العامري لـ «الرأي العام»: الضربة الأميركية لسورية وشيكة ومن يشككون في عروبة الشيعة يشككون في عروبة العراق
القاهرة ـ من مصطفى أبو هارون: أكد الأمين العام لـ «منظمة بدر» الشيعية في العراق هادي العامري أنه يؤيد انسحاب القوات الأميركية من العراق وفق جدول زمني يتوافق مع بناء القوات المسلحة العراقية على أسس سليمة، مشيرا إلى أن الانسحاب من دون بناء القدرات الأمنية العراقية سيؤدي إلى فاجعة.
وعبر العامري في حوار مع «الرأي العام» في القاهرة عن مخاوفه «من اقتراب موعد الضربة الأميركية إلى سورية»، متهما اياها «بإيواء الإرهابيين الذين يدلفون منها إلى العراق بعدما يتعرضوا لغسيل مخ في السعودية»، مشيرا إلى أنه يملك «أرقاما وإحصائيات تثبت تورط دمشق»، معتبرا أن «مثل هذه الضربة لا تصب إلا في مصلحة الكيان الصهيوني».
ونفى أن تكون كوادر «بدر» التي تمثل الجناح العسكري لـ «المجلس الشيعي الأعلى في العراق» قد «تورطت في تصفية أي من اخوانهم من السنة»، مؤكدا استعداده «لتقديم كل من يثبت تورطه في مثل هذه الجرائم إلى القضاء»، مشيرا إلى أن «الكثيرين يسارعون بتوجيه الاتهامات من دون دليل إلى منظمة بدر التي تضم العرب والأكراد والشيعة والسنة».
وأوضح العامري أن «من يشكك في عروبة الشيعة يشكك في عروبة العراق الذي يضم 60 في المئة من الشيعة و20 في المئة من الأكراد و5 في المئة من التركمان».
وقال أن «مثل هذا التشكيك هو أكبر خدمة يقدمها الإعلام العربي الإيراني»،نافيا أ«ن يكون كل من عاش في إيران يمثل سياستها».
وشدد العامري على أن «حزب البعث حزب نازي، ولن يسمح أحد بعودته إلى الساحة السياسية مرة أخرى لأنه دمر العراق»، معتبراً أن «من يقومون بالتعذيب حاليا هم أذناب النظام السابق الذين يتشبث الأميركيون بهم نظرا لخبرتهم السابقة في هذا المجال»,
وفي ما يلي نص حوار:


هل توافق «منظمة بدر» على انسحاب القوات الأميركية من العراق؟
ـ نحن مع الانسحاب، ولكن لابد من وضع جدول زمني قائم على توافق وتزامن مع بناء القوات المسلحة العراقية على أسسس سليمة ومتينة لتوفير الأمن وبعد ذلك نضغط على الأميركيين للانسحاب حسب جدول زمني محدد, نحن لا نطالب بالانسحاب الآن لأن هناك تخوفا لدى جميع العراقيين والجميع متفق على أن الانسحاب من دون بناء القدرات الأمنية العراقية سيؤدي إلى فاجعة داخل العراق، يجب أن تنسحب القوات الأميركية بعد تهيئة وبناء قواتنا على أسس سليمة ومتينة.
ويجب أن تدين جميع الدول العربية الإرهاب وتتخذ مواقف واضحة لإدانته، أمن العراق هو أمن للعرب واستقراره استقرار للعرب، وإذا استمر الأمن غير مستتب في العراق فسوف ينتقل عدم الاستقرار إلى دول الجوار ثم إلى جميع الدول العربية، وما يحدث في بعض الدول العربية هو نتاج ما يحدث في العراق وهو انذار وناقوس خطر علينا أن ننتبه له.
وأعتقد أن ما يحدث الآن في العراق من انفجارات في المساجد الشيعية والأسواق يهدف إلى تخريب وإفشال المصالحة التي تقودها الجامعة العربية، وهناك كثير من الناس لا يريدون نجاح المبادرة العربية كما أن كشف الانتهاكات في السجون وغيره يهدف إلى الإثارة .
هل صحيح أن الدستور العراقي الجديد يعطي امتيازات لمزدوجي الجنسية؟
ـ في زمن حكم صدام حسين لم يكن هناك دستور، بل حكم بالدستور الموقت منذ عام 1958 بعد الانقلاب العسكري وإلى سقوط صدام لم يكن العراقيون يحكمون بدستور بل بمواد موقتة، وتعدد الجنسية حق طبيعي في كل دول العالم, هناك ظروف تعرض لها الشعب وهذه الظروف جعلت الكثيرين من العراقيين يعيشون في المنفى.
وإذا عاش مواطن في بلد وحصل على جنسية هذا البلد لماذا تسقط عنه الجنسية العراقية وتقطع صلته بوطنه وشعبه؟ أما المسؤوليات الحساسة في الدولة والوظائف الهامة فأنا أيضا لديّ حساسية تجاه من يتولاها باعتباري لا أحمل سوى الجنسية العراقية ويجب أن يتصدى لها من يحمل جنسية واحدة وهي العراقية فقط، ومن ليس مستعدا للتنازل عن جنسيته الأخرى عليه ألا يتصدى للمسؤوليات الحساسة في البلاد.
يؤكد البعض أن الحكومة العراقية الحالية تشكل ظلا للتيار الشيعي الإيراني في العراق؟
ـ أعتقد أن مروجي هذه الأفكار من القوميين العرب وهي أفكار خاطئة وهذه الأفكار تقول إن شيعة العراق هم إيرانيون, إذا توافق العرب على ذلك فمعناه أنهم يقدمون العراق على طبق من ذهب إلى إيران لأن 60 في المئة من الشعب من الشيعة، ومعنى ذلك أن أكثر من نصف العراق إيراني، وأعتقد أن أكبر خدمة يقدمها الإعلام العربي لإيران هو التشكيك في عروبة الشيعة.
من يشكك في عروبة الشيعة يشكك في عروبة العراق! بحسابات القوميين، هناك 60 في المئة من الشيعة ليسوا عربا و20 في المئة من الأكراد و5 في المئة تركمان وغيرهم فيكون نحو 85 في المئة من الشعب غير عربي، فلماذا يشددون على عروبة العراق؟ أنا أفتخر بأنني عربي وسيبقى العراق عربيا وسيحتفظ العراق بعروبته، ولكن على هؤلاء الذين يحملون هذه الأفكار المريضة أن يعالجوها.
لكن «منظمة بدر» نشأت في الأساس بدعم ومساندة من إيران؟
ـ أنا من العشائر العربية الأصيلة، وتمتد أصولنا إلى الحجاز ومازال يعيش شعب بني عامر هناك وأفتخر بهذا وجدي ينتسب إلى عمرو بن ورد العامري وننتسب إلى قيس وليلى، وعشنا في العراق وتعرضنا للاضطهاد والظلم فكنا بين خيارين.
إما أن نذهب إلى المقابر الجماعية من خلال مقاومة صدام حسين من الداخل وإما أن نذهب إلى الخارج، ونحن نسأل ما هي الدولة العربية التي وفرت لنا الأرض واللجوء ولم نذهب إليها؟
نحن اضطررنا إلى الذهاب إلى إيران، ونشكر طهران على استضافتها لنا، ونحن عشنا في إيران كما عاش الأكراد هناك ولا نخفي ذلك, «الحزب الديموقراطي الكردستاني» عاش أكثر منا هناك و«الاتحاد الوطني الكردستاني» والمسيحيون والآشوريون وحتى الحزب الشيوعي لجأ إلى إيران.
نحن تعرضنا في العراق إلى حرب مدمرة من قبل النظام الصدامي الذي كان للأسف يحظى بدعم وإسناد من الإعلام العربي.
هل مازلتم تحتفظون بعلاقة قوية مع إيران؟
ـ ما المانع أن نبني علاقات وثيقة وقوية مع جميع دول الجوار، نحن حريصون على بناء علاقات وثيقة مع دول الجوار بنفس قوة صداقتنا لإيران، لماذا نفكر في الحرب والعلاقات المتوترة مع دول الجوار؟ نحن مستعدون لبناء علاقات طيبة مع دول الجوار وإيران معا, وقرارنا ليس واقعا تحت تأثير القرار الإيراني، ومن يتصور أن قراراتنا تصدر من طهران واهم, نحن عشنا في إيران، ولكن عندما وجهت الدعوة من قبل الإدارة الأميركية إلى رئيس «المجلس الأعلى للثورة الإسلامية» عبد العزيز الحكيم ذهب إلى واشنطن وكان الأمر مفاجئا للعالم كله، وشنت الصحف الإيرانية هجوما شديدا علينا، وطالب بعضها بطردنا من إيران، ومع ذلك، تمسكنا بموقفنا حتى لو أدى الأمر إلى طردنا، وهذا ينبع من استقلالنا.
هناك ظروف موضوعية يجب مراعاتها، وإذا كنا ننظر إلى كل عراقي بكل هذا الارتياب معتقدين أن من عاش في إيران يمثل سياستها ومن عاش في سورية يمثل سياستها أو بريطانيا أو أميركا، فمعنى ذلك أن كل العراقيين لا يعملون لمصلحة بلدهم، ولماذا يوجه هذا الكلام لنا نحن فقط؟
كل المعارضة بلا استثناء عاشت في الخارج، وهذه التهم والمصطلحات يجب إلغاؤها.
نحن حريصون على اقامة علاقات مع جميع دول الجوار والدول العربية تقوم على الاحترام المتبادل ولا تسمح لأحد بالتدخل في شأننا الداخلي حتى لو كانت إيران، كما أننا لا نسمح لأنفسنا بالتدخل في شأنهم، وقلنا للإدارة الأميركية إننا لن نسمح باستغلال أرض العراق للعدوان ضد بلد عربي أو بلد مجاور سواء سورية أو تركيا أو إيران.
كما أننا نرفض قيام الدول المجاورة، ومن ضمنها إيران بتصفية حساباتها مع أميركا على أرض العراق.
هل توافق على ضم عناصر وكوادر ميليشيات «بدر» إلى الجيش العراقي, وأين ذهب سلاح هذه الميليشيات حاليا؟
ـ نحن نزعنا سلاح الميليشيات قبل دخول العراق وتركنا سلاحنا في ايران واستطعنا خلال سنوات من وجودنا في إيران بناء تنظيم جهادي سياسي مسلح بأنواع الأسلحة وكثير منها كانت غنائم من النظام السابق، إضافة إلى المساعدات العربية والإسلامية، واستطعنا تشكيل قوة جيدة، ونحن تركنا كل أسلحتنا في إيران وأجرينا مباحثات مع الحكومة الإيرانية لبيع هذا السلاح ونرجو أن تنجح هذه المباحثات.
ما تعليقك على ما يشاع من مشاركة كوادر «بدر» وميليشياتها في التصفيات والاغتيالات التي طالت السنة؟
ـ أيّ إنسان لديه أيّ اتهام، عليه أن يأتي بالبرهان والدليل على ما يقول, فكل واحد يمكن أن يوجه الاتهامات كيفما يشاء، ومن لديه دليل منطقي نحن مستعدون للتعامل والحديث معه لإيجاد حد لهذه الاتهامات, وإذا كان هناك متهمون من «بدر»، فأنا مستعد لتقديمهم إلى القضاء بيدي.
هل «المقاتلون العرب» لهم دور في المعارك في العراق؟
ـ نعم, هناك عشائر محترمة في جنوب بغداد لا تتدخل في شؤون الدولة، دعت هؤلاء المقاتلين للقتال إلى جوارهم، وجاءت قيادات هذه القبائل والعشائر إلينا وبعثوا برسائل يطالبوننا فيها بتخليصهم من هؤلاء الإرهابيين، وطلب الإرهابيون منع أي فتاة تخرج من دارها أو تسافر ونحن نؤيد ذلك ولكن ليس باستخدام القوة.
تتحدث عن الإرهابيين، ترى من تقصد بالتحديد؟
ـ نحن نصنف هؤلاء الإرهابيين إلى صنفين: الأول وهم بقايا النظام الصدامي وهؤلاء لا يفكرون إلا في العودة إلى الحكم بأيّ أسلوب حتى لو قتلوا نصف الشعب العراقي ويستوي لديهم في ذلك السني أو الشيعي، والصنف الثاني وهم التكفيريون، وهؤلاء يكفرون كل من يخالفهم لدرجة أنهم فجروا مقرات «الحزب الإسلامي» بمجرد أن أعلن أنه سيشارك في الانتخابات والاستفتاء على الدسور.
من هم البعثيون الذين ترفضون مشاركتهم في الحكم؟
ـ كل من ارتكب جريمة بحق الشعب العراقي .
كيف تحددون ذلك؟
ـ نحن نعرفهم تماما, السفير الأميركي (السابق بول) بريمر، أخرج كل البعثيين من الوظائف، ولكن نحن رفضنا، وأنا شخصيا توسطت لأشخاص عديدين من البعث بعدما تحققت أنهم بعثيون، ولكن لم يرتكبوا جرائم وأرجعتهم إلى بيوتهم من السجن.
كم عدد البعثيين الذين أعدتموهم إلى العمل؟
ـ الذين تمت إعادتهم إلى الخدمة كعضو فرقة فما فوق، نحو 15 ألف شخص وهم يعيشون ويعملون في دوائر الدولة مثلهم مثل أيّ عراقي.
كم عدد البعثيين الذين سيعودون إلى العمل خلال السنوات المقبلة؟
ـ في تقديري يجب أن يتم التعامل مع البعثيين وحزب البعث بشفافية صريحة, وكأشخاص، يعودون إلى الحياة السياسية، أما كحزب فلا, حزب البعث حزب نازي لا يمكن أن نسمح بأن يعود مرة أخرى إلى الحكم أو السياسة لأنه دمر العراق وورطنا في حروب ووصل بالعراق إلى أن يصبح بلدا خاضعا للاحتلال, لقد دمر العراق وجعلنا ترابا، ولن نسمح له بالعودة مرة أخرى وعلينا أن نتعامل معه كما نتعامل مع النازيين.
هل ستمنعون أىّ بعثي من العمل السياسي؟
ـ تحت اسم حزب البعث لن نسمح لكائن من كان بأن يعمل في السياسية، وهذه ليست ديكتاتورية, النازية ظلت موجودة 20 عاما, الآن لا يستطيع أحد أن يذكرها في أوروبا، وأوروبا أم الديموقراطية وقمتها، وعلينا أن نحذو حذوها, حزب البعث ارتكب جرائم ومصائب، ومن المستحيل أن يرجع مرة ثانية.
إذا كنت تتحدث عن جرائم ومذابح، فالجيش والحكومة الحالية تمارس التعذيب، فلماذا لا يتم استبعاد أو محاكمة المسؤولين عنه ؟
ـ نحن نؤيد استبعاد ومحاكمة كل من يتورط في التعذيب علما بأن من يقومون بعمليات التعذيب ولهم خبرة فيه، هم بقايا النظام الصدامي الذين لايزالون يعملون في وزارة الداخلية.
ألم تستطيعوا اجتثاثهم حتى الآن؟
ـ نحن حاولنا لكن الأميركيين متشبثون بهم.
هل صحيح أن «منظمة بدر» تصفّي القيادات السابقة والعلماء؟
ـ «بدر» هي الشعب العراقي وهى تضم عشائر العراق وتضم العرب والأكراد والشيعة والسنة، ولا يوجد حزب عراقي فيه هذا التنوع الموجود في «بدر»، فكيف تقوم بذلك؟
هل حصلتم على سلاح من سورية في السابق؟
ـ بصراحة، سورية دعمتنا ووقفت إلى جانبنا في البداية, لكن بعد ذلك أصبحت لديها مشاكل، فرفضت أن نتواجد على أراضيها، وكنا ندخل في شكل سري منها إلى العراق ولكنها منعتنا بعد ذلك.
إذن لماذا تشنون حاليا حملة على سورية؟
ـ نحن لانزال نذكر دور سورية معنا بكل احترام ونشكرها على موقفها المساند لنا، لكن الموقف السوري الحالي تجاه العراق موقف غير مساعد.
كثير ممن يقومون بالتفجيرات في العراق من الأمة العربية يذهبون إلى السعودية لغسل دماغهم في بعض المساجد ويقنعوهم بأنهم سيذهبون إلى العراق ويستشهدون (,,,) ثم يأتون إلى سورية ويدخلون من أراضيها، ولدينا أرقام وإحصائيات بذلك.
لذلك، نحن نقول للسوريين هذا ليس في مصلحتكم ولا مصلحتنا، وأنا في خوف كبير وشديد على سورية لأنني أتصور أنه إذا لم تعالج هذه المسائل قد توجه ضربة أميركية إلى سورية، وهذا ليس في مصلحتنا ولا مصلحة الأمة العربية لكنه يصب في مصلحة الكيان الصهيوني.
هل ستقبلون بتوجيه ضربة أميركية إلى سورية؟
ـ لا نقبل، لكن لو وجهت الولايات المتحدة الضربة ماذا سنعمل لها، هل نستطيع منعهم؟ بالطبع لا, لذلك على سورية أن تحتكم إلى العقل, نحن قلنا للإخوة السوريين أنتم آويتمونا ودعّمتونا ونحن لا ننسى دوركم.
ألا تضعون الظروف المحيطة بسورية في الحسبان؟
ـ نعم , هناك قلق سوري وقلق إيراني ونحن نقدر هذا القلق، ولكن يجب ألا نعطي حجة للأميركيين لتوجيه ضربة لكم, صدام حسين أعطاهم الحجة وأنتم عليكم أن تكونوا أذكياء ولا تعطوهم الحجة.
وأعتقد أن الإيرانيين لديهم خبرة بالسياسة والوضع ويتجاوزون المشاكل، أما الخوف فعلى سورية, أبلغت الأمين العام للجامعة (العربية عمرو موسى) بالخطر الذي يحيط بسورية وطالبته بأن تلعب الجامعة دورا مهما في ذلك، فوفقا لنظرية السائق الماهر الذي لا يرتكب أخطاء، ولكن يتجنب أخطاء الآخرين، علينا أن نتجنب أخطاء الأميركيين.
هل حاولتم استغلال مساحة الود القديم بينكم وبين سورية للتوسط لإقناعهم وأيضاح الخطر أمامها؟
ـ القادة السوريون يتفقون مع رأينا ولكن الأجهزة المخابراتية السورية تكذب على القيادة, ومثلما خلقوا مشكلة مع لبنان يخلقون الآن مشكلة مع العراق.
هل تعتقد أن الضربة الأميركية إلى سورية وشيكة؟
ـ أتمنى ألا تقع، ولكن إذا استمر التدخل السوري في الشأن العراقي، وموضوع لبنان واغتيال (رئيس الوزراء السابق رفيق) الحريري و(النائب والصحافي جبران) تويني، فكل هذه مبررات لضرب سورية وعلينا أن نسحب هذه الأوراق من يد أميركا حتى لا توجه الضربة.
إذن سيناريو ضرب العراق يعد الآن لضرب سورية؟
ـ هذا ما أقوله، وعلينا أن نستفيد مما حدث في العراق، ولا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين, نحن لُدغنا في العراق ويجب ألا نلدغ في سورية، وعلى سورية أن تفكر وتركز في الحجج التي ساقها الأميركيون لضرب العراق لتتجنبها.
في رأيك هل ضرب سورية أقرب أم ضرب ايران؟
ـ في تقديري سورية أقرب للضرب لأن إيران بلد كبير لديه القدرة على المناورة ولديهم الخليج والبترول وأوراق كثيرة تستطيع أن تلعب بها لكن سورية ليس لديها هذه الأوراق لذلك أخشى على سورية.
البرنامج النووي الإيراني هل يمثل قلقا للعراق؟
ـ البرنامج النووي الإسرائيلي يجب أن يقابله برنامج نووي إسلامي, صار هناك برنامج نووي باكستاني مقابل البرنامج الهندي، وإذا نجحت ايران في استكمال برنامجها النووي فقد يكون المعادل الموضوعي للبرنامج الإسرائيلي، ونحن نقول: لماذا هذا التعامل بمكيالين مع ايران؟ لماذا لا يستطيع أحد أن يتحدث عن البرنامج النووي الإسرائيلي؟ نتمنى أن يوضع حد لانتشار الأسلحة النووية.
لكن هل ترى أن تسمح الولايات المتحدة ببرنامج نووي إسلامي؟
ـ لا لن تسمح، ومع ذلك أقول إن البرنامج النووي الإيراني إذا كان بعنوان سلاح نووي إسلامي فأنا معه مقابل إسرائيل، فليس منطقيا أن تكون الدولة الوحيدة في منطقتنا التي تمتلك سلاحا نوويا هي إسرائيل .
هل كنت تتمنى أن يكون لدى العراق سلاح نووي لمواجهة إسرائيل؟
ـ كنت أتمنى ذلك، وكنت أتمنى أن تبقى القوة العسكرية العراقية لكن بيد العقلاء وليس بيد جاهل مثل صدام حسين.
ألم تحزنك الضربة الإسرائيلية للمفاعل النووي العراقي؟
ـ نعم أحزنتني ككل عربي وعراقي مخلص لبلده
.