سنّة العراق يحذرون حكومة الجعفري من إندلاع حرب طائفية
رحبوا بدعوة رايس لإشراكهم في صياغة الدستور الدائم
بغداد ـ النجف: رعد كامل والوكالات
أكد رئيس ديوان الوقف السني في العراق عدنان الدليمي أمس، ان الجثث التي عثر عليها أول من أمس في بغداد تعود لأهل السنة، داعيا الحكومة العراقية تسليط الضوء على ظروف وملابسات هذه الجرائم، ومحذرا من اندلاع حرب طائفية. كما رحب وشخصيات سنية اخرى بدعوة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس لاشراك السنة العرب في العملية السياسية وصياغة الدستور.
وقال الدليمي في مؤتمر صحافي «في اليومين الأخيرين ألقيت جثث لأناس كانوا معتقلين من بيوتهم او من المساجد من أبناء السنة ولا سيما في منطقة الشعب وحي أور (شرق بغداد) وفي منطقة جكوك (غرب بغداد)».
وناشد الدليمي رئيس الوزراء إبراهيم الجعفري ان «يقف وقفة شريفة وشجاعة أمام هؤلاء الذين يريدون ان يثيروا الفتنة في البلاد».
وقال الدليمي «لقد وقعت احداث خطيرة بعد تشكيل الحكومة العراقية المؤقتة في 28 نيسان (ابريل) الماضي قد تؤدي الى فتنة طائفية تطاول جميع العراقيين»، واضاف ان «مساجدنا تداهم كل يوم ويعتقل ائمة المساجد والمصلون..وكأنها محاولة للتطهير الطائفي». واتهم الدليمي ضمنا قوات الأمن العراقية بالوقوف وراء هذه الأعمال. وقال ان «ما تقوم به قوات الشرطة والحرس الوطني ولواء الذئب (قوات خاصة شكلت أخيرا لمكافحة الإرهاب وأعمال العنف) أصبح معلوما للجميع».
ودعا الدليمي الحكومة العراقية الى «التحقيق في هذه الأمور»، معتبرا انها «المسؤولة قانونيا ودوليا واجتماعيا ودينيا عن أرواح أبناء الشعب». كما دعا الدليمي جامعة الدول العربية والدول العربية والاسلامية والامم المتحدة الى التدخل لايقاف هذه الاعمال التي يراد بها ادخال العراق في حرب طائفية، مشيرا الى ان عددا كبيرا من ائمة المساجد طلبوا منه ترك المساجد واغلاقها. واضاف انه سبق ان دعا لتوقيع ميثاق شرف يحرم على العراقيين الاقتتال فيما بينهم، الا ان هذه الدعوة لم تلق اذنا صاغية من احد حسب قوله.
وخلال الأيام الأخيرة اكتشفت جثث 46 شخصا قتلوا بالرصاص او بقطع الرأس او ذبحا، بينهم 25 في بغداد، حسبما أعلنت مصادر أمنية وطبية.
واتهمت هيئة علماء المسلمين (سنية) «الميليشيات» بارتكاب هذه الأعمال، في إشارة إلى منظمة بدر التابعة للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق العضو في الائتلاف الحكومي.
من جانبه قال الصدر في أول مؤتمر صحافي يعقده منذ نحو عام في منزله بحي الحنانة في مدينة النجف «ان كل ما يستهدف المدنيين العزل هو محرم على جميع الأصعدة، ونحن نستنكر وندين هذه العمليات الإرهابية سواء من قبل المحتل ام من غيره، وهو أمر غير مقبول شرعا وعملا».
وأضاف «ان المحتل يحاول ان يدق إسفين بين الشعب العراقي»، مؤكدا انه «لا وجود لسنه أو شيعة، فالعراقيون واحد». وتابع الصدر «ليس لدي اي كتلة في البرلمان والعلاقة مع الحكومة العراقية متوقفة على سعي هذه الحكومة لخروج الاحتلال واستقلال العراق»، مؤكدا انه «إذا قامت بذلك فانا مستعد لوضع يدي بيدها ومحاربة أعداء العراق أينما كانوا».
وسئل الصدر عن العملية السياسية الجارية في العراق فقال «انا كشخص في منأى عن العملية السياسية ولا أتدخل بها، ولكن كل شيء يصب في مصلحة العراقيين فأنا مستعد له».
وأيد الزعيم الشيعي الشاب «تفعيل» لجنة اجتثاث البعث في العراق التي أنشئت عام 2003 لتطهير الإدارة العراقية من عناصر النظام السابق، مؤكدا انه «يجب ان يجتث البعث في أسرع وقت ممكن». وحول محاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين، قال الصدر «أطالب بإنزال أقصى العقوبات ضد صدام».
من ناحية اخرى قال الدليمي تعليقا على دعوة رايس ان «هذه الدعوة أمر جيد»، ورأى انها «جاءت متأخرة بعض الشيء وكان لا بد ان تأتي منذ زمن منذ أول دخولهم (الأميركيين) العراق».
وأضاف ان «تهميش أبناء السنة غبن ولا يؤدي إلى مصلحة البلاد واستقرارها (...) ولعل جميع الأطراف تدرك أهمية مساهمة أبناء السنة ليس في عملية صياغة الدستور فحسب، بل في عملية تحقيق الموازنة والاستقرار ووحدة الصف».
وأوضح الدليمي ان الولايات المتحدة «بدفاعها عن أبناء السنة إنما تدافع عن مصالحها في العراق لأنها تعي ان هذه المصالح لن تتحقق إلا بوجود مكثف لأبناء السنة».
وأكد رئيس ديوان الوقف السني ان «الوقف بدأ بإعداد لائحة بأسماء عدد من الشخصيات السنية للمساهمة في عملية صياغة الدستور، ستقدم في وقت قريب إلى اللجنة والبرلمان». من ناحيته، أكد ناصر العاني الناطق الرسمي باسم الحزب الإسلامي العراقي الذي يتزعمه عضو مجلس الحكم السابق محسن عبد الحميد «نحن نريد من شركائنا الشيعة أن يدعوننا لان نلعب دورا اكبر في عملية صياغة الدستور».
واقترح «إنشاء لجنة من خارج الجمعية الوطنية (البرلمان) تعمل جنبا الى جنب مع لجنة صياغة الدستور المنبثقة عن البرلمان لإعداد مسودة دستور دائم للبلاد». وأكد العاني ان «العرب السنة لم يشاركوا في العملية الانتخابية بسبب العنف الذي ساد مناطقهم، ولهذا فإن عليهم ان يشعروا بأنهم جزء من العملية السياسية في البلاد من خلال مشاركتهم في عملية صياغة الدستور». لكن مثنى حارث الضاري عضو هيئة علماء المسلمين (السنة) رأى ان «هذا مجرد كلام والقضايا لا يمكن ان تحل بمجرد كلام وما قالته رايس يحتاج إلى معرفة الدوافع وراء مثل هذه التصريحات قبل ان نعطي رأيا بخصوصه».
وأضاف ان «موقفنا ثابت وقد أعلنا عنه مرارا وهو أننا لن نشترك في أية عملية سياسية تحت ظل الاحتلال».
وكانت رايس عبرت أول من أمس عن قلقها إزاء ضعف مشاركة الأقلية السنية في اللجنة البرلمانية المكلفة صياغة الدستور التي تهيمن عليها غالبية شيعية.
وقالت رايس «اعتقد انه أمر أود أن ابحثه مع القيادة وكيف يمكنهم ضمان مشاركة كل العراقيين في هذه العملية وبينهم السنة». وأوضحت «من المهم فعلا ان يشعر العراقيون بابهم ممثلون في هذه اللجنة».
من جانبه، اقر الجعفري بوجود ضعف على مستوى التمثيل السني في اللجنة البرلمانية المكلفة صياغة الدستور، وتعهد بالسعي إلى إيجاد حل لهذه المشكلة.
واعلنت رايس امس، أن محادثاتها مع المسؤولين العراقيين كانت «مشجعة جدا» وأنها«شعرت بإرادة وحتى برغبة في محاولة توسيع مشاركة الذين سيتم تكليفهم بصياغة الدستور».
واتهمت رايس سورية من جديد بالسماح «لارهابيين أجانب» بالتجمع على اراضيها والانتقال الى العراق لتأجيج حركة التمرد، وقالت «ان الولايات المتحدة ستعزز ضغوطها على دمشق».
http://www.asharqalawsat.com/details...707&issue=9667