في هذه الايام تمر علينا ذكرى استشهاد العلامة آية الله محمد باقر الصدر، هذا الرجل الذي ارتبط الحزب به ارتباطيا روحيا حتى لحظتنا الراهنة ولم يكن اعدامه من قبل المجرم صدام الا نهايات لمقدمات كثيرة، ربما يوضح لنا التقرير الصادر عن منظمة العفو الدولية رقم 14 لسنة 1979، اذ ورد فيه (اية الله السيد محمد باقر الصدر.. تقول اخر التقارير بانه تم قطع الماء والكهرباء عن داره، ويجلب له الطعام مرة واحدة في الاسبوع، ولا يسمح له بمغادرة البيت، وحتى الذهاب الى المسجد، وكذلك لا يسمح له باستقبال الزوار من اصدقائه او طلابه ، ولم يسمح ايضا بزيارة الطبيب له عندما كان مريضا وقد تم اخلاء الدور التي تحيط ببيته في النجف وتم اشغالها من قبل اعضاء قوات الامن).

هذا التقرير يوضح طبيعة الممارسات الفاشية وحقيقة الصمود الكبير ايضا.

اعدامات جماعية لاعضاء حزب الدعوة

31/ 3/ 1980 كان يوما تاريخيا في تاريخ العراق عموما وتاريخ الدعوة على وجه الخصوص ، اذ في هذا اليوم اصدر الطاغية قرارا يقضي باعدام منتسبي حزب الدعوة والعاملين لتحقيق اهدافه تحت مختلف المسميات وفق احكام المادة (56) من قانون العقوبات وبأثر رجعي،.. نعم بأثر رجعي وهذه واحدة من الخرائب القانونية التي تدلل على التعطش للدم، والخوف الكبير الذي كان يعصف بهم من تنامي المد الدعوي..

على اثر هذا القرار تعالت نافورات الدم في كل مكان وصبغت شوارع العراق بالدم، اعتقالات في كل مكان واعدامات جماعية ، وتوجت هذه المجازر باعتقال الشهيد الصدر في 6/ 4/ 1980، وبعد ثلاثة ايام في 9/ 4/ تم اعدامه ، وكان فعل الاعدام تتويجا لنضال الشهيد العلامة الذي كان يردد قبلها (متى يتورط هؤلاء بدمي).

الملف الذي تنشره (المؤتمر) اليوم، جزء من وثائق المكتب العسكري لحزب البعث الفاشي، ويوضح عدد الشهداء الكبير سعة انتشار حزب الدعوة في صفوف الجيش في هذه المدة اي بين 1979 و 1982 تاريخ الوثائق ، كما تشير المعلومات الى ان الاعدامات امتدت من اطراف البصرة حتى اطراف الموصل، وفي هذه المرحلة بدأت البذور الاولى للابادات الجماعية وللمقابر، اذ دفن النظام الفاشي (50) فردا من اعضاء حزب الدعوة من ابناء كربلاء - وهم احياء فيما اعدم (620) في يوم واحد من شهر تشرين عام 1981 وتصاعدت وتيرة الاعدامات اثناء العام 1982. وهذا الملف يعطينا صورة عن حجم الوحشية التي كان النظام الفاشي يجابه بها الحركات الاسلامية . ولم يكتف هذا النظام الفاسد باعدام هذه الكوكبة الكبيرة من العراقيين انما احال حياة عوائلهم الى جحيم، وهذا ما عمل به رسميا على وفق القرار السري الصادر عن القيادة القطرية لحزب البعث في 15/ 3/ 1981 تحت عنوان (الضوابط الخاصة بكيفية التعامل مع اقرباء المجرمين من عناصر حزب الدعوة العميل).

المجرم صدام: ان حزب الدعوة كان موجودا

المجرم طارق عزيز: اعضاء حزب الدعوة اما اعدموا او مازالوا في السجن

المجرم مسلم الجبوري رئيس محكمة الثورة: كشفت التحقيقات ان هناك صلات وتنسيق لحزب الدعوة مع جماعة البارزاني ومع العناصر الشيوعية.

لكن حزب الدعوة الذي نفذ اعضاؤه اكثر من خمس عشرة محاولة لاغتيال المجرم اولها في عام 1979 لم يتراجع ، بل تصاعد اداؤه، وكان كلما سقط شهيدا منه في المواجهات الكثيرة في الداخل او اعدم اخر في سجون ومعتقلات القتلة نهض العشرات يحملون اكتافهم وايديهم تسعى لطرق باب الحرية بالدماء ، واليوم نستذكر كلمات المجرمين لنتبين من يصح ان نطلق عليه (كان موجودا) .. لقد عاد حزب الدعوة ليتوجه نضاله بالنضال لبناء عراق جديد مع مختلف القوى الوطنية العراقية بمختلف اتجاهاتها هذه القوى التي كان يعتقد المجرم انها ماتت بموت مئات الالاف من ابنائها في مقابره الجماعية ، كان يجهل بتفكيره هذا ان العراق ام ولود، مرت عليه اقدام المتجبرين والغزاة لكنه كان في كل مرة ينهض مثل عنقاء بحيوية اكبر وبعزيمة اشد لبناء ما خربه ودمره الطغاة.