النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي قراءة في نظرية المعرفة للسيد محمد باقر الصدر (قدس سره)

    [align=center]علي السيد خصاف:نظرية المعرفة بحوث فلسفية في افكار من قبيل المعرفة، الادراك التيقن، التخمين، الاستدلال.. الخ والقصد محاولة للوصول لطبيعة الفكر الانساني وكيفية عمله وتفاعله مع الواقع.وللبحث عن الخطوط الاولية للتفكير يبتدئ السيد الاستاذ بالتعريف بألادراك ويذكر بأنه ينقسم الى مستويين الاول هو التصور ويعرفه بأنه الادراك الساذج كتصورنا لمعنى الحرارة أو النور والثاني هو التصديق وهو ادراك منطوي على حكم
    كتصديقنا بأن الحرارة طاقة مستوردة من الشمس، ولكن ما هو مصدر التصورات الحقيقية؟ هناك معان تصورية بسيطة كمعاني الوجود والوحدة والحرارة,, وهناك معان مركبة وهي تصورات ناتجة عن الجمع بين التصورات البسيطة كتصور جبل من ذهب من الجمع بين تصور الذهب وتصور الجبل. ولكن ما سبب أنبثاق هذه التصورات البسيطة في الانسان؟ وهنا تعدد الاراء في الاسباب بحسب النظريات الموجودة في الساحة الانسانية ويبدأها السيد بنظرية الاستذكار الافلاطونية، ومفهومها الاساس أن التصورات سابقة على الاحساس ولا يقوم الاحساس الا بعملية أسترجاع وأستذكار لها من عالم اللمثل الذي يفترضه قبل الوجود على الارض. وان الادراكات العقلية لا تتعلق بالامور الجزئية التي تدخل في نطاق الحس، وانما تتعلق بتلك الحقائق الكلية المجردة في عالم المثل قبل الوجود الذي يفترضه أفلاطون ويفترض وجود النفس قبل الجسد في ذلك العالم متحررة واتصلت بالمثل ولكن عند دخولها الجسد نسيت!! وهي تذكر بالاحساس. ويطرح السيد استنتاجا مفاده أن النظرية تعتمد أولا أن النفس موجودة قبل البدن في عالم اسمى من المادة والثانية ان الادراك العقلي عبارة عن أدراك للحقائق في عالم المثل.
    ويعتمد السيد بعدا جوابيا يتضمن أن النفس ليست شيئا موجودا بصوره مجردة عن البدن بل هي نتاج حركة جوهرية في المادة، تبدأ ألنفس خاضعة للمادة وقوانينها، وتصبح بالحركة وألتكامل وجودا مجردا لا يتصف بصفاتها ولا يخضع لقوانينها (ورأي أن سمح لي أزعم أنها ستكون حاملة للهوية أي أن النفس ستكون متعينة ومحددة الوجود وهنا اوازينها بلفظ الروح بعد الاستقلال عن الخضوع لقانون المادة المباشر، كل الزمناه طائره في عنقه ونفهم من الاية الكريمة تحمل الوجود الشخصي للمسؤولية ضمن الخصائص المعينة للروح، وهو غير ما ينسب ألى أبن رشد حول عدم وجود نفوس، أو أرواح مستقله بعد الموت). أما بالنسبة للادراك العقلي كما تفضل السيد فانه يمكن أيضاحه مع ابعاد فكرة المثل بما شرحه أرسطو من ان المعاني المحسوسة هي نفسها المعاني الهامة التي يدركها العقل بعد تجريدها من الخصائص المميزة كمفهوم فكرة الانسان (أو مفهوم فكرة الشجرة) (ملاحظة لقد عبرنا عن النفس او الروح جريا على التعود والحق أن القوة الجوهرية تكون معرفة بالنفس حينما تكون ملازمة للبدن أي ان النفس هي القوة في البدن وتنضج بتكامله ولكنها (اي القوة الجوهرية) تكون الروح بعد المفارقة للبدن، (الله يتوفى الانفس حين موتها). ثم يطرح السيد الاستاذ مفهوم التصور في النظريات الفلسفية مبتدأ بالنظرية العقلية محددا بأنها لعدد من كبار فلاسفة اوربا (كدتيارت)و(كانت) ويلخصها بالاعتقاد بوجود منبعين للتصورات، أحدهما الاحساس، فنحن نتصور الحرارة والنور والطعم والصوت لاجل احساسنا بذلك كله، والاخر الفطرة بمعنى ان الذهن البشري يملك معاني وتصورات لم تنبثق عن الحس وانما هي ثابتة في صميم الفطرة وهي عند (ديكارت) الله، النفس، الامتداد، الحركة وما أليها من أفكار تتميز بالوضوح ألكامل في العقل البشري وأما عند (كانت) فالجانب الصوري للادراكات والعلوم الانسانية كله فطري بما يشتمل عليه من صورتي الزمان والمكان.
    أذن فالحس مصدر فهم للتصورات والافكار البسيطة ولكنه ليس السبب الوحيد بل هناك الفطرة التي تبعث في الذهن طائفة من التصورات (وهنا قد يكون جديرا بالملاحظة ان هناك فلاسفة عقليين يرفضون فكرة قيام علوم او علم بالمعنى الحقيقي او الدقيق للكلمة بشكل تجريبي، أذا كل ما هناك هو علوم تقوم على الاستدلال العقلي المحض، وأنه ليس هناك من مجموعة من الانطباعات الحسية يمكن أن تتيح لنا معرفة، وهذا يختلف عما طرح (عن ديكارت) (أو كانت) وهناك رد في الموسوعة الفلسفية جميل) ويعلل السيد الاستاذ فرض الافكار الفطرية عن ديكارت والاخرين الى أنهم لم يجدوا الطائفة من المعاني والتصورات الذهنية تفسيرا متماسكا من دون حاجة الى افتراض أفكار فطرية ويذكر السيد لاجل ذلك طريقتين احدهما هو تحليل الادراك تحليلا يرجع برمته الى الحس وييسر فهم كيفية تولد التصورات كافة عنه، مثل هذا التحليل يجعل نظرية الافكار الفطرية لا مبرر لها لانها ترتكز على فصل بعض المعاني عن مجال الحس فصلا نهائيا فأذا أمكن تعميم الحس لشتى ميادين التصور لم تبق ضرورات للتصورات الفطرية وهو طريق (جون لوك) للرد على (ديكارت) ونحوه من العقليين وسار عليه رجال المبدا الحسي مثل (باركلي) و(دايفيد هيوم) بعد ذلك، والطريق الثاني هو الرد بالاسلوب الفلسفي ويرتكز على قاعدة أن الاثار الكثيرة لا يمكن ان تصدر عن البسيط بأعتباره بسيطا والنفس بسيطه فلا يمكن ان تكون سببا بصوره فطرية لعدة من التصورات والافكار فيجب أن يكون هذا العدد من الادراكات لدى النفس بسبب عوامل خارجية كثيرة. وهي آلات الحس وما يطرأ عليها من مختلف الاحاسيس وينقد السيد هذا البرهان بأنه يدلل على عدم كثرة الادراكات (التصورات) التي يمكن أن تملكها النفس ولكن لا يمنع من وجود شيئا محدودا من التصورات ونتولد عنه عدة أخرى من التصورات بصورة مستقلة عن الحس، ويوضح كذلك ان النظرية العقلية أذا كانت تعني وجود أفكار فطرية بالفعل لدى النفس الانسانية أمكن للبرهان الرد بأن النفس بسيطة بالذات فكيف ولدت ذلك العدد الضخم من الافكار الفطرية وان الوجدان البشري يرد على ذلك لان الانسان لحظة وجوده على الارض لا توجد لديه اية فكرة (والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والابصار والافئدة لعلكم تشكرون) والتفسير البديل عند السيد يتخلص في اعتبار الافكار الفطرية في النفس بالقوة وتكتسب صفة الفعلية بتطور النفس وتكاملها الذهني (ولعلي استطيع أن اقول أن ما للخبرة والمعرفة والحس من تراكم في العقل يؤدي بنا الى تحديد معاني يستخرجها ويشعر بها ويبني على اساسها هي من نفس جنس الطبع المجبول عليه الدماغ البشري في تكوينه وامتداده في عموم النفس مادة وقوة.
    ويضيف السيد الاستاذ الى قائمة نظريات المعرفة النظرية الحسية وهي النظرية القائلة ان الاحساس هو الممون الوحيد للذهن البشري بالتصورات والمعاني فنحن حين نحس بالشيء نستطيع ان نتصوره اي أن نأخذ صورة في أذهاننا واما المعاني التي لا يمتد اليها الحس فلا يمكن للنفس الا التصرف في صور المعاني المحسوسة وذلك بالتركيب وألتجزئة او بالتجريد والتعميم، لقد تبنت الماركسية هذه النظرية في تعليل الادراك البشري تمشيا مع رايها في الشعور البشري وانه انعكاس للواقع الموضوعي. وتركز النظرية الحسية على الجربة ويرد الاستاذ بان الحس على ضوء التجارب هو البنية الاساسية التي يقوم على قاعدتها التصور البشري، ولا يعني ذلك تجريد الذهن عن الفعالية وابتكار تصورات جديدة على ضوء التصورات المستوردة من الحس وان من المفشل لصحة النظرية الحسية في أرجاعها جميع مفاهيم التصور البشري ألى الحس هو دراسة عدة من المفاهيم في الذهن البشري كالعلة والمعلول، الجوهر والعرض، الامكان والوجوب.. ألخ وان التجارب البشرية والعلوم التجريبية القائمة على الحس لا تستطيع ان تفسر احساسنا بالعلبة بين ظاهرتين احداهما سبب للاخرى كغليان الماء الناتج من درجة حرارة معينة (أي ربطنا الضمني للسب بالنتيجة) وهو شيء لا يمكن ان يوضحه الجانب الحسي في التجربة. لقد عرف (دايفيد هيوم) أن العليه بمعناها الدقيق لا يمكن ان تدرك بالحس فانكر مبدا العلية وارجع الشعور به الى تداعي المعاني (أني ارى كرة البليارد تتحرك فتصادف كرة اخرى فتتحرك هذه وليس في حركة الاولى ما يظهر على ضرورة تحرك الثانية والحس الباطني يدلني على ان حركة الاعضاء في تعقب أمر الاراده، ولكني لا أدرك به أدراكا مباشرا علاقة ضرورية بين الحركة والامر.)
    أن انكار مبدا العلبة كحقيقة موضوعية وعدم الاستطاعة للتعرف اذا كانت الظواهر ترتبط بعلاقة ضرورية تجعل بعضها ينبثق عن بعض وكون مبدا العلبة كفكرة تصديقية شيء وامكانية تصور المبدا من عدم التصور شيء آخر والا فما الذي ينكره (هيوم) مثلا أذا لم يستطيع أن يتصوره. أن المبدأ (العلبة) تصورا ليس مركب من تصور الشيئين المتعاقبين مثل الغليان وتصور الوصول اليه عند درجة حرارة معينة أذن هو فكرة ثالثة تقوم بين شيئين فمن اين جاءت هذه الفكرة التي لم تدرك بالحس أذا لم يكن للذهن خلاقية متفردة، أذن يجب طرح التفسير الحسي الخالص وهنا يطرح السيد نظرية الانتزاع عند الاسلاميين وتتلخص في تقسيم التصورات الذهنية الى تصورات اولية وهي الاساس التصوري للذهن البشري وتتولد هذه التصورات من الاحساس بمحتوياتها بصورة مباشرة فتصور الحرارة لاننا ادركناها بأللمس واللون ادراكه بالبصر وهكذا في بقية الحواس. ان الاحساس بكل واحد منها هو السبب في تصوره ووجود فكره عنه في الذهن البشري. وننشكل من هذه المعاني القاعدة الاولية للتصور وينشيء الذهن بناء على هذه القاعدة التطورات الثانوية فيبدا بذلك دور الابتكار والانشاء وما يصطلح عليه بلفظ (الانتزاع) فيولد الذهن مفاهيم جديدة من تلك المعاني الاولية وعلى ضوء هذه النظرية نستطيع ان نفهم كيف انبثقت مفاهيم العلة والمعلول والجوهر والعرض. ان الذهن هو الذي ينتزع مفهوم العلة من الربط بين درجة الحرارة والغليان مثلا. [/align]
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    المشاركات
    3,085

    افتراضي

    عندما تقرأ هكذا نظريات ومعاني تدخل في اعماق فكر غاص به اشهر فلاسفة ومفكري وباحثي القرن العشرين واجتهدوا وثابروا لكي يشعروا مجرد انهم اقتربوا من القاع دون جدوى ... هذا هو محمد باقر الصدر ... الرجل البسيط بمظهره والكبير الكبير بعلمه ... لم يتجرأ احد قبله مقارعة الفكر الماركسي او الراسمالي اولا لقوة هذين الفكرين وتاثيرهما على شعوب العالم والثاني ان اغلب المتصدين من علماء وباحثين لم يصلوا الى درجة استطاعة مقارعة ومحاججة اقوى فكرين مسيطرين على العالم ... انبرى لها ابو جعفر ... وانقض عليها انقضاض العالم المجتهد الورع على خصوم هزيلين ضعفاء ماديين كاشفا زيف ما يدعون معطيا للاسلام والدين كله ابهى واجمل واروع صورة ...مخيبا لامال الحاقدين لان النظريات العظام جاءت من عالم مسلم بل وشيعي بالتحديد ... جاء فلسفتنا ثم اقتصادنا ثم الاسس المنطقية للاستقراء والبنك اللاربوي في الاسلام .. كنوز استولت عليها ايادي العطاشى من فطاحل علماء الغرب لينهلوا من علوم رجل سليل اهل بيت زقوا العلم زقا . كنوز اثبتت ان الاسلام وقوانينه هو جوهر الانسانية والعدالة الاجتماعية . كنوز جعلت ابرز علماء وباحثي ومفكري اوروبا ياتون للنجف الاشرف المدينة القديمة التي يملؤها عبق التاريخ العلوي الشريف . لكن هدام وما ادراك ما هدام لعنه الله لعن ثمود وعاد واذاقه الموت على يد اراذل الناس وانجسهم ... فقد منعت الاقامة الجبرية على منزل الشهيد من وصول المفكر الشهير الفرنسي روجيه غارودي من مقابلة السيد رضوان الله تعالى عليه رغم وصوله الى بغداد والنجف لكن قوات الامن هناك قالت للزائرين ان السيد مسافر . الامر الذي جعل غارودي (الذي كان برفقة احد الباحثين المصريين ممن تشرفوا بلقاءه رضوان الله تعالى عليه) يتندر ويتالم لعدم مقابلته حبيبنا ومرجعنا صاحب الكنوز .
    رحم الله امامنا وامام كل مؤمن ومؤمنة حسين العصر الشهيد محمد باقر الصدر . وجعلنا من انصاره واحباءه .

    يا شهيدا قام فردا ... ينتضي للطفاة حساما

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني