يا مَنْ نسَفـْتَ جبالي مِنْ أعاليها



قـتـَلـْتَ كلّ َ العصافيرِ التي فيها



خطـَفتَ مِِن أعيُني الوَحْشاءِ سامِرَها



و ما ترَكـْتَ نجــوماً في لياليها



خطَفـْتَ مني التي حتى وإنْ أفـَلـَتْ



مِنَ الزّمان ِ .. بحا سوبٍ أُلاقيها



أمامَ عيني وفي بيتي وفي طرُقي



وفي الجــرائِدِ والتِـلـْـفـازِ رائيها



تقولُ لي أنتَ كذّابٌ بلا سببٍ !



قلْ بدّلـَتْ جُلّ ُ أنهاري مجــاريها



تقولُ لي قد فقدْ نا فيكَ موثِقـَـنا



أعِـــدْ إلــيّ مواثيــقي لأ وفيــها



تقولُ أنتَ عَدُوِّي الآنَ مِنْ جِهةٍ



وأنتَ روحي فهلْ روحي أُعاديها؟



قلْ لي تقلـّـبَتْ الأنواءُ في سُفـُني



فضيّـعَـتْـني ولم تعرفْ شواطيها



صارتْ طيوري تـُجافيني مواسِمَـها



ولا تـَـزورُ على أرضي مرافيــها





قلْ لي لكَ اللهُ .. لا تمْـلأ ْ دَمي صَخَباً



يكفي لتمــزيق ِ روحي ما أُعانيها



ملأتَ دنيايَ أكــواخاً محطـّـمــة ً



خـــرائِباً أنتَ مسْــؤولٌ لتـَبْـنيـــها



ملأتَ أشرِعَتي البيضاءَ أوسِـمَــة ً



من الثـقوبِ .. فلم تـلْحَقْ صواريها



صارتْ رياحُ التلاقي لا تـُحَرِّكـُها



ولا ريـــاحُ تـَجـــافينا تـُجـــــافيها



وصارَ يشكو شِـراعي فقـْـدَ سَطـْـوتِهِ



على السّـفين ِ التي ضاعتْ موانيها



بعيدة ً عن زمامي أصبَحَتْ سُـفـُني



وأنتَ والريحُ عن مرساي تـُقصيها



أقسى من الريح ِ, ما كانت تهدّدُني



تلكَ العواصــفُ أنْ تأتي بعـــاليها



وأنتَ بالرجُـل ِ الخاوي تهـدِّدُني



فخذْ لهُ قـدَمي اليُـسْـرى لِيَكـْـويها



أنا الذي لم أزلْ أحمي قوا فِـلـَهم



فكيفَ أخشى نِعــاجاً في مراعيها!!





أ أنتَ , أنتَ بمَخـْـلوق ٍ تـُهدِّدُني ؟



أنساكَ , لوْ كنتَ ذي الأقوالُ نا سيها



إنْ كانَ يمنعُ نشـْرَ النصِّ من أدبي



فانظرْ متى فازَ فوزي في قـوافيها



غداً ترى كيفَ يسْـتلقونَ سافِلـَها



وكيفَ يسْـطـَعُ نجْـمِـي في أعـاليــها



غداً ترى أنني قد كنتُ مُعْـجِـزة ً



و تستعيـــدُ بيَ الأيـــامُ ما ضيــــها



غداً ترى سُقـُـفاً تـنْهارُُ مُعْـلِنـَـة ً



عن العُـيــوبِ التي رانـتْ مبانيـــها



ومُسْـتـَقِـرّ ٌ بنائي من قواعِــدِهِ



لأنني كنــــتُ قــُــرآناً أُســــاقيــــها



فهلْ بخمْـر ِ الصعاليكِ الذينَ لهم



حــظ ّ ٌ لـدَيكَ .. تراتيلي تـُساويها؟



إني أُرتـِّـــلُ قـــرآناً بلا خطــأٍ



وعِـلـّـتي منكَ بالتقـــوى أُداويها



وسوفَ تعرِفُ منهمْ بعدَ صَحْـوَتِهم



أنّ السّـفاهة َ لن تـَنـْسى أهاليــها



ولا تظـُـنّ وقد أعيَـيْـتـَني صلـِـفاً



أنّ المياهَ ستجري في مجـــاريها



وكيفَ ذاكَ وقد أجرَيْـتَ مِنْ مُـقـَلي



فيضَ الدموع ِ وألقيتَ الحصى فيها



لقد تغيّـرَتْ الألــــوانُ في شبَـكي



وبدّ لـتْ ساعتي اليُـسْـرى ثوانيـــها



وقد ملـَـلـْـتـُـكَ لا أخبـــارَ تـنقـلـُها



ولا حـــوادِثَ بغـــدادٍ تـُغـَـطـِّـيـــها



وها وصَلـْـنا الى أ قصى معارِجِـنا



ولــم نعُـــدْ برِســـالاتٍ نـُؤدّيــــها



نعم أُحِبّـُكَ , لكنْ لم تدَعْ حَجراً



إلاّ وجئتَ على رأسي لترميـها



قلْ لي وداعاً .. فقد لا نلتقي أبداً



إنّ المدائنَ تـُغـْـزى من ضَـواحيها



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

20-6-2005 هولندا