صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 22
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    الشهيدة بنت الهدى <<< السيرة والمسيرة <<<

    [align=center]الشهيدة بنت الهدى
    السيرة والمسيرة



    عارف كاظم محمد


    دار المرتضى[/align]










    [align=center]================================================[/align]
    [align=center]بسم الله الرحمن الرحيم


    المقدمة[/align]



    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير البشرية أجمعين ، سيدنا ومولانا النبي الأمي (عليه الصلاة والسلام) وعلى آله وصحبه الأبرار.




    أما بعد:



    البحث الذي بين يدي القارئ يتحدث عن إمرأة مجاهدة وداعية ومربية وعالمة جليلة، والقليل من نسائنا المؤمنات في العراق أو في بلدان العالم الإسلامي من غتصف بصفة أو أكثر من صفاتها، ولا يمكن لمن يدرس حياتها أو يبحث فيها إلا أن يكون مقصراً بحق تلك المرأة العظيمة، التي نذرت نفسها في سبيل الله وفي سبيل الدعوة إلى الإسلام الخالد, ونالت الشهادة وهي أعظم درجة ينالها الإنسان المؤمن.




    وإختياري لدراسة موجزة عن حياتها العلمية والإجتماعية لأنها إمرأة تستحق أن تكون موضع دراسة وإهتمام، لأنها الإنسانة التي وهبت نفسها لدينها، والقلة القليلة من الكتاب المسلمين والكاتبات المسلمات من كتبوا عن حياتها أو عن كتبها، وهي تستحق أكثر من ذلك، وأقول إنها ظلمت في حياتها وبعد إستشهادها ، لأنني لم اقرأ عن كاتب غير عراقي كتب عنها.



    والبحث يتناول في الفصل الأول : عن ولادتها ونشأتها ومسبها ودراستها، وفي الفصل الثاني : عن آثارها العلمية، كتابة القصة والشعر والمقالة والذكريات وفي الفصل الثالث: تحدثت عن حياتها الإجتماعية، كإشرافها على مدارس الزهراء عليها السلام في الكاظمية المقدسة، والمدراس الدينية في النجف الأشرف، وأيضاً تحدثت: عن إقامتها للندروات والمحاضرات وتدريس كتاب الشرائع للحلي، وحضورها للتعازي الحسينية في أيام المناسبات الدينية.


    وفي الفصل الرابع: تحدثت عن تفجيرها لإنتفاضة 17 رجب المباركة عام 1339هـ 1979 م ومشاركة الرجل والمرأة فيها من أجل الإفراج عن زعيم الثورة الإسلامية في العراق السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) ، وفي الفصل الخامس : تحدثت عن الإقامة الجبرية لها وإعتقالها من قبل النظام في بغداد ونيلها الشهادة بعد تعذيب الطغاة لها ولأخيها السيد الصدر(قدس)، رحم الله شهيدتنا الغالية بنت الهدى(آمنة الصدر) ورحم الله شهداء الإسلام الذين ضحوا في سبيل إقامة الدولة الإسلامية العالمية بأرواحهم الزكية ، فنالوا بذلك أعظم درجة وهي درجة الشهداء.....




    وعرضت نماذج من أدبها الفذ الذي يحكي أسلوبها الرائد في إستنهاض الأمة وإحياء الوعي الديني من خلال القصة، وذلك في الفصلين الخامس والسادس، حيث ضم الفصل الخامس قصتها الشهيرة (إمرأتان ورجل) والفصل السادس تضمن(لقاء في المستشفى).



    وأخيراً العقبات التي إعترضتني أثناء مسيرتي في كتابة البحث، هي قلة المصادر، وتغلبت عليها بالصبر وبذل المجهود من أجل شراء وتصوير كل دورية كتبت عن بنت الهدى

    [align=center]
    ======================================[/align]


    [align=left]يتبع[/align]
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    [align=center]الفصل الأول

    من هي بنت الهدى؟

    أولاً: ولادتها ونشأتها.
    ثانياً: أسرتها
    ثالثا: دراستها وشغفها لطلب العلم منذ الطفولة
    رابعاً: صفاتها.[/align]




    أولاً: ولادتها ونشأتها:

    ولدت آمنة حيدر الصدر في مدينة تضم مرقدي الإمامين الطاهرين المسمومين الإمام موسى بن جعفر وفيده الإمام محمد الجواد عليهم السلام، حيث القبتان الذهبيتان والمآذن الأربع المحيطة بهما وهي تناطح السحاب، في مدينة الكاظمية المتصلة البناء والعمران بمدينة بغداد.


    ولدت آمنة في عام 1357 هـ 1937 م(1)، في عائلة علمية مؤمنة، تعهدت تبني الإسلام كعقيدة منقذة ، وتنتسب العائلة إلى البيت النبوي العاشمي، وينتهي نسبها الشريف إلى الإمام موسى بن جعفر عليه السلام.(2)

    (1) قيل: ولدت في عام 1356 هـ 1936 م، يراجع: الكاظمي، مها، بنت الهدى هموم كبيرة وحركة دائبة، مجلة المرأة المؤمنة، العدد 70، ذي القعدة... ذي الحجة 1411 هـ أيار - حزيران 1991، ص 14.
    (2) نزار، جعفر حسين، عذراء العقيدة والمبدأ الشهيدة بنت الهدى، بيروت، مطبعة دار التعارف للمطبوعات، ط1، 1405 هـ/1985 م، ص 24
    الإسلامية، حزب الدعوة بوستر، المرأة .... البطولة، لمحة عن حياة وأعمال بنت الهدى، بدون تاريخ.
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    ثانياً: أسرتها:

    والدها أحد كبار علماء الإسلام في العراق الفقيه المحقق آية الله السيد (حيدر الصدر) توفي عنها وعمرها سنتان (1) ووالدتها هي الأخرى من عائلة علمية بارزة، فهي كريمة العلامة الكبير الشيخ عبدالحسين آل ياسين، وهي أخت المرجع الديني المحقق الشيخ (محمد رضا آل يس)(2) ، وتوصف والدة آمنة الصدر بخير ما توصف به الأمهات المؤمنات الحكيمات، إحتضنت إبنتها وربتها حسبما يمليه عليها دينها العظيم، وقد تركت الأم الصالحة آثارها البالغة في إبنتها حيث تجلت في سلوكه وسيرتها ومسيرتها(3).


    (1) وفي رواية توفي والدها وعمرها ستة أشهر، يراجع كتيب رابطة المرأة المسلمة في العراق، ص 14.
    (2) وهي أيضاً أخت آية الله الشيخ مرتضى آل يس، يراجع كتيب رابطة المرأة المسلمة في العراق، ص 19.
    (3) من حياة الشهيدة بنت الهدى، منشورات رابطة المرأة المسلمة في العراق ص 19.
    عذراء العقيدة والمبدأ السهيدة بنت الهدى، ص 24 ، بتصرف.



    وكان الأبوان قد فقدوا ثمانية أطفال تترواح أعمارهم بين عدة شهور وسبع سنوات، وقد أنعم الله عليهما بعد ذلك بولديهما محمد باقر وآمنة (1)، فكانا كالضيائين ينيران البيت، والوالدان حريصان على تربيتهما بمناهل اقرآن ومنابع علومه(2).
    ولآمنة أخ كبير هو السيد إسماعيل الصدر الذي رباها وتكفل بأمور تربيتها(3).

    وعندما كبرت آمنة وأحست بما حولها حيث فقدت أباها المعيل للأسرة الذي ترك فراغاً كبيرة في حياة هذه العائلة المجاهدة في سبيل الله

    (1) وسميت آمنة تيمناً بأم الرسول ال‘ظم محمد(ص) نقلاً عن مقالة للكتابة: الكاظمي، مها، بنت الهدى هموم كبيرة وحركة دائبة، مجلة المؤمنة، العدد 70 ذي القعدة ذي الحجة لسنة 1411 هـ أيار حزيران 1991 م ، ص 14.
    (2) من حياة الشهيدة بنت الهدى، ص 13 و 14 بتصرف.
    (3) إبن النجف، الخطيب، تاريخ الحركة الإسلامية في العراق، بيروت، مطبعة دار المقدس، ص 50 و 51
    - الكاظمي، مها، بنت الهدى هموم كبيرة، مجلة المؤمنة، العدد 70 ص 14 بتصرف.



    ولكنها منذ نعومة أظفارها لم تجعل لهذا الفراغ سيطرة على حياتها، وسارت هذه العائلة في موكب النور تحت الخطى للارتشاف من علم الإسلام الكبير، رغم الحالة المادية المتردية والفقر الذي كان يلازمهم وتواضع العيش ، إذ لم يهمهم ذلك. (1)
    وإلتزام أخواها إسماعيل ومحمد باقر بتربيتها ورعايتها، حيث تلقت من العلوم الدينية والشؤون الإجتماعية والثقافية الشيء الكثير حتى غدت فيما بعد رائدة العمل الإسلامي في العراق(2).


    (1) من حياة الشهيدة بنت الهدى، من منشورات رابطة المرأة المسلمة في العراق، ص 5 بتصرف.
    (2) لم يذكر إسم كاتب المقال، معالم في الطريق، الشهيدة بنت الهدى(آمنة الصدر)، ملحق جريدة كيهان العربي، طهران، مطبعة مؤسسة كيهان للصحافة والنشر، العدد 3346، ص 4 ، بتصرف.
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    ثالثا: دراستها وشغفها في طلب العلم:


    لم تدخل المدارس الرسمية الملكية، لا ليحرمونها من العلم وهم أهله، فيتها كان مدرسة، وخير مدرسة- وعائلتها كانت معهداً- وهم نعم المعهد- وإهتم بها أخواها- فضلاً عن أمها- حتى علماها مبادئ القراءة والكتابة والحساب في بيتهم العامر بالإيمان والنابض بالعلم والجهاد(1).

    حتى أطلعاها ودرساها المناهج الرسمية ، مضافاً لما أولياها من تعليم الدروس العلمية: النحو والمنطق والفقه والأصول وباقي المعارف الإسلامية، حسب مقتضيات التدرج والتبسيط، لما أحسا فيها الإستعداد للإستيعاب الذكي(2).

    (ينقل عن والدة آمنة، أن آمنة كانت تهتم بالقراءة والتركيز فيها، ومنذ ضغرها كانت تميل إلى الإنفراد وبغرفة خاصة طلباً للهدوء، ليست هي إنعزالية- بل كانت إجتماعية الطبع- لكنها لا ترى إن إجتماعيتها تفرض عليها أن تهدر الوقت وتبدد الزمن في حلقات أحاديث مفرغة، إنها تميل إلى الإنفراد للتأمل بهدوء، وتنعزل دانما إنطواء، بل لتوفر على نفسها وشخصيتها التي تعدها تهيؤاً للعطاء والبذل الغالي والرخيص في سبيل الله(3).


    (1) من حياة الشهيدة بنت الهدى ، ص 16.
    عذراء العقيدة والمبدأ، الشهيدة بنت الهدى ص 24، 25 ، بتصرف.
    (2) المصدر نفسه، ص 25، بتصرف.
    (3) المصدر نفسه، ص 25 بتصرف
    .


    (ووجد أخواها فيها إستعدادات رائعة من خلال ما تكتبه من رسائل غلى والدتها، حينما تسافر وتمكث في النجف، وما تكتبه في أوراق ومسودات مهملة فزاد حرصهما عل موعيتها، خصوصاً أخوها محمد باقر(ص) الذي راح يضاعف إهتمامه بقابليتها). (1).


    وحينما قرر شقيقاها الرحيل إلى مدينة العلم والعلماء في النجف الأشرف لإكمال دراستهما، رحلت العلوية آمنة الصدر معهما.


    وكان عمرها آنذاك أحد عشر عاماً، وهناك في النجف أخذت تدرس الكتب والدروس الخاصة باللغة وعلومها والفقه وأصوله والحديث وعلومه، كما درست الأخلاق وعلوم القرآن والتفسير والسيرة النبوية.


    هذا إضافة إلى تلقيها العلوم الدينية، حيث إنكبت آمنة (بنت الهدى) (2) على مطالعة الكتب والمؤلفات، فإتسعا معالم إطلاعها ومعرفتها بكثير من الأمور ، وأمست الطبيب والحكيم الذي راح يدرس الطب ليكون معالجاً لمن اصابه المرض، والفقه الذي يعلم الفقه، فكانت في مستوى جيد حيث أهلتها الدراسة إلى الإنتقال لمرحلة جديدة، وهي دراسة المجتمع وتشخيص أمراض المرأة المسلمة في العراق والعالم الإسلامي،


    (1) المصدر السابق، ص 25
    (2) بنت الهدى: إسن إختارته السيدة آمنة الصدر، وما كانت تطالب أخواتها في أشعارها وكتاباتها بقولها: ( قولي أنا بنت الرسالة من هداها أهتدي) ، يراجع: الكاظمي، مها، بنت الهدى هموم كبيرة، وحركة دائبة، العدد 70، ص 12.



    فكانت نشأتها وحياتها (علم وعمل وتقى وزهد)(1) حتى صارت عالمة جليلة كما قال عنها الإمام الخميني (قدس) في بيان نعي الشهيد الصدر: (.... كانت عالمة من أساتذة العلم والأخلاق ومفاخر العلم والأدب((2)


    (1) من حياة الشهيدة بنت الهدى، من منشورات رابطة المرأة المسلمة في العراق ص 18.
    (2)تاريخ الحركة الإسلامية المعاصرة في العراق/ ص 51



    = ومن ذكرياتها كما ترويها لأحد مريداتها إذ تقول: (حينما كنت صغيرة كانت حالتنا المادية ضعيفة جداً، ولكن كانت لدي يومية مخصصة قدرها (عشرة فلوس) كنت أجمع هذا المبلغ اليومي البسيط، ثم أذهب إلى السوق لشراء كتاب إسلامي، وكانت لي صديقة تفعل كفعلي في جمع المبلغ اليومي لها، ولكنها تشتري كتاباً آخر ، كي تقرأ كل واحدة منا كتاب صديقتها(1).

    - وتقول أيضاً السيدة أم حيدر القبانجي : ( من الذكريات التي سمعتها منها مباشرة، هي أنها كانت في الثانية عشر من العمر دعيت إلى حفلة عرس وكل صبية في مثل هذا العمر ترغب في الذهاب إلى مثل هذه الحفلات. ولكنها نظرت إلى حذاءها فوجدته ممزقاً ولا يمكن معه حضور الحفلة، وكان عندها صندوق تجمع فيه المال اليسير لتشتري به في نهاية الشهر كتاباً إلا أنها لم تستعمل هذا المال لغرض آخر ففضلت الكتاب على شراء الحذاء ولم تذهب للحفلة، وهذا يدل على إهتمامها ببناء شخصيتها ووجودها الذي أفاض بعد ذلك بالخير والبركة(2).


    (1) معالم في الطريق، الشهيدة بنت الهدى (آمنة الصدر) العدد 3346، ص 4

    (2) القبانجي ، العلوية ، أم حيدر، من وحي عطاء المعلمة الشهيدة ، مجلة الأضواء، قم، العدد الثالث السنة الخامسة، رجب 1404 - نيسان 1984 م ، ص 197.
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    رابعاً: صفاتها:

    كانت بنت الهدى عالمة جليلة، ومربية قديرة وكاتبة أديبة ومفكرة إسلامية، وموضع ثق أكابر مراجع المسلمين الإمامية، كالمرجع الخوئي(قدس) إلى جانب الإشراف والمتابعة للمشاريع الإسلامية التربوية كمدرسة الزهراء عليها السلام في بغداد والمدارس الإسلامية في النجف الأشرف، وقد أغنت بسلوكها وجهادها ومثابرتها وفكرها وتأليفها وتقاها الساحة النسوية، حيث تمثل بنت الهدى حياء الإسلام وخلق الرسالة وسجايا جدتها فاطمة الزهراء عليها السلام، وتمثلت بها تعاليم القرآن الكريم وتجسد فيها الإيمان الخالص لله عز وجل ، فأحبت إسلامها العظيم وآمنت به وتبرت فيه وعاشت في معينه النابض، فعكست ذلك قولاً وفعلاً فكانت تعامل الجميع معاملة الإسلام، لا تفرق بين أحد منهن بصدرها الحنون، وتعالج تصدعهن وكأنها المؤدبة، فكانت سكناً لبنات جنسها، فترى البسمة ظاهرة في إستقبالها للنساء تجلي عنهن كربات الدهر.


    وكانت ذكية وفطنة غلى درجة عالية مما أكسبتها قابلية كبيرة في تلقف العلوم وكسب المعرفة، وكانت كريمة النفس ، سخية اليد نحو المعوزات، وهذه صفة المؤمنات الصالحات فتراها تكرم المحتاج بمختلف الوسائل عن طريق الهدايا العينية أو المبالغ النقدية، حيث تحمل شعور المسؤول وتهتم بالجميع فتزور المرضى وتتفقد المحتاجين وتصل عوائل الشهداء وتسأل عن إحتياجاتهم، كل ذلك دون كلل أو ملل، وكانت دقيقة الملاحظة ذكية، كما كانت حريصة على الوقت لا تفرط في الدقيقة قدر إمكانها ، حيث أعمالها الواسعة الكثيرة تتطلب منها الوفاء بالوعود والإلتزام بالمواعيد، فكان عملها يشغل الليل والنهار. (1).

    (1) من حياة الشهيدة بنت الهدى، من منشورات رابطة المرأة المسلمة في العراق، ص 21 - 22 - 23 ، بتصرف.
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    [align=center]الفصل الثاني

    آثارها العلمية
    [/align]



    كانت بنت الهدى تفكر وتنظر وتكتب في كيفية الوصول بالمجتمع والأمة إلى أعلى مراقي السمو الإنساني من خلال الرسالة الإلهية العظيمة، كانت تعيش الهم الرسالي في تفكيرها إهتمامها(1).



    (1) الكاظمي، مها، هموم كبيرة وحركة دائبة، العدد 70 ، ص 12.




    لذلك ستبقى آثارها العلمية والإجتماعية منارً لكل الدعاة، حتى بعد إستشهادها وصعود روحها إلى بارئها الذي خلقها.



    وللكاتبة بنت الهدى آثار علمية أتحفت بها المكتبة الإسلامية والتي إمتازت بالعمق والأصالة والدعوة إلى الإسلام عن طريق هذه الآثار.


    ونذكر من آثارها العلمية:

    1- كتاب (كلمة ودعوة)، وهو أول كتاب صدر للشهيدة في أوائل الستينات.
    2- كتاب الفضيلة تنتصر ، وهي قصة إسلامية طويلة تبين فيها إنتصار الفضيلة والتقوى على الرذيلة والفاحشة، وصدرت من خلال سلسلة(من هدي الإسلام) ، في النجف الأشرف.
    3- (المرأة مع النبي) وقد صدر لها ضمن سلسلة (من هدي الإسلام ) أيضاُ.
    4- (إمرأتان ورجل ) وهي قصة إسلامية طويلة خيالية تحمل معاني كبيرة في التربية والتوجيه.
    5- (صراع من واقع الحياة) مجموعة قصصية.
    6- (الباحثة عن الحقيقة) قصة طويلة كتبت عام 1979.
    7- ذكريات على تلال مكة) كتبتها بعد ذهابها إلى الحج سنة 1973 وكانت بصحبة ست نساء، تروي فيها كيفية أداء مناسك الحج(1) وتعقبها رواية رحلة الحج بقصيدة شعرية طويلة.
    8- الخالة الضائعة، مجموعة قصصية، كتبتها عام 1974.


    (1)القبانجي، العلوية أم أحمد من وحي عطاء المعلمة، مجلة الأضواء، العدد الثالث ض 197

    9- لقاء في المستشفى، قصة طويلة كتبتها أيضاً .

    وصدرت لها دراسات كثيرة أخرى، وهي مع ذلك شاعرة إسلامية هادفة لها شعر كثير منشور في بعض المجلات(1)


    (1)تاريخ الحركة الإسلامية في العراق، الخطيب إبن النجف، ص 52
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    1- كتابة القصة:

    أولاً: الشهيدة بنت الهدى والأسلوب القصصي.

    (إختارت الشهيدة بنت الهدى، الأسلوب القصصي لبيان الحقيقة الإسلامية، وعرض مفاهيم الإسلام وقيمه السمحاء، وذلك بتوجيه من أخيها الشهيد( محمد باقر الصدر)(رض) الذي أوعز إليها بضرورة تفريغ هذه المفاهيم في قصص وروايات تمثل الواقع الذي تعيشه المرأة، ولم يكن هذا الأمر إعتباطياً بقدر ما يمثل واقعية في معالجة أمراض المجتمع، فالأسلوب القصصي هو العلاج الأقدر على معالجة المشاكل) (1)


    وهذا ما تؤكده الشهيدة بنت الهدى بقولها : ( إن تجسيد المفاهيم العامة لوجهة النظر الإسلامية في الحياة هي الهدف من هذه القصص الصغيرة، لأني أؤمن بأن إعطاء المفهوم على المستوى النظري لا يمكن أن يحدث من التغيير والتأثير ما يحدثه إعطاؤه مجسداً أو محدداً في أحداث وقضايا من واقع الحياة، ومن أجل ذلك إهتم القرآن الكريم بإعطاء المثل والقيم عبر صور قصصية من حياة الأنبياء والدعاة إلى الله وما تلابسها من ظروف وأحداث)(2).



    (1) تاريخ الحركة الإسلامية المعاصرة في العراق، الخطيب إبن النجف ص 52.
    (2) الصدر، أمنة ، مقدمة صراع من واقع الحياة، بيروت طبعة دار التعارف ، م 2 ، ص 7.


    (ومن خلال إستعراض الواقع الفاسد الذي تعيشه المرأة تستعرض الشهيدة العلاج الإسلامي لهذا الواقع الفاسد من خلال قصصها الرائعة حيث وضعت صورة مشرقة عن حياة المرأة المسلمة، ورسمت طريقها بكل وضوح بإعطائها المثل والقيم العليا ، وتبين لنا كيف يجب أن تعيش المرأة المسلمة في مجتمعها رغم الإنحطاط والفساد الذي يسود مجتمعاتنا اليوم.(1).


    - وتقول بنت الهدى في مقدمة(صراع من واقع الحياة): ( ولئن كانت هذه القصص القصيرة من نسج الخيال فهي منتزعة بلا شك إنتزاعاً من صميم الحياة التي تحياها الفتاة المسلمة اليوم، ولهذا فإن أي فتاة سوف تقرأ في هذه القصص أحداثاً عاشتها بشكل أو آخر أو تفاعلت معها أو مرت قريباً منها وسوف نجد في كل قصة الموقف الإيجابي الذي تفرضه وجهة النظر الإسلامية في الحياة، والبون الشاسع بين نظام هذا الموقع وطهارته وتساميه وبين الإنخفاض والإنحطاط الذي تمثله وجهات النظر الأخرى في الحياة(2).

    (1) الياسري، خديجة، الشهيدة بنت الهدى والأسلوب القصصي، مجلة المؤمنة، العدد 63، ص 26.
    (2) الصدر، آمنة، قصة( صراع من واقع الحياة) م2، ص 7-8.



    - وتقول أيضاً في مقدمة قصة(الفضيلة تنتصر) : (هذه – قارئي العزيز – ليست قصة- بل قصاصة ولا كاتبة للقصة، بل إني لم أحاول قبل الآن أن أكتب قصة إلا أن هذا الذي أقدمه اليوم إليك، راجية أن ينال منك الرضا والقبول، لا يعدو أن يكون صورة من صور المجتمع الذي نعيشه وأنموذجاً من واقع الحياة، حيث تتصارع قوى الخير والشر وتلتحم العقيدة بجيشها الفكري والروحي في معركة مع حضارات الإستعمار وأخلاق المستعمرين).

    وتقول بنت الهدى أيضاً: ( أنا لا أقول: إن الخيال لعب دوره في تجسيد صورة محدودة لهذا الصراع لكي يبرزه بطريقة ترضيك وتدفعك إلى متابعته، ولكن غايتي الواقعية هي إبراز أن جوهر الصراع لا أطرافه وهوامشه، فإذا كنت قد نجحت في الجوهر والصور معاً فهذا غاية ما أتمناه، وإلا فإني على ثقة من قدرة قصتك هذه في إبراز المحتوى العقائدي للصراع الدائر بين دعوتي الفضيلة والرذيلة، وجوهر التناقض الذي تعاني منه حياة كل مسلم ومسلمة في هذا العصر، على أن ما قمت به لا يعدو عن كونه محاولة بناءة لفتح الطريق وتعبيده بغية السير في إحياء جهاز إعلامي صامت من أجهزة الإعلام التي تواكب سيرنا ونحن في بداية المنعطف(1).


    (1) الصدر، آمنة ، مقدمة قصة الفضيلة تنتصر


    يتبع
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Oct 2003
    المشاركات
    159

    افتراضي

    أحسنتِ منازار
    بارك الله بكِ وجعل ماتكتبين في ميازين اعمالك
    رحم الله الشهيدة الخالدة في قلوبنا وضمائرنا بنت الهدى ..
    :e_blume02كَفَى بِالْقَنَاعَةِ مُلْكاً، وَبِحُسْنِ الْخُلُقِ نَعِيماً:e_blume02

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    أحسن الله إليك أختي حنين


    أسأل الله أن يوفقني لنشر ما كتب عن الشهيدة بنت الهدى والشهيدات المؤمنات الذين إنحنى لهم التاريخ ليكتب أسمائهن في ضمير الأمة وعلى لوحة الخلود لما قدموا من تضحيات جسيمة ومواقف عظيمة في سبيل الدين والوطن وكابدوا شتى المصائب والمصاعب وصمدوا كالرواسي الشامخات...>>
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    ثانياً: كيف عالجت بنت الهدى قصصها:

    عالجت بينت الهدى كتاباتها القصصية، ببساطة الأسلوب وبروحية الإيمان وعمق الفكرة(1). وكانت طرائف بناء الحبكة في قصصها على الطريقة التقليدية يسير فيها العمل القصصي بتسلل زمني من البداية إلى الوسط ثم النهاية، كما في قصة(الفضيلة تنتصر)، و(قصة إمرأتان ورجل) وقصة(لقاء في المستشفى).



    (1) الهدى، بنت، حركة الكتاب الإسلامي، مجلة المنطلق، بيروت، العدد 12، محرم
    1401 هـ ص 80.





    ثالثاُ: ضوء على العمل القصصي عن بنت الهدى:


    أ- ضوء على الفكرة:

    تعالج بنت الهدى في قصصها الواقع الإجتماعي، وإبراز حياة المؤمنة والمرأة الشريرة والرجل المؤمن والرجل الفاسد، وطرح الموقف الإيجابي الذي تفرضه وجهة النظر الإسلامية في الحياة، وتقول بنت الهدى: (ولئن كانت هذه القصص منتزعة من دون شك إنتزاعاً من صميم الحياة......).


    وقد إختارت في قصصها: الدكتورة الداعية، والمؤمنة المثقفة، والموظفة المؤمنة، والشاب المؤمن، والرجل الفاسد والمرأة الفاسدة... إلخ


    ب- ضوء على السرد ولغته في قصصها:

    أسلوب السرد ولغته عند بنت الهدى بتسم بالسهولة والخفة والوضوح، ويستطيع أي قارئ لأي قصة من قصصها الجميلة، أو ما كتبته في مقالاتها التي كتبتها في (مجلة الأضواء)، أن يفهم ما تريد أن تقول وما تهدف إليه في كتاباتها، والغاية التي تريد أن توصلها إلى القارئ وهي توصيل الفكر الإسلامي بأسلوب بسيط وبلغة عربية فصحى.

    -ولقد عبرت إحدى الأخوات القارئات عن هذا الأسلوب بقولها:(سحرني أسلوبك الأخاذ على صفحات قصصك المثيرة حقاً، المربية على الجرأة والإقدام على الفضيلة والإباء، القصص التي قرأتها مرات عديدة وفي كل مرة أشعر بلذة عميقة ونشوة الإفتخار والتباهي، وكأني أعيش أحداشها بنفسي وبما تصل غليه بطلات القصص من نتائج محموده ونصر مؤزر(1(

    جـ - ضوء على الوصف ولغته في قصصها:

    إستطاعت الشهيدة بنت الهدى أن ترسم ملامح المشاهد والهيئات والحالات النفسية بلغة ملونة وخصبة، وأن تكون سهلة وواضحة(2)ـ كما في قصة(الخالة الضائعة.

    (1)الركابي، زينب، خفقات قلب محب، جريدة الموقف العدد 55 الخميس 16 شوال 1413هـ -8نيسان 1993 م ص 10
    (2)كتاب الأدب العربي الحديث، ج2 ص 27 بتصرف.



    تقول:(كان صوتها حزيناً وكلماتها إفتقدت آثار الحرارة وإنطبعت بطابع البرودة، وكانت تحاول أن تعطي للسكون زمناً أكثر مما تعطيه للكلام، فشعرت وداد بلذعة الأسى وهي تجد صديقتها على هذا الصمت الهادئ الحزين، وهدى لم تكن بالنسبة إليها صديقة فقط، فلطالما كانت لها مناراً في ليل داج ومشعلاً من نور في ظلام رهيب، ولطالما هدهدت روحها بمفاهيم وسقت جدب أفكارها بالحكمة والموعظة الحسنة ، ولهذا فهي بالنسبة إليها تعني الشيء الكثير...)
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    رابعاً: ما الهدف والغاية من كتاباتها سواء كانت القصصية أو الشعرية؟


    يجيب على هذا السؤال كاتب مقالة( معالم في الطريق، الشهيدة بنت الهدى): ( وكانت كتاباتها موجهة للهجمة الشرسة التي قام بها النظام في العراق ضد القيم والمبادئ الإسلامية وضد الإنسان المسلم والمسلمة بشكل خاص، فبنت الهدى لن تستسلم لهذا الواقع بل راحت تكثف جهدها للعمل الإجتهادي، وتتوجه إلى مخاطبة الشريحة الأوسع، عبر كتابة القصص الإسلامية الهادفة ذات الطابع النسوي....).(1)


    خامساً: الثقافة العامة في خدمة القصة:

    يرى من يقرأ المجموعة القصصية الكاملة لبنت الهدى إنها كتبت ما درسته على يد أخواها، وما قرأته من كتب عامة، سواء كانت في الطب أو في الإقتصاد أو الفلسفة أو الفقه أو علوم القرآن... الخ.



    نشاهد ونرى كل ذلك في قصصها، وأدلة ذلك:


    1- مناقشة الماديين وتفنيد آرائهم من خلال قصة لقاء في المستشفى(2) وبطلة قصة(لقاء في المستشفى) طبيبة، وكانت تسأل وتجيب عما كانت تسألها الطالبة الجامعية مثال ذلك: الحديث عن جسم الإنسان الأعصاب والدماغ(3).



    (1)لم يذكر إسم كاتب المقالة، معالم في الطريق، الشهيدة بنت الهدى (آمنة الصدر) العدد 3346 ص 4
    (2) الصدر، آمنة، قصة (لقاء في المستشفى)، المجموعة القصصية / م 2، ص 160.
    (3) يراجع المصدر السابق، م2 ، ص 98 - 101.



    2- ذكر الكتب العلمية وغيرها سواء كانت كتباً لأهل السنة والشيعة على حد سواء، ومن الكتب العلمية( كتاب طبائع الأحياء) يتحدث هذا الكتاب عن الأحياء المضيئة في البحار/.. الخ)(1).


    وكتب عامة ككتاب (قصة الإيمان)، وكتاب( العلم يدعو إلى الإيمان)، وكتاب ( الآخرة والعقل) (2)، وكتاب (الله يتجلى في عصر العلم)، وكتاب (رحلتي من الشك إلى الإيمان) (3)، وكتاب (مع الله في السماء)، وكتاب(محراب الإيمان).(4)

    4- ذكر التاريخ القديم والحديث سواء كان التاريخ الإسلامي أو التاريخ الفرعوني إلخ(5)


    5- ذكر الكيماء، وذكر الحواس الخمس(6).

    (1) يراجع المصدر السابق، م 2 ، ص 287
    (2) يراجع المصدر السابق، م 2، ص 370
    (3) يراجع المصدر السابق، م 1، ص 385
    (4) يراجع المصدر السابق، م1، ص 390
    (5) يراجع المصدر السابق، م1، ص 354
    (6) يراجع المصدر السابق، م1،ص 357




    6-ذكر أحكام الحج، وكيفية أداء متاسك الحج (1)، والغاية من الحج والهدف منه، وترتيب أداء فرائض الحج، وترغيب المؤمنات لأداء فريضة الحج في أوائل العمر.

    7- ذكرها الآيات الكريمة والأحاديث النبوية، في الكثير من قصصها ومقالاتها وذكرياتها(2).


    (1) يراجع المصدر السابق(ذكريات على تلال مكة) م 2، ص 326.
    (2) يراجع المصدر السابق(الخالة الضائعة) م 2 ، ص 215.
    يراجع المصدر السابق، قيمة المرأة في الإسلام، م 3 ، ص 309.
    يراجع المصدر السابق(الباحثة عن الحقيقة) ص 90-92-99.
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    2- كتابة المقالة:


    أثر من آثار بنت الهدى، وعبرت بنت الهدى عن آرائها بعد صدور مجلة الأضواء الإسلامية فكانت السباقة إلى الكتابة فيها، وصدر لها في حزيران 1960 م، أول مقال لها، يحمل مقالها النقد لبنت الإسلام ما هن فيه، وتحركهن بلهجة ثورية رسالية بينة للخروج من الواقع المتخلف والإنفتاح على عقيدة الإسلام، معربة عن خشيتها من تمكن عمليات التغريب من نفوس جمهور النساء، وهكذا إستمرت تكتب إلى المجلة فكان منبرها الوحيد آنذاك، وهذا يدل على أنها ذات إطلاع ثقافي، متنورة متبصرة بالأمور قبل بلوغها العشرين عاماً(1).



    - وتعتبر بنت الهدى من خلال كتاباتها في (مجلة الأضواء) ، أنها داعية إسلامية عراقية في العصر الحديث، نزلت إلى الشارع العراقي وجعلت المقالة أحد أساليب الدعوة إلى الإسلام الحنيف.


    - وإنها كانت تفند ما يحتج به مستوردو غواية التحضر الغربي، فبحبحة التقدم والإزدهار أضحت نساؤنا وأخواتنا بعيدات عن عقيدتهن بعد أن سلبتهن الحضارة الغربية شخصيتهن الإسلامية، فمما قالته(2) الشهيدة بنت الهدى:(... وذلك نتيجة سوء فهمها للإسلام والبعد عن روحه ومفاهيمه من ناحية، ونتيجة تغذية الثقافة الإستعمارية المسمومة التي غزت بلادنا من ناحية ثانية، إذ نشرت مفاهيمها المناقضة للإسلام والتي غزت بلادنا من ناحية ثانية، إذ إنتشرت مفاهيمها المناقضة للإسلام والتي لا تنطوي في الحقيقة إلا على أصالة المرأة وأنوثتها وكرامتها).


    (1)عذزراء العقيدة والمبدأ(الشهيدة بنت الهدى)، ص 33 و 34 بتصرف.
    (2) يراجع المصدر السابق، ص 36 بتصرف




    وتقول أيضاً: (هكذا ضاعت بين الفهم الخاطئ للإسلام، وبين المفاهيم الوافدة من الغرب وأصبحت المرأة المسلمة بين أمرين: فإمالا حظ لها في الوجود الإجتماعي ولا نصيب لها من المساهمة في كل الحقول الإجتماعية والفكرية، وإما إمرأة متفرنجة قد تجردت من أنوثتها وإعتبرتها شيناً وعاراً وراحت تزاحم الرجال بمناكبها وتسترجل لتكسب حقوقها في الحياة العامة....)(1)


    (1) عذراء العقيدة والمبدأ الشهيدة بنت الهدى، ص 36 (نقلاً عن مجلة الأضواء الإسلامية) عدد 2 السنة الثانية محرم 1380 هـ - حزيران 1960 م



    وفي مجال تعليم المرأة تقول بنت الهدى في مقالة لها عن التعليم الصحيح:(... وأنا لا أريد أن أقول أن التعليم الصحيح يستوجب إعداد كل بنت إعداداً يمكنها من أنت تكون داعية إسلامية، ولكني أعني أن التعليم الصحيح هو إعداد كل بنت إعداداً يجعلها تشعر بكونها صاحبة رسالة وحاملة عقيدة وإنها بما تتمسك به من شعائر إسلامية مميزة لا مجبرة، وأنها يجب أن لا تغفل عن كونها صاحبة مبدأ لحظة واحدة في كل نواحي الحياة التي تعيشها، وبعد هذا فإن لها الحق كل الحق فيما تلتزمه من طقوس دينية إسلامية...)(1)


    (1)بنت الهدى، مقالة: المرأة والتعلم، مجلة المؤمنة، العدد 72، ص 25

    ودعت في مقالتها(المرأة والتعلم) إلى إنشاء المدارس الإسلامية الملتزمة ضرورة إسلامية إجتماعية، فتقول بنت الهدى:( وقد أصبح إنشاء أمثال هذه المدراس ضرورة إسلامية إجتماعية بعد أن أخذ يستحيل على البنت المسلمة أن تتعلم تعليماً خالصاً في إطار ديني من دون وجود أمثال هذه المعاهد والمدراس الدينية ولهذا فإن الأمل في تعميم هذه المدارس أصبح وطيداً إن شاء الله، وإن من دواعي ذكري لهذا الموضوع هو تنبيه بعض القادرين من المسلمين إن كانوا في غفلة عن هذه الناحية).


    وتقول في تعليم البنت منذ صغرها تعاليم الإسلام الحنيف سيحقق لها ذلك كل الخير وستنصرف إلى الإسلام لتجعله غاية وهدفاً:(ولكن البنت إذ أغذيت منذ صغرها الباكر بحب الإسلام وبسمو غاياته ونتائجه، وإذا فهمت أن في الإسلام أهدافاً سامية إذا تحققت من كل ذلك حقق لها الخير ، وإنصرفت إلى الإسلام وجعلته لها غاية وهدفاً، وهذا ما لا يمكن أن يتم ويحصل إلا بعد إنشاء مدارس إسلامية دينية للبنات وتكون مهمة هذه المدارس هي بث الوعي الإسلامي في أذهان فتياتنا الصغيرات ، اللاتي أخذن يتهاوين بين أنياب البلاء دون أن نعمل لأجلهن أي شيء).


    وتقول في كيفية إنقاذ الفتيات الصغيرات:(.... والوعي الإسلامي لا يمكن أن ينفذ إلى القلوب والأذهان إلا إذا كان وعياً إسلامياً صحيحاً، مستمداً من الآيات والروايات المقدسة، خالياً عن كل ما علق به من آراء بعيدة كل البعد عن الإسلام الحقيقي، مستمداً من سيرة السلف الصالح من أمهاتنا المسلمات في صدر الإسلام... عند ذلك يمكن لنا أن نطمئن على مستقبل الفتاة المسلمة وقد ثقفت تثقيفاً إسلامياً صحيحاً.(1)

    (1) يراجع المصدر السابق العدد 72 ص 26
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    3- الشعر التوجيهي عند بنت الهدى:

    إن توصيل الحقيقة العقائدية والفكر الإسلامي بنظر بنت الهدى يتم بالنثر وبالشعر، وهو ما نلمسه فيما نظمته من الشعر لمواجهة عمليات الإضرار بالمسلمين والمسلمات(1)، فتقول:

    أختاه هيا للجهاد وللفدا....... وإلى نداء الحق استمعي(2) الندا
    هيا اجهري في صرخة جبارة....... إنا بنات محمد لن نقعدا
    إنا بنات رسالة قدسية..............حملت لنا عزا تليدا أحيدا(3)
    *******************************


    (1) عذراء العقيدة والمبدأ ، الشهيدة بنت الهدى، ص 73 بتصرف
    (2) أضفت كلمة (واسمعي) بدل وقت لأن الشطر مكسور فهو من الكامل محمد الطيب لإبراهيم
    (3) بنت الهدى(كلمة ودعوة) المجموعة القصصية، م3 ص 200

    ودورها في معركة الأمة وصراعها الطويل مع الفكر والإلحاد، وكان يحملها على نظم الشعر المعنى المكنون في قلبها، والموضوع الذي يحتويه صدرها، والقضية التي في روعها(القضية العقائدية) قضية نساء المسلمين السافرات، بنات الإسلام الغافلات، إنها تريد تعبئة الفتيات نحو المجد الرسالي، أمجاد الجهاد، فراحت تنادي الفتيات المسلمات، جيل الأمة المسلمة بنات الهدى، فإلى المجد والدين الحنيف، والإلتزام والتمسك بالعقيدة والمبادئ الخلاقة (1)



    إلى المجد يا فتيات الهدى ............. لنحيي مآثرنا الخالدات
    ونمضي سوياً إلى غاية ................ لأجل لقاها تهون الحياة
    ونكتب تاريخنا.... ناصعاً ............. مضيئاً بأعمالنا الزاهرات
    فأما مقام العلى نرتقيه ................. وأما قبوراً تضم الرفاة (2)



    وكتبت بنت الهدى تبرز فيها أنها شاعرة القوة والمواجهة والتحدي، إذ أنها وأجيال أمتها الذين يتحملون المشاق والصعاب من أجل رضى الله تعالى، من أجل القضايا المقدسة العادلة، يسبقون يجاهدون بتصميم وعزم لا يلين(3)

    (1)عذراء العقيدة والمبدأ الشهيدة بنت الهدى ص 73 بتصرف
    (2) بنت الهدى(كلمة ودعوة) المجموعة القصصية الكاملة، م 3 ص 127
    (3) يراجع المصدر السابق م 3 ص 127



    فكتبت قصيدة في جو كئيب حزين يتخلله ومضات البرق، وتحيرت في أمرها هل تخرج إلى بغداد للذهاب إلى مدارس الزهراء(ع) حيث صار وقتها المعتاد ولكنها وحيدة والوقت مبكر جداً والجو مخيف جداً، رغم تلك الصعاب توكلت على الله وسافرت ولم تستسلم لما يجري حولها وهي وحيدة ، إلا أنها عزمت عزم المجاهدات الصابرات، وواصلت السير وهي تنظم القصيدة بالمناسبة نذكر بعضاً من أبيات القصيدة(1) تقول فيها:

    قسماً وإن ملئ الطّريقُ
    ’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’ بما يعيق السيرَ قدما
    قسماً وإن جهد الزّمان
    ’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’ لكي يثبّط فيَّ عزما
    أو حاول الدّهر الخؤون
    ’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’ بأن يريش إليَّ سهما
    وتفاعلت شتّى الظّروف
    ’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’ تكيل آلاماً وهمّا
    فتراكمت سحب الهموم
    ’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’ بأفق فكري فادلّهما
    لن أنثني عمّا أروم
    ’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’ وإن غدت قدماي تدمى
    كلاّ ولن أدع الجهادَ
    ’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’ فغايتي أعلى وأسمى


    (1) من حياة الشهيدة بنت الهدى من منشورات رابطة المرأة المسلمة في العراق ص 32
    عذراء العقيدة والمبدأ الشهيدة بنت الهدى ص 81 بتصرف

    وتقول في مقطع آخر وتمجد فيه الإسلام الحنيف:



    إسلامنا أنت الحبيب وكل صعب فيك سهل ********* ولأجل دعوتك العزيزة علقم الأيام يحلو
    لم يعل شيء فوق إسمك في الدنا فالحق يعلو********* وتطبق الدنيا مبادئك العظيمة وهي عدل
    وسينصر الرحمن جند الحق ما ساروا ورحلو ******** وأظل بإسمك دائماً أشدو قلا ألهو وأسل(1)


    فكل مقاطع شعرها ثورة دائمة ومعارضة دائبة، وكل كا كتبته مهدى إلى فتيات الهدى ليصرن طريق الحياة، وطريق المستقبل بفضل وعيهن وتكاتفهن وقوة ثقتهن بدينهن وفكرهن ووحدتهن، وصفاء نفوسهن وعزيمة تحدياتهن، وجلال مواجهتهن لأعداء الله والأمة والدين(2)


    فتقول في بعض من أبيات الشعر:


    غداً لنا مهما ادعى ملحــد * وارتحلت مبادئ وافــــدة
    غـداً لنــا إذا صمدنا ولم * نصعف أمام العصبة الجاحدة
    فـالله قد واعدنــا نصره * والحق لا يخلف من واعـده
    ستـرتفع راية اسلامنا * نحو الهدى خفاقة صاعدة
    وينتصر دستور قرآننا * رغم أنوف الزمرة الحاقدة (3)


    (1) يراجع المصدر السابق ص 35 و 36
    (2) عذراء العقيدة والمبدأ الشهيدة بنت الهدى ص 89
    (3)يراجع المصدر السابق ص 89



    هكذا إستخدمت بنت الهدى الشعر كوسيلة لتوصيل الحقيقة الخالدة وهي (الإسلام) إلى نصف المجتمع وهي(المرأة) فكانت وسيلة لخير هدف وغاية للتمسك




    4- أسلوب الحوار مع الذات أثر من آثارها العلمية:


    ومن آثارها العلمية أسلوب الحوار مع الذات، والتوقف معها وقفات تأمل وتفكير قد تجسد ذلك في كتاباتها، ككتاب(ذكريات على تلال مكة) حيث تقول: ( وعدنا من البيت الحرام ونحن نلتفت ورائنا لنلقي آخر نظرة على ما نحب، وكأننا مع كل لفتة وراءنا كنا نجدد عهداً جديداً في الولاء ونؤكد وعداً مسبقاً في وحدانية العبودية وخلوص الطاعة.) (1)

    وتقول في زيارتها لقبر الرسول(ص) (وقفت أمام قبر الرسول (ص) إن من أبرز المشاعر التي يعيشها الإنسان وهو ماثل أمام القبر الشريف هو شعور الخجل والتقصير حينما يجد أن عليه أن يقدم حساباُ لقائده الذي يقف أمامه(2).

    (1) الهدى، بنت ذكريات على تلال مكة المجموعة القصصية الكاملة م 2 ص 366
    (2) المصدر السابق م2 ص 369
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    [align=center]الفصل الثالث


    آثارها الإجتماعية[/align]



    تجسدت الأعمال الإجتماعية للسيدة بنت الهدى في


    أولاً: القيام بالتربية الإسلامية عن طريق المحاضرة والدروس والندوة حيث قسمت عملها لهذا المضمار على النحو التالي:

    أ‌- أختيرت في عام 1967 م لتكون المشرفة على مدارس الزهراء عليها السلام(1) في كل من بغداد والكاظمية المقدسة (2) التابعة لجميعة الصندوق الخيري الإسلامي(3)، فوضعت مناهج تربوية تلائم ما تحتاجه المرأة المسلمة من الأفكار الإسلامية والأخلاق العامة لهذه المدارس، وتؤثر على الكادر التدريسي لهذه المدارس وتنمي لديهن الحافز المبدئي في أسلوب إعطاء الدروس والتعامل مع الطالبات، كما كانت تقيم الندوات الأسبوعية والشهرية في المدارس التي تشرف عليها، وتشرح فيها مبادئ الإسلام وأسسه العظيمة وتعايش التلميذات في أوقات إستراحتهن وتستمع لهمومهن ومشاكلهن حتى العائلية منها،



    (1) المرأة والبطولة بوستر (حزب الدعوة الإسلامية) 9/4/1995 بتصرف
    (2) تاريخ الحركة الإسلامية المعاصرة في العراق ص 51 بتصرف
    (3) جميعة الصندوق الخيري الإسلامي: من أكبر المؤسسات الجهادية تشكلت في العراق عام 1958 متبينة أهداف الإسلام الحنيف في كافة لجانها التعليمية والثقافية والطبية ولها فروع في كل من البصرة والديوانية والكاظمية نقلاً عن كتاب عذراء العقيدة والمبدأ، الشهيدة بنت الهدى، ص 48 بالحاشية بتصرف





    ب‌- مما جعلها موضع يحذون حذوه كان هذا الأسلوب من العمل يمنحها الفرصة في التغيير العام لقطاعات واسعة من المجتمع والعوائل من خلال التأثير على بناتهم، وهذا مما جعل السلطة في العراق تفتح عيونها على الخطر الداهم عليهم من هذه المدارس ومما حداهم إلى إغلاقها في عام 1972م بقرار صادر من أعلى سلطة رئاسية في الدولة (1) وحولتها حكومة الثورة إلى مدارس تابعة لوزارة التربية البعثية والغيت المناهج الإسلامية الأصيلة وقد أبقت السلطة بعض الوجوده العاملة في تلك المدارس لصرف النظر عن عملية الإبتزاز الظالمة التي كان قوامها القوة والغلبة.


    (1) الكاظمي، مها بنت الهدى، هموم كبيرة وحركة دائبة مجلة المؤمنة العدد 70 ص 14 و 15 بتصرف




    -إستقالة المعلمة الجليلة من تلك المدارس وتكررت محاولات وزارة التعليم لإرجاعها لعملها لكنها ترفض أن تكون أداة لتمرير العلمانية في التعليم وكما تقول إحدى تلميذاتها: (بأنهم أرسلوا لها العديد من الكتب الرسمية يطالبونها بالرجوع)(1)

    - قالت مرة حينها سئلت عن دواعي رفض الطلبات الرسمية: ( لم يكن الهدف من وجودي المدرسة إلا نوال مرضاة الله، ولما انتفت الغاية من المدرسة بتأميمها فما جدوى وجودي بعد ذلك؟)(2)



    (1) عذراء العقيدة والمبدأ الشهيدة بنت الهدى، ص 56 نقلاً عن ملحق صحيفة الجهاد العدد 80 ص 12 20 جمادى الثانية 1403 هـ - 4 نيسان 1983 م
    (2) المصدر السابق ص 56 نقلاً عن ملحق الجهاد العدد 80 ص 12.



    وكانت بنت الهدى تذهب إلى بغداد والكاظمية المقدسة كل ثلاثة أيام ترافقها في تنقلاتها الدكتورة( سلوى البحراني)(1) وهي الذراع اليمنى لبنت الهدى، وأما الأيام الباقية تقضيها في النجف الأشرف حيث لها أعمال أخرى هناك(2)


    (1) سلوى البحراني: مدرسة في جامعة بغداد أعتقلت كرهينة لإجبار إبنها الذي يشك في إنتمائه لحزب الدعوة الإسلامية على تسليم نفسه للسلطة الفاشية، وتوفيت بعد أيام قليلة من إطلاق سراحها بعد أن ظهرت عليها أعراض التسمم (نقلاً عن ملف الفاشية في العراق حول إنتهاكات حقوق الإنسان في العراق، دراسة قانونية موثقة تصدر عن جميعة الحقوقيين العراقيين) دمشق ط1 1984 م ص 139.
    (2) من حياة الشهيدة بنت الهدى ص 31 بتصرف






    ت‌- الإشراف على المدرسة الدينية في النجف الأشرف:

    اشرفت بنت الهدى على المدرسة الدينية الخاصة بالبنات التي أسسها المرجع الديني السيد الخوئي بإشارة من رواد الحركة الإسلامية وكان ينفق عليها. وكان دور بنت الهدى لا يقل عن دورها في مدارس الزهراء (ع) في الكاظمية وبغداد، وقد إستمرت عشر سنوات في إدارتها لهذه المدرسة إلى أغلقتها الحكومة عام 1972م.


    وكان قد تخرج منها أفواج من الفتيات المسلمات الملتزمات وكانت بنت الهدى لها دور في الإشراف على هذه المدرسة، حيث كانت تعمل على توجيه الدراسة والمنهج والأمور الأخرى(1)

    (1) تاريخ الحركة الإسلامية المعاصرة في العراق، ص 51-54 بتصرف

    - وإستمرت المربية الكبيرة تسعى سعيها الأسبوعي المعروف بين النجف والكاظمية مقسمة أيام الأسبوع بين المدينتين دائبة الحركة والعمل، لا تكاد تهدأ أو تستقر طوال ساعات اليوم يحددها نحو أهدافها إيمانها الكبير بإسلامها كعقيدة ومبدأ ونظام وإعتزازها بأمتها الإسلامية وشعبها المسلم المغلوب، وعبر تلك المدارس إستطاعت الشهيدة مد الجسور إلى الفتاة الجامعية لتتمكن من بث ظاهرة الحجاب في أروقة الجامعات العراقية، بعدما كانت خالية منها تماماً، إن لم تكن تلك الجامعات وسيلة مهمة لنزع الحجاب، وطالما كانت بنات بعض الأسرة حتى العلمية تسفر في حال دخولها الحرم الجامعي(1)

    وبمرور السنين أصبحت القلة المؤمنة كثيرات، واصبح إنتشار الحجاب في الأجواء الجامعية أمراً مشهوداً، شهدته قاعات جامعة بغداد والموصل والبصرة والسليمانية والكوفة.


    وراحت المدرسات المؤمنات تغزو المدارس لإصلاح الفتيات في المرحلة الإعدادية والثانوية، وكان لهن علاقات مع السيدة بنت الهدى، ولكن لم يلتقين بها، فهن ممن إنضممن إلى تيارها وإستلهمن من سماعهن عنها وكلهن سائرات على خط الدعوة الإسلامية (2).

    (1) معالم في الطريق، الشهيدة بنت الهدى (آمنة الصدر) ملحق جريدة كيهان العربي العدد 3346 ص 4
    (2) عذراء العقيدة والمبدأ الشهيدة بنت الهدة ص 44 و 45 بتصرف
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    ثانيا: إقامة ندوة فكريةإسلامية عامة تحضرها الكثير من الفتيات الجامعيات والمدرسات والموظفات وغيرهن، حيث تطرح فيها الشهيدة مختلف المفاهيم بعد أن تلقي الأضواء الكاشفة للواقع والزيف الذي خدر المرأة وجعلها ألعوبة لا تعرف واقعها الحقيقي في المجتمع الذي تشكل نصفه(1)

    (1) من حياة الشهيدة بنت الهدى ص 27


    وكان من الأساليب المؤثرة والناجحة التي إتبعتها الشهيدة السعيدة رض هو أسلوب إنتقاء نماذج معينة من الفتيات المؤمنات وإحاطتهن بعناية خاصة من خلال دروس خصوصية وندوات خاصة تعقدها في بيتها، أو في بيوتهن (حسب الظروف) كما وتقوم بزيارات عائلية لبيوتهن لغرض التأثير على العائلة بأكملها مما أتاح لها إيجاد نخبة واعية في وسط المجتمع تنطلق من خلالهن إلى المجتمع في تغييره والتأثير عليه في أسلوب تنظيمي مبرمج ومؤثر ، وإستطاعت (رض) من خلال هذا الأسلوب تخريج المئات من تلميذاتها المؤمنات المؤثرات حيث واصلن الدرب بعدها لتؤثر كل واحدة منهن على ساحتها ومنطقتها، وبذلك كانت قد خلقت نواة لعمل إسلامي تنظيمي....

    ولقد كانت بنت الهدى تعيش الهم الرسالي في هداية الفتيات إلى الإيمان، حتى أنها فضلت أن تعيش حصورة بدون زواج حتى يتسنى لها أن تخدم الإسلام وتتفرغ للعمل تمام وقتها رغم أن بعض العلماء الأفاضل قد تقدمو لخطبتها (1)


    (1)بنت الهدى، هموم كبيرة مجلة المؤمنة العدد 70 ص 13 بتصرف



    ثالثاً: إحياء المناسبات الإسلامية بالإحتفالات وتجسيد واقع الذكرى وملامحها من خلال شخصيتها أو صاحبها أو مناسبتها بكونها المناسبة مثالاً وقدوة وتجربة بنفس الوقت(2) كذكرى ولاة ووفاة الرسول الكريم محمد (ص) وذكرى ولادة ووفاة فاطمة الزهراء (ع) وإحياء أيام عاشوراء وأيضاً المشاركة في مناسبات الأفراح التي كانت العوائل الملتزمة آنذاك تدعوها كالزواج مثلاً، لعلمهم بتشجيعها لمثل هذه المناسبات وإضفائها الجو الروحي على الحاضرات من الجهة الأخرى وإشعارهن بوجوب ذكر الله في حالات الفرح والإبتهاج فتقوم بتأدية صلاة الجماعة مع جمع من المؤمنات عند سماعها لنداء الأذان، ويومها تأسفت إحداهن لعدم إمتلاكها آلة التصوير لأخذ صورة تذكارية لهذه الصلاة فأجابتها بنت الهدى (بأن هذه الصلاة قد صورت في السماء قبل تصوريها في الأرض فلا تتأسفي على ذلك)(1)

    (1) أحمد، د ، أم، بنت الهدى مدرسة في الفكر والسلوك ملحق جريدة الجهاد العدد 80 عام 1403 هـ / 1983 م، ص 13 بتصرف.


    وسئلت بنت الهدى عن سبب ترددها إلى المجالس الحسينية(2) النسوية ولو أنها خالية من الوعظ فأجابت( إن ولادة المجالس الحسينية التي نراها اليوم كان بسعي من أئمتنا عليهم السلام الذين عملوا جاهدين لإقامتها بعملهم هذا يهدفون بأن يكون المجلس الحسيني منبراً يشع من نور الإسلام الذي إنحرف عنه الكثيرون ونجحوا إلى حد بعيد في عملهم هذا، وإنتشرت المجالس حتى اصبحت من العادات المقدسة لدى المجتمع، وهذا يعني أن العدو لا يمكنه محاربتها والقضاء عليها بسهولة ولكنكم تتساءلون عن فراغ المجلس الحسيني اليوم من الهدف الذي بني وشيد من أجله، وهذا لا يعني مقاطعته وعدم تشجيع الآخرين لإرتياده لأن مثل هذا العمل يحجم المجلس الحسيني شيئاُ فشيئاً ينقطع وتزول هذه الظاهرة التي بالإمكان الإستفادة منها وذلك بتحويلها ولو على الأمد البعيد إلى مجالس مفيدة، كما وإن وجودنا في تلك المجالس له تأثير كبير على الحاضرات اللاتي يرتبطن مع الحسين عاطفياً ومن خلال هذه العاطفة يمكننا دعوتهن إلى الإسلام الذي تمثل به الحسين (ع) كما يمكننا توثيق العلاقة مع قارئة المجلس وتوجيهها ليكون حديثها ذا هدف تستفيد منه الحاضرات، وهذا ما نراه اليوم في بعض الأقاليم حيث تنتشر الحسينيات التي تقام عادة فيها المآتم الحسينية فنرى القارئة تتحدث وبحرية مطلقة عن الإسلام وعن ثورة الحسين (ع) والهدف منها وتغص الحسينية عادة بالمحبات لإمامهن الحسين (ع) حتى يتجاوزن 300 إمرأة فلو زالت هذه المجالس هل بالإمكان تجميع هذا العدد الضحم لإستماع محاضرة وعظ ديني فمن أجل هذه الغاية (غاية بقاء المجلس الحسيني والمحافظة عليه) كان لزاماً علينا نحن المؤمنات مواصلة الحضور فيه وتشجيع الأخريات لإقامته بشرط أن يكون حضورنا هادفاً لتحصل على النتيجة المرجوة، لأن المؤمنة الداعية مثل الزهرة ذات الرائحة العطرة أينما وجدت فاحت رائحتها الشذية لتنعش المحيطين بها(1)

    (1) المصدر السابق العدد 80 ص 13.
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني