بسم الله الرحمن الرحيم
عليا و عصام
قال بعض الباحثين ان لهذه القصيدة أثرا هاماً , أولا لقد رأيت من هذه القصيدة تكذيباً لزعيم الفرنجة ان أدبنا العربي خال من الشعر القصصي
ثانياً ولقد اتاحت لي هذه القصيدة التي ترجمتها الفرنسية من مجله ليون اوتوفرسيته, مدى ارتفاعها في العمق و الشعور و العاطفة بمقارنتها مع مسرحية السيدة العالمية لكورنة ي , ولكن لو ان احد من الادباء الذي يقرأ هذه القصيدة يجد ان المسرحية نسخت نسخاً و ليس اقتباساً و بعد ان اوضحت بأن الكاتب الكبير دانتي وشهرتة الكبيرة في كتابة جحيم دانتي المسروقة لحد كبير من حكم الامام علي عليه السلام و رباعيات الخيام و رسالة الغفران لأبي العلاء المعري ولا اريد ان اطيل الكلام في هذا الموضوع و اليكم القصيدة
عليا و عصام
لا عرب بيوتهم الخيام و منزلهم حماة و الشام
اذا ضاقت بهم ارجاء ارض يطيب بغيرها لهم المقام
غزاة ينشدون الرزق دوماً على صهوات خيل لا تضام
غرامهم مطاردة الأعادي و عزهم الاسنة و السهام
اذا ركبت رجالهم لغزو فما في رهطهم بطل كهام
و لا يبقى من الفرسان الا عجايا الربع و الولد الفطام
وكانت من جايا الربع عليا و من عجيانة النجيا عصام
لقد نشآ رعاة للمواشي كما ينشأ من العرب الغلام
هناك على الولا عقدا الايادي و عاقد حبل قلبهما الغرام
و لما اصبحت عليا فتاه يليق بها التحجب و اللثام
و صار عصام ذا زند قوي يهز به المهند و الحسام
دعنه امه يوماَ اليها و قالت يا حامي يا عصام
بثأر ابيك خذ من قاتليه و الا عابك العرب الكرام
فصاح و قال هل ابي قد مات قتلاً و انى يقتل البطل الهمام
الا سمي لي الاعداء حالاً فما للصبر في قلبي مقام
أبو عليا بني فالنهض فهذا الدرع و الحسام
فصاح وقلبه المضني خفوق أبو عليا اماه المرام
نعم فاروا الائسنة من دماه و لا يمنعك عن شرف عرام
و الا عشت بين العرب نذلاً رداك الذل و العار الوسام
فحل عصا مهرته سريعاً و سار و سحب مدمعه سجام
و كان أبو حبيبته وحيداً على مهر اضر به اللجام
هناك تبارز الخصمان حتى على رأسيهما عقد القتام
عصام ارسل الطعنات تترى فقدت من مبارز العظام
و عاد لأمه جذلاً طروبا فصاحت ما ورائك ياعصام
فجرد سيفه الدامي ضحوكاً و قال لها ابشري قضي المرام
و بين هما يضحك اذ بعليا و قد ادما مباسمها اللطام
فقالت يا عصام ابي قتيل الا فاثأر لعليا يا همام
فمن لي غير زندك في الرزايا اذا عم البلا و طما العرام
فقال له ابشري علياء اني لأهل العهد في الدنيا امام
فسوف ترين قاتله قتيلاً و انصت ماتم له الكلام
و لما شاهدته في هواها قتيلاً يستقي دمه الرغام
نضت من صدرة الهندي حالاً و قالت لا تمت قلبي عصام
سأثأر من غريمك يا حبيبي كذاك العهد يقضي و الذمام
و اغمدت الحسام بها و قالت على الدنيا و من فيها السلام