صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 16 إلى 17 من 17
  1. #16
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    المشاركات
    207

    افتراضي الإيمان سر الإطمئنان النفسي

    الحلقة الثانية

    الإيمان سر الإطمئنان الروحي
    يقول الطبيب النفساني كادي يوغ ، عن مراجعيه : إن كل واحد من هؤلاء إنما وقع في براثن المرض ، لأنه افتقد إلى الراحة النفسية والروحية التي يجلبها الدين .
    ويقول الكاتب والمفكر الروسي تولستوي : الإيمان هو ذلك الشئ الذي يحيا به الناس .

    إن الإنسان بحاجة إلى الدين والسبب كونه ميالا إلى البحث عن الأهداف ، من خلال ميوله المعنوية التي تميزه عن بقية المخلوقات ، وكلما قل التدين في مجتمع ، كثرت فيه الحالات النفسية . وهناك إحصاءات في ملفات المسؤولين في الولايات المتحدة الأمريكية ، تشير إلى ان في كل خمسة وثلاثين دقيقة ، تحصل حالة انتحار ، وكل مائة وعشرين ثانية ، تقع حادثة جنون .

    إن الدين يحدد سلوك وموقف الإنسان تجاه كل مشكلة ، وبذلك ارتباط الانسان بدين ، يخلصه من الإضطرابات والضياع والعبث .
    فالإنسان إذن بحاجة إلى عقيدة ولكن ليس كل عقيدة تحل مشكلة الإنسان . إن العقيدة التي تعطي رؤى وتصورات عن الوجود مؤيدة بالبراهين والحجج . كما تراعي جوانب الإنسان المختلفة وتتعامل معه على أنه اجتماعي ، ويجب أن ينسجم مع الكون والحياة ، لهي العقيدة التي توفر الأمان الروحي وتجعل الإنسان سعيدا رغم ما يجري عليه في الحياة .

    إن الإنسان بطبعه يحب ذاته ويحافظ عليها فهو في صراع مع مشاكل الحياة التي تهدد ذاته ، ويربيه الدين على التضحية بحياته ، وهو يشعر بالسعادة ، رغم الشقاء الجسدي ، وهذا ما يفسر موقف الإمام علي ( ع ) ، يوم ضرب على رأسه . حيث قال : فزت ورب الكعبة .
    وقد يبلغ الإنسان الرتبة العالية من درجات الإرتباط بالعقيدة ، وأذكر موقفا للشهيد عارف البصري رضوان الله عليه ، يوم كان حكم أحمد حسن البكر وكان صدام آنذاك نائبا ، وكانت الحكومة لم تتجرء حينها على اعدام الرموز الرسالية ، ولم يوقع الرئيس على حكم الإعدام ووقعه صدام يومذاك . قال الشيخ عارف لموفد القصر الجمهوري : يا هذا إن حكمتم علي بالإعدام ، لأني أدعو إلى الإسلام ، هو وسام لي عند ربي وأمتي ولم أسمح لك أن تنتزع مني هذا الوسام وأزيدك وضوحا في عام 1971 م وفقني الله لحج بيته الحرام فتعلقت بأستار الكعبة وسألت الله إن يرزقني الشهادة وها أنا أحصل على الشرف وعلى يد أخبث خلق الله فلا يمكن التنازل عنها .

    وقد كشف التقرير الطبي بعد الفحوصات التي اجريت للشيخ الشهيد عبد الجبار البصري قبيل ساعة من الإعدام ، كشف عن الوضع النفسي والبايولوجي الطبيعي ، وحيث من الطبيعي أن يتعرض الإنسان العادي الذي يساق إلى الموت ، إلى اضطرابات نفسية وبايولوجية .

    إن للإيمان دور في سعادة الإنسان ، وقد صور القرآن حياة الإبسان البعيد عن الله ، بالشقاء قال تعالى : ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكى . )

    إن من آثار الإيمان :
    1- الصبر وهو خلق يحول دون وقوع الإنسان في القلق ، لأنه يدعو لتحمل المصائب دون جزع ، فالإنسان الصابر لا يشغل تفكيره احتمال وقوع المصائب ، لأنها لو وقعت سيتحملها بقوة الصبر .

    2- الرضا بقضاء الله .المؤمن يرضى بما قسم وكتب الله له ، والقضاء جار في الكون لا يرده سخط أو رضا .

    3- السعادة المعنوية والتاريخ الإسلامي ملئ بالشواهد على نماذج ورموز تذوقوا حلاوة القرب من الله رغم أشد الظروف وأقساها . وأكتفي بالأمثلة المذكورة السابقة .

  2. #17
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    المشاركات
    207

    افتراضي

    الحلقة الثالثة والأخيرة
    نصائح للقضاء على القلق.

    1- تجنب الإرهاق العصبي
    قد يتبادر إلى الذهن أن العمل الفكري هو سبب الإرهاق العصبي ، وقد احتمل العلماء ذلك ولكنهم فوجئواعندما لاحظوا بالتجربة أن الدم العائد من المخ وهو في أوج نشاطه ، خال من آثار الإرهاق بعكس الأعضاء الحسية الأخرى فإن العامل الذي يجهد يديه ، تجد الدم العائد منها ملئ بآثار التعب وافرازاته . إن الجهد الذي يبذله العامل والذي يسبب إرهاقا بدنيا أكثر الأحيان ، لا يسبب إرهاقا عصبيا لأن العامل يعيش بسعادة وهو يأكل وينفق على أسرته من عرق جبينه . كما إن العالم الذي يواصل تفكيره للتوصل إلى نتيجة علمية أو يريد إنجاح تجربة لايشعر بالإرهاق وهو يتذوق لذة المعرفة .
    فالعمل الفكري ليس هو سببا للإرهاق العصبي ولكن التوترات النفسية هي منشأ الإرهاق .
    إن الذي يستاء من صغائر الأمور ويتنفرز من أبسط المشاكل يتعرض للإرهاق العصبي ومثل هؤلاء الأشخاص قد يفوتهم فهم أبسط الأمور التي لا تستوجب التفكير فقد تكرر اسمك ثلاث مرات ثم يسألك ما اسمك .
    مثل هؤلاء الناس يصعب عليهم أي نشاط فكري بل وجسدي وتشل طاقاتهم البدنية والفكري .
    بإمكان الإنسان مزاولة الأعمال اليومية والنشاطات الفكرية بعيدا عن الإرهاق العصبي . والتعامل مع المواقف ببرودة أعصاب . وإذا أخرجتك العصبية عن طورك فارجع حالتك إلى طبيعتها ، بالجلوس إذاكنت واقفا ، والإضطجاع إذا كنت جالسا ، كما علمنا أئمتنا عليهم السلام .
    كما إن شرب الماء أو العصير والسوائل الباردة لها دور في إرجاع الحالة الطبيعية بعد الإنفعالات العصبية . كما إن الإسترخاء العضلي يحل الكثير من المشاكل .
    أن التوتر العصبي يخرج الإنسان عن طوره وقد يلجأ إلى شق جيبه أو الصياح وأشياء أخرى لا تليق بوضعه الإجتماعي . ويحدث التوتر جوا مرتبكا لا يميز العصبي فيه الخير من الشر والمذنب من البرئ .

    2- تقوية الإرادة
    والمسألة تبدأ منذ الطفولة فللأهل الدور الكبير في تنمية الإرادة لدى الأبناء . إن الدلال وكذا القسوة تجعل الطفل عاجزا عن مواجهة المشاكل الإجتماعية . وعندما يرى الطفل نفسه عاجزا عن ذلك ، يخشى من التعرض للمشاكل مما يوقعه في القلق .
    ويمكن للإنسان البالغ تقوية إرادته فيما لو أخطأ الآباء في التعامل معه ، بمواجهة المجتمع وفي الحديث ( إذا خفت شئ فقع فيه ) .

    3- ممارسة الهوايات والترفيه عن النفس
    من أفضل طريقة للقضاء على الأمراض النفسية هو عدم الإستسلام للأوهام والتغلب عليها ، بممارسة النشاطات المختلفة وإذا وجد الإنسان في نفسه إدبار عن العمل والإلتزامات ، فما عليه إلا أن يمارس ما ترغبه النفس من النشاطات ، وما يعبر عنه بالهوايات .
    إن الحالات النفسية تشل صاحبها عن القيام بأي نشاط وهذا ما يعبر عنه علي بن أبي طالب ( ع ) بالقول : إن للقلوب إقبال وإدبار ، فإذا أقبلت فاحملوها على النوافل وإذا أدبرت فاقصروها على الفرائض . وفي مثل حالة الإدبار تكون الهوايات علاج لإعادة حالة الإقبال على العمل .
    كما إن الترفيه عن النفس له أكبر الأثر للقضاء على الحالات النفسية ومنها القلق ، فإن النفس تمل مما نسميه الروتين وإن أشياء لا تكلف الإنسان الكثير لكفيلة بإرجاع الإستقرار النفسي كالنزهات ، واستنشاق الهواء النقي بعيدا عن جدران البيت ، والتأمل عند الشاطئ وأمثال ذلك .

    4 - تقوية الإرتباط بالله سبحانه وتعالى
    ويعطي ذلك قوة معنوية تصغر معها في عين الإنسان كل شئ دنيوي فلا يحسب حساب لما فاته من الدنيا أو سيفوته ، والإرتباط بالله يكون من خلال قراءة القرآن الكريم أو الدعاء أو لقاء المؤمنين . وإن الدموع التي يذرفها الإنسان في لقاء ربه تزيده عزما لأنه يتقرب إلى القوي الكبير الذي لايقاس .
    هذه نصائح لمن يريد أن يخلص نفسه من مرض القلق الذي يهدد حياة الإنسان . عسى أن يستفيد منها القارئ في حياته العملية .

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني