بغداد (رويترز) - اختفى مهدي موسوي في غياهب سجون الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين في عام 1984 ولكن عائلته لم تعرف مصيره الا بعد الاطاحة بصدام اي بعد اختفاء الابن بنحو عشرين عاما.

وهرع الجيران الى بيت موسوى وقالوا انهم رأوه على شاشة التلفزيون مما أحيا الامال بأنه سيعود يوما ما الى ابنه وابنته اللذين كانا رضيعين عندما احتجز بتهمة الانتماء الى حزب شيعي محظور.

لكن هذه الامال سرعان ما تحطمت على صخرة الواقع عندما تبين أن اللقطات التي عرضت على شاشة التلفزيون ليست سوى مشاهد من شريط فيديو أعده أشخاص أشرفوا على اعدامه وتبين اللحظات الاخيرة من حياته القصيرة.

وثبتت قنبلة على ملابس موسوي ثم ألقي في حفرة في الصحراء وفجر بواسطة جهاز للتحكم عن بعد في عام 1985 وكان وقتها في الثانية والعشرين من عمره.

وقال ابنه ليث الذي كان عمره 40 يوما عندما حضرت الشرطة واقتادت والده الى جهة مجهولة "كنت أظن دوما أن والدي سيعود. امنت بذلك."

وأضاف "ولكنني فخور به. انه بطل. وقف في وجه ذلك المجرم صدام حسين."

وتأمل عائلة موسوي أن يواجه صدام العدالة عندما يحاكم بتهم ارتكاب جرائم ضد الانسانية في 19 أكتوبر تشرين الاول المقبل.

ومنذ الاطاحة بصدام في الحرب التي قادتها الولايات المتحدة على العراق في عام 2003 عثر بعض العراقيين على أقاربهم في مقابر جماعية فيما لا يزال اخرون يوالون البحث.

وبالنسبة لعائلة موسوي فان الشيء الوحيد الذي يذكرهم به هو شريط اعدامه وسط سحابة من الرمال.

وقال والده صالح (66 عاما) "كنا دائما نخشى أن يكون ميتا ولكننا كنا نملك الامل في الوقت نفسه بأنه لا يزال على قيد الحياة." ولكن شريط الفيديو هو الذي قطع الشك باليقين.

وعثر على شريط الفيديو بعد سقوط صدام وبيعت منه نسخ في متاجر لبيع شرائط الفيديو وعلى أرصفة الشوارع.

وتوجهت عائلات كثيرة الى مقار الاجهزة الاستخباراتية السابقة للبحث عن وثائق تشير الى أماكن أقاربهم وأحبائهم.

ولكن عائلة موسوي لم تعثر على شيء حتى ظهر شريط الفيديو.

ووجهت الى موسوي ورجلين اخرين تهمة تنفيذ تفجيرات في جماعة. ولاقى الرجلين نفس مصير موسوي.

وقالت ابنته هدى التي كانت قد أتمت عامها الاول عندما أخذ والدها "عندما شاهدنا الشريط فوجئنا. سمعنا عن أشخاص كان يجبرون على ابتلاع البنزين ثم يطلق النار عليهم.. انهم يستخدمون المتفجرات لتفجير الحجارة لا البشر. ولكن هذا يظهر أن والدي كان قويا فاضطروا الى استخدام المتفجرات لقتله."

من مايكل جورجي