أهم مشكلة تواجه حديثي الزواج هي ميزانية البيت.. ففي الشهور الاولى من الزواج، يكون الزوجان غارقين في العسل.. ولا يعملان حسابا لشيء.. فالحب بينهما هو العملة السائدة.. وكل طرف يريد ان يرضي الآخر، ويؤكد له حبه.. فالزوج الجديد يعود من عمله وهو يحمل هدية لزوجته الشابة.. بجوار ما يتطلبه البيت. والزوجة تتفنن في اسعاد زوجها. فالاثنان لم يتعودا بعد الحياة الزوجية على حقيقتها. الزوجة لم تكن مسؤولة في بيت أهلها عن ميزانية.. والزوج لم يكن عند اهله مسؤولا عن ميزانية هو الآخر.. وكل منهما يحصل على ما يحتاجه دون تفكير.. فجأة بعد عدة اشهر.. يقع الزوجان الشابان في مشكلة.. والمشكلة هي ميزانية البيت.. فقد تسرب المصروف والمدخرات القليلة في الخروج والسهر والفسح وتبدأ الزوجة تلقي اللوم على الزوج بوصفه رب البيت.. والزوج يُلقي المسؤولية على الزوجة بوصفها وزيرة المالية.. والمشكلة لا بد لها من حل!! خبراء المشاكل الزوجية يضعون الحلول، التي تبدأ أولا بان يتفق الزوجان على اعادة تخطيط مسؤولياتهما المالية بصراحة وتحديد متطلباتهما ويفضل الخبراء ان يقوم الزوج بدور رئيسي في هذه المهمة.. عليه ان يتابع مصادر الإيراد والمنصرف في الشهر. وان يقوم بتدوين كل ما ينفقه كبيرا او صغيرا في مفكرة وان يقارن شهريا بين المصروفات الثابتة مثل الايجار والكهرباء والغاز والاقساط الشهرية. ان كانت هناك اقساط. والإلتزامات الاساسية التي يحتاجها البيت من أكل وغيره. وان يضع بنودا لكل شيء.. مثلا بند الخروج للسينما او للمسرح.. بند دعوة غداء او عشاء خارج البيت.. او بند المجاملات العائلية المهمة، في نفس الوقت على الزوجين ان يحاولا ادخار بعض المال للمفاجآت.. كالذهاب الى الطبيب مثلا.. او اصلاح السيارة.. فاذا اراد أحد الطرفين ان يشتري شيئا، فعليهما ان يضعا له خطة حتى يمكن تدبير المال اللازم.. ايضا للزوجة الحق في ان تشتري شيئا اعجبها.. ولكن ليس كل شهر، فعليها ان تقوم بالتضحية من أجل صالح حياتها الزوجية.

والزوج عليه ذلك ايضا.. ان المرونة في التعامل في ميزانية البيت.. لن تضر أحد الطرفين.. ومن المهم ان تستعد الأسرة للمناسبات.. كالأعياد مثلا.. وان يكون الاستعداد مبكرا.. حتى لا يكون هناك بند مصروفات مفاجئ.. يربك لهما الميزانية ومن أهم الاشياء: الا يشتريا شيئا ليسا في حاجة اليه.. او يشتريا ما يزيد عن حاجتهما.

خبراء المشاكل الزوجية.. يضعون ميزانية البيت في مقدمة الموضوعات الزوجية لأنه اذا كانت الميزانية سليمة.. فسوف تسير حياة الزوجين في طريق صحيح.. اما اذا اضطربت الميزانية.. فان حياتهما سوف تضطرب.. تماما مثل الدولة.. ومن المهم ان يتفاهم الاثنان على كل البنود.. وان يشجع احدهما الآخر على حسن تصرفه.. وحسن تدبيره.. فهذا التفاهم لصالح الاثنين معاً.. فعادة ما تبدأ المشاكل في الحياة الزوجية من نقطة الميزانية.. وبعدها يمكن ان تنفجر بقية المشاكل.. وربما فقدان الحب.. شيئا فشيئا.. فاذا دخلت مشاكل الميزانية من الباب.. هرب الحب من الشباك.

نقطة أخيرة وهامة.. يضعها الخبراء في التصرف في ميزانية البيت.. هي النظر الى المستقبل.. فاذا كان الزوجان الجديدان وحدهما الآن.. فغدا سوف يكون هناك طفل.. تبدأ نفقاته من بداية الحمل.. والتعامل مع الاطباء.. الى ضرورة وجود ملابس مناسبة للحامل.. ومصاريف الوضع.. وعندما يصل الطفل.. يضاف للميزانية عضو ثالث.. والطفل أمامه مشوار طويل.. وقد يفاجأ الزوجان بطفل جديد.. لذلك لا بد من تنظيم هذه المسألة حتى لا تنوء ميزانية الأسرة بنفقات لم تكن في الحسبان.

الخبراء يؤكدون على الميزانية.. لأنها.. كما يقولون.. المفتاح لاستمرار الحياة الزوجية او فشلها.. ان مفتاح الحياة الزوجية يكمن في هذه الأجندة الصغيرة التي يجب أن تبدأ بها الحياة الزوجية.. حتى قبل شهر العسل ليمتد الشهر في حياة سعيدة بلا مشاكل.

منقول من مجلة سيدتي