العفو ... حضرتك صدري ، لو سيستاني ؟! - فالح حسون الدراجي
فالح حسون الدراجي / كالفورنيا
[email protected]
الساعة الآن هي الثانية بعد منتصف الليل من يوم الأثنين في توقيت كالفورنيا ، والتي يكون فيها الوقت تمام الساعة الواحدة من بعد ظهر يوم الثلاثاء في العراق ، أدرت قرص الهاتف ، وأتصلت بأهلي في العراق مثل قبل كل عيد، لأقول لهم بفرح غامر، وسعادة مجنونة :- ( ألو، سلام عليكم ، بويه أبو خيون عيدك مبارك ، أيامك سعيدة حجي ، أنشاءالله تك..... ) وقاطعني والدي ( الحجي ) قائلاً ببرود : - ( ها بويه فالح ، جا اليوم مو عيد ، المرجعية كَالوا باجر العيد ) !! وأغتسلت بفشلي المذل ، وأنا أسمع والدي يقول لي ذلك ، حتى كدت أغطس بماء خجلي ، يا للعارماذا جرى لك يافالح، هل أنستك امريكا كل شيء، حتى أصبحت تنسى موعد العيد ، فتشتبه به ؟! ولكي أتخلص من فشلي الذريع هذا ، قلت لوالدي : ( يلله بويه ، مو مشكلة يجوز آنه أشتبهت ، بس هيَّ كل أيام الله عيد ) !! أغلقت الهاتف خجلاً ، ثم ألتفت الى زوجتي ، وأنا أكاد أصرخ بوجهها من شدة الغيظ : - ( أشورطتيني يمعودة ، يا عيد هذا يا بطيخ ، اليوم مو عيد عمي) ؟
لم تقل أم حسون شيئاً ، بل وضعت مؤشر الريمونت كونترول على السعودية ، وقالت : - هاك أنظر ، أليس اليوم عيد في كعبة الأضحى ، ثم أدارته بعد ذلك على كل قنوات البلدان العربية ، وهي تقول:- أنظر، أليس البلدان العربية ( عيّدَت كلها اليوم ) ؟
قلت لها غاضباً :( وشعلينه بالدول العربية ، أحنه نريد العراق ، العراق ما معيِّد اليوم) !!
وحين رأتني زوجتي غاضباً جداً ، قالت لي ، وهي تحاول أن تتخلص من المأزق الذي أصبحت فيه، أذ تعتبر نفسها المسؤولة عن الحرج الذي وقعتُ به مع والدي، بخاصة بعد أن أشارت ليَّ بضرورة الأتصال بأهلي وأهلها في العراق لتهنأتهم،قبل أن يتصلواهم بنا:-
( زين أتصل بواحد من أخوانك ، يجوز الحجي ، رجل كبير وما يعرف بالأمور ) !!
ولا أعرف كيف اقتنعت بالفكرة ، وأتصلت بأخي شامل ، على الرغم من أني أعرف تماماً (بأن الحجي) حفظه الله، هومرجعيتنا الدقيقة في مثل هذه الأمور، وهو مفكرتنا التي لاتخطأ في الأعياد ، والمناسبات الدينية قط، فهو الذي يعرف ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم ويستعد لها قبل شهر، ويعرف ولادة الأمام الحسن عليه السلام، قبل أن يعرفها المتخصصون ، ويستعد لوفاة فاطمة الزهراء عليها السلام قبل ان يستعد لها اهل الشأن ،
أقول رغم ذلك ، اتصلت باخي شامل ، وقبل ان أقول له ( ايامكم سعيدة ) ضحك وقال : ( شنوالقضية أبو حسون، جا أحنه غالبينكم بالتوقيت لوأنتم)؟ قلت له :( لا أنتم غالبينا)!!
قال : ( جا شلون تعيّدون قبلنه ، خويه العيد باجر بالأربعاء ، مواليوم الثلاثاء ) !!
ألتفت الى أم حسون وقلت لها ( يلله نروح أنام ، العيد الأربعاء مو الثلاثاء وكافي بعد)!!
أطفأت زوجتي الأنوار، وقمنا الى المنام ، وأذا بالهاتف يرن ، ركضت أليه : (ألو منو) ؟
وأذا بأخي صلاح وهو يقول :- ( ها أبو حسون ، عيدك مبارك ، أيامك سعيدة ، ألله يعيده عليكم بالخير والسلامة ، أنشاءالله ... ) وقبل أن يكمل تحيته ، قلت له :- حبيبي صلاح اليوم مو عيد ، باجر العيد ، حسب فتوى المرجعية بالنجف !! ضحك شقيقي صلاح قائلاً :- شنو أبو حسون ، انتم بأمريكا تعرفون بالعيد ، لو أحنه بالعراق نعرفه ) !!
قلت له : - لا ، أكيد انتم الأعرف ، ولكني أتصلت بوالدنا الحجي ، وبأخينا شامل ، وقالوا بأن العيد يوم غد الأربعاء ، وليس الثلاثاء ، فهل ياترى انت أدق من الحجي ؟
ضحك صلاح وهو يقول : - لا طبعاً ولكن الجماعة ( ترى كلاسيكيين ) من جماعة الحوزة ....، ونحن حداثويين من جماعة التيارالصدري ، يعني الحوزة الناطقة ، بعدين آني اعرف ، أبو حسون أنت رجل حداثوي ( مو، لو مو مو)؟
ثم أكمل قائلاً : نحن جماعة التيار الصدري ( أحنه عيَّدنا اليوم، وجماعة السيستاني، يعيِّدون باجرالأربعاء، أما مدينة الصدر ، فأبشرك عيَّدت نص ونص، يعني نص عيَّد اليوم، ونص راح يعًّيد باجر، بعدين ديمقراطية يا اخي، انت مومن جماعة الديمقراطية)؟!
قلت له ضاحكاً : ( زين وأحنه جماعة بوش أشوكت راح أنعيِّد ) ؟
قال لي وهو يقهقه عالياً : - أنتم تعيدون الخميس ، على مرجعية البيت الأبيض !!
أغلق شقيقي صلاح الهاتف ، وأنا أحاول جاهداً ، أن اتخيل الصورة ، أذ كيف سيكون الحال في بيت واحد ( أقصد بيت الوالد حفظه الله ) وهو يجد أن عائلة الطابق الأعلى الذي تمثله عائلة أخي صلاح وأطفاله ، سيرتدون الملابس الجديدة ، ويخرجون للمراجيح ، ( هاي أذا جماعة أبو سدارة يخلوهم يتهنون بالمراجيح )ويستقبلون أيضاً المعيدين من التيار الصدري ( طبعاً ) بينما أطفال الطابق الأسفل الذي تمثله عائل شقيقي قاسم، (ينامون على وجوهم جفي للصبح، فلا عيد ، ولا جفية ولاحامض حلوولاشربت)!!
رفعت السماعة مرة ثانية ورحت أتصل بباقي أخوتي ، وأخواتي في العراق، وبكل الأقارب والأصدقاء ، ولكني حاولت هذه المرة أن أكون حذراً جداً ، بحيث لا أكرر ذات الخطأ الذي وقعتُ به مع والدي وأخي شامل ، كي لا أسقط في ذات الحرج ، لذلك صرت اقول لكل من يجيبني على الهاتف ، وقبل أن أتورط معه وأعايده أقول له :- (ألو أبو فلان شلونك عيوني، شلون الصحة ، العفو حضرتك صدري ، لو سيستاني ، فأذا صدري عيدك مبارك ، وأيامك سعيدة ، أما أذا سيستاني ، فخليها على باجر ) ؟!
__________________________________________________ ___
بالحقيقة نقلت الموضوع او المقال هنا لانه امر مهم وانا بالذات كرهت ان اتصل بالاصدقاء او الاهل خوفا من هذا الاحراج وفعلا وقعت عدة مرات بهكذا مواقف من اصدقاء هنا حيث بجواب الاخ او الصديق لي(ما عندنا عيد اليوم) يميت فرحة العيد هذا اذا كانت هناك فرحة واليوم ونحن نتابع مراسم صلاة العيد من مكة المكرمة وهدير اصوات الحجيج بلبيك اللهم لبيك و و و . وقناة الفرات الفضائية تنبه الاخوة المشاهدين بانها سوف تنقل دعاء عرفة من كربلاء مباشرة وهذا يعني ان هذا اليوم هو يوم التاسع عندهم وكنا قديما لانعيد مع الحكومة وصار عندنا من البديهيات ما نعيد وي الحكومة لان لنا عيدنا الخاص بنا !!!!!!!! اقول هل بقينا على نفس المنوال القديم والحكومة حكومتنا واليوم بالذات اثلج صدري السيد الجعفري وهو يستقبل المهنئين بالعيد اقول الى متى هذا الخلاف وعلى اي شئ يستند وهل هو عناد ام يستند الى حقيقة غائبة عنا ؟ لا ندري
رد مع اقتباس
