بغداد , العراق ــ أنبثقت حديثا طريقة جديدة لأداء الاعمال بين وزارة الكهرباء العراقية ومكتب المشاريع والعقود . وقد وافق مكتب المشاريع والعقود في اتفاقية الشراكة هذه على تمويل الوزارة بمبلغ يصل الى 16.7 مليون دولار اميركي لغرض تمويل مشروعي طاقة مستقبليين جنوب العراق. وقال مسؤول رسمي في مكتب المشاريع والعقود بأن هذه الخطوة قد توفرمبالغ تصل الى أكثر من 6 ملايين دولار اميركي تبعا لتكلفة المقاول الاعتيادية ــ مبالغ يمكن للمسؤولين ان يستغلوها في مشاريع اخرى .

وتغطي اتفاقية مشروع الشراكة العمليات الانشائية لعشرة اجزاء رئيسية من المحطة الثانوية ذات السعة 132 كيلوفولت في النجف, وأعادة الاعمار لخط نقل الطاقة العالي 400 كيلوفولت بين الهارثة والخور في مدينة البصرة .

المالية تاتي اولا لوزارة الكهرباء ومن ثم المسير قدما لغرض الاتفاقات المستقبلية , أن الشراكة بين مكتب المشاريع والعقود وتمويل الوزارة تعني أكثر من مجرد توفير للأموال تبعا لمدير المشاريع والعقود, السيد هوغ ايكستن " نتوقع من خلال هذه الشراكة توفيرمهم للاموال , ولكن الشئ الاهم , هو أن هذه الاتفاقية سوف تضع الوزارة في موقع السيطرة على تطوير المشروع وتنفيذه. نحن نؤمن أن اتفاقيات كهذه هي ترجمة ناجحة لأستقلال العراق" , كما يقول ايكستن.

ولتثبيت الاتفاق , اقام المسؤولين احتفالية للتوقيع بتاريخ 30 تشرين الثاني في المنطقة الدولية في بغداد.وقد خاطب الموقعين وهم كل من ايكستن ووزير الكهرباء الدكتور محسن شلاش بنبرة ايجابية الجمهور المحتشد معبرين عن أملهم في أن هذه الشراكة الجديدة سوف تمهد الطريق لأتفاقيات مماثلة قادمة .

يقول ايكستن,"تعبرأحتفالية التوقيع هذه عن رغبة كل من مكتب المشاريع والعقود ووزارة الكهرباء للعمل معا من اجل مستقبل افضل للعراق". ويضيف ان هذه الاتفاقية سوف تمكن العراقيين من لعب دور أكبر في أعادة أعمار البنى التحتية للكهرباء في بلادهم .

ويقول ديفيد بيندر, العقيد في الجيش الاميركي ومدير برنامج قطاع الكهرباء في مكتب المشاريع والعقود ,

" من خلال هذه الاتفاقية , فأن الوزارة تظهر رغبتها في أخذ دورها في أعادة بناء البلد" ويقول " حتى الان قام مكتب المشاريع والعقود بالتعاقد مباشرة مع شركات خاصة وأدار أعمال أعادة بناء بنى الكهرباء التحتية. ولكن ضمن مشروع الشراكة هذه , فأن الوزارة ستكون مسؤولة عن الادارة والتعاقد على المشروع ــ مع أشراف بسيط من قبلنا ــ وسوف نمول الوزارة حالما يتم أنجاز العمل".

دور السيطرة النوعية وضمان النوعية سوف ينتقل ايضا الى الوزارة حسب قول بيندر, والذي قال," أن دورنا في الاشراف سوف يتركز على التحقق من تقدم المشروع وعلى عمليات التعاقد والادارة التي تتبعها الوزارة لأنجاز هذه المشاريع".

ويقول بيندر أن نقل المسؤولية هو خطوة مهمة نحو تسليم حتمي للقيادة الى العراقيين . ويقول," أن بناء القدرة , اومساعدة العراقيين في ألاعتماد على انفسهم , هو شئ مهم لمستقبل العراق . يجب ان يكونوا قادرين على المحافظة على البنى التحتية في البلد حالما نغادر, وبرامج مثل أتفاقية مشروع الشراكة سوف يعطيهم الخبرة التي يحتاجونها ليكونوا قادرين على القيام بذلك".

وفي المحصلة, يقول بيندر"أن توقيع هذه الاتفاقية يؤشر معلم مهم وذلك لأنه يمثل الأنتقال من قيادة التحالف لأعادة الاعمار الى قيادة الوزارة لأعادة الاعمار. وفي هذا المجال, فأن وزارةالكهرباء سوف تكون مخولة بالاستمرار في جهود اعادة البناء عندما ينتهي برنامج صندوق الاغاثة وأعادة الاعمار العراقي".

ويعتبر خط نقل الطاقة الهارثة ــ الخور هو العنصر الاولي في نقل الكهرباء من مصادر التوليد في جنوب العراق الى مركز تحميل بغداد . وسوف تضيف محطة النجف الثانوية الجديدة سعة استيعاب الى نظام المحطة الثانوية وتنقل الكهرباء من نظام الارسال الى اماكن الكثافة الصناعية والتجارية السكنية في المنطقة .وسوف تمتلك المحطة الثانوية طاقة استيعابية لخدمة أكثر من 100.000 ساكن .