النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي طفل رضيع في سجون صدام هدموا البيت وسجنوا العائلة



    طفل رضيع في سجون صدام هدموا البيت وسجنوا العائلة - عبد الزهرة المنشداوي
    [align=justify]سنقلب معاً في شهادات عراقية واحدة من هذه الحقائق وهي حكاية عائلة (كرملي سدخان العتابي) الذي يسكن مدينة الصدر منطقة الجوادر قطاع 39 ، وكرملي سدخان رجل في العقد الخامس من عمره ويعمل معيلاً لعائلة تتكون من ثلاثة عشر فرداً.


    ذاكرة التقت هذه العائلة لتستعيد معها حكاية تهديم البيت والاختفاء في زوايا السجون المظلمة، يقول السيد كرملي سدخان : في طريق عودتي إلى بيتي عام 1999 جاءني أحد أفراد الجيران مهرولاً وهو يصرخ ليخبرني بأن جميع أفراد عائلتي قد ألقي القبض عليهم من أفراد الأمن وأن علي أن أختفي لئلا يلقى القبض علي، وبالفعل ذهبت إلى بيت صديق في منطقة حي الأكراد وطلبت منه أن يذهب إلى بيتي لمعرفة الأمر وعندما ذهب إلى هناك واستعلم من الجيران أخبروه بأن إلقاء القبض تم أول الأمر على شقيقه الشيخ سعد في السوق القريب، وبعدها جاء أفراد من الأمن بسيارات بيك آب وضعوا فيها جميع أفراد العائلة وذهبوا بهم إلى مكان مجهول.


    أما شقيق السيد كرملي الآخر فيقول: جاؤونا في الليل، قسم تلسق الجدران ونزل إلى ساحة البيت والقسم الآخر فتح الباب عنوة. كنا نائمين لكنهم أخذوا يحملوننا فيما بينهم ثم يلقون بنا على ظهر سيارتين من نوع بيك آب. زوجتي طلبت منهم أن تتدثر بعباءتها لكنهم منعوها ثم أخذوا طفلها وعمره ستة أشهر وكان في القماط ورموه هو الآخر على ظهر السيارة رمياً، وعندما اعترضت زوجتي عليهم قائلة : أليس بقلوبكم رحمة فما ذنب الطفل الرضيع أجابوها بأنه هو الآخر ضد الحزب والقائد لأنه من عائلة تربي "العملاء" على حد قولهم. ويواصل شقيق السيد كرملي فيقول: ذهبوا بنا وكنا اثني عشر ما بين طفل وامرأة وكنت الرجل الوحيد من أفراد العائلة إلى مديرية أمن صدام الذين أحالونا بدورهم إلى دائرة أمن الرصافة بتنا فيها ليلتين ثم حولونا إلى سجن أبي غريب وهناك وضعونا مع الأطفال في "كرفان خشبي" وكانوا يشيرون علينا بعائلة العملاء خصصوا لنا كسرات من الخبز اليابس لم تغن عن جوع وكان لدينا الطفل الرضيع يحتاج إلى حليب وكان دائم البكاء.


    لكننا شرنا إلى ابن أخي الصغير الذي بعمر ثمان سنوات أن يذهب إلى الزوار الذين يسمح لهم بزيارة المسجونين ليستجدي منهم الطعام فكان يسد حاجتنا من الطعام في بعض الأحيان وكذلك لا أنسى المسجونين في القسم الخاص أيضاً كانوا يعطوننا مما لديهم من طعام يأتي به ذووهم إليهم. نسيت أن أذكر بأننا كنا خمسة عوائل مختلفة جاءوا بها إلى سجن أبي غريب بتهمة أن أحد أفرادهم ينتمي إلى حزب ديني.


    بقينا في سجن أبي غريب عاماً كاملاً ثم رحلونا إلى محافظة ميسان وتمت المراقبة لم يكن معنا مال ولا طعام فعشنا على الصدقات. هناك علمنا بأن بيوتنا في مدينة الصدر قد هدمت من قبل أعضاء الحزب ورجال الأمن الذين اصطحبوا معهم جرافات وأحرقوا بيوتنا بعد أن سرقوا ما فيها من أموال وذهب وحلي نساء.


    أحد الجيران تحدث عن ذلك اليوم الذي هدم فيه بيت السيد كرملي فقال:


    سمعنا هدير الجرافات نحو السادسة صباحاً وهي تتقدم لهدم بيت السيد كرملي وعندما خرجنا لنستطلع الأمر انتهرنا رجال الأمن وطلبوا منا عدم مغادرة بيوتنا. لم يطل الأمر كثيراً حين غادروا وعندما خرجنا وجدنا بيت جارنا وقد سوي بالأرض فبعث ذلك في نفوسنا الخوف والفزع من سلطة غاشمة لا تقيم للإنسان وزناً. أذكر بأن بعضاً من نسائنا أخذ بالعويل بينما كان الجميع ينظر إلى بيت الجار وعيونهم دامعة .


    زوجة السيد كرملي تقول: جئت من محافظة ميسان لرؤية البيت فوجدته مهدماً وعندما سألت عن أثاثه قالوا بأنها رميت من أزلام النظام وراء منطقة السدة فذهبت إلى هناك ووجدت الأطفال يعبثون بالفراش والأسرة وغيرها أما عن بقية الأثاث فإن أفراد الأمن والبعثيين أخذوها لبيوتهم.


    وتتحدث الزوجة عن طفلها ذي الثمان سنوات إذ تقول إنه في سجن أبو غريب وضعوه في سجن إنفرادي لمدة يومين.


    الطفل الآن في حوالي الثالثة عشرة من العمر عندما تحدث قال: كنت أبكي داخل غرفة مظلمة لقد سجنوني هناك لأني كنت أجيء بالطعام لأفراد عائلتي من زوار السجن حينما أمسك بي الحرس كنت أبحث عن علبة حليب لشقيقتي الرضيعة التي كانت أمي تطعمها من ثدييها لكنهما جفا لقلة الطعام. كانوا يقولون لي أنت من عائلة تربي "العملاء" أنا الآن في الصف الثاني متوسط ولولا سجني في أبي غريب لكنت متقدماً في دراستي.


    شقيقته الصغيرة التي وضعت في السجن وهي في القماط الآن تظهر عليها عوارض مرضية كما يقول والدها. كانت واقفة تسمع الحديث وتنصت دون أن تتكلم.


    عند سقوط النظام يقول السيد كرملي : عدنا إلى دارنا من محافظة ميسان التي نفونا إليها نحن الآن بصدد إعادة تعميرها. مكتب السيد الشهيد في مدينة الصدر قدم لنا معونة نقدية وآخرون من أهل الخير تبرعوا لنا بأموال أيضاً نحن الآن بصدد بنائها.


    أخي الشهيد سعد لم نعثر له على أثر إذ تم إعدامه في سجن أبي غريب بعد إلقاء القبض عليه عام 1999 بتهمة انتمائه إلى تيار الشهيد الصدر. سألنا القيم على مقبرة السجن عنه فذكر لنا بأن السلطة لم تدعنا نضع شواهد على القبور فاختلطت عظامه مع البقية.
    [/align]


    مؤسسة الذاكرة العراقية
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    المشاركات
    393

    افتراضي

    لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
    ولعنة الله على الزمرة الفاسدة الطاغية زمرة صدام الملعون الذي هو شبيه بجده يزيد بن معاوية الذي هو الاخر حارب الطفل الرضيع ولم يكن في قلبه شيء من الرحمة

    مشكورة اختي منازار على طرحك للموضوع

    ام عباس

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين)

    تحياتي لك عزيزتي ام عباس
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني