النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    1,348

    افتراضي الملحق لكتاب (السفير الخامس) الحلقة 1

    حوار حول المرجعية }القسم الاول{
    بسم الله الرحمن الرحيم
    هذه المحاورة لم تجر حرفياً في الخارج، الا انها كما هو واضح تحدث في كل يوم، ولست اهدف من هذه المحاورة ان امارس الضغط العاطفي على احد ما، وانما هي محاولة لأيقاظ الوجدان وإرجاع العقل الى جادته المستقيمة، وإحياء القواعد الشرعية في منهجنا كحياة بصورة عامة، وهي امور اعتقادية بدأنا ننساها نتيجة لتشبثنا بتقاليد وبديهيات لا وجود لها إلا في عقلية التقليد الجاهلية.
    وهي محاولة لكي لا نبقى داخل انفسنا متقوقعين بل لابد من النظر، لكي لا نضيع الفرصة وهي تمر كمر السحاب كما قال أمير المؤمنين(ع)
    إن الابوة الحقة هي التي ترى القلب يميل اليها، وهذا الميل ليس نتاج الظاهر فحسب، وان كان في حد ذاته ليس عاملاً اساسياً في التقييم، وانما هو داع لنتقدم ونخطوا الخطوة الاولى تجاه مرضاة الرب
    فلنجعل الحق رائدنا والكتاب والسنة والعقل مرشدنا، وسوف تنجلي الظلم وتنكشف الحقيقة واقول كلمتي الاخيرة ان كنت تبحث عن الحقيقة، فاقرأ هذه المحاورة والا فان كنت غير ذلك فلا تكلف نفسك مشقة قراءتها.
    تبدأ المحاورة بأن يأتي احد الأصدقاء الى بيت صديقه الشيخ، وهو متحير لما آلت اليه مسألة المرجعية وتحديد الاعلم، وهو الى الان لا يعلم من يقلد. وسوف ارمز الى الصديق بحرف ص.
    (ص): من هو الاعلم؟
    (الشيخ): هو الاقدر على استنباط الحكم الشرعي.
    (ص): جوابك هذا دور فالاعلم هو الاقدر والعكس صحيح.
    (الشيخ): اعلم ذلك ولكني أريدك ان تسألني على قدر الجواب.
    (ص): هذا حسن فمن هو الاقدر على الاستنباط؟
    (الشيخ): اعلمهم بالفقه.
    (ص): ومن هو الأعلم بالفقه.
    (الشيخ): أعلمهم بالأصول.
    (ص): وكيف ذلك؟
    (الشيخ): ان كل بناء يعتمد على الاساس، فاذا كان الاساس متيناً وقوياً كان البناء كذلك، أما اذا كان الاساس هشاً فالبناء كذلك.
    (ص): وهل ان الاصول هي أساس الفقه؟
    (الشيخ): نعم فان إستنباط الحكم الشرعي في الفقه يحتاج الى مقدمات، فلا يجوز لكل واحد ان يستنبط ما لم يحرز تلك المقدمات، وعلم الاصول هو العلم بالقواعد التي يتم الاعتماد عليها في استنباط الحكم الشرعي، ويجب ان يكون الانسان ممتلكاً لقدرات عقلية وفلسفة عميقة، فإن هذه الامور عقلية بحتة، ومن هنا كان الاعلم بالاصول وهي المقدمات اعلم بالفقه الذي هو نتيجته.
    (ص): سلمنا بان الاعلم بالاصول هو الاعلم بالفقه فمن هو الاعلم بالاصول.
    (الشيخ): إن هذا الامر يحتاج الى مزيد من الايضاح: فقد وجدت عبر القرون العشرات من المدارس الاصولية عند الشيعة، واللاحقةُ أبرع من السابقة، ولكن برزت الى الوجود مدرسة إصولية خارقة للعادة وهي مدرسة السيد ابي جعفر، وكما تعلم فان هذا المرجع كان صاحب اكبر عقلية عرفتها الحوزة العلمية في العصر المتأخر، ولا اعتقد ان هناك منازع في هذا الامر إلا جاهل او معاند ومن هنا فان تلامذة هذه المدرسة قد تميزوا عمن سواهم بمستواهم العقلي والفذ، ولا حاجة الى ذكر اسماء فهي معروفة للجميع وفي كل العالم الاسلامي، وعلى هذا الاساس كان هؤلاء التلامذة بعد استاذهم هم الاعلم في الاصول بلا منازع، وذلك بسبب عدم ظهور مدرسة تنافس مدرستهم، بل إن هذه المدرسة هي المعتمدة الآن في كافة الحوزات، وتشهد الحوزات بقدرة هؤلاء التلامذة، وما دام الامر كذلك فإن هؤلاء المتبقين يجب الرجوع اليهم في التقليد ما لم يثبت العكس، فالقاعدة هي اعلميتهم الا اذا جاء الدليل بغير ذلك. والموجود على الساحة من ورثة تلك المدرسة السيد محمد الصدر، ولو رجعنا الى القاعدة فانه الاعلم حتى يأتي الاخرون بالدليل على خلاف ذلك.
    (ص): ولكن هذا خلاف الشياع، وخلاف وسائل الاعلام، وهناك اهل الخبرة، وهناك من يكبره بالسن من العلماء، وكثرة البحوث التي تلقوها وثقلهم الحوزوي.
    (الشيخ): عليك ان تتمهل في طرح الاشكالات حتى يتسم الحوار بالموضوعية والدقة، وعلينا مناقشتها الواحدة بعد الاخرى، ولكن عليك قبل الخوض فيها ان تدع الميول والعاطفة جانباً، وهناك مسألة اساسية ألا وهي ان تجعل المقياس في الحق لا غير، فمهما عظم خطر الشخصية ومهما كان اسمها يحمل بريقاً وشهرة فهذا لا قيمة له بعد الحق، وعليه فلندع الاسماء جانباً ولنباشر البحث بأمانة، وبعد ان نتوصل الى قاعدة ونتيجة نهائية نطبقها على الاسماء لنرى من هو الذي يستحق ان يتصف بها.
    (ص): هذا الكلام حق وأعدك انني سوف أنبذ كل الميول السابقة، ولنترك الحق يأخذ مكانه.
    (الشيخ): هذا جيد، أما مسألة الشياع فالمعروف ان الشياع المفيد للأطمئنان يجب ان يكون بين الاوساط العلمية وهذا إبتداءاً موجود حالياً، الا إن الامام الصدر طرح عليه اشكالاً وهو انه كان منعزلاًاو معزولاً عن المباحثة العلمية لفترة طويلة، ولظروف خاصة يعرفها الجميع وكذلك ذكر لي احدهم ان الامام الصدر كان صامتاً اثناء بحث استاذه الخوئي، فلم نكن نعلم انه يحمل هذه الامكانية التي يدعيها. ومن هنا قال الامام الصدر ان الذين يمكن ان نسميهم اهل الخبرة هم الذين يحضرون البحوث عند من يحتمل فيهم الأعلمية جميعاً، وبعد ذلك يكون التمييز على أساس المقارنة بين المستويات، وهذا الكلام لا غبار عليه فهو كما ترى سليماً منطقياً فان العالم اذا كان مجهول الحال (علمياً) وتصدى لامر وجب الفحص عن صحة دعواه، او عن امكانيته العلمية حتى يتم انصافه وحتى لا نعرض القواعد الشرعية للضياع، والامام الصدر حينما عرض هذا الامر لم يلبه الا القليل من هؤلاء، والذي حضر بحثه وانصف القول حسم القول بمرجعيته وأعلميته، واما الاخرون فهم يرمون بسهامهم من بعيد، واللطيف في الامر انهم لا يتناولون مسألة الاعلمية الا نادراً لان قضية الاعلمية عندهم سالبة بانتفاء الموضوع، فما داموا لم يطلعوا اساساً على امكانياته العلمية فلا مجال لاعتبارهم من اهل الخبرة على الاقل من الذين لهم ميول وانحياز الى احد العلماء.
    ومن اللطيف في القول ايضاً قو لهم، ان مقلدي الامام الصدر يقلدون من دون بينة وحينما تسأ لهم هل تبينتم لا يجيبونك بل يصدون صدوداً.
    وأما ما يدور في وسائل الاعلام، فمن هم هؤلاء الذي يديرون هذه الوسائل، ومن منهم يمتلك الحق في التمييز، ومن منهم يمتلك امكانية علمية، بل انك لو راجعت هذه الوسائل والمصادر التي تمو لها لما شككت لحظة بقذارة اهدافها (فالشراع والوسط) وغيرهما تمول من قبل جهات معلومة الاغراض ولا شأن لها بالاسلام، فإنك لو طالعت هذه المجلات او الصحف لوجدت الكلام من الحوزة في صفحتين، وباقي الصفحات إمتلأت بأخبار المطربين والممثلين... الخ من القضايا الدنيوية الرخيصة التي لا قيمة لها. ثانياً وعلى افتراض وجود مجلة اسلامية مثل (النور) والذين يكتبون فيها هم اسلاميوا الاتجاه، فهل من العقل ان يصدر من يبعد عن النجف مسافة معتداً بها ومعنوياً حكمه من دون تدبر او تفحص، إن هذا وللأسف حا لهم.
    واتحداك ان تواجه احدهم بهذا الكلام، فان الاتهامات سوف تكال اليك من كل حدب وصوب. ولكن قل للمنصفين منهم هل قرأتم استدلالات الامام الصدر؟ هل ناقشتموه؟ هل حضرتم بحثه؟ وكفى.
    واما مسألة كبر السن فمتى كان الخليفة الاول احق من الامام علي(ع) بالخلافة لمجرد كبر سنه هذا اولاً، وثانياً إن كل من تصدى للمرجعية من علمائنا سابقاً كانوا في سن الامام الصدر او يقلون عنه، وايضاً فأن العمر لا يعتبر مرجحاً في علمية شخص ما فنحن نرى حوالينا الكثير من امثال ذلك، ونرى ان الكثير من كبار السن لا يمتلكون قدرات الكثير من الشباب وهذه المسألة تافهة فالمناط هو العلم فحسب.
    (ص): هل تريد ان تقول بأن هذا الكم الضخم من اهل الخبرة الذين يعتبرون عماد الحوزة يميلون عاطفياً الى فلان وفلان بدون مرجح شرعي؟
    (الشيخ): إن المسألة يجب ان تكون موضوعية كما قلت، ولا أقول انهم متحيزون بدون مرجح او انهم والعياذ بالله فاقدون للعدالة. بل ان علينا أن نخرج بقولنا الذين لا تتوفر فيهم الشرائط ونعرض على الباقين المسألة وأما ان نقول فيهم قولاً ما فهذا لا داعي له بل نترك امرهم الى الله فهو حسبنا ونعم الوكيل.
    (ص): لا بأس بذلك ولكن هناك اشكالات ترد على الامام الصدر، وسوف اذكرها تباعاً وعليك ان تجيبني بما هو حق.
    المسألة الاولى الادعاء الصريح بالاعلمية بلسان المقال وهذا مما لم يسبق له مثيل! ألا يعتبر هذا خلاف المتعارف بين العلماء الذين من شأنهم التواضع؟
    (الشيخ): إن قولك صحيح ابتداءاً، ولكننا نعلم ان الامام الصدر لم يكن له اصحاب يدعون الى مرجعيته لذلك تكفل هو بنفسه هذه المسألة، ولندع هذا الامر جانباً فأنك لو سألت اي مرجع من المراجع عن الاعلم لقال لك بشكل وآخر انه الاعلم، فمثلاً يقول لك اسأل اهل الخبرة ولو سألت من هم اهل الخبرة لقال لك فلان وفلان مثلاً وهو يعلم مسبقاً انهما يقولان بأعمليته هذا جانب، والجانب الآخر فان هؤلاء المراجع يذكرون في رسائلهم العملية انه يجب تقليد الاعلم وتراهم يتصدون للتقليد، وينشرون رسائلهم، وهذا تصريح منهم بالادعاء وعليه فلا فرق واقعاً بين ادعاء الامام الصدر وادعاءهم بل الامر كما ذكرت يحتاج الى إقامة الدليل على الاعلمية.
    (ص): فهمت الامر فما هي ادلة الامام الصدر مقابل هؤلاء المراجع؟
    (الشيخ): أن الامام الصدر عرض في الرسالة الاستفتائية الثالثة الادلة على اعلميته وأجمل فيها، ولكن الباقين ظلوا على صمتهم والى ان يقيموا دليلاً على اعلميتهم، فالترجيح يكون لصالح الامام الصدر، وايضاً فان إعطاء الادلة بصورة مختصرة لا يكفي فيجب التناظر والمناقشة لكي تحسم المسألة.
    (ص): هل تريد ان تقول انه ممكن ان يجتمع المراجع فيما بينهم ليتناقشوا؟
    (الشيخ): ولم لا يكون ذلك وقد حدثت الكثير من المناظرات في كل العصور لكي يتبين الحق.
    (ص): ومتى حدث ذلك؟
    (الشيخ): في كل تأريخ أئمة اهل البيت(ع) كانوا يتناظرون باستمرار وهذا خلاف ما ذكره احد العلماء من ان المناظرة خلاف المتعارف فهل ان أئمتنا يفعلون ما هو غير متعارف؟!
    (ص): لا أعني ذلك وأنما قصدت بين العلماء؟
    (الشيخ): نعم قد حدث العشرات من هذه المناظرات وحتى وقت قريب، وفي عهد المحقق الخوئي كان طلبته يناقشونه، وقد رجع الى قو لهم في بعض الآراء كما في مسألة اللحوم المستوردة وتجويزه لشرب ماءها وحرمة اللحوم، وقد ناقشه تلامذته في المسألة فعدل عن رأيه فحرم ماءها ايضاً، فالمسألة لا تحتاج الى هذا التهويل وانما هي لنصرة المذهب لكي يتعين الحق وهو المطلوب.
    (ص): وهل حدثت في هذه الآونة مناقشات بين الامام الصدر والمراجع الحاليين.
    (الشيخ): كما ذكرت لك فان الجميع يحجم عن الدخول في اي مناقشة، وفي هذا دلالة واضحة على قوة الامام الصدر العلمية، ولكن قد حدثت إتفاقاً مناقشات من هذا القبيل، وقد انتصر الامام الصدر فيها جميعاً وما عليك الا ان تسأل طلبة الحوزة عن تلك المناقشات فيخبروك وبالاخص ما حدث في شهر رمضان 1417في برّاني الامام الصدر وغيرها.
    (ص): لندع الان هذا الامر وعليك ان تجيبني على اشكال آخر، وهو أن الامام الصدر عصبي المزاج يغضب بسرعة وهذا غير لائق؟
    (الشيخ): اما الغضب فهو احياناً يذهب بالعدالة، واحياناً يكون إنتصاراً للحق، ومن منّا لم يقرأ عن غضب الرسول(ص) او الامام علي(ع) او احد اولاده إنتصاراً للحق. وغضب الامام الصدر من هذا القبيل، وقد صحبته مدة طويلة فلم اره يغضب من دون ان يكون غضبه إنتصاراً للحق، والدليل إنك لو سألته مباشرة بعد ذلك لوجدته هادئاً جداً، ويجيبك بكل براعة على سؤالك وهذا خلاف الغضب المتعارف.
    فالانسان حينما يغضب لا يرى ما بين يديه، ومن الصعب ان يعود الى هدوءه في وقت قصير، وهذه المسألة ايضاً محاولة ممن لا أذكرهم لتوجيه المجتمع ضد الامام الصدر، وقد فشلت كأخواتها، واقول لو ان احداً تجرأ وسب احد العلماء امامك، أو ارتكب إثماً، او تطاول على الشريعة فهل تغضب ام لا؟ }على ان الغضب انما يكون مسقطاً للعدالة اذا استعمله الفرد في الحرام فهل تستطيع ان تقول انه استعمله في الحرام ولو مرة واحدة{؟( ).
    (ص): ارجو المعذرة على اشكالي هذا، اذ يجب علينا ان نضع علماءنا في موضع الاحترام والتقدير وحمل اقوا لهم وافعا لهم على الصحة.
    (الشيخ): وهذا ما نريده نحن ويطالب به قبلنا الامام الصدر فلماذا لا تحمل افعاله على الصحة، وهو سيد المؤمنين في هذا الوقت، ونائب الامام في نظري ونظر مقلديه على الاقل، وهو مجتهد عالم في نظر غيرنا وعليه يجب ان نتق الله في حكمنا.
    (ص): حسناً واخبرك الآن بأمر اخبرني به احد الاخوة، وهو ان الامام الصدر يشير دائماً الى مؤلفه القيم (ما وراء الفقه) ويقول ان فيه اكثر من دليل على اعلميته، والاشكال الذي يطرحه هؤلاء ان ما ورآء الفقه ليس من تأليف الامام الصدر، بل هو لأحد اساتذته الماضين (قدس)( ) بل ان هناك من يقول ان السيد قد استأجر بعض المؤلفين لهذا الغرض فما هو ردكم؟
    (الشيخ): سبحان الله ولكن كما يقولون (شر البلية ما يضحك) فبعد ان عجز القوم عن مجاراته، اخذوا في الاتيان بهذه الالاعيب الصبيانية والتي تثير تفاهة المدعي لهذه الامور، ولكن مع ذلك لن تبقى بدون جواب كما يفعلون حينما تطالبهم باجابة ما عن اي سؤال يختص بالمرجعية او غيرها، فنقول ان ما وراء الفقه بلا شك تأليف الامام الصدر، والدلائل على ذلك عدة امور.
    1 ـ دعواه وهو مصدق فيما يقول.
    2 ـ انه اتى بأدلة جديدة لم يسبق اليها.
    3 ـ طرح اموراً لم تكن مثارة في عصر ذلك الاستاذ المشار اليه.
    4 ـ مناقشته لآراء نفس ذلك الاستاذ ورد عليه في اكثر من مورد بعنوان بعض اساتذتنا ولا اعتقد ان ذلك المرجع(قدس) كان يرد على نفسه فهذا تناقض.
    اما أستئجار مؤلفين لهذا الغرض، فهل ان هؤلاء المؤلفين من خارج الحوزة، او من داخلها فإن كانو من خارج الحوزة فباطل لعدم قدرة غير الحوزوي على الاستدلالات الفقهية والاصولية. وإن كانوا من داخل الحوزة فمن الاجدر بهم التصدي للمرجعية ما داموا يمتلكون هذه الامكانيات. وخلاصة الجواب ان هذه دعوى بلا دليل بل هو الحقد والجهل وكفى.
    (ص): احسنت كثيراً وهناك إيضاً مسألة اخرى، وهي ان بحثه في الاصول ضعيف وتلامذته ضعفاء في علم الاصول، وهذا ما يتداوله البعض فما قولكم؟
    (الشيخ): كون الامام الصدر ضعيف في الاصول فهذا إدعاء مضحك، فبحثه من افضل البحوث كما ذكرت من قبل وأليك دليل: ففي فترة مضت وفي عهد استاذه اناط اليه مهمة القاء البحث الخارج وقد باحث واعجب استاذه كثيراً ببحثه ولا اعتقد ان استاذه كان يجامله، وكذلك المقولة المشهورة لاستاذه هذا (انه يسأل الله ان يرى فيه علماً من اعلام هذه الامة).
    واما تلامذة الامام الصدر فهم من اذكى طلبة الحوزة في النجف بالرغم من حداثة حضورهم في البحوث الخارجية للعلماء، وتشهد لهم الحوزة العلمية بالمستوى العالي سواء على مستوى تدريس السطوح، او على مستوى المناقشة، وبإمكان المدعي عليهم ان يناقش ما يشاء منهم فهم على اهبة الاستعداد لذلك.
    (ص): سمعنا من بعض الأوساط العلمية بان الامام الصدر لا يملك إجازة خطية بالاجتهاد فكيف يدعي المرجعية؟
    (الشيخ): هذا السؤال اجاب عنه سماحة الامام الصدر بنفسه جواباً على احد الاستفتاءات فقال: اجازة الاجتهاد ليست سبباً لوجود الاجتهاد، وانما هي سبب للتعرف عليه. وهي في هذه الايام قابلة للتلاعب والتزوير والضغط، مضافاً الى دخول الوهم والعناوين الثانوية لمن اعطاها. ولذا نراها بيد من ليس اهلا لها قطعاً. غفر الله لنا ولهم.
    فمن هنا كان ديدن بعض اساتذتي على الاستغناء عن هذه الشهادة، واثبات الامر بكد اليمين وعرق الجبين كما يقولون. وانا قد رجحت هذا المسلك، وسرت عليه، فلم اطلب من احد شهادة اجتهاد مضافاً الى ظروف التقية الصعبة طيلة حوالي عشرين سنة منعت من طلبها والحصول عليها.
    (ص): ولكن لماذا لا يتم تعيين مرجع ديني بالاتفاق مع باقي المراجع لمصلحة الشيعة؟
    (الشيخ): هذا السؤال عرض على الامام الصدر فأجاب عليه قائلاً: هذا بمنزلة المستحيل عملياً، قل ذلك للمراجع الاخرين وانظر بماذا يجيبونك؟!!
    وإليك هذه الحادثة، فقد جاء الى الامام الصدر إثنان من الشخصيات العلمية المشهورة في النجف، وعرضا عليه فكرة توحيد المرجعية.
    فوافق السيد دام ظله قائلاً: انا اول الداخلين معكم وآخر الخارجين فقالا وأننا نرى أنك أحق من العلماء الموجودين في أن تكون انت زعيم الحوزة والمرجع الاعلى.
    فقال كلا اختاروا من تشاؤن وانا معكم سواء كان الاختيار لغيري ام لي. فذهبا وعرضا المسألة على الموجودين فكان الرد هو السب والتجريح من قبل البعض، ولا حاجة الى ذكر المزيد، ولنتناول الآن الامور التي في ذهنك.
    (ص): والان اخبرني كيف يتعامل الامام الصدر مع الطلبة او العوام؟
    (الشيخ): أن سماحته لا يرى فرقاً بين الطلبة والعوام في التعامل، وأما العوام فلو سلّم عليه احدهم فلا يرى فرقاً في رد الامام الصدر بين العوام والطلبة، وهو ذو خلق سمح وتواضع يثير العجب حقيقة فلا ترى أنفة ولا تكبراً ولا تصنعاً، والذي أثار انتباهي البساطة التي يتحلى بها فهو نفسه، عند النقاش، وعند السلام، وعند الصلاة، وحتى في البيت على ما أظن، مع ذلك فهو لا يعرف ا لهزل فحياته جد في جد، صحيح قد تصدر منه الكثير من الطرف التي تجعل الجو أبوياً حنوناً وتراه لا يتكبر في جواب احد رجل او امرأة كبيراً كان او صغيراً، وحتى ان بعض العوام، وهذا يحدث يومياً يستوقفونه في الطريق لغرض السؤال ولا يرى سماحته في ذلك اي حرج اللهم إلا إذا كان يؤخره عن درس، او واجب، او مهمة حوزوية.
    (ص): سمعت إن الامام الصدر يجيب على كثير من الاستفتاءات يومياً.
    (الشيخ): لا أعتقد انه في تاريخ المرجعية قد وجهت اسئلة بالمقدار الذي وجه الى الامام الصدر، واعتقد جازماً انه قد حطم الرقم القياسي في عدد الاستفتاءات التي اجابها فهي تقدر بالالاف، وقد خصص لها وقتاً خاصاً يومياً، وفي هذا تلبية كبيرة لمتطلبات المجتمع وحاجياته الضرورية، فبينما ننتظر عند الغير الاستفتاء لمدة اسبوع على الاقل يجيب الامام الصدر إذا كان الامر هاماً فوراً، والا فالجواب يأتي بعد يوم او يومين في ابعد الاحتمالات، ومن تواضعه في هذا الصدد انه يجيب على السؤال حتى إذا كان بسيطاً ويتكفل ذلك بنفسه ولا يحيلك الى الغير.
    (ص): هل ان الامام الصدر يفضل اولاده او المقربين منه على غيرهم.
    (الشيخ): ان التفضيل موجود عند اغلب البشرية بحسب الاعتقاد، الا أن الامام الصدر لا يفضل احداً على آخر الا بمقدار تقواه وعلمه، ولو انك تقدمت بشكوى ضد احد المقربين منه فسوف تعقد فوراً محاكمة، ويأخذ فيها المحق حقه بلا ادنى تردد وعلناً.
    (ص): إننا نسمع ان هناك بعض المجاملات لبعض الفضلاء فما هو مقدار هذه المجاملات عند الامام الصدر؟
    (الشيخ): إن المجاملة على حساب الحق لا وجود لها عند مرجعنا فانه يوجه بلا ادنى تردد النقد البناء لأي شخصية مهما عظم خطرها، ويمارس دوره في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بصورة مطلقة واضحة، وقد حدثت خلال مدة مرجعيته العديد من هذه الحوادث، وقد ادى بعضها الى عداء صريح من قبل البعض فالذي يدعي الاجتهاد يطالبه الامام الصدر بالدليل علناً بلا خجل ولا مجاملة، والذي يرتكب عملاً مخالفاً للشريعة يوقف عند حده فوراً بلا تأخير.
    (ص): قد سمعنا إن الامام الصدر قد سحب الكثير من الوكالات فما هو السبب؟
    (الشيخ): ان القاعدة عنده (دام ظله) ان الوكالة تستمر لمدة سنة واحدة فقط حتى يمكن معرفة تصرفات الوكلاء فيما لو ارتكبوا ما يخالف الشرع، فجاء سحب هذه الوكالات لهذا السبب عينه ولكنه يعطي الفرصة مرة اخرى ليغير الوكيل المنحرف من سلوكه، ولعله يرتدع عما يخالف الشرع، وكما ترى فان من تسول له نفسه المخالفة فسوف يرى العقاب الكبير الذي ينتظره وبالتالي سوف يحافظ الوكلاء على إتزانهم والامانة التي يحملونها.
    يتبع في الحلقة القادمة...

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    1,348

    افتراضي .

    .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    1,348

    افتراضي .

    .

المواضيع المتشابهه

  1. الجزيرة وقطر..الارهاب والتنكيل بشعب العراق الى متى السكوت؟
    بواسطة احمد مهدي الياسري في المنتدى واحة الحوار العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 02-12-2005, 04:02

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني