النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    1,348

    افتراضي كتاب السفير الخامس الحلقة 24

    ثم دار الحديث حول الزيارة الشعبانية فكان السيد يكرر بلا مبالاة: وماذا حدث؟ مالذي اطار صوابكم؟ وهل جننتم.
    ثم قال الضابط: سيدنا سمعنا من مصادرنا الموثّقة ان هناك وفوداً سوف تقدم الى هنا لمبايعة الامام الصدر ويقومون بتظاهرة وهتافات تأييد للامام الصدر وقد بلغت من قبل القيادة بمتابعة هذا الامر والتقصي منه.
    فقال(رحمه الله): أنت تقول هذه مصادرنا ونحن لا نعلم شيئاً عنها وحتى لو حدث حقاً ما قلت فنحن سوف نستقبل الناس ونحييهم ثم يذهبون الى بيوتهم فماذا سيحصل؟
    فقال: سيّدنا هذا لو حدث فهو تظاهرة.
    قال: قلت لك ان هذا الامر لا أصل له ولكن لو حدث فنحن نعرف كيف نتصرف ثم قام الضابط وخرج.
    تعرض السيد مصطفى لهجوم كبير كأبيه بل ماهو اشد وذلك ان هناك من كان يشكك في الامام الصدر ولكنه كان يقطع بعدم نزاهة السيد مصطفى بل كان هناك ممن يعتبر من ضمن المؤيدين لمرجعية الامام الصدر إلاّ انه لم يتورع عن اولاده وعلى رأسهم هذا السيد المظلوم.
    لم اعثر على شخص واحد طيلة ست سنوات قد تضرر بسببه إلاّ ان هناك امراً دعى هؤلاء الى عداءه وهو قوة قلبه وعدم مجاملته على حساب الحق ومرجعية ابيه(رض) ويكفي شاهد ما كان يكنّه الامام الصدر من احترام لابنه على الرغم من شدته ومحاسبته كل انسان مخطئ فقد كان من النادر أن يسمع الامام الصدر يسميه باسمه بل يكنيه بأبي احمد وقد روى احد الثقات قال ذهبت الى بيت الامام الصدر فلما جلست همّ (رض) بالقيام لاداء حق الضيافة فدخل السيد مصطفى وهو يحمل قدحين من الشاي فقال له الامام الصدر وقد رفع كلتا يديه مقابل وجهه الشريف عفواً سيدنا زاحمناكم... متفضلين.
    وروى احد وكلاء الامام الصدر (رض) قال: كنت جالساً في مكتب الامام الصدر بجانب السيد مصطفى والسيد جعفر الصدر فجاء رجل اعرفه يبيع الشاي فقال للسيد مصطفى: السيد عصبي ويجب عليه ان يغير اخلاقه وإلاّ فسوف يخسرني.
    فأجابه السيد مصطفى عذراً ان الامام الصدر لن يتأثر بخسارتك.
    فقال الرجل: انت لا تساوي امامي جناح بعوضة فضحك السيد مصطفى.
    مؤمل الصدر
    اما السيد مؤمل الصدر(رحمه الله) من مواليد 1971م متزوج من احدى بنات السيد الشهيد محمد باقر الصدر وله منها أطفال.
    مثّل الامام الصدر في بعض المناسبات مثل احتفال الناصرية بمناسبة مولد الامام الحسين(ع) وكان المرافق الدائم للامام الصدر وهو الذي يباشر بقضاء حوائجه ويقود سيارته باستمرار إلاّ في حالات نادرة وكانت مهمته الرئيسية بالاضافة الى ما سبق توزيع الرواتب على الطلبة وكان مجدّاً في عمله مثابراً لم أره هازلاً قط. وكانت هناك معلومات مؤكّدة عن محاولة لاغتياله وقد وصلت عن طريق بعض المتنفذين الذين لهم علاقة ببعض ضباط قصر الطاغية. وكان السيد مؤمّل قبل ذلك يدرس الدروس الحوزوية ولكن من دون عمامة فقام الامام الصدر بتعميمه وكان الغرض من ذلك انه في حال حصول الحادث فأنه يصبح قضية حوزوية وليس غير ذلك، وكان السيد مؤمّل في تلك الايام رابط الجأش مسلّماً لامر والده ولا يحتج طرفة عين عليه ولم يفكر احد منهم في تهريبه، وكان غرض النظام من قتل السيد مؤمّل توجيه ضربة للامام الصدر(رض) بعد ان وصلت صلاة الجمعة الى حدود لم يكن يتصوّرها القاصي والداني.
    وفي الجمعة التالية قال الامام الصدر بعد الدعاء (ولدي… ولدي) وهي رسالة واضحة للجماهير اولاً وللنظام ثانياً بأن الامر قد كشف، فحدثت اعتقالات ونقل بعض الضباط الذين كانوا على علم بالأمر وتم الغاء العملية.
    تولى السيد مؤمّل مسؤولية الاشراف على ائمة الجُمع في العراق فكان على مستوى هذه المهمة فقد كان يؤكد على عدم الخضوع لاجهزة النظام وعلى فعل المناسب او ما يراه امام الجمعة من المصلحة مما فيه عزّ للمذهب وفي يوم الشهادة كان(رحمه الله) هو السائق وبجانبه يجلس والده ووالد العراق والسيد مصطفى خلفهما في الساعة الأخيرة فصعدت روحاهما الطاهرتان مع ابيهما الى عليين ودفنا بجانبه كما كانا في الحياة بجانبه ولم يفارقاه فسلام الله عليهما اذ كانا نعم الولدان الباران المؤمنان الصابران.
    الشهيد الشيخ محمد النعماني
    هو محمد ناجي ياسر الشحماني المياحي ولد في مدينة النعمانية عام 1971م نشأ وسط أُسرة معروفة بمحافظتها ومن عشيرة معروفة بشجاعتها في محافظة الكوت.
    بعد التحاقه بالنجف الاشرف في الحوزة ابتدأ العمل في مكتب السيد الشهيد الصدر سنة1416هـ وكان أول عمل له هو الاشراف على استلام الاستفتاءات حول المسائل الشرعية وغيرها، وكانت قبل ذلك تسلّم الى الامام الصدر مباشرة ونظراً لكثرتها اصبحت مهمة مستقلة وكان خير من يتحمّل هذه المسؤولية والتي تعد من المهام الحساسة نظراً لاطلاع صاحب هذه المسؤولية على الكثير من الخفايا والاسرار الشخصية والاجتماعية والسياسية فكان(رحمه الله) أهلاً لهذه المسؤولية.
    كان وجهاً محبوباً من قبل الجميع في حوزة النجف وذا صدر رحب والابتسامة لا تفارق ثغره وفي احلك الظروف، وكان يحسن الظن بالجميع إلاّ اعداء الامام الصدر(رض).
    توسعت مهامه في مكتب السيد وخارجه فكان يستنسخ الاستفتاءات المهمة الضرورية ويوزّعها على الوكلاء.
    وكانت هناك العديد من الأوامر الخاصة من قبل السيد تصل عن طريقه وكان يتولى طباعة الكراسات والمنشورات التي لا يمكن طباعتها بصورة توافق عليها الدولة ومنها كراس ـ دفاع عن المرجعية ـ وحوار حول المرجعية وغيرهما.
    ومن كلمات الأمام الشهيد بحقه: حبيبي انت تقضي تسعون بالمئة من وقتك في سبيلي.
    تزوج العلوية كريمة السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) الصغرى في 18ذي الحجة1417هـ وكان الامام الصدر مشرفاً على زواجه وذهب بنفسه الشريفة الى البيت الذي استأجره الشيخ النعماني لكي يتم به الزواج.
    اذ ان شهيدنا كان مهتماً برعاية اسرة استاذه وأخيه(قدس سرهما) الى ابعد الحدود. وكان شهيدنا قد قال كلمة للنعماني في الزواج: اما ان تكون اسعد الناس حظاً أو أسوأهم حظاً فأن اردت بهذا الزواج الآخرة فأنت اسعد الناس وان أردت به الدنيا نلتها ولكنك تكون اسوأ الناس.
    كان كثيراً ما يسافر الى المحافظات لقضاء امور تتعلق بالمرجعية وكان خير ممثل عن الامام الصدر وله ارتباطات وثيقة وعلاقات واسعة في كافة انحاء جنوب العراق ووسطه وبالأخص في بغداد.
    تعرض لمضايقات من قبل حبيب الخطيب اذ ان الشيخ النعماني مع رفيقيه النعمانيين كانوا قد سحبوا البساط من تحت اقدام هذا المجرم في مدينة النعمانية والتف شباب المدينة حو لهم فاتهمهم بالعمالة لايران فاضطروا الى المكوث فترة طويلة والاختفاء في النجف الاشرف.
    ورافقته مرة الى مدينة الحي حيث توفي احد اقاربه فوجدت عشيرته تكن له حباً واحتراماً كبيرين وكان تأثيره واضحاً عليهم.
    في رجب 1418هـ سافر بأمر من الامام الصدر الى الأمارات لغرض افتتاح مكتب وطباعة المؤلفات فمر برحلته هذه بالأردن وبقي فيها حوالي شهرين وكان خلال هذه الفترة الوجيزة يعمل ليلاً ونهاراً ويدعو لمرجعية شهيدنا وبشكل دؤوب في الاردن وبعد ان تم سفره الى الامارات واستقر نسبياً في امارة الفجيرة ومنها الى امارة دبي فقدم للسلطات طلب اقامة في هذا البلد ولكن الطلب رفض فحاول مرات عديدة ولكنه لم يستطع وبعد ذلك اكتشف ان هناك ايدي خفية وراء عدم السماح له بالاقامة اذ ان وكلاء الحوزة التقليدية كانوا قد رفعوا تقارير الى ما يسمى (بالاوقاف الجعفرية) وكان مضمون هذه التقارير ان هذا الشخص غريب ويعمل لصالح اجهزة المخابرات العراقية بل ثبت عنده ضلوع جماعة ممن يدعون التحرر الفكري في هذه القضية وقد اجتمعوا على مسألة واحدة وهي خطورة محمد الصدر عليهم جميعاً.
    فقامت دائرة الاوقاف برفع الأمر الى (ادارة ا لهجرة) فقطعت الطريق على الشيخ(رحمه الله)
    ومع ذلك فانه استمر على دعوته للامام الصدر ولم يثنه ما فعله الآخرون عن الاستمرار في الدعوة للامام الصدر. وكانت مؤلفات شهيدنا تصل عن طريق البواخر مهربة من البصرة الى الامارات.
    التقى هناك بالسيد كمال الحيدري الذي كان يحمل الكثير من الاشكالات ضد شهيدنا من قبيل ان الدولة لماذا هي ساكتة الى الآن على محمد الصدر ولم تقتله وهناك بطبيعة الحال ادعاءه للولاية وتوجد على محمد الصدر اشكالات وشبهات كثيرة... الخ.
    مكث في الامارات اكثر من ثلاثة اشهر ثم سافر الى لبنان فالتقى بالسيد محمد الغروي الذي يعتبر من دعاة السيستاني في لبنان واكثر الناس تهجماً على شهيدنا وكان اول كلام تفوه به: محمد الصدر عميل للدولة العراقية.
    ولم يقتنع بأي كلام من قبل الشيخ وأصرّ على رأيه حتى بعدما استشهد الامام الصدر والى كتابة هذه السطور.
    وحسب تقييم الشيخ النعماني(رحمه الله): فان الغروي قد تسلّم مبلغاً محترماً يستحق من أجله سحق محمد الصدر.
    وكان الشيخ محمد مهدي شـمس الدين(رئيس المجلس الشيعي الأعلى في لبنان) لا يقل موقفه خزياً عن موقف الغروي ويروج الأباطيل ضد شهيدنا في لبنان.
    كان الشيخ مقيماً في لبنان من خلال أحد العراقيين المخلصين للامام الصدر وهو علي الصبيح، الذي كان قائماً على خدمته طيلة تواجده في لبنان الى يوم السفر (يجدر الذكر (بأن) زوج رباب الصدر كان قد أستقبل الشيخ النعماني في بادي‏ء الأمر ولكنه كان حاقداً على الامام الشهيد لذلك طرد النعماني بعد يومين مما حدا به الى المبيت في أحدى الحسينيات الى حين لقاءه بعلي الصبيح..
    بقي في لبنان حوالي شهر واحد. وعاد بعدها الى الوطن ماراً بالاردن بطبيعة الحال وعاد مرّة اخرى الى عمله ودعوته للامام الصدر الى يوم الاستشهاد فكان يتحرّق ولا يستقر له حال وقد جاءه احد ثقاتي في مجلس التعزية الذي أقيم في مسجد(صافي صفا) قال له: ماذا فعلتم؟ قال: وماذا تريد أن نفعل؟ قال الشيخ: هل ذهب دم السيد هدراً.
    بعد الاحداث والاعمال الانتقاميّة التي قامت في انحاء العراق من قبل الجماهير الصدرية الثائرة ضد النظام اعتقل الشيخ النعماني وأجبر على القاء خطبتي صلاة الجمعة في مركز محافظة الكوت وذلك بعد اعتقال امام الجمعة هناك واتهامه بالمسؤولية عن الاحداث فأعلن الشيخ في الخطبة عدم مسؤولية الحوزة عن تلك الاعمال الانتقامية فعادوا به الى النجف واطلقوا سراحه فاختفى عن الانظار مدة من الزمن وكان في هذا الوقت يهيأ نفسه للخروج من العراق فكان الوسيط المدعو (أبو علاء) وكان من ضمن التنظيمات التابعة (لفيلق بدر) وهو من اهالي محافظة الكوت مكلّفاً بتهيأة طريق ا لهروب.
    فاتصل هذا الرجل بمديرية الامن العامة وأبلغهم مادار بينه وبين الطرف الذي كلّفه الشيخ بهذه المهمة فأرسلوا معه اثنين من ضباط الامن الاول: هو المقدم عزيز النعيمي والثاني: الرائد علي.. وهما من منتسبي مديرية الامن العامة وقد اشرفا على التحقيق مع الشيخ بعد ذلك.
    وكان هاذان قد التقيا بالشيخ في النجف بعد ذلك بصفتهما ادلاء للعبور الى شمال العراق.
    في اليوم الاول من محرم 1420هـ صباحاً استقلوا سيارة كان فيها، السائق المقدم عزيز النعيمي وبجانبه الرائد علي وفي المقعد الخلفي كان يجلس الشيخ النعماني وزوجته العلوية وفي الطريق الى كركوك كانت هناك العديد من السيطرات إلاّ انها لم تتعرض لهم وفق اتفاق مسبق بينهم وفي اثناء الطريق كان الضابطان قد هيئا جهاز تسجيل وابتدأت المحاورة منذ الخروج من النجف فأدلى الشيخ خلال هذه المحاورة بتصريحات خطيرة وكانا قد اتخذا اسلوب الانفعال والتأثر لشهادة الامام الصدر وكان محور الحديث حول امور تكفي لاعدام الشيخ من دون حاجة الى تحقيق.
    وعندما وصلوا الى كركوك توجهوا الى مديرية امن كركوك مباشرة فقاموا بتقييده وبات ليلته تلك في هذه المديرية وفي اليوم الثاني نقلوه الى مديرية الامن العامة في بغداد وبرفقته العلوية وحبسوه في زنزانة انفرادية تحمل رقم 3ـ والعلوية في الزنزانة المجاورة له رقم 2ـ وكان المحجران يشتملان على اجهزة تنصت وبقي على هذا الوضع خمسة عشر يوماً ولم يتعرضوا لهما بأي أذى لان التصريحات المسجلة لم تترك شيئاً للامن لكي يحققوا فيه باستثناء ما قاموا به من تعليق الشيخ مرتين في السقف ولكن من دون ضرب وبعد اكمال خمسة عشر يوماً سلّموا العلوية الى حسين الكظماوي (الصدر) فبقي اشهراً على هذه الحال وكان قد طلب من احد ضباط الأمن ان يأتيه بمصحف فكان يقرأ القرآن ويكثر من الصلاة وكان كثير البكاء وعندما سُئل عن سبب بكاءه قال: تذكرت كلمة قا لها الامام الصدر: هناك اشخاص خُلقوا من اجلي ومن ضمنهم جناب الشيخ... وأشار ألي.
    وفي الشهر العاشر من عام 1999 تم اعدامه بالكرسي الكهربائي وسلموه الى عائلته وكان برفقتهم ضباط امن فأخذوه الى النجف الاشرف وبعد ان تمت زيارة امير المؤمنين عليه الصلاة والسلام كان هناك عدد كبير من الطلبة موجودين عنده وعند المقبرة أرادت اسرة الشيخ دفنه قرب الامام الصدر وولديه ولكن ضباط الامن رفضوا ذلك فدفن في مقبرة عائلته.
    أول شهيد من ائمة الجمعة
    في مدينة المعامل التي تعد من المناطق البائسة في بغداد حيث الخدمات سيئة للغاية فلا مياه للشرب متوفرة ولا الكهرباء منتظمة وكانت اغلب العوائل مهددة في اية ساعة بتهديم البيت والطرد الى الشوارع.
    وكان سكان هذه المدينة من الطبقة الفقيرة وغالبيتها العظمى من الشيعة المستضعفين من جنوب العراق وكانت طرق هذه المدينة وعرة ولم تقم الدولة بتعبيد الطرق، هذا فضلاً عن الجهاز الحزبي البعثي الشرس فيها الذي كان يعد أنفاس الناس.
    وقد اقيمت الجمعة في الاسابيع الأولى وكان امام الجمعة الشيخ الشهيد حسين السويعدي مواليد1971م من مدينة الثورة البطلة وكان السويعدي من شباب الحوزة المساندين بشدة لمرجعية الامام الصدر وكان يعد من الطلبة الكفوئين والمتدينين وكان ذا اخلاق عالية جداً يشهد بذلك المؤالف والمخالف.
    ومن الحوادث التي تذكر انه كان يلقي درساً على مجموعة من الشباب في منطقة الفضيلية وفي احد الايام توفيت طفلته فقام وذهب الى درسه وترك اهله ليقوموا بتجهيز الطفلة ودفنها. وهذا مما يدل على تقواه والتزامه وبعد إقامته للجمعة بمدة أقل من شهرين اعتقل بسبب قيامه مع مجموعة من المؤمنين بقتل عدد من البعثيين وكانوا قد أخذوا الفتوى بذلك من الامام الصدر وفي المرافعة الاخيرة كان السيد مصطفى الصدر قد استدعي لكون الاتهام موجهاً الى الشيخ السويعدي بتهمة قتل البعثيين بفتوى واجازة من الامام الصدر فلما سأل القاضي هل أن الامام الصدر هو الذي افتى لكم بقتل البعثيين؟
    قال الشهيد السعيد: كلا.
    فحكم عليه بالأعدام فقام السيد مصطفى وسلّم عليه... وكان السويعدي حين القاء الحكم عليه مبتسماً وقد تأثر الامام الصدر بشهادته بشكل واضح وقد كفن في ثوب اهداه اليه شهيدنا الأعظم فكان السويعدي رائد ركب الشهداء(شهداء الجمعة) الذي لن ينقطع الى يوم الظهور المقدس.

    كرامات الامام الصدر
    اعطى الله لخاصة اوليائه من الكرامات ما يجعل اصحاب الايمان يزدادون ايماناً بعظمة وأهمية هؤلاء وكذلك فان هذه الكرامات تثقل الحمل على اولئك المعاندين الذين لا يتبعون الحق ويلهثون وراء شهواتهم وانما جعل الله عز وجل المعجزة أو الكرامة عزاً لصاحبها ولأتباعه وحجة على من سواهم وأنا اقطع بأن للامام الصدر شأناً لا يعلمه إلاّ الله ولا شك ان المستقبل سوف يظهر لنا الكثير من مختصات واهمية هذا العملاق وسأذكر نزراً يسيراً مما اسعفني به المولى جل وعلا من عظمة وجلالة قدر الامام الصدر المظلوم، وهذه الكرامات التي سأذكرها مثبتة وموثّقة وأكثرها مشهور في العراق وبين طلبة الحوزة والمقرّبين من شهيدنا (من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر).
    حديث الولادة:
    شهيدنا كما قلت كان خارقاً للعادة في كل شيء حتى في ولادته وقصة ولادته معروفة مشهورة اذ بقي الأبوان لسنوات طوال يتأملان ان يرزقا بولد الى ان منّ الله عليهما بزيارة بيته الحرام فدعيا هناك فما ان عادا حتى رزقهما الله بخير مولود على وجه الارض بعد الامام المهدي(ع)
    وكان عمل والدة السيد هاشم المخراقي توليد النساء وخصوصاً نساء العلماء فأشرفت على ولادة سيدنا فتروي، انه عندما رأى النور في اللحظات الأولى كان مغلّفاً بكيس طبيعي(وهذا معناه انه لم يتلوّث بدم) وبعد ان شقت الكيس اخذته ووضعته على ظهره فانقلب على وجهه فعادت فأرجعته على ظهره فقلب نفسه وتكرر الامر مرات ومعلوم ان الطفل في مثل هذا العمر عاجز عن ان ينقلب على احد جانبيه فضلاً عن وجهه أو ظهره. ولا شك ان شهيدنا أبى إلاّ ان يكون ساجداً لربه لحظة خروجه الى هذه الدنيا وهذه الرواية رويت من أكثر من مصدر من عائلته وغيرها.
    * * *
    كان شهيدنا اذا خرج من حرم أمير المؤمنين(ع) بعد اداء الصلاة فيه يقف ويستدير تجاه الضريح المطهر ويضع يده على صدره وينحني قليلاً مسلّماً على أمير المؤمنين(ع) وكان احد الطلبة يراقبه في احدى المرّات، فلاحظ ان السيد ابتسم اثناء سلامه على جده فسأله بعد ذلك عن سبب ابتسامته الملفتة للنظر فأجابه(رض) اذا قلت لك تصدّقني؟
    قال: نعم سيدنا ان شاء الله.
    فقال(رض): رأيت الملائكة تهبط لخدمة أمير المؤمنين(ع) فأحتقرت نفسي... لماذا لا أخدم أمير المؤمنين(ع)؟
    * * *
    وعن احد الطلبة الثقات قال كنت جالساً عند الامام الصدر في بيته في (الحنانة) واثناء الحديث دخل رجل يرتدي الزي العربي(الكوفية والعقال) وجلس، بعد ذلك شرع هذا الرجل بالتحدث عن تفاصيل خروج السيد جعفر الى ايران (ولم اكن اعلم بذلك) فقلت في نفسي.. لقد اوقعت نفسي في ورطة فياليتني لم احضر هذا اليوم اذ قد يظهر الخبر من غيري فيظن السيد بأني قد افشيت الامر فالتفت اليّ(رض) وقال: هذا رزق ساقه الله اليك.
    يتبع في الحلقة القادمة...

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    1,348

    افتراضي .

    .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    1,348

    افتراضي .

    .

المواضيع المتشابهه

  1. الجزيرة وقطر..الارهاب والتنكيل بشعب العراق الى متى السكوت؟
    بواسطة احمد مهدي الياسري في المنتدى واحة الحوار العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 02-12-2005, 04:02

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني