[align=center][align=center]طلبة الجامعات بين الحماسة للعمل السياسي والخوف من المشاركة..

النكات السياسية والكتابة على الجدران طرق مستحدثة للتعبير عن الرأي..![/align]
[/align]


رونق الخفاجي

[align=justify]تحظى السياسة داخل الاوساط الطلابية بالجامعة بقدر من الاهتمام فقد عرف عن الشباب العراقي شغفه بالسياسة في الوقت الذي يظهر لنا التناقض العجيب بين حب السياسة والمشاركة السياسية .. والواقع يقول ان قليلا من الشباب لديهم رغبة او مشترك في حزب او حركة سياسية ويتبعون وسائل اخرى للتعبير عن ارائهم كالخروج في المسيرات السلمية والرسم على مقاعد الجامعة وجدرانها او الحديث مع الاصدقاء واطلاق النكات السياسية .. الا انه ما يزال شبح الماضي مسيطرا على العائلة العراقية التي يقول فيها الاب لجميع اولاده (ليس لديكم دخل بالسياسة) انها عبارة قديمة نصح فيها اجدادنا ابناءهم بوازع الحب والخوف ايضا على الرغم من تغير الزمن فلم نعد في زمن الخوف وعدنا من جديد بحاجة الى انخراط طلبة العراق في قضايا الوطن الداخلية والخارجية هل يرى الشباب العراقي المشاركة السياسية الايجابية وسيلة للتعبير ومتنفسا للنقاش والحوار؟ ومن اجل البحث او الحصول على الاجابة الصائبة لهذه الاسئلة توجهنا الى الطلبة انفسهم حيث لمسنا لديهم ترددا واضحا في التحدث عن الموضوعات السياسية .. اذ كانت بدايتنا مع الطالب (جاسم محمد) الذي قال:

المكان الوحيد الذي حاولت فيه التعبير عن رأيي بصراحة هو لوحة الاعلانات الموجودة في الكلية وباحاتها واقسامها (لاخير ولا غير).

اما الطالب (فالح) محمد 21 سنة فلا يعبر عن رأيه الا على المقاعد الدراسية ..! في حين تؤكد الطالبة هديل على ان الام والاب يتخوفان من الاشتراك في اي نشاط سياسي وتقول انا واحدة من الذين حذرهم اباءهم من المشاركة والاشتراك في اي نشاط سياسي بالجامعة ( الا انني وجدت نفسي لم التزم بالنصح والتحذير حتى شاركت في مظاهرتين داخل الحرم الجامعي.
[/align]

السياسة واللا مبالاة..

[align=justify]ان الشعور بالخوف له نتائج خطيرة فقد تسود اللامبالاة وثقافة (كلمن اله) واقع مجتمعنا العراقي (فمن هذا المنطلق تقول الطالبة (دينا منذر) 20 سنة انا لا احب السياسة على الاطلاق ولا اشترك في اي مظاهرة داخلية او خارجية لكوني ارى لا فائدة منها فعلا ) اما طالب كلية الاعلام (محمد حسين) فيقول لا يوجد اعتراف باراء من يحاول المشاركة وبالتالي فلا ضرورة ولا اهمية لابداء رأيي.. وبصدد عزف الطلبة عن المشاركة الحزبية جراء الشعور باليأس وعدم الثقة .. يضيف طالب اخر: لم اشارك على الاطلاق في اي نشاط حزبي يتبع حركة او جمعية اهلية .. لان الحزب بطبيعته يفرض قيود فكرية وفعلية على الفرد المشارك او المنتمي فيما يباعد اهتمام الطلبة بموضوعات السياسة الداخلية التي تمسه بشكل مباشر ويلجأ الى متابعة ومناقشة موضوعات السياسة الخارجية.. تقول الطالبة (هدى رمضان) 20 سنة دائما ما اتابع موضوعات السياسة الخارجية لغرض توافر المعلومات الكافية عنها اما الموضوعات الداخلية فمعلوماتي عنها محدودة كونها تتمركز حول تقييم انجازات الحكومة وانا اعتقد انها غير صحيحة في كل الاحيان ولا استطيع ان ابني رأيا عليها ويؤيدها الطالب (علي عبدالنبي) قائلا : لا اهتم اطلاقا بالسياسة الداخلية كونها تركز على خطى المسؤولين وتلميعهم .. وهذا يضر لا ينفع..![/align]

الحرية والاضطهاد

[align=justify]ولا ننسى بأن هناك ممن ينظرون الى الاوضاع السياسية من منظور مختلف اذ يقول الطالب (اسامة حسن) 20 سنة وهو احد الاعضاء العاملين في الحزب الكردستاني لقد انتميت الى الحزب من اجل ايصال افكاري السياسية المعبرة وانا اعتبر الذين يخافون من السياسة يائسون ويائسون جراء ظروفهم الاقتصادية السيئة المحيطة بهم والتي يمر بها البلد حيث تؤثر على طريقة تفكيرهم تماما.. ولا يمكننا ان ننسى (شبح الماضي) اذ اننا ننعم في الوقت الراهن بقدر لا بأس به من الحرية يختلف في شكل كبير عن الفترات السابقة ففي الماضي ما ان تذكر كلمة سياسة حتى تقفز الى الذهن صور المعتقلات والسجون والتعذيب الجماعي. وعن ذلك يقول الدكتور (علي الكبيسي) استاذ السياسة الدولية في كلية القانون جامعة بغداد موضحا: ان الخوف من العمل السياسي يتوقف على اعتبارات خاصة بالخبرة التي يكتسبها الشاب داخل اسرته التي ينتمي لها .. او الصحفيين والمفكرين الذين يتأثر بهم .. وتكون الخبرة السياسية السلبية لهؤلاء او بعضهم الذين ينقلونها للشباب من خلال عملية التنشئة الاجتماعية عاملا لترسيخ ثقافة القهر والاضطهاد احيانا.[/align]

سلطة الاباء

[align=justify]ان الشاب لكي يدلي في قضايا السياسة العامة عليه ان يتعلم كيف يدلي برأيه منذ تنشأته الاولى (اذ يقول الدكتور عبدالسلام صالح) استاذ العلوم الاسلامية ان طبيعة تنشئة الشاب داخل اسرته ترسخ لديه الخوف فهي سلطة قاهرة لا تردد داخل الاسرة ولا يوجد فيها شيء من الديمقراطية فليس من المعقول ان نطالب الطلبة بمطالبة حقوقهم السياسية بعد ذلك .. حتى في مؤسسات التعليم لا يوجد منهج او تحضير لتعليم الشاب التعبير عن رأيه ففي الجامعة يجب ان يتعلم الطالب ممارسة الديمقراطية بشكل كامل فيناقش استاذه بلا خوف وبالتالي يستطيع مناقشة اي مسؤول ويكون حينها قادرا على التعبير وابداء رأيه حول قضية ما والتحدث في امور السياسة الداخلية بشكل سلس وطبيعي.[/align]

سياسة الجدران

[align=justify]يلجأ بعض الطلبة الى التعبير عن آرائهم السياسية التي يرون ان لا مجال للتعبير عنها بصورة علنية الامن خلال وسائل يرونها امنة حيث لا تظهر فيها شخصية المعبر كأطلاق النكات السياسية الساخرة من الواقع او كتابة تعبيرات وتوقيعات على الجدران لا يعرف احد من هو صاحبها او ان يستخدم رمزا في تعبيراته الفنية يعبر من خلاله عن موقفه تجاه امور حياتية وسياسية معينة.. ويرى الاستاذ عبدالله اللامي من كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد ان ذلك لايعني ان الطلبة منعزلون تماما عن الاحداث السياسية الداخلية وانماهم يعانون من عدم التعبير عن ارائهم بصورة علنية اما لتأثرهم بالماضي وما شهده من اضطهاد سياسي او تنشئته الاجتماعية التي رسخت فيه شيئا من السياسة.. ويضيف ان حل هذه المشكلة يتمثل في ثلاثة محاور اساسية وهي ان يتيح للطالب التعبير الحر وتترك للقضاء سلطة من يسيء استخدام هذه الحرية في الوقت الذي تتيح فيه وسائل الاعلام الفرصة لظهور برامج توضح من خلالها دور الشباب في حل المشكلات العامة كما يجب ان تغرس فكرة المشاركة السياسية من خلال العملية التعليمية ثقافة وسلوك المكتسب حيث يجب ان نكون على يقين من ان الشباب مازال بخير ويستطيع تقديم المزيد واذا لم نعمل على تغيير الاوضاع التي دفعت للاحجام والخوف من المشاركة فسوف نقتل بداخله طاقات هائلة قد يتم توجيهها الى اعمال ضارة بالشباب بل وبالمجتمع ككل.[/align]