صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 20

الموضوع: "كشكول دستغيب"

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي "كشكول دستغيب"

    [align=center]القصص الأولى في باب التوحيد ولنبدأ على بركة الله تعالى.


    (1)
    البهلول وأبو حنيفة


    يوماً كان البهلول ماراً بالقرب من مسجد فرأى أبا حنيفة جالساً يحيطه ثلة من طلابه وهو يلقي عليهم درسه المعتاد، فوقف البهلول وأخذ ينصت لكلام أبي حنيفة، فسمعه يقول:
    سمعت الصادق يقول أموراً أدهشني سماعها، فإنه يقول (إن الله لا يمكن أن يرى لا في الدنيا ولا في الآخرة) فتعجبت لقوله، فهل يمكن لشيء أن يكون موجوداً لكنه لا يرى؟
    وسمعته يقول: (أن الشيطان سيُحرق في نار جهنم) فتعجبت لقوله أيضاً لأن الشيطان هو نفسه مخلوق من النار، وما خلق من النار لا يُعذَّب بها.
    وسمعته يقول: (أن الناس مسئولون عن أعمالهم) ولكنني أعتقد أن كلَّ أعمالنا مرتبطة بإرادة الله ومردّها إلى مشيئته، وأننا لسنا مسئولين عن أعمالنا.
    وأرد البهلول أن يجيب على إدعاءات أبي حنيفة فاستخدم في ذلك أسلوب (من فمك أدينك) إذ رفع حجراً ورمى به أبا حنيفة فسقط على أم رأسه، فشكاه إلى القاضي، فما كان من الأخير إلا أن استدعى البهلول إلى المحكمة وسأله عن سبب اقدامه على هذا العمل الذي أدّى إلى إصابة رأس أبي حنيفة بوجع شديد فأجاب البهلول:
    - أيها القاضي!
    يقول أبو حنيفة (كل شيء موجود فهو مرئي ومشهود حتماً) وهو يدعي أن رأسه مصاب بوجع وألم، فإذا كان ادعاؤه صادقاً فليرني ((الألم والوجع))!
    وهو يقول: (بما أن الشيطان مخلوق من نار فهو لا يحترق بها) وأبو حنيفة مخلوق من التراب والحجر من التراب أيضاً، إذن فينبغي أن لا يؤلم الحجر أبا حنيفة أو يجرحه، فإذا كان يدعي أنني أوجعت رأسه وجرحته بالحجر فإنه كاذب في إدعائه!
    وهو يقول: (إن الإنسان ليس مخيراً فيما يقوم به وهو مسخر لإرادة الله ومجبور على أعماله بمشيئة الله) فإن كنت ضربت رأس أبي حنيفة فإني لست المقصر في ذلك وعليه أن يشكو الله لا أن يشكوني!
    فبهت أبو حنيفة ودهش لسماع أجوبة البهلول وخرج من المحكمة بعد أن أسقط ما في يده وخاب سعيه.
    فالتفت القاضي إلى البهلول وعفا عنه وأطلق سراحه. [/align]
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    [align=center](2)
    التلميذ الذكي

    كان لأحد العلماء تلاميذ كثيرون، وبعضهم تتلمذوا على يديه لفترة طويلة وامضوا جلّ حياتهم الدراسية في حلقة درسه. وكان بينهم تلميذ صغير السن يحبه الأستاذ أكثر من بقية طلبته بالرغم من كبر سنهم، وهذا ما أزعجهم وخصوصاً أنهم تتلمذوا مدة أطول عند ذلك العالم.
    ويوماً ذهب الطلبة إلى أستاذهم وعبروا عن استيائهم لكونه يكنّ له حباً أكثر منهم ويحترمه أكثر مما يجب، فأجابهم الأستاذ: على الرغم من قصر الفترة التي درس فيها عندي بيد إنه يملك شيئاً لا تملكونه مما يجعله يمتاز به عنكم، وسوف أثبت ذلك لكم وأبرهنه قريباً.
    وبعد مرور بضعة أيام، أمر الأستاذ تلامذته بأن يذبح كل منهم دجاجة في مكان لا يراه فيه أحد.
    وفعلاً، استجاب التلاميذ لطلب أستاذهم واختار كل واحد منهم مكاناً اختفى فيه وذبح الدجاجة، وجاءوا أستاذهم في الغد حاملين دجاجاتهم المذبوحة وقد قطعوا رؤوسها، ودخلوا الصف، عدا ذلك الشاب فقد وصل الصف متأخراً عن الباقين وهو يحمل دجاجة حية، فلما رآه زملائه الطلبة انفجروا ضاحكين وسخروا منهم أيما سخرية.
    لم يعبأ بهم الأستاذ والتفت ناحية التلميذ الشاب وقال له: (لما لم تذبح الدجاجة في مكان لا يراك فيه أحد؟).
    أجاب التلميذ الشاب: كلما بحثت عن مكان ليس لله فيه وجود ولا يراني فيه ربي ويعلم ما أقوم به لم أجد مثل هذا المكان. وأخيراً وجدتني عاجزاً عن العثور على المكان الذي أردته.
    فلما سمع الأستاذ جوابه استحسنه وأثنى عليه وخاطب زملائه بالقول: (هذا هو الأمر الذي يجعلني أحترم هذا الشاب كثيراً. إن لديه معرفة بالله لا تتوفر لأي واحد منكم). [/align]
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    [align=center](3)
    الراعي المؤمن




    في أحد الأزمنة القديمة، كان ثمة قافلة تروم الوصول إلى مكة لأداء فريضة حج بيت الله الحرام. ومن بين أفراد تلك القافلة (عبد الله بن عمر). وفي أثناء الطريق نفذ طعامهم وأخذ الجوع منهم مأخذه، حتى وصولوا إلى مكان وجدوا فيه قطيع من الغنم.
    فتوجه عبد الله وثلة من أفراد القافلة إلى الراعي وقالوا له: (بع لنا عدداً من هذه الأغنام).
    أجاب الراعي: (هذه الأغنام ليست لي ولا أستطيع أن أبيع أي منهم دون إذن من صاحبا).
    فقال له عبد الله بن عمر: ( بع لنا الأغنام بأي ثمن شئت فصاحبها لا يعلم بذلك. وإن سألك فقل له: هجم الذئب على القطيع وافترس الأغنام وانصرف)!
    أجاب الراعي: لو فرضنا أن صاحب الأغنام لم يعرف الحقيقة فهل أن الله (عزَّ وجلَّ) لا يعلم هو الآخر ما حصل بالفعل؟! وإذا كان مالك هذه الحيوانات لا يرى فهل أن الباري (سبحانه) هو الآخر لا يرى؟! ولو افترضنا أن صاحبها ليس حاضراً الآن فهل أن ربنا هو الآخر غائب ولا يرى أعمالنا؟!
    فدهش كل من كان في القافلة وتعجبوا لجواب الراعي، وقرروا البحث عنه والاستئذان منه في بيعهم هذا الراعي – وكان غلاماً مملوكاً له – ثم أعتقوه، وبعد ذلك اشتروا قطيع الأغنام وأهدوه لذلك الراعي المتدين. [/align]
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    [align=center](4)
    الصقر



    قرر ملك – في أحد الأيام – أن يخرج إلى صيد، فأمر وزراءه وخدمه وغلمانه أن يجتمعوا ويتأهبوا للخروج معه فاستجابوا له، وأحضروا كل وسائل الصيد ومستلزماته وساروا مع الملك للصيد.
    وعندما وصلوا إلى محل الصيد، طفق الملك ووزراؤه يمارسون الصيد، وعندما حل الظهر وضعوا المائدة على سفح الجبل واجتمع حولها الملك ومقربوه من وجهاء البلد، وجيء بدجاجة كبيرة محشوَّة ومطهيَّة فوضعت بين يدي الملك، وفجأة انقضَّ صقر من الجو على الدجاجة اللذيذة فاختطفها وحلق في كبد السماء.
    فاستشاط الملك غضباً وأمر حرسه بأن يتابعوا الصقر ويصطادوه مهما كلف الأمر وبأي وسيلة كانت. وفعلاً بقي الملك وحراسه – وهم على الأرض – يتابعون الصقر وهو محلق في الجو. دار الصقر حول الجبل ثم حطَّ في أحد شعابه وهم يرونه، وحينما وصل إليه الملك وحراسه ترجّلوا وأخذوا يطاردونه حتى وصلوا مكاناً شاهدوا الصقر فيه واضعاً فريسته على الأرض قرب رجل موثوق اليدين والرجلين، وطفق ينهش لحم الدجاجة ويلقمه الرجل، وما لبث الصقر أن طار إلى عين ماء وملأ منقاره ماءً ثم عاد إلى مكانه وسقى الرجل الموثق ماءً.
    فوثب الملك وحراسه وفكّوا وثاق يديه ورجليه وسألوه عما حلَّ به فقال:
    إنني تاجر وكنت متوجهاً في سفر إلى إحدى المدن. وفي هذه المنطقة هجم علي عدد من قطاع الطرق وسلبوا أموالي وأوشكوا أن يقتلوني، فرجوتهم أن لا يفعلوا ذلك، والتمستهم طويلاً فأشفقوا علي فقالوا: ((نخشى أن تصل إلى بلد وتخبر عنا الناس فيه وتأتي بهم إلينا)) فأوثقوا يدي ورجليّ ورموا بي هنا.
    وفي اليوم التالي جاءني هذا الصقر وجلب لي خبزاً، وأتاني اليوم بدجاجة مطهية وهكذا استضافني مرتين.
    تأثر الملك إثر سماعه لهذا الكلام وقال:
    إن الله رحيم لدرجة أن عبده الموثوق اليدين والرجلين، المرمي في الصحراء على جبل ومع ذلك لا يتركه وحيداً ودون رعاية. ويحنا نحن الذين نملك ربّاً رؤوفاً كهذا ومع ذلك فنحن غافلون عنه.
    ثم قرر الملك من فوره ترك أمر الحكم والملكية وانخرط في سلك العبّاد والزهّاد المعروفين في زمانه. [/align]
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    [align=center](5)
    دعاء التاجر




    أفلس رجل تاجر في مدينة الكوفة وتراكمت بذمته للناس ديون كثيرة، بحيث أنه مكث في بيته لا يغادره خشية من مقابلة المقرضين ومطالبتهم إياه بحقوقهم. وفي إحدى الليالي ضاق صدره ونفد صبره فلم يعد يطيق المكوث في الدار فغادرها تحت جنح الظلام، ودلف إلى مسجد في غسق الليل يناجي الله (تبارك وتعالى) وطفق يدأب في الصلاة والتضرع إلى الله والتوسل بحضرته والتمس في دعاءه أن يفرج الله عنه فيؤدي ديونه.
    وفي هزيع تلك الليلة، كان ثمة تاجر ثري يغط في نوم عميق، فقيل له في المنام: أن رجلاً في هذه اللحظات يدعو الله ويرجوه أن يؤدي ديونه، فاستيقظ وانهض وأدها في الحال.
    فاستيقظ التاجر الثري، ثم توضأ وصلى ركعتين واستغرق في رقاده من جديد، وما لبث أن عاد النداء موجهاً إليه، فنهض وفعل مثل المرة الأولى ثم غط في سباته وما أسرع ما حصل مثل المرتين السابقتين، فنهض وحمل معه مبلغ ألف دينار وركب بعيره وانطلق ولكنه ترك عنان البعير ولم يأخذ بخطامه وقائلاً: إن الذي أمرني في المنام بالخروج من الدار لسوف يتولى إيصالي وإرشادي إلى الشخص المحتاج.
    وأخذ البعير يجتاز طرقات المدينة وأزقتها الواحد تلو الآخر حتى برك أمام أحد المساجد، فترجل عنه التاجر ودلف إلى المسجد، فسمع التاجر المفلس يجهش بالبكاء والنحيب والتوسل بالله، فتوجه التاجر الثري ناحية الصوت حتى وصل قرب المفلس فرآه مطرقاً ناحباً، فقال له: يا عبد الله! ارفع رأسك فقد استجيب دعاؤك.
    ثم مد يده وسلّمه الألف دينار قائلاً: اقض ديونك بهذا المبلغ وانفق على عيالك منه وإذا نفد وما زلت بحاجة إلى مال فاسمي فلان وعنوان عملي في المحل الفلاني ومنزلي كائن في المكان الفلاني، فأتني كي أعطيك المزيد من المال.
    فقال التاجر المفلس:
    (سآخذ منك هذا المال لأنني أعلم أنه من رزق الله وفضله، ولكنني إذا احتجت للمال من جديد فلن آتيك).
    سأل التاجر الثري:
    (إذن فإلى من ستذهب إذا احتجت مالاً؟).
    أجاب التاجر المفلس:
    سأطلب ما أريد ممن عرضت له حاجتي هذه الليلة فأرسلك لتقضيها، وان احتجت مرة أخرى سأستغيث به لأنه أكرم الأكرمين ولن ينسى عباده أبداً. وإذا بقيت محتاجاً فسأتوجه بحاجتي إلى الله الذي هو قريب مني ويستجيب دعائي، فأسأله أن يسدّ حاجتي بأن يرسلك أنت أو أمثالك لقضائها.
    [/align]
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    [align=center](6)
    نعم الله




    يوماً طلب داود إلى الله – وهو يناجيه – أن يريه قرينه في الجنة، فأخبره (تبارك وتعالى) أن (اذهب غداً وأخرج من باب المدينة فأول من تلتقيه هناك هو قرينك في الجنة).

    وفي اليوم التالي خرج داود وابنه سليمان من باب المدينة فشاهدا شيخاً يحمل على ظهره حزمة من الحطب كي يبيعها. وكان الشيخ يدعي (متّى) وحينما وصل الباب صاح بأعلى صوته:
    (من يريد أن يشتري حطباً؟).

    فجاء شخص واشترى منه الحطب وانصرف. وهنا جاء داود وسلّم على الرجل ثم قال:
    (أيمكنك أن تأوينا كضيوف هذا اليوم؟).
    فقال الشيخ:
    (على الرحب والسعة.. الضيف حبيب الله).

    ثم اشترى الشيخ بثمن الحطب كمية من الحنطة، وحينما وصلوا البيت طحن الحنطة وخبز ثلاثة أقراص من الخبز ووضعها بين يدي ضيفيه.

    وعندما بدءوا يأكلون الطعام، ما فتئ الشيخ يقول (بسم الله) مع كل لقمة يضعها في فمه وبعد أن يزدردها يتمتم (الحمد لله). وحين أتموا أكل الطعام المتواضع رفع يده نحو السماء وقال:
    (إلهي:
    إن الحطب الذي بعتُهُ هو شجرة أنبتَّها أنت: ثم يبستها وأعطيتني القوة الكافية لقلع الحطب منها، وأنت الذي بعثت لي من يشتري الحطب مني، والحنطة التي اشتريتُها، أنت الذي خلقت بذرتها وأنبتَّها، وأعطيتني الوسائل التي بها طحنت وخبزت، فما الذي صنعته أنا في قبال كل ذلك؟).
    .كان الرجل يقول هذه الكلمات وهو يبكي ودموعه تجري من عينيه، وهنا التفت داود إلى ابنه سليمان (ع) ونظره نظرة معبّرة، وكأنه كان يقول له: إذن فلهذا السبب يحشر هذا الشخص مع الأنبياء.[/align]
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    [align=center]( 7 )

    الصبي الأعمى




    يروى أن أحد الأنبياء كان يمر يوماًً بالقرب من نهر فشاهد عدداً من الصبيان وهم يلعبون. وكان بينهم صبيٌّ أعمى يؤذي أترابه، فكانوا يغطّسونه رأسه في الماء للحظات ويضربونه أحياناً.
    فتأثر ذلك النبي ودعا الله عزَّ وجلَّ قائلاً:
    (ربَّاه، أدعوك أن تمنحه البصر في عينه كي لا يتعذب إلى هذا الحد).
    فاستجاب الله له واستعاد الصبي بصره، فأخذ يثب على هذا الصبي وذاك ويغطس رأسه تحت الماء ولا يدعه يتنفس حتى يختنق، ويثب على غيره فيمسكه ويغطّس رأسه في الماء فيهلك، وهكذا هلك عدة أطفال
    بهذا الشكل.
    وحينما شاهد النبي هذا الوضع توجه إلى الله تبارك وتعالى وأخذ يناجيه قائلاً:
    (ربَّاه ! أنت أعلم منا بكيفية التعامل مع عبادك، وأنت العليم المطلق وكل ما تقوم به يمثل الحكمة والعدل وله أسباب ودلائل..
    واني أتوب لك يا رب وأسألك أن تعيد الطفل إلى حالته السابقة).
    فاستجاب الله – سبحانه وتعالى – لدعاء نبيه وأعاد الطفل إلى ما كان عليه. [/align]
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    [align=center](8)
    السلطان محمود وأياد




    كان (أياد) في البداية خادماً للسلطان، ومن جراء ذكائه وتضحيته أصبح من أقرب المقربين إلى السلطان محمود من بين حاشيته. وقد أدى ذلك إلى إثارة الحسد عليه من قبل الوزراء والحاشية وطفقوا يفكرون في التخلص منه والوشاية به عند السلطان.

    وكانت لأياد حجرة يحرص على إقفال بابها دائماً ولا يسمح لأحد بالدخول إليها، وفي صباح كل يوم وقبل أن يذهب إلى السلطان كان أياد يحرص على دخول هذه الغرفة والمكوث فيها هنيهة ثم يغادرها ويقفل بابها إقفالا محكماً ويذهب إلى قصر السلطان.

    فذهب الحساد إلى السلطان محمود وقالوا:
    (إن أياداً استحوذ على كمية كبيرة من الجواهر واللآلئ وسرقها من الخزانة الملكية فأخفاها في غرفة يذهب إليها كل صباح كي يعدها جيداً ويطمئن عليها ثم يغادر الغرفة، ولا يسمح لأي شخص بدخولها).

    وظلوا يشون به عند الملك ويفتعلون الأدلة الملفقة ضده حتى حملوا الملك على الشك فيه، ولذلك أصدر أمراً بأن يقوم الجلاوزة باقتحام غرفة أياد بعد تحطم بابها في وقت يكون فيه أياد جالساً عند الملك والمجيء بكل ما يعثرون عليه من الجواهر واللآلئ ووضعها بين يديه.

    وهكذا حدث، فبعد أن استقر المجلس بأياد في بلاط الملك بادر الجلاوزة إلى كسر باب غرفة أياد بالفؤوس والمعاول، وحطموا قفلها ودخلوا يبحثون عن الجواهر واللآليء لكنهم لم يعثروا سوى على جلد حيوان وحذاء ممزق بالٍ. فتسرب إليهم الشك في أن يكون أياد قد أخفاها بإتقان في مكان ما، ولهذا السبب أخذوا يحفرون أرضية الغرفة وينقّبون فيها لكنهم لم يجدوا ضالّتهم المنشودة فعادوا إلى البلاط حاملين الجلد والحذاء ووضعوهما بين يدي السلطان وانصرفوا.

    فأدرك السلطان أن حاشيته قد وشوا بأياد حسداً فاستدعاهم وقال لهم:

    (إذا لم يعفُ عنكم أياد فاني سأعاتبكم ).

    فطفق الحاشية يتوسلون بأياد ووقعوا أمام قدميه طالبين منه العفو والمعذرة، فقال لهم:

    (إذا عفا عنكم السلطان وسامحكم فإنني سأعفو عنكم).

    فسأل السلطان أياداً: ما سر ذهابك إلى تلك الحجرة صباح كل يوم ومكوثك فيها هنيهة؟

    أجاب أياد:

    "قبل أن أصبح خادماً للسلطان كنت شخصاً فقيراً ولم يكن عندي من مال الدنيا سوى هذا الحذاء والجلد. وعندما صرت مقرباً عند السلطان، وقد وضعتها في حجرة وصرت أتردد إليها صباح كل يوم كي لا تطغى نفسي ولا يصيبني الغرور ولا أغفل عن ذكر الله".

    والغرض من نقل هذه القصة هو أن لا ينسى الإنسان ماضيه وحالته السابقة ويبقى وضعه وأصله في ذاكرته على الدوام، وينبغي أن يعلم أن الله قد خلقه من نطفة قذرة لا تعد شيئاً وأن كل ما لديه هو من فضل الله وعطاءه ومنّه وليس للإنسان فضل في ذلك.[/align]
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    [align=center]( 9 )
    اليائس والراجي




    فقد محمد بن عجلان ثروته وحل به الفقر المدقع وتفاقمت عليه
    الديون، ففكر أخيراً في الذهاب إلى حاكم المدينة _ الذي كان من أقاربه_ ويستفيد من نفوذه.
    وأثناء الطريق التقى ابن عم الإمام جعفر الصادق (ع ) فسلّم كل منهما على الآخر وتفقد أحواله وسأله ابن عم الإمام:
    (إلى أين تتجه يا بن عجلان ).
    فأجاب:
    (علي ديونٌ كثيرة، ولذلك قررت الذهاب إلى الأمير كي يصلح أوضاعي).
    فقال ابن عم الإمام:
    (سمعت من ابن عمي الإمام الصادق (ع) بعض الأحاديث القدسية وأريد أن أرويها لك.
    فأحدها:
    (وعزّتي وجلالي ما من امرئ رجا غيري إلاّ قطعت أمله ).
    والآخر:
    (ويل لعبدي: فإني أعطيه النعم وان لم يدعني ويطلب مني، فهل سأحرمه إن دعاني ورجا فضلي وعطائي؟!).
    أجل، إن عطاء الله غير مجذوذ، ولا محدود ... يقول الشاعر:
    نحن كنّا عدماً لا نرتجي غير لطف الله أصل الفرج
    أفأنت قلت لله: (ربي! إني أريد عيناً فأعطاكها؟ أفأنت أردت من اشر أن يعطيك أن يعطيك إذناً وفماًَ، ويداً ورجلاً فوهبها لك؟.
    وعندما سمع محمد بن عجلان هذه الأحاديث لأول مرة قال لابن عم الإمام متلهفاً:
    (أرجوك أن تعيد لي رواية تلك الأحاديث القدسية).
    فأعادها له واستمع له ابن عجلان بدقة وانتباه، فأثرت فيه هداية الله وتوجيهاته السامية، فقال:
    (والله لقد صرت راجياً لرحمة الله ولطفه وفوضت أمري إليه).
    قال ذلك وحوّل مسيره وبدّل مقصده عائداً إلى منزله . ولم تكد تمضي سوى فترة قصيرة حتى حلَّت مشاكله وزالت كربه وسدت ديونه. [/align]
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    [align=center]( 10 )
    (وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤوده حفظهما)
    [/align]




    قبل بضع سنوات أعلن أحد المراصد الفلكية الأوروبية (إن قطعة من أحد الأجرام السماوية قد انفصلت منها وارتمت في الفضاء وهي تتجه نحو الأرض بسرعة هائلة، ويتوقّع أن تقطع المسافة بينها وبين الأرض في مدة معينة فتصلها في اليوم الكذائي والساعة الكذائية فتصطدم بها، وباصطدامها تتلاشى الأرض وتتفتَّت).
    وقد أدى سماع الناس لهذا الخبر إلى ردود فعل كبرى في نفوسهم، ولذلك تذكر عدد كبير من البشر يوم القيامة، ولأنهم أيقنوا من قرب ساعة هلاكهم فقد قاموا بتصفية حساباتهم ولملمة أمورهم وكتبوا وصاياهم.
    وفي اليوم المعيّن المتوقع فيه حصول ذلك الاصطدام المروِّع خرج الناس من بيوتهم وهم ألوف حذر الموت وهاموا في الصحارى والفلوات والمفاوز، وانتحر عدد منهم من شدة الهلع وفرط الفزع كي لا يروا بأم أعينهم هذه الفاجعة الكبرى والكارثة العظمى، وألقى عدد آخر منهم أنفسهم في البحر تخلصاً من رؤية نهاية الحياة .
    وحلّ الموعد المقرر لكن أية حادثة لم تحصل ، ورويداً رويداً اطمأن الناس أن لا شيء يوشك أن يقع وأن المكروه قد زال والخطر قد تبدِّد عادوا إلى منازلهم .
    لماذا لم تحصل تلك الكارثة الهائلة؟
    ألم تكن حسابات العلماء والفلكيين دقيقة وعملية؟
    الجواب: لابدّ وأن النظام الكوني لا يخلو من المدبرِّ منذ الأزل وحتى الأبد.
    وعدم وقوع مثل هذه الحوادث يدل _ دون شك ولا ريب _ أن النظام الكوني له من يرعاه ويدبّره وأن نظامه دقيق لدرجة أنه يفوق التصور البشري والحسابات العملية، ولا شيء يمكن أن يحدث _ دون مشيئة الله_ في عالم الوجود هذا.
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    المشاركات
    517

    افتراضي

    شكرا منازار على هذه القراءات الجميلة المعبرة

    و ما يدهشني أن أبا حنيفة يعترف بمذهبه و يكفرون مذهبنا الجعفري؟؟

    عزيزتي سؤال
    ماذا تعني

    دستغيب؟؟؟؟؟؟؟

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205
    العفو اختي الكريمة

    دستغيب إسم صاحب الكتاب وهو السيد عبدالحسين دستغيب.


    أما عن معنى الكلمة فلا أعلم ما هو معناها...



    تحياتي
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205
    [align=center](11)

    الأستاذ الجاهل



    يحس الإنسان في بعض أوقاته بالفرح والسرور والتفاؤل وفي أوقات أخرى يحس بالحزن والتشاؤم، وقد تكون الفترة الفاصلة بين هذين الشعورين المتناقضين قصيرة جداً، كل هذه الاحساسات تؤكد أن هناك رب يقلب أمور الإنسان من حال إلى حال. بالإضافة إلى أن حياة الإنسان وموته وعيشته بيد الله. فقبل حوالي خمسين عاماً كان " مشير الملك " يعيش في شيراز وكان عالماً بارزاً ومدرساً كبيراً ومشهوراً في الأوساط العلمية والدينية وكان يلقي درسه في أحد الجوامع.

    وذات يوم استيقظ ذلك العالم من النوم وأحس بأنه فقد ذاكرته إذ عندما توجه إلى الصلاة لم يتذكر حتى سورة الحمد التي كان يرددها يومياً خمس مرات على الأقل، ولمدة سبعين سنة، وعندما تصفح القرآن الكريم ليقرأ ما تيسر من آياته لم يستطيع قراءة أي شيء ، واستمرت هذه الحالة حتى وفاته، إذ لم تسعفه قراءته ودراسته لأكثر من سبعين [/align]عاماً وهذا يؤكد الحديث الشريف : " العلم نور يقذف الله بقلب من يشاء " .
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    [align=center](12)
    سارق الإبل



    دخل أحد البدو والأعراب إلى مكة وهو راكب جمله، فذهب إلى المسجد الحرام، وقرب المسجد نزل الأعرابي عن جمله ورفع يديه إلى السماء وقال : يا إلهي سأرعى هذا الجمل وكل ما معه من متاع عندك، وهو أمانة لديك، ثم دخل الرجل المسجد فطاف وصلى وعندما انتهى من مناسكه خرج من المسجد فلم يشاهد الجمل وأخذ يبحث عنه فلم يجده وهنا رفع يده إلى السماء قائلاً : يا إلهي إنهم لم يسرقوا الجمل مني لأني أمنت الجمل والأمتعة عندك وأنا أطلبها منك وأخذ يكرر هذا الكلام عدة مرات والناس ينظرون إليه !.

    وفجأة رأوا رجلاً يقترب منهم وهو يقود الجمل وكانت إحدى يدي الرجل مقطوعة، ولما وصل الرجل إليهم قال لصاحب الجمل : خذ جملك فإني ما رأيت فيه خيراً فسأله الأعرابي قائلاً : ماذا حصل ؟.

    فأجاب الرجل السارق : عندما سرقت جملك انطلقت خارج المدينة ولما وصلت وراء جبل ( أبي قبيس ) ظهر أمامي فجأة فارس لم أفهم بأنه نزل من السماء أم خرج لي من باطن الأرض فأنزلني بقوة من على ظهر الجمل وقطع يدي وقال لي : عليك أن تعيد الجمل إلى صاحبه أما تعلم بأنه ودعه أمانة عند الله ؟ ومن أفضل من الله يحفظ الأمانات ؟.

    لهذا أعدت الجمل إليك ( فالله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين ). [/align]
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205
    [align=center](13)
    نحن ننظر إلى نفس الإنسان


    حضر أحد الأعراب عند رسول الله (ص) وقال له : يا رسول الله إنك علّمت الناس الكثير من الأدعية وأنا شخص أمي لا أفقه شيئاً فأطلب منك أن تعلّمني دعاءً صغيراً بدل كل تلك الأدعية لكي أستفيد منه.

    فقال له الرسول (ص) سأعلّمك دعاءً يتكوَّن من خمس كلمات وإنشاء الله سينفعك وما عليك سوى أن تحفظ ما أمليه عليك.
    وتلا الرسول (ص) الدعاء قائلاً : " يا ربي أنت ربي وأنا عبدك ".

    فخرج الأعرابي فرحاً من عند رسول الله (ص) ولكنه لم يحفظ الدعاء جيداً ولذلك أخذ يردده بصورة خاطئة قائلاً : " يا الله أنت عبدي وأنا ربك ". . . !!

    وعند ذلك سمع بعض الناس ما كان يردده الرجل فأخذوه إلى رسول الله (ص) فسأله الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : كيف تقرأ الدعاء ؟.

    فأجاب الرجل : إني أقول : " يا الله أنت عبدي وأنا ربك ".

    فقال له الرسول (ص) : ويحك إنك تكفر وإنك تقول الدعاء بصورة معكوسة فحزن الأعرابي حزناً شديداً وأخذ ضميره يؤنبه على ذلك. وهنا نزل جبريل الأمين (ع) على الرسول (ص) وقال له ما معناه : إن الله سبحانه وتعالى يقول لو أخطأ عبدي بغير تعمد لا أحاسبه لأني أنظر إلى قلب العبد وليس إلى ما يقول ، فلو لفظ كلمة خطأ وقلبه مؤمن فأنا لا أحاسبه[/align]
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني