اسواق الخليج بين آمال النهوض ومخاوف استمرار الهبوط
1600 (GMT+04:00) - 16/03/06



الآمال بدأت في العودة بعد تدخل كبار المستثمرين



دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- فيما يقول محللون إن تعهد ملياردير من أمراء السعودية ومستثمرون خليجيون الأربعاء باستثمار مليارات الدولارات، في البورصة السعودية التي تعدّ أكبر سوق للأسهم في العالم العربي قد يساعد الأسواق الخليجية الاخرى على النهوض، حذّر آخرون من أنّ موجة التراجع التصحيحي الحاد قد تستمرّ لأسابيع أخرى على الأقل.

وتراجعت سوق الأسهم السعودية، الأربعاء، قرب الحد الأقصى المسموح وهو خمسة بالمائة في التعاملات الصباحية قبل أن تقفز أكثر من أربعة بالمائة بعد ما قال الأمير الوليد بن طلال إن شركة المملكة القابضة التابعة له ستضخ من خمسة مليارات إلى عشرة مليارات ريال (من 1.3 مليار الى 2.7 مليار دولار) في السوق في غضون أيام.

ونسبت رويترز لمحللين قولهم إنّ ارتفاع البورصة السعودية حيث محت حركة تصحيح لأسبوعين نحو 30 في المائة من القيمة السوقية للبورصة قد يثير حالة من التفاؤل في أوساط المستثمرين في المنطقة.

وقال مصرفي بارز في دولة الإمارات "كان لهذا تأثير هائل على (البورصة) السعودية وسيخفف الضغط عن الأسواق الاخرى في المنطقة حيث يوجد الكثير من التأثير المتبادل من السعودية إلى الإمارات والكويت."

وقال انه لولا ذلك لكانت الصورة أشد قتامة.

وتابع قائلا "لست متأكدا أن هذا التأثير سيطول أمده. اذا وقع تراجع آخر بالحد الأقصى في السعودية ستكون فوضى لأنه عندئذ لن يرفع أي شيء البورصة."

ومنطقة الخليج هي أكبر مصدر للطاقة في العالم وكانت أسعار النفط المرتفعة والأرباح القوية للشركات قفزت بأسواق الأسهم في موجة صعود مطرد خلال السنوات الأخيرة.

لكن أزمة ثقة أثارت واحدة من أسوأ موجات التراجع في أسواق المنطقة منذ سنوات وغذت مخاوف بشأن التقييم المبالغ فيه لأسعار الاسهم موجة بيع متسارعة في الأسابيع الأخيرة.

وقال المحلل المالي فوزي بن حسين لـCNN بالعربية إنّ أسواق المنطقة دخلت مرحلة جديدة، ولكنها متوقعة بحيث لا بدّ أن تشهد حركة تصحيحية بعد الارتفاعات المهولة وغير المبررة.

وأضاف من العادة أن تشكّل الحركات التصحيحية أمرا صحيا، غير أنّ عمليات المضاربة والتي تركزت على بعض الأسهم دون وجود أسباب حقيقية لارتفاع أو انخفاض هذه الأسهم وما رافقها عدم تدخل بعض إدارات الأسواق ومسائل تتعلق بمبدأ الشفافية فاقمت الخسائر."

وفيما تحدّث بن حسين عن إيجابية تدخل كبار المستثمرين "وتدخل الحكومة السعودية" إلا أنّه حذّر من أنّه "ربّما يفاقم الوضع بحيث يمكن أن تكون هذه التدخلات مجرّد مراكمة للسيولة وليس إعادة الوضع إلى ما كان ينبغي أن يكون عليه أصلا."

وقال الخبير المالي ناصر نابلسي لـCNN بالعربية إن ما يحدث هو نتيجة عدم اكتمال البنية التحتية للاقتصاد في الوطن العربي وما يتخذ من قرارات "إنما يتخذ لإنقاذ مجرد فترة بسيطة ولا يمكن التأكّد مما إذا كانت ستثمر في المستقبل البعيد."

ودعا نابلسي إلى إعادة تقييم الوضع وإعادة هيكلة لاسيما أنّ الإلمام بالمجالات الاقتصادية يعتبر ضعيفا جدا في العالم العربي.

وأضاف "الجميع هنا في الخليج، يريد الفائدة للمستثمرين وليس للشركات."



وكانت خسائر سابقة في البورصة السعودية أثارت موجة بيع واسعة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط مما دفع البورصات، الخليجية، وحتى الدول المرتبطة بها مثل السوق المصرية والمغربية ولاسيما اللبنانية إلى التراجع.

وانخفضت سوق الكويت للاوراق المالية ثاني أكبر بورصة في العالم العربي لليوم الرابع على التوالي يوم الاربعاء اذ هوت موجة لا هوادة فيها من عمليات البيع بالمؤشر الرئيسي للبورصة الى أقل من مستوى عشرة آلاف نقطة عند الإغلاق لأول مرة منذ سبتمبر/ أيلول.

كما نزل مؤشر سوق دبي المالي يوم الاربعاء دون مستوى 600 نقطة لاول مرة منذ أبريل/ نيسان بعد تراجعه بنحو 12 في المائة الثلاثاء مع تفاقم البيع بسبب اكتتابات عامة.
وتراجع مؤشر سوق قطر للاوراق المالية 4.41 في المئة يوم الاربعاء وهبطت بورصة البحرين 1.62 في المئة في حين انخفض مؤشر سوق مسقط للأوراق المالية 2.75 في المائة.

وقال فضل مخلوق من شركة الأوراق المالية والاستثمار في البحرين إنه استمرار للاتجاه العام الملاحظ في أسواق الخليج والشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وبخصوص السماح للأجانب في السعودية بالمشاركة في السوق المالية، قال نابلسي في تصريحاته لـCNN بالعربية "أعتقد أنّ هذا قد يحلّ المشكلة لفترة مؤقتة إلا أنّه سيخلّف مشاكل من نوع آخر على الأمد الطويل بحيث لن يتوفر لها حلول أبدا ساعتذاك."

غير أنّ نابلسي عبّر عن تفاؤله على المدى الطويل أيضا قائلا إنّ مستقبل الأسواق العربية مشرق في حال تمت معالجة مشاكله الهيكلية.

وأضاف "أتوقّع أن تستعيد الأسواق توازنها خلال الأشهر القادمة ولاسيما عندما يستعيد المستثمرون ثقتهم وكما تعلمون فإنّ الثقة تحتاج لفترة من الزمن حتى تبنى أو تتمّ إعادة بناؤها."


http://arabic.cnn.com/2006/business/...ets/index.html