بسمه تعالى
والصلاة والسلام على النبي وآله
السلام عليكم والرحمة

نهنئكم بحلول عيد الله الأكبر عيد الغدير الأغر أعاده الله علينا وعليكم باليمن والبركات، وفي هذه المناسبة العظيمة أقدم لكم هذه الهدية المتواضعة ألا وهي قصيدة المرحوم الدكتور الشاعر السيد مصطفى جمال الدين، تلك القصيدة التي نظمها في عيد الغدير وهي القصيدة التي اشتهر بها وخلدته .

للتحميل اضغط بزر الفأرة الأيمن على رمز التحميل وثم حفظ الهدف بإسم (save traget as) :

http://c.up.c-ar.net/06/01/eb4c.zip



القصيدة الغديرية
للسيد الدكتور الشاعر مصطفى جمال الدين رحمة الله عليه رحمة الأبرار ..


ظمئ الشعر أم جفاك الشعور *** كيف يظمأ من فيه يجري الغدير
كيف تعنو للجدب أغراس فكر*** لعلي بها تمت الجذور
نبتت-بين (نهجه) وربيع *** من بنيه غمر العطاء -البذور
وسقاها نبع النبي، وهل بعد *** نمير القرآن يحلو نمير؟
فزهت واحة، ورفت غصون *** ونما برعم، ونمت عطور
وأعدت سلالها، للقطاف *** الغض منا، قرائح وثغور
هكذا يزدهي ربيع علي *** وتغني على هواه الطيور
شربت حبه قلوب القوافي *** فانتشت أحرف، وجنت شطور

-------------------------------------------------------

ظامئ الشعر، ها هنا يولد الشعر، *** وتنمو نسوره وتطير
ها هنا تنشر البلاغة فرعيها، *** فتستاق من شذاها الدهور
(هدرت) حوله بكوفان يوماً *** (ثم قرت) .. وما يزال الهدير
وسيبقى يهز سمع الليالي *** منبر من بيانه مسحور
تتلاقى الأفهام من حوله شتى: *** ففهم عا، وفهم نصير
ويعودون... لا العدو قليل *** الزاد منه، و لا الصديق فقير
ظامئ الشعر، هاهنا: الشعر، والفن، *** وصوت سمح البيان،جهير
بدعة الشعر أن تشوب الغدير العذب *** في أكؤس القصيد البحور
وعلي إشراقة الحب، لو شيب *** بسود الأحقاد كادت تنير


-------------------------------------------------------

أيها الصاعدالمغذ مع النجم *** هنيئاً لك الجناح الخبير
قد بهرت(النجوم) مجداً وإشعاعا، *** وإن ظن: أنك المبهور
وبلغت المرمى، وإن فل ريش *** وانطوى جانح عليه كسير
وملأت الدنيا دوياً، فلا يسمع *** إلا هتافها المخمور
فقلوب على هواك تغني *** وأكف إلى علاك تشير
حيل للخلود،قامرفيها*** لاعبيه.. والرابح المقمور!!
وسيبقى لك الخلود، وللغافين، *** في ناعم الحرير، الغمور
وستبنى لك الضمائر عشاً *** ولدنيا سواك تبنى القصور
وستبقى إمام كل شريد *** لزه الظلم، واجتواه الغرور
وسيجري بمرج عذراء من *** (حجرك) نحر.. تقفو سناه النحور

-------------------------------------------------------

سيدي أيها الضمير المصفى *** والصراط الذي عليه نسير
لك مهوى قلوبنا، وعلى زادك *** نربي عقولنا، ونمير
وإذا هزت المخاوف روحاً *** وارتمى خافق بها مذعور
قربتنا إلى جراحك نار *** وهدانا إلى ثباتك نور
نحن عشاقك الملحون في العشق *** وإن هام في هواك الكثير
باعدتنا عن (قومنا) لغة الحب *** فظنوا: أن اللباب القشور
بعض ما يبتلى به الحب همس *** من ظنون... وبعضه تشهير
إن أقسى ما يحمل القلب *** أن يطلب منه لنبضه تفسير
نحن نهواك، لالشيء، سوى *** أنك من أحمد أخ ووزير
وحسام يحمي، وروح تفدي *** ولسان يدعو، وعقل يشير
ومفاتيح من علوم، حباها *** لك، إذ أنت كنزها المذخور
ضرب الله بين وهجيكما حددا: *** فأنت المنار وهو المنير
وإذا الشمس آذنت بمغيب *** غطت الكون من سناها البدور

-------------------------------------------------------

نحن يا قومنا ، وأنتم على درب *** سواء، يلذ فيه المسير
غير أنا نسري إلى(الوحدة الكبرى) *** وندري: أن الطريق عسير
في متيه تناهبته الأعاصير، *** وجنت بجانبيه الصخور
وعلى دربنا إلى القمة السمحاء، *** شوك يدمي، ورمل يمور
وبنو عمنا تراوح في السير، *** وتدري: أن الوقوف خطير
ويقولن: إن نهراً من الفرقة *** ينشق بيننا ويغور
وعلى ضفتيه يمتلئ التاريخ *** حقداً .. فيستحيل العبور!
صدقوا ... غير أننا لا نحيل *** الأمر ما طال حوله التفكير
بعض ما يستحال كم وحدة الرأي *** قصور، وبعضه تقصير
وإذا طابت النوايا تلاقت *** في هوى الضفتين منا الجسور
قاربونا نقرب إليكم، وخلوا *** الحقد تغلي قلوبه وتفور
فسيصحو الطهاة يوماً، وقد *** ذابت بنار الأحقاد حتى القدور

-------------------------------------------------------

نحن، يا قومنا سراة طرق *** يستوي بدؤنا به والمصير
قد صعدنا به إلى ذروة المجد، *** فما عاقنا اللظى والهجير
واستشار الإسلام موتى مواضينا *** فهبت .. وفي شباها النشور
ودعتنا بدر لصحوتنا الأولى *** وأحد، وخيبر، والنضير
فركبنا متن الزمان، وقدنا *** إلى الموت أعمى، يسير حيث نسير
وأتينا (هرقل)في ضفة(اليرموك) *** شعثاً، فارتج فيه السرير
قد مزجنا أمواجه بالعقاص الشقر *** فانداف طيبه والحرير
واقتمحنا (الأيوان) هوجاً فلا *** (رستم) كف الردى، ولا (أردشير)
أسألوه: هل شبت (النار) فيه *** مذ دخلنا، وفي ظبانا (النور)
يا لأمجادنا: أنحن بقايا *** السيف أم غمده المكسور
هدنا ذعرنا وحازت سرايانا: *** أغول يقودها أم أمير؟


-------------------------------------------------------

أيها الخانعون قد أينع الذعر، *** وأعطى ثماره التذعير
وملأتم أسواقنا بغلال الجبن، *** حتى استكان منا الجسور
فألفنا(العويل) حين نبا في *** السمع من جاثم الأسود (الزئير)
واصطنعتم للفكر سوق رقيق *** سيم فيه النهى ، وبيع الضمير
فقرأنا ما دبجوا من معاذير *** هروب، تخزى عليها السطور
وسمعنا صوت الهزيمة،يخفيه *** -على بؤسه- خطاب مثير
وعلمنا-كما تريدون- : *** أن الحرب في مثل حالنا تغرير
وبأن الجيش الذي سد عين الشمس *** -ما رد عادياً - معذور
والسلاح الذي حشدنا ، فضاقت *** بضحاياه من بنينا، القبور
قد عذرنا به الأساطيل لم ترهب *** سفيناً، ولم تهبها بحور
وعذرنا حتى(الأواكس)، لم تكشف *** مغاراً.. وكيف يرنوا ضرير!!
حسبكم أيها المليئون نصحاً *** وانهزاماً، فسعيكم مشكور!
اتركونا .. نحارب السيف أواداج، *** ونردي الرمح اللئيم صدور
وأريحوا سلاحكم ، وأعدوه *** لشعب، تحت الرماد يثور
ودعونا نرمي الحجارة من كف *** صغير يحميه عزم كبير
فوراء (المقلاع) بأس وصدق *** ووراء (الصاروخ) رعب و زور



هذا وتقبلوا تحياتي وأستودعكم الله الذي لا يخون ودائعه .. ونسألكم الدعاء ،،،


صورة المرحوم الدكتور السيد مصطفى جمال الدين مع المرحوم آية الله العظمى شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم تغمده الله بواسع رحمته.