د. صاحب الحكيم
اليونسكو و سامراء و منظمات أخرى

كفل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (الصادر في عام 1948 ) في مادته الثامنة عشرة على كفالة كل شخص حرية الفكر و الوجدان و حرية إظهار دينه و معتقده ,
بالتعبد ، بمفرده او مع جماعة ، امام الملأ ، أو على حده.
كما نصت معاهدة جنيف الرابعة على كفالة الحرية التامة لممارسة العقائد الدينية بما في ذلك الشعائر للبلد المحتل ، و المعتقلين من رجال الدين بممارسة شعائر دينهم بكامل الحرية.
و فيما يخص العراق التي تحتل القوات المتعددة الجنسيات اراضيه ( تحت قيادة القوات الأمريكية) نصت الإتفاقية ( على هذه القوات ان :
تشجع الأنشطة الذهنية و التعليمية ... و تتخذ جميع التدابير الممكنة التي تكفل ممارستهم
و توفر لهم على الأخص الأماكن المناسبة لذلك ).
و بالرغم من أن العتبات المقدسة في سامراء لم تسجل رسميا مع الأسف في اليونسكو وهي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم و الثقافة فان مديرها العام كويشيرو ما تسورا أعرب عن صدمته و قلقه عقب اعمال التدمير التي إستهدفت ( المسجد الذهبي) و ذلك في بيانه الصحفي المرقم 12/ 2006 الصادر بتاريخ 23/2/2006 .
و قد وفرت اليونسكو من خلال شراكة مع المؤسسة الإسكندنافية للتراث العالمي في أيلول 2005 المساعدة التقنية الضرورية لمكتب الآثار العراقي كي يصار الى احالة ملف سامراء ، في هذا الشهر ، ا لى مركز التراث العالمي التابعة لليونسكو خلال دورتها الحادية و الثلاثين في عام 2007 .
و التساؤل هو :
فهل ان الدول الإسكندنافية ارحم و أكثر حضارة من الوقف السني العراقي الذي لم يسجل هذه الأماكن العظيمة لحد الان في اليونسكو ؟ بالرغم من سيطرته على هذه الأماكن سيطرة ( مادية) و اهملها هذا الإهمال الفضيع ؟
كما اود ان اشير الى ان إعلان شيعة العراق سبق أن طالب بتسجيل العتبات المقدسة في اليونسكو كأهم ما يمتاز به العرا ق من معالم حضارية لا شبيهة لها في العالم على الإطلاق.
إن مسؤولية القوات الأمريكية في العراق على الحفاظ على هذه الأماكن المقدسة غنية عن النقاش حيث كفلت إتفاقيات جنيف الدولية مسؤولية هذه القوات عن حمايتها .
و بالعكس : فان التقارير الصحفية ، و الدولية ، أشارت الى ان منطقة سامراء قد أصبحت ( مكانا للرماية مما يؤثر على الأماكن الأثرية ... و أن البوابة المؤدية الى باحة ( المئذنة الملوية) و اتخاذ القوات الأمريكية من هذه الأماكن مقرا عسكريا له تأثير على اهتزاز اسس هذه الأماكن اذا علمنا ان البناء من الطابوق و الآجر و المواد القديمة ( غير المسلحة بالحديد) ، بالإضافة الى انه قد شاهدت بعثة اليونسكو التي زارت العراق في المدة الممتدة من 16-20 مايو 2005 ( ان هذه الأماكن غير محمية ) ، و كانت ممثلية الشرطة الدولية ( الإنتربول) مرافقة لتلك البعثة و أيدت مشاهداتها.
كما ان الخبير الدولي الدانماركي أنغولف تيوسان قد صرح بان ( من مسؤولية التحالف حماية هذه المواقع) بعدما شوهدت آثار طلقات نارية على جدران القبر المقدس العالية متناثرة هنا و هناك...
يتحمل : * الإرهابيون المتخلفون ، * والحكومة العراقية ، * و الوقف السني ، * و القوات الأمريكية
مسؤولية الجرائم التي ارتكبت بهدم الصرح الإسلامي الفني للإمام علي الهادي و الحسن العسكري عليهما السلام. و انه لإنتهاك فضيع لحقوق الشيعة و المسلمين و البشرية اجمع.
و آمل ان لا يتكرر هذا المشهد المفجع في العتبات المقدسة الأخرى.

د. صاحب الحكيم سفير السلام العالمي مقرر حقوق الإنسان ، لندن في 26/شباط فبراير 2006