[align=center]نص كلمة الاخ جواد السعيد ممثل المجلس الاعلى في السويد في الحفل الذي اقامته السفارة العراقية بمناسبة الهجوم الاهابي الغاشم على ضريح الأمامين العسكرين في سامراء [/align]
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]

الحمد لله على بلاءه كما نحمده على نعمائه والصلاة والسلام على خير الأنام وأشرف الرسل أبي القاسم محمد وعلى ابن عمه علي بن ابي طالب ولي الله وحجة الله وعل أبناءه الأئمة الهادين المعصومين المكرمين سيما الأمامين الهمامين بسامراء علي بن محمد الهادي والحسن بن علي العسكري.
الحفل الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
ليس غريبا على الفكر الأرهابي أن تمتد يده الآثمة الى تفجير ضريح الأمامين العسكرين في سامراء لأن هذا الفكر مبني على أن لاتكون هناك حرمة لشئ فهو الذي قتل الحرية ورجالها شر قتلة فكان من نتاجه اغتيال الزهراء وإمام الهدى علي بن ابي طالب وولديهما الحسن والحسين عليهم السلام واستمر حكام الأرهاب بالقتل وملاحقة كل من يخالفهم حتى بالتراث والأضرحة والقبور, وهذه الجريمة التي نالت من الضريح المقدس في سامراء انما هي اعتداء على الانسانية وتراثها وعلى الأسلام الأصيل ورموزه واعتداء على العراق وشموخه وهيبته، وتجسد مدى الحقد الطائفي الأعمى ضد أتباع أهل البيت عليهم السلام، ولايبغون من وراء أعمالهم الدنيئة والمستمرة هذه سوى اثارة الفتنة أو شق وحدة الأمة

وتعتبر الجريمة النكراء حدا فاصلا لما قبلها وما يأتي بعدها فيما يخص العملية السياسية في العراق، لذا نحذر من الأنزلاق في مهاوي الفتن كي لا نكون غرضا للارهاب وتنفيذ مخططاته وإن كان حجم الجريمة ضخما فلازلنا نعض على الجراح حتى يبلغ الأمر أجله ونحن بحمد الله تعالى لدينا من نؤي اليه في الشدة ومن نرجع اليه اذا قدمت علينا الفتن واشتد الخطب وهذا ليس خافيا على أحد إن المرجعية الأسلامية للشيعة في العراق قد اثبتت خلال هذه الفترة المنصرمة انها صمام الأمان للعراق كله من خلال تعاطيها مع الوضع السياسي الحالي وشهد الجميع لها بالقدرة على مسك زمام الأمور ويعود لها الفضل كل الفضل بعد الله تعالى في حفظ الدماء وضبط النفس وعدم التهور في معالجة الأمور وهذا يؤكد لنا جميعا ان الذين يتهمون العلماء والمرجعيات الدينية بعدم معرفتها بالتدبير السياسي انهم على خطأ كبير وكأن السياسة حكرا لجماعة دون أخرى أو لفريق دون آخر ومنهم من يحتج بأن العلماء يجب أن يبتعدوا عن السياسة حفظا للدين أن يقع في مستنقع السياسة فاذا كانت السياسة مستنقع فلم هذا التكالب على وروده؟

ولكن الغريب كل الغرابة أن هناك من يتهم الشيعة بتدبير الجريمة لغرض اشاعة الفتنة أو من يريد قلب المعادلة ويصبح هو الضحية ويريد استثمار الحادثة لصالحه وصار يصيح ويستنجد ويضج الى العرب وغيرهم أنه محاصر وأنه مهدد بالفناء واحتج ايضا على أنه لاينبغي للمرجعية ان تطلب من الشعب التظاهر احتجاجا على الجريمة النكراء،هؤلاء يطالبون بلجم الأكثرية من الشعب كي لا يعلو صوت غير صوتهم.
فلا زالت عمليات قتل الشيعة في العراق وتهجيرهم مستمرة في كل يوم وساعة ولحظة بسبب تصريحات هذه القيادات البعثية الأرهابية التي عادت تحت اسم أهل السنة ، الخطر الكبير هو قد ينفلت الأمر وتكون حربا أهلية لاتبقي ولاتذر وهذا مايريده الأرهابيون وإن كانت الحرب معلنة من جانب واحد، أما اذا ذكر الشيعة مظلوميتهم أو تكلموا بها أتهموا بالطائفية واذا تسلموا موقعا في الدولة ضجت وسائل إعلام الطرف الآخر بالصراخ والأفتراءات والكذب وباتت تصريحاتهم تقطر حقدا وطائفية مقيتة، وللأسف أن بعض القوى السياسية المؤثرة في الساحة العراقية لم تقف بجانبنا بشكل صريح وواضح مع علمها بأننا المظلومون في هذه القضية بل وقفت موقف المتفرج هذا اذا لم تستدرج معهم الى نفس الموقع.

لم يكن يوم في تاريخ الشيعة اطلاقا أنهم طائفيون بل كان موقفهم دائما مع المظلوم مهما كانت هويته وقفنا مع الأخوة الكرد في مظلوميتهم ووقفنا مع الفلسطينين في مظلوميتهم ووقفنا مع اللبنانين في مظلوميتهم فمن واجب الجميع الوقوف معنا طالما نحن مظلومين فلا زالت يد الأرهاب تقصدنا دون غيرنا ولازال الأرهابيون لايعترفون بإسلامنا بل ينكرون علينا وطنيتنا وعراقيتنا ونحن الذين عرفتنا ساحات الجهاد في الدفاع عن العراق ونحن أرباب الثورات وقادتها في الوقت الذي كان الاخرون يعملون في خدمة الأجنبي.

أما عن الوضع السياسي في العراق فأنه يمر والجميع يعلم بأزمة سياسية حقيقية قد تطول وقد تنتهي الى مالاتحمد عقباه، وكي نكون منصفين ولا نظلم أحدا أن الفريق السني في العراق قد أَختطف منه القرار على مرتين الأولى في الأنتخابات الأولى حيث أجبرهم الأرهابيون على عدم المشاركة في الأنتخابات وبهذا غابوا عن المشهد السياسي وكانت عقبة حقيقية في عملية تمثيلهم داخل الجمعية الوطنية ومع ذلك كان كرما كبيرا من الجمعية الوطنية أن تشركهم في لجنة كتابة الدستور والتشكيلية الحكومية،
وأما المرة الثانية فهي في المرحلة الحالية حيث الذين صار بيدهم القرار ليس من العرب السنة الحقيقين في العراق بل صار بيد البعثين الطائفين وعادوا الى نفس نبرة سيدهم صدام بأن الشيعة أقلية والشيعة فرس صفويون وعادوا الى الضرب على الوتر القومي لتأليب العرب ضد الشيعة والكرد والأثنيات الأخرى بدعوة الحفاظ على عروبة العراق وكانت تصريحاتهم هذه لوسائل الأعلام بشكل علني وفاضح وهي التي لعبت دورا كبيرا في التحريض على العنف والأرهاب، هؤلاء لايؤمنون بالديمقراطية ولا بالتعددية ولا بالتعايش السلمي وعندهم المبادئ البدوية أسمى من كل القيم بما فيها الأسلام فهو أما أن يكون أميرا وإلا دمر كل شئ ،هؤلاء عادوا للتمشدق بأمجاد العرب الخاوية والنخوة بأبناء عمومتهم الأشاوس الذين أضاعوا فلسطين والجولان والأسكندرونة وأضاعوا العراق أخيرا، أن المسؤول مسؤولية مباشرة عن كل الأزمات في العراق هو الفريق الآخر الذي لازال يحلم بالعودة الى السلطة ويحكم بدكتاتورية العقل الواحد والحزب الواحد وللاسف أن هؤلاء لقوا بعض التأيد من قبل الأدارة الأمريكية بتأثير من بعض الدول العربية فتارة ترسل لهم الرسل علنا وتارة تتفاوض معهم بالسر ولهذا فقوات الأحتلال أعطت الضوء الأخضر لهذه الجماعات المتطرفة مرات عدة وهذا واضح من خلال تصريحات السفيرالأمريكي في بغداد، لذا فان دعواتهم لأنسحاب القوات الأمريكية هي دعوات باطلة كاذبة للأعلام فقط لاغير بل يتعاونون مع قوات الأحتلال ويحتمون بها.

وبعد الأنتخابات الأخيرة كانت الدعوات والتصريحات الغير مسؤولة الى الطعن بنتائجها ومحاولة عدم الألتزام بما أدت اليه تلك النتائج ولازالت محاولات الألتفاف مستمرة من أجل تحيد الأغلبية من الشعب العراقي وعدم اعطائها دورها الحقيقي في العملية السياسية ومنها محاولة تشكيل مجلس حل وعقد أو مجلس أمن قومي أوغيرها بحجج عديدة واهية منها أن الوضع العراقي له خصوصيته ويجب أن لايهمش أحد ومن هذه الأفكارالتي تؤدي بدورها الى تهميش الأغلبية وتحيدها ومن هذه المحاولات الأخيرة استدراج بعض الكتل الى هكذا طرح ومحاولة اقناعهم به ضنا منهم أن هذه الأساليب ستؤدي الى نتائج طيبة أو تجعل الأئتلاف يرضخ لمطاليبهم أو قد تصل الأمور الى تفتيت الأئتلاف ولكننا نحذر من الوقوع في هذا الفخ،والذي يتصور أن امكانية تفيت الأئتلاف العراقي الموحد واردة من خلال بعض الطروحات والأستفزازات فهو واهم جدا فإننا موحدون متماسكون انشاء الله.
أن كل الذي يحدث الآن في العراق هو قفزعلى المبادئ الديمقراطية التي نودي بها منذ البداية والعودة ثانية الى تكبيل إرادة الشعب من خلال تكبيل البرلمان و إبقاءه برلمانا شكليا صوريا كما كان أبان الحكم الصدامي أو شبيها ببرلمانات العرب في المنطقة، واذا كنا ننادي بالتخلص من الدكتاتورية الفردية وجئنا لنؤسس لنظام لايسمح لدكتاتورية الأكثرية حسب مايدعون في ديمقراطيتهم الجديدة المشوهة فهم يعودون بهذا الألتفاف على إرادة الأمة الى دكتاتورية الأقلية التي لاتقل سوء عن دكتاتورية الفرد وإقصاء الدستور الذي صوت له الشعب كي يبقى حبرا على ورق.
أن هذه المحاولات التي هدفها منع تطبيق ماجاء به الدستور في الفترة القادمة انما تضع العراق على مفترق طرق خطير،سيما موقفهم من الفدرالية ونحن نقول هنا أما فدرالية للجميع وإلا فلا، فلن يكون هناك عراق لفئة دون أخرى والذي يريد إنصاف الشعب العراقي بكل مكوناته عليه أن يتخذ من الفدرالية والسعي لتنفيذها هدفا له وأما من يريد اللعب بالنار فهوالذي يتحمل مسؤولية التقسيم فنحن نطالب بإقامة عراق فدرالي موحد يتساوى فيه الجميع وتقسم فيه السطات على اساس دستوري وتوزع فيه الثروات بشكل عادل فليس من حق فئة الأستئثار بالحقوق دون فئة وليس لشخص ميزة دون آخر.

وليعلم الجميع اننا لن نتنازل عن ماجاء في الدستور الدائم ونطالب بتطبيق قانون الفدرالية وإقامة إقليم الوسط والجنوب لأننا نؤمن أن الفدرالية هي الضامن الوحيد لوحدة العراق ولا يتصور أحد أن صبرنا على هذه المأساة ضعف وانما هو حفاظا منا على وحدة العراق والمصلحة العليا،بل يجب احترام رأي الشعب الذي قال كلمته في الأنتخابات لقد آن لهذا الشعب أن يعيش بسلام.
لذا ندعو الجميع للعقلانية في التصرف وعدم الأستمرار في استفزاز الشيعة طالما أن الأمر لازال بيد العقلاء منهم أما اذا فلت الأمر لغيرهم فلا تضمن عواقب الأمور.

دعائنا لشهداء العر اق بالمغفرة والرحمة والخزي والعار للأرهاب والقتلة