النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    1,348

    افتراضي كتاب السفير الخامس الحلقة 22

    وكان قد ظهر من على شاشات التلفزيون وهو يعترف بقتل الامام الصدر وآثار التعذيب ظاهرة عليه وكان من ضمن الذين ظهروا مع الكوفي المدعو السيد احمد الاردبيلي وهذا الرجل قد ظهر على الساحة فجأة حوالي سنة 1997وقد ادعى بأنه كان معتقلاً منذ عشر سنين وانه يؤيد السيد في مرجعيته وعندما راجع عدد من الطلبة مكتب الامام الصدر حول شخصية هذا الرجل تبيّن ان الامام الصدر يرى ان هذا الرجل مشبوه ولا يثق به ولا يعتني بدعواه والتأييد له.
    وقد رحل الى كربلاء فحدثت معه حادثة غامضة حول قضية اخلاقية. استطاع الاردبيلي التغرير ببعض الحمقى ودعاهم للعمل معه ولكن الى الآن لم يُعرف كنه العمل الذي أراده منهم.
    النتيجة انه ظهر على شاشة التلفزيون وأعلن انه احد المشاركين في عملية اغتيال الامام الصدر والمؤكد ان الكوفي لا علاقة له بحادثة القتل بصورة مباشرة وانما هو احد الحمقى الذين استغلهم النظام بصورة أو بأخرى ولو من حيث لا يعلم لغرض ارتكاب الجريمة العظمى بحق الامام الصدر(رض).
    ولكن الكوفي ومن وراءه يتحمّلون دماء آل الصدر والعراقيين الذين سقطوا تحت رصاص النظام وكذلك محاولة اجهاض النهضة الاسلامية المباركة التي قامت في العراق لان ا لهدف الرئيسي لسادة الكوفي هو القضاء على الصدر لانه ضمير الاسلام الحي الذي اسقط العروش الخاوية والمافيا المتسلطة على رقاب الشيعة.

    ثعلب الصحراء
    اشتدت المواجهة بين النظام وبين قوات التحالف في الفترة التي سبقت شهر رمضان1419هـ وهذا ما كان ظاهراً امام العالم وعندما بدأت العمليات الجوية تصاعد الاعلام الدولي بأن الولايات المتحدة عازمة على اسقاط النظام وعند حلول شهر رمضان اعلن (بيل كلينتون) رئيس الولايات المتحدة انه: احتراماً لشهر رمضان سوف يوقف العمليات أو يخفف منها وهكذا استمر القصف المتقطع للايام التالية وهنا يطرح سؤال وهو هل ان قرب حلول شهر رمضان كان غائباً عن ذهنية التخطيط الأمريكي والساسة الامريكيين؟
    بالتأكيد ان الامر ليس كذلك بل هناك اسباب وراء ذلك:
    الاول: عدم تشديد الضربات العسكرية بحيث يفقد النظام السيطرة ويكون بالامكان حدوث انقلاب أو ثورة شعبية.
    الثاني: عدم اعطاء فرصة للمجاهدين من ابناء الداخل الذين يرتبطون بالمعارضة الخارجية للقيام بأعمال كبيرة لاسقاط النظام وان كانت هذه النقطة محل للمناقشة اذ لم يقم اي طرف من اطراف المعارضة الاسلامية وغيرها بأي عمل عسكري ضد النظام مما يؤكد وجود تواطيء أو تهديد كما سوف نرى.
    الثالث: ان الولايات المتحدة تريد أن تعزف على وتر شهر رمضان واحترام شعائر الامم الاسلامية وغيرها لابعاد الرأي العام عموماً والاسلامي خصوصاً عما يحدث في هذا البلد.
    وقد ذكر الامام الصدر في احدى خطبه خلال مدة القصف اشارات مهمة لم اجد الى الآن من استطاع ان يعطي التفسير المناسب لتصريحاته(رض) فقد أعلن ان هذا القصف يستهدف الحوزة العلمية لا غير.
    وان هذا القصف عقوبة ا لهية بسبب المنع الذي حصل لزيارة سيد الشهداء(ع) في الخامس عشر من شعبان من نفس السنة.
    وأعلن ان الظالم سيفي انتقم به وانتقم منه: اي ان الولايات المتحدة ظالمة انتقم بها من الظلمة وأنتقم منها.
    وخلاصة ما يهمنا هنا ان الامام الشهيد قد أعلن ان ا لهدف من القصف هو حوزة النجف ولم يتضح الامر بجلاء إلاّ بعد استشهاده وذلك ان القصف الجوي هو ايحاء امريكي الى العالم بأنه ضد النظام مع انهما يخططان لجريمة قريبة اذ قبل استشهاده سافر نائب رئيس وزراء النظام طارق عزيز الى تركيا وعاد قبل الجريمة بأربعة أيام وقد تواتر النقل عن الامام الشهيد انه كان يقول: اذا عاد هذا اليهودي(طارق عزيز) من تركيا فأنه يعود بأذن لقتلي.
    ومما يزيد من قوة هذا الاحتمال ان هذه الزيارة كانت مفاجأة ولم يكشف عن مضمونها إلاّ ما ذكره الأعلام من قضايا روتينية وإلاّ فهل من قبيل المصادفة ان تحدث هذه الجريمة بعد هذه الزيارة مباشرة؟
    والاحتمال الاقرب هو ان النظام بعث بطارق عزيز ليوضح للامريكيين المتواجدين في تركيا أو تكون الوساطة تركية (بأن الامر قد استفحل في العراق وان حركة الامام الصدر قد وصلت الى حد يوشك على الانفجار وانه قادم على عملية اغتيال الامام الصدر وان عواقب هذا الامر قد تعود با لهلاك على هذا النظام وحدوث انتفاضة جماهيرية لا يمكن السيطرة عليها).
    لذلك فان النظام أراد ضمان امور من الامريكيين ليقوم بالمهمة وهي:
    1 ـ اعطاء اشارة الى الجهات الاسلامية بعدم التحرك بأي رد فعل تجاه العراق وهذا ما يمكن به تفسير الصواريخ التي اطلقها الامريكيون في ثعلب الصحراء وسقطت على المناطق الحدودية لايران وهذا بحد ذاته رسالة مقصودة بأن الولايات المتحدة لن تتهاون في الرد على اي تحرك وقد حصل المطلب تماماً كما اراده الامريكيون.
    2 ـ مراقبة الاوضاع داخل العراق في حال فقدان السيطرة من قبل النظام وهذا ما اطلقته وسائل الاعلام الغربية اذ اعلنت بأن الولايات المتحدة وبريطانيا تراقبان الاوضاع عن قرب وهذا ما حدث في اليوم التالي للجريمة وقد تضاعف عمل الاقمار الصناعية في سماء العراق بشكل ملحوظ، وقد كان من المقرر ان تحدث انتفاضة اثناء القصف الامريكي في عملية ثعلب الصحراء وكان المجاهدون في الاهوار والداخل قد اتصلوا ببعض ائمة الجمعة وأخبروهم بقرب حدوث انتفاضة وانهم يحتاجون مساعدة فقام هؤلاء الائمة بالاتصال بالامام الصدر وكان الجواب كالاتي:
    عليكم بالصبر والوقوف على التل، وذلك لأن جميع الأطراف تريد القضاء علينا.
    وكان ما حلله شهيدنا هو ما حدث فعلاً اذ ان القيادات التي تقود المجاهدين قد امرت بأيقاف كل الاعمال العسكرية ضد النظام في تلك المرحلة مع العلم ان النظام قد فقد سيطرته تماماً على كافة المحافظات وعادت الى الاذهان الاوضاع التي سادت اثناء اندلاع حرب الخليج الثانية.
    النتيجة ان هذه العملية كانت تهدف مرجعية الامام الصدر(رض) والتمهيد لاغتياله وقد تعاون مع الامريكيين والبريطانيين جهات اسلامية حسب الظاهر وبشكل أو بآخر.
    وكان حدس شهيدنا في محلّه لذلك قام بأرسال أحد الطلبة بنداء استغاثة سوف اتعرض له في فصل مستقل وقد اثيرت في تلك الايام الكثير من التخمينات حول مستقبل العراق فكان رأي شهيدنا حيث قال(رض): ان الجنوب سوف يقتطع من العراق وهذا الاحتمال بنسبة خمس وتسعين بالمائة ولكن ليحكمكم كل رجل إلا السيد محمد باقر الحكيم فان الرجل عميل.
    وقد ساعدت الجهات الاسلامية في القضاء على حركة شهيدنا وذلك بالتعتيم الاعلامي الذي نوهت عنه اكثر من مرّة.. لذلك قال(رض) اذا لم ادعم اعلامياً فهذا معناه اعطاء الضوء الاخضر لصدام بقتلي!!!
    ومعلوم من خلال مراجعة خطب الامام الصدر ان المواجهة في شهر رمضان هذا قد وصلت الى مستوى اصبح السكوت عنه فيه دلالة واضحة على ان هذه الحركة مصدر خطر على الغرب والمنتفعين من طلاب الكراسي.

    نداء الاستغاثة
    بعد ان تأزم الامر مع النظام وهُدد الامام الصدر بالقتل وأعتقل عدد من ائمة الجمعة والمضايقة المستمرة للصلاة بعث الامام لصدر بأحد ثقاته الى خارج العراق ليقوم بألقاء الحجة الاخيرة على الامة الاسلامية في العالم وكان(رض) يقول (اذا لم يدعموني اعلامياً فهذا معناه اعطاء الضوء الأخضر لصدام بقتلي) وهذا ما حدث اذ بعد ان تم تبليغ كل الجهات الاسلامية بالكارثة القادمة سكت الجميع منتظراً الحدث ويتحمل كل من وصله هذا النداء ولم يتحرك بمقدار ما يستطيع دماء الشهداء من آل الصدر واتباعهم من ابناء هذا الشعب المظلوم وسيكون حسابه عسيراً امام الله وامام التاريخ.
    وكانت العلامة بين الامام الصدر وبين مبعوثه هي هتاف (نريد نريد نريد ـ فوراً فوراً فوراً ـ يا الله يا الله يا الله) فأذا سمع بهذا ا لهتاف وهو في الخارج بلغ ما يستطيع ابلاغه من حركة او حزب أو منظمة او دولة او اشخاص مهمين بأن الامام الصدر في خطر وان العراق والاسلام في خطر.
    ولا يمكن ان يخطر في ذهن احد ان الامام الصدر كان خائفاً من الموت بل هو الذي اثبت انه الوريث الشرعي الوحيد في العصر الحديث لشجاعة أمير المؤمنين(ع) وولده المعصومين(عليهم السلام).
    ولكنه اراد ان يلقي الحجة الاخيرة كما ذكرت كما القاها على الحوزة والغجر في خطبته الأخيرة ولكن الفارق بين هؤلاء ان عدداً من الغجر استجابوا له وتابوا عن سلوكهم المنحرف بينما الباقون اصرّوا واستكبروا والغريب انني قد سمعت بأذني أحدى وكالات الانباء الاسلامية وهي تقول بان الامام الصدر كان قد بعث بنداء استغاثة الى الشيعة في العالم.
    ولكنها اوردت النبأ بعد الشهادة بيوم أو يومين وهذا يعني بأن النداء قد قرع اسماعهم فالويل لمن سمعه أو قرأه ولم ينصر هذا الثائر العظيم. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون وكان مضمون النداء أن الأمام الصدر سوف يقتل إن لم تقم الجهات الاسلامية بدعمه أعلامياً. فوصل النداء الى كل الاطراف ولم يستجب أحد. وقد صدر بيان من طلبة النجف في تلك الفترة وكان البيان بأسم جمع من علماء الحوزة العلمية وهو مكوّن من قسمين القسم الأول:
    بسم الله الرحمن الرحيم
    هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كلّه ولو كره الكافرون صدق الله العلي العظيم
    أيّها المؤمنون في كل مكان...
    ان ابناء شعبنا المظلوم في عراق المقدسات، وعلى راسهم الامام السيد محمد الصدردام ظله يقفون الآن في وجه الطغاة على الرغم من المصائب العظيمة التي يعانون منها، ولاجل ذلك فان الواجب الشرعي والوطني يفرض علينا التلاحم والتكاتف من اجل رد كيد الكائدين ومكر الماكرين واليكم حوادث الاسابيع الاخيرة حول صلاة الجمعة في عدد من المدن.
    1 ـ توجه عدد من افواج الجيش ورجال الامن وعلى رأسهم المدعو محمد حمزة الزبيدي عضو القيادة القطرية ورئيس تنظيم الفرات الاوسط توجه الى مسجد الكوفة والذي تقام فيه صلاة الجمعة من قبل الامام السيد محمد الصدر ـ دام ظله ـ وحاولوا منعه من اقامة الصلاة وشهروا اسلحتهم بوجه آلاف الناس وابى الامام الصدر إلاّ ان تقام الصلاة وامر الناس بالثبات وعدم مغادرة المسجد وفعلاً اصرّ الناس على البقاء رغم التهديد والتخويف، وارتقى الامام الصدر المنبر والمسجد يضج با لهتافات والتدافع بين قوات الجيش والناس وخطب الناس وشجعهم على مواصلة الصلاة في الاسابيع القادمة وفي كل مدن العراق، واتم صلاته بهم بعزيمة تحكي عزيمة جده ابي الاحرار الامام الحسين(ع) فسقط مافي ايدي الطغاة وفشل امرهم وغادر المدعو محمد حمزة الزبيدي المكان خائباً خاسراً.
    2 ـ اعتقال (العلامة الشيخ أوس الخفاجي) امام جمعة الناصرية في منتصف شهر رمضان، وظل المصلّون ينتظرون وصوله للصلاة، وبعد ان وصل لهم الخبر قام القاضي الجعفري لمدينة الناصرية (العلامة الشيخ اسعد الناصري) يهتف بالناس احتجاجاً على اعتقال (العلامة الشيخ الخفاجي) والاف المصلّين يهتفون معه ثم صلّوا الظهر وتوجهوا الى مديرية امن الناصرية والتي تبعد عن مركز المدينة بما يقارب ستة كيلو مترات رجالاً ونساء با لهتافات
    وا لهوسات، فاحاط بهم رجال الامن والحزب على جانبي الطريق وبدأوا باطلاق العيارات النارية الى الأعلى، ولم يبال الناس بذلك بل زاد حماسهم واصرارهم للوصول الى دائرة الامن، وعندها تغير اتجاه الرمي الى الاسفل بالقرب من اقدام الناس، ومع ذلك لم يكترثوا بذلك بل اخذت النساء تنادي وجهوا بنادقكم الى صدورنا ياظلمة، حتى وصلوا امام مديرية الامن واخذوا يهتفون فقامت السلطات بالرمي فوق رؤوسهم (بالدوشكات الاحادية) ولم يتفرق الناس حتى صلى الجميع امام مديرية الامن صلاة العصر.
    وقد اعتقل(العلامة الشيخ الناصري) القاضي الجعفري، فضج الناس من جديد فقامت السلطات برمي المصلّين بالقنابل المسيلة للدموع فتفرق الناس.
    كما اعتقلت السلطات جميع اعضاء مكتب الامام الصدر ـ دام ظله ـ في الناصرية وعلى رأسهم مدير المكتب (العلامة السيد عقيل الموسوي) و(العلامة الشيخ احمد شـمخي)، كما اعتقلت مجاميع من المصلّين وانقطعت الصلاة في مدينة الناصرية.
    3 ـ وفي جمعة الكوت حاولت السلطات منع امامها(العلامة السيد كاظم الصافي) من اقامة الجمعة لانه رفض الدعاء للنظام في خطبة الجمعة، ولكن آلاف المؤمنين تصدّوا لرجال الامن وأصروا على اقامة الصلاة با لهتافات المنددة بذلك وفعلاً اقيمت الصلاة.
    4 ـ وفي جمعة (البياع ـ بغداد) مُنع (العلامة الشيخ مؤيد الخزرجي) من الصلاة لعدم دعاءه للنظام.
    5 ـ وفي جمعة (حي أور ـ بغداد) منعت السلطات المصلّين من اقامة الصلاة واغلقت المسجد واحاطته بالمدرعات وحصلت اشتباكات كبيرة، وكان ضحيتها تسعة شهداء.
    6 ـ اعتقال (العلامة الشيخ عدنان الشحماني) احد خطباء الجمعة وقاضي في احدى المحاكم الجعفرية مع مجموعة من طلبة العلوم الدينية بطريقة وحشية.
    7 ـ وفي مدينة العمارة قامت السلطات بغلق مكتب سماحة الامام الصدر ـ دام ظله وقد اعتقل( العلامة الشيخ حسين المحمداوي والعلامة القاضي الشيخ نديم الساعدي) وباقي اعضاء المكتب وقد قامت العشائر والوجهاء بموقف مشرّف بالضغط على السلطات المعينة والاصرار على ذلك حتى تم الافراج عن (العلامة الشيخ حسين المحمداوي).
    8 ـ وفي مدينة (الشعب ـ بغداد) منعت السلطات الصلاة وسيطرت على المسجد واعطته للوهابيين فثار غضب الناس وتحدوا السلطات واعادوا الصلاة فيه، واشتد الصراع حول التولي على المسجد الى ان وصل الامر الى مرافعة قضائية وبحمد الله ربحت الشيعة القضية، ولكن مديرية الاوقاف وضعت يدها عليه وعينت اماماً من قبلها، مما اثار غضب الناس من جديد وكان امام الجمعة المعيّن هو (العلامة الشيخ علي الكعبي) وتجمع الناس للصلاة ومنعت السلطات اقامتها إلاّ بالامام المعيّن من قبلها فقام (العلامة الشيخ علي الكعبي) معلناً امام الناس بأن هذا الشيخ موظف من قبل الدولة ولا تصح الصلاة خلفه فثار الناس واشتبكوا مع السلطات، واستشهد في تلك الواقعة عشرة شهداء ووقع عدد كبير من الجرحى، واعتقلوا مجاميع من المصلّين، فأمر سماحة الامام السيد محمد الصدر ـ دام ظله ـ بايقاف الصلاة هناك الى وقت آخر.
    9 ـ في شهر شعبان امر سماحة الامام السيد محمد الصدر ـ دام ظله ـ (العلامة السيد علي الشوكي) باقامة الجمعة في حسينة (مدينة الشعب بغداد) فمنعته السلطات وغلقت ابواب الحسينية، فصلّى بالناس في الشارع لعدة اسابيع.
    10 ـ وفي باقي المدن تقوم السلطات بقطع الطرق المؤدية الى صلوات الجمعة بتوزيع رجالاتها في الشوارع المؤدية الى المساجد، مع قطع الكهرباء، ولكن المصلّين يجلبون معهم المولدات الكهربائية ومكبرات الصوت المتنقلة ويقيمون صلاة الجمعة على الرغم من كل ذلك.
    فنصر الله المؤمنين وحفظ سيدنا الامام الصدر ـ دام ظله ـ من كل سوء
    (وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين)
    جمع من علماء الحوزة العلمية
    10 شوال 1419هـ


    القسم الثاني
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا على المنكر صدق الله العلي العظيم.
    الحمد لله رب العالمين وصلى الله على المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
    أيّها المؤمنون الكرام.
    ان العالم الاسلامي يمر اليوم باحلك الظروف واشد الصعاب وذلك بتكالب دول الاستكبار العالمي عليه من جميع الجهات ولم يدخروا جهداً في سبيل اطفاء نور الله في ارضه ويأبى الله إلاّ ان يتم نوره ولو كره الكافرون، وما يحصل في ارض العراق الحبيب هو صورة واضحة المعالم الدنيئة عليه لاذلال هذا الشعب الحي واشغاله عن قضاياه المصيرية وذلك بالتجويع تارة وبتسليط الطغاة عليه تارة أخرى، وقد تصدى احد اعلام الاسلام (المرجع الديني الكبير الامام السيد محمد الصدر) ـ دام ظله ـ لمواجهة هذه المؤامرة وردّها على اعقابها وقد التف حوله شعبنا المظلوم رجالاً ونساءاً من كافة الطبقات، فسعى بهم هذا السيد الجليل الى الصدارة في الدفاع عن هذه الامة والذود عنها واعادة تاريخها المجيد بعد ان جثم الطغاة على صدرها لسنين طوال، وكان من عظيم انجاز سيدنا المعظم ان اوجد صلاة الجمعة في كل المدن والقرى والارياف من جنوب العراق الى شـماله، وقد عانى هو وخطباء الجُمع ما عانوا من المضايقة والتشديد وانتهاك الحرمة، بل واعتقال عدد كبير من ائمة الجمعة، وعلى الرغم من هذه الصعاب ابى السيد ـ حفظه الله ـ إلاّ أن تدوم صلاة الجمعة ولو كلّفه ذلك حياته الشريفة وفعلاً أستمد هذا العمل الرباني بمشيئة الله وحوله وقوته، وبعزم واصرار من قبل ملايين المؤمنين ممن نذروا انفسهم للحق والدين، وفي نفس الوقت انشأ الامام الصدر ـ دام ظله ـ المحكمة الشرعية الجعفرية في كافة المدن العراقية ورشّح لهذه المحكمة عدداً من الفضلاء كقضاة شرعيين في جميع المدن حتى يكون الاحتكام الى الشرع المقدس لا الى الطغاة وكانت معركة المحكمة الجعفرية في العراق على اشدها وقد دفعت الحوزة الشريفة الثمن باهضاً من اجل استمرارها والمحافظة عليها وفعلاً شاء الله جلّ اسمه ان يستمر هذا المشروع الرباني بعد ان ساور النفوس الشك في ذلك.
    وفي الختام ندعوا المولى العزيز ان يحفظ سيّدنا الامام الصدر من كل كيد وسوء وان ينصر شعبنا المظلوم ويفرّج عنه هذه الغمة انه سميع مجيب.
    وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
    وهذان البيانان لا يخلوان من أخطاء وأشتباه في بعض المعلومات الواردة فيهما، إلا أنهما صدرا في وقت حرج وكانا يكفيان في دعم الامام الصدر فيما لو تجاوبت معهما الجهات المختلفة.
    ولكن ذلك لم يحصل.
    يتبع في الحلقة القادمة...

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    1,348

    افتراضي .

    .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    1,348

    افتراضي .

    .

المواضيع المتشابهه

  1. الجزيرة وقطر..الارهاب والتنكيل بشعب العراق الى متى السكوت؟
    بواسطة احمد مهدي الياسري في المنتدى واحة الحوار العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 02-12-2005, 04:02

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني