العنف الذي يجتاح العراق لم يستثن ملاعب كرة القدم التي اصبحت ساحات لحوادث الشغب واطلاق النار.
بغداد - من خليل جليل

لم تألف ملاعب كرة القدم في العراق وعلى مدى العقود الماضية اية مظاهر للعنف او اعمال شغب وظلت تلك اللعبة النظيفة التي يتابعها الآلاف العراقيين بشغف ومحبة.

ولكن ما ان سقط النظام العراقي السابق في التاسع من نيسان/ابريل من عام 2003 حتى اجتاح العنف كل شيء في العراق وبدأ يصل الى ملاعب كرة القدم وخصوصا في بعض المدن العراقية التي تشهد مباريات الدوري الممتاز التأهيلي الى دوري النخبة الممتازة المزمع انطلاقه في نهاية نيسان/ابريل القادم.

وكان ملعب مدينة دهوك (450 كلم شمال بغداد) قبل اسبوعين على موعد مع اعمال عنف وحوادث شغب واطلاق عيارات نارية خلال المبارة التي جمعت فريقي زاخو ودهوك، وادت هذه المواجهات المسلحة الى وقوع اصابات في صفوف المشجعين.

وتكرر مشهد هذه الاعمال في ملعب مدينة النجف (160 كلم جنوب بغداد) وخلال المباراة التي جمعت فريقي النجف وكربلاء ضمن الدوري الممتاز حيث تخللتها اعمال شغب وعنف واشهار اسلحة متنوعة لم يتمكن مسؤولو الحماية من السيطرة عليها قبل ان يقدم حكم المباراة على انهائها قبل وقتها الاصلي بدقائق.

المسؤولون عن الرياضة في العراق في اللجنة الاولمبية واتحاد كرة القدم، والمكلفون مسؤولية حماية الملاعب التي تجري عليها المباريات هددوا بانزال اقصى العقوبات بالمشاغبين.

وقال احمد السامرائي رئيس اللجنة الاولمبية العراقية " ان اللجنة "بصدد بحث مسألة فرض عقوبات بحق الفرق والاندية في حال ثبوت تقصيرها وعدم القيام بما يمكن ان يحد من هذه الاعمال الغريبة والطارئة على الملاعب العراقية".

واضاف "لقد طلبنا من الاتحاد العراقي لكرة القدم تقديم كشف تفصيلي سريع عن الاعمال والحوادث التي رافقت بعض مباريات الدوري والملابسات التي ادت الى وقوع اعمال شغب في ملعبي دهوك والنجف لكي نجري تحقيقا كاملا ومحاسبة المتسببين بهذه الاعمال".

وتابع السامرائي "سنطلب من المسؤولين عن حماية الملاعب والمنشآت الرياضية اتخاذ اجراءات امنية مشددة بالتنسيق مع الدوائر المعنية في عدد من المدن العراقية لابعاد ملاعبها عن هذه الاعمال والعمل للحيلولة دون وقوعها وتكرار مظاهرها".

واشار السامرائي الى ان "عدم خضوع الملاعب خارج العاصمة الى الاجراءات الامنية المماثلة في ملاعب العاصمة تعد ابرز اسباب حدوث اعمال العنف".

الاتحاد العراقي لكرة القدم من جهته سارع الى رفض هذه الممارسات الطارئة على الملاعب العراقية وعبر عن استيائه لوقوعها.

وقال امين عام الاتحاد احمد عباس "ان الاتحاد سيفتح تحقيقا لكشف ملابسات الحوادث التي اجتاحت بعض الملاعب ومعاقبة المتسببين بها وسنعمل على عدم تكرارها ثانية لانها تسيىء الى ملاعب كرة القدم العراقية التي لم تألف وتعرف مثل هذه الحوادث".

وسائل الاعلام الرياضية من جهتها دعت المؤسسات الرياضية العراقية الى التدخل لاستئصال اعمال الشغب ومعاقبة المتورطين بها.

وقالت صحيفة "الزمان" الرياضي كبرى الصحف الرياضية الصادرة في العاصمة بغداد الى "معالجات فورية لتخليص الملاعب العراقية من اعمال الشغب"، مشيرة الى ان "اقامة المباريات مستقبلا من دون جمهور لم يعد حلا جذريا ودعت الاتحاد العراقي لكرة القدم الى المزيد من اجراءات فرض الرقابة والتنسيق مع مؤسسة حماية الملاعب لتأمين اجواء مباريات كرة القدم خالية من تلك الاعمال".

حكام مباريات كرة القدم هم الاكثر تضررا من جراء اعمال العنف لانهم يقعون ضحايا لتلك الحوادث المؤسفة.

الحكم الدولي العراقي شاكر محمود اوضح ان "ايقاف مثل هذه الاعمال يتطلب اجراءات مشددة من قبل الاتحاد العراقي لكرة القدم والاطراف المسؤولة عن حماية الملاعب العراقية في المدن خارج العاصمة"، مشيرا بهذا الخصوص الى "قدرة الاتحاد العراقي على اتخاذ مثل هذه الاجراءات لكنها تتطلب وقتا لان بعض الملاعب خارج العاصمة تكون عادة خارج السيطرة المماثلة في ملاعب بغداد".

وشدد على ضرورة "القيام باعمال احترازية اكثر دقة".