفون اعتراضاتهم بعدما يتم ابلاغهم بان هذه العملية هي لمدة تسعة او ثمانية اشهر وبعدها يتم اجراء انتخابات جديدة، وبالتالي فمن الافضل اتمام العملية الانتخابية والتهيؤ والتحرك على الهيئات العامة لخوض الانتخابات الجديدة، وقد تمكن عدد غير قليل ممن لهم ارتباطات خطيرة مع البعث والاجهزة الامنية الصدامية من الوصول الى الهيئات الادارية للاندية والاتحادات بعد ان اقنعوا الجميع بان هذه الانتخابات هي لمدة اشهر معدودات.وبذلت الرياضية ايمان صبيح جهوداً كبيرة في انجاح تلك العملية، وعرضت نفسها لاكثر من مرة الى هجوم كاسح بالعبارات والتهديد من قبل اطراف النزاع سواء كانوا معارضين او مؤيدين. الا ان الذي حدث اخيراً ان هذه الاتحادات والاندية وهيآتها العامة بقيت لمدة اربع سنوات واكثر بتسعة أشهر.!!
وكذا كان الحال مع الاولمبية التي عقدت اجتماعا في كردستان لانتخاب اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية التي تعمل لمدة تقل عن العام الواحد، الا ان اللجنة وبعد انتخابها قررت لوحدها البقاء لمدة تزيد على الاربع سنوات دون خوض انتخابات جديدة.
أن كل ذلك كان قتلا متعمداً لروح الديمقراطية او التصاقاً سياميا وغير مبرر مطلقا بالكراسي، وحب التسلط والسلطة، فقتلت الرياضة من قبل اهلها ولا احد نعى ذلك. ومع ذلك فان هناك نماذج رائعة في التعامل مع الديمقراطية وعدم امتلاك الكراسي سيتم التطرق اليها في وقت لاحق. الا ان التاريخ كان دائما يخلد الذين يعملون مع الجماهير وينسون الكراسي ولم نجد يوماً ان احد عشاق الكراسي خلده التاريخ!!