من ينظر الى المرحلة اللتي مرت بها المسيحية في اوروبا في عصور الضلام يجد تشابها كبيرا في هالة القداسة الغير قابلة للنقاش ,, التتي احاط هؤلاء الكهنة انفسهم بها, ... ناهيك عن احاطة انفسهم بالاسرار و الغموض و الخرافات الدينية ..و اشاعوا عن انفسهم كرامات و قدرات و معجزات ... .. صدقها الناس في عصور الجهل اللتي كان فيها الكاهن او رجل الدين(الاسلامي عموما و الشيعي خصوصا) يمتلك المعلومة اللتي احتكر التكلم بها ليفرض نفسه و حكمه على رقاب العوام من الناس .. و اضاف هؤلاء الالقاب و التفخيمات الممجدة لاسمائهم و وضعوها على مؤلافاتهم و كتبهم ... فنرى عريضة كاملة تعقب اسم المؤلف .. تدل على العلم الرهيب اللذي استثاه الله به و وفقه في وضعه في كتابه ... اللذي لن يكتب باهميته و عمقه و فلسفته و علمه من بعده ... و نسي ان هؤلاء ان التزين باللالقاب الطنانة و الرنانة لابراز فضلهم و عظمتهم ليس له اي علاقة بتراث اهل البيت من التواضع و الابتعاد عن الرياء و التكبر .. فالرسول كانوا ينادونه يا رسول الله .. و علي ابن ابي طالب كانوا ينادونه يا علي .. و لا اذكر اني قرات انه كان يطلب من الناس مناداته .. شيخ المفكرين و علامة العصر و بحر العلوم و كاشف الغطاء و الالقاب كثيرة ... و بعد انقشاع الضلام و تحول المجتمعات الرعوية المتخلفة (الا ما قل) الى مجتمعات تتمتع بنعمة التكنلوجيا الجديدة و تحرر المعلومة الدينية منها (من يد عالم الدين) و العلمية الدنيوية البحتة,, مازالت الجماهير المغفلة لا تستطيع التحلص من عقدة تشوير السيد .. و لا تستطيع تقبل انتقاد يوجه لعلماء الدين او المراجع او اي غول صنعته المنضومة الكهونتية اللتي لا تمل من احاطة انفسها بهالات القداسة و شبه المعصومية و تجييش الكوادر و الاموال و الارهابيين الفكريين من المريدين المخلصين او من المنتفعين المصلحيين للذوذ عن مكانة و قداسة المرجع ... او عالم الدين ... .. و كاننا في حلبة صراع ديكة.. ... او في حلبة ملاكمة...
اتمنى ان يفهم المجتمع العراقي قيمة العلمانية و تحديد دور رجل الدين و تعيده الى مكانه الحقيقي .. و هو الجامع ... و ان نرى انحسارا في دور عالم الدين اللذي اصبح يشبه دور العسكر ,,, فكما لا نحبذ رؤية الزي العسكري في الشارع و نريده ان ينحصر في المعسكرات .. نتمنى ان ينحصر استخدام الاونيفورم اللذي يلبسه المعمم في الجامع ... لانه المكان الوحيد الصحيح له .... ...