النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    1,348

    افتراضي كتاب السفير الخامس الحلقة 17

    بعد وفاة السيد السبزواري عرض عليه احد اتباعه بطبع رسالة عملية بأسمه، فقال: الساحة غير محتاجة اليّ الآن ولكن عندما تقل العلماء فسوف اطبع رسالتي. وكانوا يخاطبونه ـ بآية الله العظمى المرجع الديني الكبير عبد الزهرة البديري وكانت عند هذه الحركة أوامر بالاستعداد للصيحة في كل يوم 23من شهر رمضان فكانوا يجمعون الخبز اليابس وغيره من الأغذية.
    قامت الحرب بينهم وبين عدد من الطلبة في الحوزة في مدينة الثورة فهاجمهم طلبة الحوزة من على المنابر فاهدروا دم احد الطلبة من مقلّدي الامام الصدر.
    حاصره بعض الطلبة ممن له علاقة مسبقة معه حول إدعاء كونه اليماني فأنكر بشدة، فهدده بأن هذه الدعوى سوف تصل الى النجف وسوف تصدر فيك فتوى بتفسيقك وطلب منه أن يرتقي المنبر ويكذّب هذا الادعاء ويتبرأ منه.
    ولما جاء الموعد ارتقى المنبر وتبرأ من كونه مجتهداً فحسب ولم يذكر دعوى اليماني.
    كانت عندهم شعائر غريبة، وكان ابو مهيمن مساعد الشيخ مقدّساً يقبّلون يديه ورجليه ويجلسون بين يديه ساعات عديدة ولا يحق لاحد الاعتراض على اي امر مهما كان.
    اعتقلهم النظام فحكم على البعض بالسجن وهرب آخرون وأما الشيخ البديري وأبو مهيمن فقد سلم النظام الى ذويهم اوراقاً فيها اخبار باعدامهم ولكن لم يسلّموا جثتيهما الى الآن.
    وانتهت هذه الحركة بصورة تامة في الثورة.
    من الحوادث المهمة حادثة مسجد الرشاد أو (الحسن المجتبى) الذي استولى عليه الوهابيون وقد سبقتها حادثة مشابهة وقعت في مدينة الكمالية ومسجدها مسجد الامام علي(ع).
    وذلك ان احد الاشخاص من الشيعة بنى مسجداً اسماه مسجد الامام علي(ع) وبسبب الاهمال الذي كان هو الاصل في عقد الثمانينات فقد استحوذ عملاء الوهابية على المسجد وفي هذه السنة 1996عندما بدأت الوهابية بالتحرك في العراق اخذ خطيب هذه الحركة بمهاجمة الشيعة وعقائدهم وتكفيرهم من على منبر هذا المسجد.
    فراجع عدد من طلبة الكمالية وشبابها مرجعهم الامام الصدر وذلك في الشهر السادس لنفس السنة فأمر باسترجاع المسجد والصلاة فيه ولو بالقوة فاتجه العشرات من شباب الكمالية والفضيلية وأعانهم عدد كبير من أهالي الثورة وأصبحت الصلاة في هذا المسجد يحضرها المئات، وحصلت مصادمات انتهت بأعتقال الشباب، ومنع الآخرين من الدخول الى المسجد وأعانهم الخطيب وثلته القذرة على ذلك، وقد سبقت هذه الحادثة ما وقع في الثورة بخصوص مسجد الحسن المجتبى(ع) بأيام قليلة.
    مسجد الحسن المجتبى(ع)
    هذا المسجد الذي سيطر عليه واحتله الوهابيون ومن قبلهم ابناء العامة قبل وقت طويل لا يقل عن عشرين عاماً. وغيّروا اسمه الى مسجد الرشاد وهو يقع في الثورة/ داخل.
    وحينها لم يتحرك احد بخصوصه لا من الحوزة ولا من غيرها. وعندما بزغت شـمس الامام محمد الصدر في سماء العراق توجه اليه ثلة من شباب هذه المدينة فحدثوه بقصة هذا المسجد فأجاب(رض) لا للوهابية ولا لغيرهم مسجد، والصلاة في هذا المسجد من اكبر المستحبات وعندما وصل هذه الاستفتاء الى مدينة الثورة ضجت بأهلها وتوجهت المئات للصلاة فيه وذلك يوم 22/6/1996م فأصبح المسجد لا يسع المصلّين حتى مع ساحته.
    ولم تكن الفتوى التي اصدرها الامام الصدر قد تجاوب معها مقلدوه فقط بل كافة مقلدي باقي المراجع ولكن حدث شق لهذا الصف وذلك بسبب المدعو (علي الفريجي)الذي قام بتزوير استفتاء على لسان السيد الخامنئي وتزوير ختمه وتوقيعه يقول فيه مامؤداه (التزموا البيوت فهذه فتنة حتى تنقضي وان علينا توحيد الصفوف بين السنة والشيعة).
    فانسحب عدد وان كان قليلاً من المواجهة مع الوهابيين.
    استمرت الصلاة في هذا المسجد لمدة ثلاثة ايام وكان الطلبة من مقلدي الامام الصدر يتناوبون امامة الجماعة فيه والحشود تزداد وهكذا الى يوم
    26/6/1996حيث تم اعتقال حوالي مائة مصلّي بما فيهم خمسة شيوخ من طلبة الحوزة، ولكن بقي منهم في مديرية امن صدام ثلاثة شيوخ وأربعون من باقي المصلّين، وقد سلّطوا عليهم الوان العذاب التي تشتهر بها المنطقة عموماً وأخيراً القوا عليهم كتاباً موقعاً من صدام يأمر فيه بحجزهم لمدة سنة ولكن حجزهم في (أبي غريب) استمر لمدة سنتين وخمسة اشهر.
    الجمعة في الثورة
    المعروف عن شباب الثورة انهم يمتازون بشجاعة فائقة وعندما أقيمت صلاة الجمعة زادتهم بشجاعة، وقد كان ائمة الجمعة في هذه المدينة مستبسلين وصامدين امام النظام بشكل لم يسبق له مثيل.
    وكانت نسبة التقليد للامام الصدر لا تقل عن خمس وتسعون بالمئة والغالبية من الشباب كباقي المناطق.
    وقد حققت الجمعة انجازات كبيرة منها:
    1 ـ كان عدد الحضور من النساء لا يقل عن خمس وعشرين ألف امرأة وكانت هذه النخبة من النساء رائدات العمل الاسلامي في الثورة من جانب التوعية واعطاء النموذج السليم للمرأة المسلمة.
    2 ـ تحول تسجيلات سابقة للغناء الى تسجيلات اسلامية صرفة.
    3 ـ اقامة الشعائر الاسلامية كمناسبات الوفيات، وخصوصاً في شهرم محرم، وكذلك في شهر رمضان وكانت هذه المجالس تعقد في الساحات وسط الاجراءات القمعية التي لم تستطع الحؤول دون اقامتها، وقد حدثت مصادمات كثيرة مع قوات الطوارىء والحزب العفلقي ولكن المجالس استمرت رغم انوفهم.
    4 ـ كانت نسبة الحجاب في الثورة قبل صلاة الجمعة حوالي عشرون بالمئة وبعد الصلاة تصاعدت الى مالا يقل عن ثمان وتسعون بالمئة.
    5 ـ كانت المدرسات والمعلّمات في المدارس الحكومية يلقين المحاضرات الاسلامية بصورة مكثّفة.
    6 ـ اصبح من النادر ان يركب الفرد في سيارة فيستمع الى غناء بل تجد اصوات المسجل تصدع اما بالقرآن أو بالحسينيات.
    واما السافرات فلم يكن احد من السائقين يسمح لهن بالركوب إلاّ من شذ وهم قلّة جداً.
    وكانت خطب الجمع تتسم بطابع التحدي للنظام منذ الاسابيع الأولى ولم يترك ائمة الجمعة أمراً أو قضية أو مشكلة اجتماعية إلاّ وتناولوها بشكل جرىء وحدث في احدى الجُمع ان كانت سيطرات النظام تمنع الناس من التوافد الى (جامع المحسن) حيث تقام الصلاة وكان امام المسجد واقفاً وراء المنصّة يشاهد ما يجري فقال: ان هؤلاء الذين يمنعون الناس من الحضور الى الصلاة الأجدر بهم ان يبحثوا عن نساءهم في ملاهي الدعارة.
    وامثال هذه الكثير الكثير وكان ائمة الجمعة في الثورة يعتقلون اسبوعياً قبل الجمعة بيوم ويطلقون قبل الصلاة بساعات بعد التهديد والوعيد الذي لم يغيّر من حا لهم شيئاً.
    وكان يحضر الى صلاة الجمعة عدد من مسؤولي النظام لمراقبة الاوضاع منهم ضابط التوجيه السياسي ومدير امن بغداد ومدير امن صدام.
    وبعد مرور سنة على اقامة صلاة الجمعة وتوجه أغلب اهل العراق الى الكوفة للأقتداء بالامام الصدر. قلّت نسبة الحضور في المناطق الاخرى نتيجة لذلك. فظن النظام ان هذه فرصة مناسبة لمنع صلاة الجمعة في الثورة فنزلت قوات الطوارئ بالشوارع المحيطة بجامع المحسن(ع) محاولة منع الناس من التوجه الى الصلاة فلم يتمكنوا من ذلك وبعد الصلاة ثار المصلّون بهتافات الامام الصدر المشهودة وهم غاضبون من هذه المحاولة فهدأ الموقف امام الجمعة.
    الثورة بعد الشهادة
    كان خبر الشهادة قد وصل الى الثورة في نفس الليلة ولكنه اقتصر على فئة معيّنة وفي الصباح كان الخبر الشائع بأن السيد قد جرح، وعند الساعة العاشرة اتجه الناس الى جامع المحسن(ع) فتجمعت اعداد هائلة داخل وخارج المسجد وأخذوا بالدعاء والتضرع الى الله بشفاءه وكان بينهم من يعرف بخبر الشهادة فبدأ بتسريب الخبر اليهم فهاجت الجماهير وخرجوا الى الشوارع وهم يهتفون عاش عاش عاش الصدر الاسلام يبقى منتصر وغيرها من هتافات الامام الصدر. وكانت بالقرب منهم مفارز تابعة للشرطة حاولوا ان يهدأوهم فهجموا عليهم وأحرقوا سياراتهم.
    وكان بالقرب من المكان احد مرتزقة الحزب العفلقي معه مدفع رشاش فأخذ يطلق على الجماهير الثائرة فسقط عدد من الشهداء ولكن الناس تكاثروا عليه فقتلوه شر قتله تحت الاقدام.
    فطوقت قوات الطوارئ والحرس الخاص وفدائيو صدام المنطقة وأخذوا يطلقون الرصاص على الجماهير الثائرة فسقط العشرات من الشهداء والجرحى، واستمر اطلاق النار بعد ذلك لمدة ثلاث ساعات في سائر انحاء المدينة وحضر الى المدينة كل من قصي نجل الطاغية وعزت ابراهيم الدوري.
    واستمر الغضب الجماهيري يغلي وانقض شباب الصدر في تلك الليلة وما بعدها على ازلام النظام فقتلوا منهم المئات. ولاحقوهم في كل مكان فأقفلت الفرق والشعب الحزبية فهاجموهم في البيوت ومات عدد منهم خوفاً.
    واستمرت اقامة صلاة الجمعة في الثورة في مسجد الحكمة ولكنها صلاة الغضب حيث ان الجماهير تهتف باسم الصدر قبل وبعد الصلاة وهكذا الى يوم الحادثة الدموية حيث اشيع بأن النظام عازم على منع اقامة الصلاة بصورة نهائية وذلك بعد اربعينية الامام الصدر فحمل الشباب ما يستطيعون من اسلحة وقنابل يدوية وكانت النساء قد خرجن الى الشوارع تحث الرجال على الانتقام لدم الامام الصدر بأهازيج عديدة. وقد خُبأت الأسلحة تحت العباءة أ و لفت في سجادة الصلاة. وكانت جماهير المصلّين من سائر انحاء بغداد قد توجهوا الى الثورة ليعلنوا استعدادهم للموت من اجل اقامة الصلاة وكان الموقع الذي يقع فيه المسجد (القطاع) قد طوق بالكامل من قبل قوات النظام وتجمع الشباب هناك قبل الصلاة بساعات وازلام النظام يهددون ولكنهم يرتعدون خوفاً، والشباب متحمسون ومتهيأون الى ان اقترب الاذان فزحفت الجماهير تجاه المسجد فشرع كلاب النظام باطلاق النار تحت الارجل فهجموا عليهم وأخرج الشباب الاسلحة وهم متفرقون بين الازقة واسقطوا العشرات من البعثيين والحرس الخاص، واستمرت المعركة قرابة ست ساعات وعزز النظام من قواته فحملوا قتلاهم واقتادوا الجرحى والمعتقلين الى المستشفى المعروف بـ (الكندي) والسجون، وما أن حل الظلام حتى انقض الصدريون على اوكار البعثيين وبيوتهم بكافة الاسلحة المتوفرة فقتلوا مجموعة كبيرة منهم.
    وفي اليوم التالي بدأت الاعتقالات فشملت المئات من شباب بغداد والذين مازال معظمهم في سجون الطاغية واعتقل كذلك عدد من الطلبة وائمة الجمعة.
    ولكن الثورة لم تهدأ الى هذه الساعة ومازالت دماء آل الصدر تغلي في عروق هذا الشعب ولن تبرد ابداً. وأيضاً خذلوا من قِبَل ما يسمى بالمعارضة الاسلامية واي خذلان حيث ان الشعب كان ينتظر ولكنه الانتظار الطويل الذي أستمر منذ انتفاضة شعبان ولكن بدون جدوى.
    وقد كان المرجو على الاقل ان يمدوهم بالسلاح فقط فلم يروا شيئاً بل الادهى من ذلك ان العمليات الجهادية التي قام بها الصدريون نسبتها المعارضة لنفسها كما فعلت مثلاً منظمة العمل الأسلامية حينما ادعت بأن عمليات انتفاضة الكوت قام بها عدد من اعضاء هذه المنظمة وهكذا عمليات بغداد والثورة والكمالية والفضيلة وحي العامل والمعامل والشعب ادعاها ما يسمّى بالمجلس الأعلى أو (القراركاه) وغيرها كذباً وزوراً ولكن ا لهدف الذي اراده هؤلاء لم يتحقق وهو القضاء على الامام الصدر وقاعدته وثورته، والشعب اصبح يعي وعياً تاماً وعرف العدو حق المعرفة فالويل لمن عادى الصدر ويحدّث نفسه بأن تطأ قدمه ارض العراق.

    الجمعة في محافظة العمارة
    اُقيمت صلاة الجمعة في هذه المحافظة بعد ان افتى شهيدنا بوجوبها مباشرة وعيّن فيها اماماً للجمعة ـ الشيخ حسين المحمداوي وكانت الصلاة في مركز المحافظة في حيّ(المغربة) في ـ مسجد الامام الحسين(ع) كان عدد الحضور لا يقل عن ستين ألف مصلّي وقد اكتظت بهم الشوارع المحيطة بالمسجد وكان عدد النساء لا يقل عن ستمائة امرأة ومن كافة الأعمار والمستويات وكان الغالب على النساء ارتداء الخمار الذي انتشر في أغلب محافظات الجنوب والوسط.
    وقد افتتح امام الجمعة دورات فقهيّة واخلاقية خاصة بالنساء وأول دورة كانت في كراس(فقه الدماء الثلاثة) المقتبس من الرسالة العملية للامام الصدر واقام امام الجمعة مسابقة في هذا الباب من ابواب الفقه وخصص جوائز مع شهادات تقديرية.
    كما انه قد طلب من المصلّين ممن يمتلكون قدرات ثقافية بكتابة بحوث اسلامية عامة وشاملة في الاصول والفروع وقد شارك فيها عدد معتدّ به من الشباب كما قام بتوزيع الرسالة المختصرة (الصراط القويم) تأليف الامام الصدر على النساء.
    كانت طبيعة خطب الجمعة ـ كما في غيرها من المحافظات الثورية والحماسة والتأكيد على عامل موحد هو عامل رفع حاجز الخوف والتنديد بالكثير من الممارسات الاجتماعية المنحرفة وطرح المشاكل الرئيسية بصورة واضحة وعندما استفحلت ظاهرة الحجاب في المحافظة بنسبة لا تقل عن ثمان وتسعون بالمئة وجه المجرم ـ عزيز صالح النومان توبيخاً لرئيسة اتحاد النساء في المحافظة وكان كلامه منصباً على الحجاب في الدوائر والمؤسسات والمدارس الحكومية وعلى النسبة الغالبة والمتزايدة في النساء اللواتي يحضرن الى صلاة الجمعة فقامت هذه المرأة بعقد الندوات والاجتماعات بالأمهات والطالبات وبذل كل ما تستطيع من أجل تثقيف النساء ثقافة بعثية معادية للاسلام ولكن لم تثمر محاولاتها شيئاً يذكر.
    فعلم بهذه المؤامرة امام الجمعة فبادر في خطبته فقال: اذا كانت هذه المرأة من واجبها مهاجمة الحجاب فمن الاولى ان تهاجم السفور في شارع التربية (وهو شارع معروف في العمارة) واذا كانت تتحرج من اجتماع النساء بالرجال (تقصد في صلاة الجمعة في الساحة) فمن الاولى ان تتحرج من الأجتماع مع الرجال في منتزه السندباد (وهو متنـزه في العمارة) فاشجبوها بالصلاة على محمد وآل محمد.
    وكان يوجد مستشفى خاص بالمصابين بالجذام وهم أحد عشر رجلاً وأمرأة فقام المحافظ بهدم المستشفى وبنى لهؤلاء المرضى غرفاً من الطين في مكان بعيد عن السكن فقام أمام الجمعة بزيارتهم وحمل معه مواداً غذائية وملابس وادوية وبعض الاطباء فرأوا ان حا لهم أسوأ حال صحياً ومعنوياً.
    فبادر في الجمعة التالية وطالب بشدة بتحسين اوضاعهم وحمّل مسؤولية ما حل بهم على المسؤولين.
    فحدثت ضجة في محافظة العمارة اذ هاجم الشيخ كلاً من مدير الصحة والبلدية والكهرباء وناشد مجتمع العمارة بمساعدة هؤلاء المساكين.
    وفي اليوم التالي قام المحافظ بمحاولة لتحويل الانظار عنه بمعاقبة أولئك المسؤولين الذين ذكرهم الشيخ فقام بتعبيد الطريق المؤدّي الى مكانهم وايصال بعض الخدمات اليهم كما ان مصلّي الجمعة قاموا بزيارتهم مع حمل المساعدات الممكنة لهم.
    عندما أمر شهيدنا بالمسير الى كربلاء المقدسة في شهر شعبان استجاب اهل العمارة لنداءه المقدس وزحفوا الى كربلاء وعندما حصل المنع توجهوا الى مكتب الامام الصدر وهتفوا هناك (ابحر بينه يا صدر الشيعة)، فقال الامام الصدر في حقهم: أسأل الله ان يعطيهم في الدارين بكل ما تقرّ به العين. كان امام الجمعة الشيخ المحمداوي يعتقل في كل اسبوع اكثر من مرة وكانوا يحققون ويدققون معه في كل كلمة يقو لها ويطلبون منه تفسير كلامه في انه هل يقصد النظام؟ اذ يرون أنه لا يعني غيرهم بكلماته، وطلبوا منه التقليل من لهجة الحماسة والشدة في خطبه فلم يستجب لهم.
    افتتح مكتب للامام الصدر في العمارة باشراف الشيخ المحمداوي في شهر شعبان1419وكان عمل المكتب كالتالي:
    1 ـ فتح دورات فقهيّة.
    2 ـ بيع الكتب الاسلامية بسعر التكلفة.
    3 ـ التصرف بمجهول المالك وفق المصلحة.
    4 ـ استلام الحقوق الشرعية واعطاء وصولات بختم المكتب.
    5 ـ الاعلان عن الفتاوى المهمة والمستحدثات للامام الصدر(رض).
    وان يكون المكتب هو المركز الاسلامي الاول في المحافظة سواء لطلبة الحوزة أو الوكلاء أو العوام. اذ ان شهيدنا خوّل وأعطى للمكتب صلاحية عليا وكان هناك مشروع افتتاح محكمة شرعية على غرار محكمة النجف الاشرف ولكن الشهادة حالت دون هذا الأمر.
    أغلق المكتب بعد حوالي اسبوعين من افتتاحه واعتقل الشيخ المحمداوي مدير المكتب وامام الجمعة وابلغوه ان المكتب يتعارض مع سياسة النظام.
    اقيمت صلاة الجمعة في محافظة العمارة في كل من:
    1ـ مركز المحافظة. 2ـ قضاء المجر الكبير. 3ـ قضاء كميت. 4ـ قضاء الميمونة. 5ـ قضاء علي الغربي. 6ـ قضاء علي الشرجي ولكنها في هذا القضاء اُقيمت لجمعة واحدة ثم مُنعت من قبل النظام.
    وبعد الشهادة اعتقل امام الجمعة الشيخ المحمداوي وصلى مكانه السيد هادي الشوكي الذي لم يكن مرغوباً به في العمارة وكانت خطبته تقليدية وأمر المصلّين بعدم حمل السلاح وطالب با لهدوء وفي ثالث جمعة بعد الشهادة لم يصل الجمعة بل الظهرين.
    فضربه المصلّون بترب الصلاة وهتفوا (كل العمارة تنادي مانريد سيد هادي) وكان أزلام النظام قد قطعوا الجسر ولم يسمحوا لهم بالعبور لاداء الصلاة فعبروا سباحة وتوجهوا الى المسجد.
    واقيمت صلاة الجمعة ثلاثة أسابيع بعد الشهادة وقاموا بعد ذلك باغلاق المسجد الذي كانت تقام فيه الجمعة وحوّلوه الى مسجد آخر وفي الجمعة الرابعة توجه المصلّون الى المسجد لاقامة الصلاة فمنعوهم وحاصروهم على جسر(اليوغسلافي) وما حوله فهتفوا (مداس السيد يسوه العوجه وما بيهه) ففتحوا النار على الجماهير وكانت قوات النظام متكونة بالدرجة الرئيسية من منظمة (منافقي خلق) واعضاء الحزب العفلقي والأمن فاستشهد قرابة خمسة وثلاثين شاباً واعتقل عدد منهم وجرح آخرون فبادرت اجهزة النظام بعد ذلك بهدم حوالي خمسة عشر بيتاً فتم انهاء صلاة الجمعة في العمارة.
    كان في العمارة ثلاثة محاور تعادي الامام الصدر وصلاة الجمعة.
    المحور الاول: وكلاء الحوزة التقليدية ومن سار ورائهم من الملالي وعلى رأس هؤلاء الشيخ عبد الغفار الانصاري.
    المحور الثاني: اصحاب التناقضات وهم فئة تحركهم اصابع خفية من النجف وكانوا يعقدون الجلسات في سائر انحاء المحافظة لزرع الشبهات ضد الامام الصدر وحركته واستنساخ منشورات تهاجم الامام الصدر وقد ألَّفوا كتاب (الصدر في الميزان) يشتمل على تناقضات مزعومة في الرسالة العملية للامام الصدر فردّ عليه الامام الصدر بكتاب (الافحام).
    يتبع في الحلقة القادمة...

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    1,348

    افتراضي .

    .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    1,348

    افتراضي .

    .

المواضيع المتشابهه

  1. الجزيرة وقطر..الارهاب والتنكيل بشعب العراق الى متى السكوت؟
    بواسطة احمد مهدي الياسري في المنتدى واحة الحوار العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 02-12-2005, 04:02

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني