المقدم حميدالواسطي: انتفاضة النجف والأذربيجاني

[ثورة الزنج]

* المقدم حميد جبر
29 / 11 / 2005
أشكرموقع أفكار الموقرعلى منحي الفرصة لاأطلق ماعندي الى الباحثين والباحثات عن الحقيقة ومعلومات تنشر لأول مرة ‘ الى أبناء وبنات وطني الحبيب والى التأريخ وهو حقبة مريرة من حقبات انتفاضة الشعب العراقي في أذار 1991 وقد كان كاتب السطور أحد أبطال مسرحيتها
كان هناك أربع قيادات رئيسية للأنتفاضة الشيعية في أذار 1991 في النجف ‘ وجميعها مرتبطة بمركز قيادة الخوئي في داره في حي السعد ولجنته التسعية وعبد المجيد الخوئي ومستشار الخوئي العسكري‘ وبتوضيح أكثر ‘ تتمثل القيادات الأربعة بالقيادة الروحية ‘ اللجنة العسكرية ‘ قيادة صحن الأمام وقيادة الكوفة

القيادة الروحية : أبو القاسم الخوئي الأذربيجاني ولجنته ‘ وهم تسعة من رجال الدين ‘ ومن أبرزهم السيد بحر العلوم وهو ليس بحر العلوم الذي أصبح أحد الرؤساء الأبجدين في حكومة بريمر بل كان غيره والسيد الغريفي ‘ وهذه اللجنة في حقيقتها مهمشة ولاتملك أي قرار في الأنتفاضة بإستثناء الرقم ثمانية ‘ محمد تقي الخوئي ‘ والذي كان الناطق الرسمي بإسم والده أبو القاسم وحامل ختمه والذي كان يشرف على القيادات الأربعة في النجف وكافة تفاصيل الأنتفاضة في الفرات الأوسط والجنوب العراقي من خلال ممثلي مرجعية والده في المحافظات وأن هناك بريد لكل محافظة وعامل بريد وكلمة سر وكذلك كان يسيطر على عدم تفجير الأنتفاضة في بغداد من خلال السيطرة على نقطتين استراتيجيتين وهما: عدم اعطاء اذن لممثلي المرجعية في مدن بغداد وخصوصاً مدينة الثورة المكتظة بالسكان وبالأغلبية الشيعية ‘ وأيضاً بالسيطرة على الثوار في الفرات الأوسط والجنوب وأن تبقى انتفاضتهم مغلقة داخل هذه المناطق وكبح جماحهم اذا ماحاولوا الزحف الى بغداد والتى هي خط أحمر متفق عليها سرياً بين الخوئي وحكومة صدام حسين وقد ساعد الخوئي نجل عبد الأعلى السبزواري والذي اتخذ من دار صالح الشرع في الرميثة سكناً له للسيطرة على الأنتفاضة في الفرات الأوسط

اللجنة العسكرية ‘ ومنهم العقيد عباس كريم معدل رئيساً وقائد شرطة النجف حالياً ‘ وعضوية العقيد مصطفى أل شريف ‘ العقيد حسين حتيتة ‘ المقدم غالب الجزائري وقائد شرطة النجف سابقاً ‘ العقيد عبد الحسن البستاني أو الخفاجي ومحمد رشاد الفضل وكاتب السطور ‘ علماً أن البستاني والفضل هما اللذان غدرا بكاتب السطور في مهمة من مهمات الأنتفاضة في كربلاء وقد هربا مع عبد المجيد الخوئي بخطة قد دبرت بليل ‘ وكان بحوزتهم أربعة ملايين دولار مسروقة من خمس أموال الشيعة ‘ الى السعودية ‘ وقد احتار الثلاثة أين يحتفظوا بالأموال في السعودية ‘ فعرضوا على معرفة لهم في الرياض وعنده اقامة في السعودية ويدعى طالب القطان أن يودعها بإسمه في أحد البنوك السعودية ‘ ويحق للقطان ايداع أموال في البنوك السعودية لأمتلاكه اقامة ‘ ولكنه اعتذر لهم خشية مسائلة سعودية : من أين لك هذا ؟ فسافر بعدها الخوئي وبرفقته البستاني ليلتحق بنصف مليار دولار أخر مسروق من الأخماس في مؤسسة والده أبو القاسم الخوئي الأذربيجاني في لندن ‘ وتركوا محمد رشاد الفضل في الرياض ليتاجر فيما بعد بمأساة مايقارب خمسين ألف لاجئ عراقي ولاجئة عراقية في مخيمات رفحاء والأرطاوية في السعودية

قيادة صحن الأمام علي عليه السلام ‘ بقيادة مسلم الحسيني ‘ ومنهم أبو جعفر ‘ صلاح الكربلائي ‘ عبدالله الخاقاني ‘ حيدر الحلي ‘ باسم الكربلائي ‘ محمد البروجردي والشيخ محمود النجفي ‘ والحسيني الذي سافر من مخيم رفحاء الى ايران عندما التقيته في المخيم تأسف كثيراً على نتائج الأنتفاضة وقال لي : ماكنا نعرف أن تصل الأمور الى ماوصلت اليه وكان المفروض أن نسلم القيادة لكم أنتم العسكر‘ ومن قيادة الحسيني أيضاً المقدم مهدي الحكاك والذي كان أحد الثوار المجاهدين ورأيته بنفسي يحمل بندقية في مهمة كربلاء والتي كان كاتب السطور قائدها العسكري وعبد المجيد الخوئي قائدها الروحي ولكنه غدر بالأنتفاضة وهرب بالأخماس وأن الحكاك حالياً برتبة عميد ومرشح لقيادة شرطة النجف‘ وأما قيادة الكوفة ‘ فكان أبرزهم العقيد عبد الحسين الموسوي ‘ وفي أحدى مهمات الأنتفاضة في منطقة الكفل التي كنت أنا مكلف بها ومعي ثوارمن النجف وكنت محتاج الى قوات أكثر فمررت بالكوفة وصادفت فيها قادة أحد المجموعات ‘ هاتف النقاش والذي أعجبني في تحمسه واخلاصه للأنتفاضة

جميع هذه القيادات بإستثناء صاحب القرارالأخير ‘ متحمسة لتفجير الأنتفاضة في بغداد وكان ممكن جداً ويحتاج فقط الى اذن من الخوئي لممثلي مرجعيته في بغداد واسنادها من ثوار الفرات الأوسط والجنوب العراقي وكثيراً ما كان يسئلني المستشار العسكري للخوئي العميد محمد الرويشدي عن رأيي ببغداد وكان جوابي : بغداد أستطيع أن أمثلها بصهريج بنزين وبحاجة فقط الى عود ثقاب ليفجرها واعطاء علم للداخل وزحفنا عليها بإسم الخوئي هوعود الثقاب ‘ وأنا أستطيع أن أضمن ‘ مدينة الثورة وأن أكثر من مليون رجل وأمرأة وفقط من هذه المدينة سيزحفون على مقرات حكومة صدام بالهرولة

العميد محمد الرويشدي وكما أسلفت كان كثيراً مايسألني عن بغداد ولكن عندما يرى تحمسي وأن الوقت مناسباً وإمتلاكنا فعلاً للمبادرة فأنه يسكت وكأنه يريد أن يقول شيئاً فلا يستطع وبالرغم من كونه محسوباً على الحلقة الضيقة لأصحاب القرار والتي أختلف معها في الرأي وخطط الأنتفاضة والتقدم على بغداد ولكن العميد الرويشدي كان يحترمنى كثيراً وكان يقتنع بكل ما أقوله وقد كنت كثير الألحاح معه في مسألة بغداد ولأني كنت أرى في كل يوم تأخير كان يجري في غير صالحنا ولكن لازلنا نملك زمام المبادرة ‘ وحتى اننا هيأنا دبابات جلبتها أنا والعقيد مصطفى أل شربف وثوار اختصاص في الدروع من أحد بساتين الديوانية والصقتا عليها صور أبو القاسم الخوئي ‘ وحفظناها في ملعب النجف الرياضي وقد تطوعت طواقم درع اختصاص وهناك طائرات مروحية تحت اليد وطيارين جاهزين وهناك أسلحة متحركة لمقاومة الطائرات والأهم من ذلك كان هناك أعداد هائلة من الثوار متحمسين وهوسات توديع من شيوخهم : منصورين بصاية حيدر ‘ وفي نيتي استخدامها للتقدم الى بغداد وقد جاء طيارين متطوعين لدار الخوئي ومنهم الرائد محمد الخضري والذي يعيش حالياً في السويد ولكنهم لم يجدوا أي استجابة من الخوئي ورجعوا الى محافظاتهم

قراربغداد كان ليس بيد أحد سوى الخوئي ولكنه كان متفق مع حكومة صدام حسين كخط ممنوع تجاوزه وأن العميد الرويشدي كان بإعتقادي متورط وكجهة تنفيذية فقط ومن خلال استقرائي له أنه يريد أحياناً أن ينقلب على الخوئي ولكن بنفس الوقت يخشى المجازفة وكأنه ماسك القلم من وسطه‘ والقرارالأخير كان بيد محمد تقي الخوئي الناطق الرسمي وحامل ختم والده أبو القاسم وثقاته ومنهم شقيقه عبد المجيد الخوئي ووالدهم المحجور في أحد غرف الدار ‘ وتحليلي‘ بأن العميد الرويشدي لم يكن من ضمن الحلقة المكلفة من حكومة بغداد بإحتواء الأنتفاضة بعيدة عن بغداد‘ ولكن لكونه من أهل النجف وقد تم تكليفه من قبل الخوئي ليساعده على الأقل بالتعامل مع الضباط والثوار المتطوعين للمشاركة في الأنتفاضة وعدم معرفته بالتواطء بين المرجعية وحكومة بغداد تكاد تكون مستبعدة بل على الأرجح أنه قد غض النظر عن الأتفاق السري بين الخوئي الأذربيجاني وحكومة صدام حسين بإحتواءها من قبل الأذربيجاني وأن يكون صمام أمانها وأن بغداد خط أحمر وللحديث بقية وشكراً


المقدم حميد جبر الواسطي
مقدم انتفاضة الشعب العراقي
كانبيرا – أستراليا

افكار دوت اورج

[عابرة سبيل2005]

شكرا لافادتنا عن هذه الخلفية في هذه الانتفاضة المباركة