البحرين : أخبروهم بإطلاق سراحهم بمكرمة ملكية ، فتفاجئوا بصورهم
في الصحف اليومية متهمين في قضايا مختلفة

تلقت جمعية شباب البحرين لحقوق الإنسان خبر اتهام مجموعة من المواطنين بإشعال الحرائق في مناطق مختلفة من البحرين و هم يرتدون القناع ، و جاء في بيان النيابة العامة بأن " وزارة الداخلية قامت بتكثيف دورياتها وإعداد العديد من الأكمنة وأسفرت هذه الجهود عن ضبط ثمانية ملثمين حال قيامهم بإشعال الإطارات في* ‬منطقتي* ‬الديه وبني* ‬جمرة وتبين من تحقيقات النيابة أن هؤلاء المتهمين هم كل من عبدالله مهدي* ‬أحمد وفاضل عباس حسن* 17* ‬سنة*- ‬عامل بمصانع أحمدي* ‬*-‬* ‬مقيم بمدينة حمد، ‬وعبدالله عيسى جعفر* 19* ‬سنة*- ‬عامل بمحطة بترول*- ‬مقيم بالسنابس ، ‬وجعفر ملا أحمد ناصر* ‬21* ‬سنة* ‬*-‬* ‬فني* ‬حاسوب بشركة هاي* ‬تيك*- ‬مقيم بالسنابس، ‬وعيسى علي* ‬عيسى* ‬19* ‬سنة*- ‬طالب*- ‬مقيم بالديه، ‬وعماد جعفر أحمد فضل* ‬29* ‬سنة*- ‬مساعد كهربائي* ‬بشركة دلتا*- ‬مقيم بجدحفص*، ‬وعلي* ‬أنور* ‬يعقوب موسى مرزوق* ‬19* ‬سنة*- ‬عامل بشركة الخليج*- ‬مقيم بمدينة حمد*، ‬وعيسى عبدالله عيسى عبدالله السرح* ‬23* ‬سنة*- ‬حارس أمن خاص*- ‬مقيم ببني* ‬جمرة* . ‬وبعد أن قامت النيابة العامة باستجوابهم وجهت لهم تهمتي* ‬التجمهر وإتلاف الممتلكات العامة وأمرت بحبسهم خمسة عشر* ‬يوماً* ‬على ذمة التحقيق*. ‬وقد تم إحالة الأول للمحاكمة الجنائية وجاري* ‬إحالة الباقين فور استكمال التحقيقات بشأنهم*" ، و قد نشرت بعض الصحف اليومية في 16 أبريل 2006 صور المعتقلين و كذلك البيان الصادر من النيابة العامة .
تعذيب المعتقل :
أشار علي ملا أحمد شقيق المعتقل جعفر ملا أحمد في لقاء مع جمعية شباب البحرين لحقوق الإنسان بأن جعفر تلقى أشد أنواع التعذيب أثناء اعتقاله باستخدام العصي الخشبية ، و أكد هذا التعذيب أحد المتهمين في قضية جنائية تواجد مع المتهم في نفس الزنزانة (1) ، و كما أكد انه شاهد إصابة بالقرب من عين شقيقه.
زيارة المعتقل :
أشار علي ملا أحمد بأن عندما يستطيع الحصول على أذن لزيارة شقيقه في مركز البديع ( مركز التوقيف ) ، يمنعه أفراد المركز من الاختلاء بشقيقه و تتم المقابلة في منطقة الاستقبال بالمركز ( جميع من يزور المركز يرى المعتقل مع أفراد عائلته ) و أكد علي بأن مدة المقابلة لا تتجاوز الخمسة عشر دقيقة و كذلك لا يحق لأكثر من 4 أشخاص زيارته في وقت واحد .
كيف تم تصويرهم لنشر صورهم في الصحف ؟
أكد علي ملا أحمد بأن شقيقه اخبره بما حدث قبل يوم واحد من نشر صورهم في الصحف و اتهامهم بالتخريب فقال لي أخي " جعفر " : تم استدعائي من قبل الضابط المناوب في تلك ليلة " 15 أبريل 2006" ، و حين ذهبت مع رجل الأمن إلى الضابط فقال لي بأن جاء أمر من جهات عليا بأن يتم الإفراج عنكم بمكرمة ملكية و لكن يجب قبل ذلك تصويركم من أجل إرسال صوركم إلى جهات المسئولة عن تنفيذ المكرمة ، فقمنا بعمل لازم داخل غرفة صغيرة و تم إلتقاط عدة صور لي ، و في اليوم التالي "16 أبريل 2006" أخبرني أحد رجال الأمن في المركز بأن صورنا في الصحف ففرحنا كثيرا بسبب وجود صورنا في الصحف أي إن سوف يتم إطلاق سراحنا قريبا و لكن حين رأينا الصحف لم نستطيع تصديق ما حدث ، حيث تم اتهامنا بأننا قمنا بإتلاف الممتلكات العامة .
اعترافات المتهم :
أشار علي ملا أحمد بأن شقيقه ذكره في محضر النيابة العامة بأن ذهب إلى منطقة الحادث ( مكان القبض عليه ) لشراء دواء لزوجته المريضة ، و إن تم اعتقاله و هو بعيدا عن منطقة حرق الإطارات و حاويات القمامة و قام بالتوقيع على هذا المحضر بحضور محامي .
الخاتمة :
1. لقد تم اعتقال جميع من تم وضع صورهم في الصحف اليومية في أماكن مختلفة و أزمان مختلفة ، و تشير المعلومات الواردة للجمعية بأن معظمهم تم اعتقالهم قبل أسبوعين و تم تجديد حبسهم منذ فترة طويلة ، و لا تعلم الجمعية لماذا يتم نشر صورهم في هذا الوقت بالتحديد.
2. أشار بيان النيابة العامة بأن وزارة الداخلية قامت بعمل كمين ليتم القبض عليهم متلبسين ، و لكن تشير المعلومات الواردة بأن بعض من تم وضع صورهم في الصحف قد تم استدعائهم عن طريق رسائل أرسلت إلى منازلهم.
3. " المتهم برئ حتى تثبت إدانته " قاعدة قانونية في جميع الاتفاقيات الدولية و القانون المحلية ، و لكن مع وضع صور المعتقلين في الصحف اليومية يشير إلى مخالفة صريحة لهذه القاعدة القانونية .

إن جمعية شباب البحرين لحقوق الإنسان تؤكد بأن منهج وزارة الداخلية لم يتغير منذ إطلاق مشروع ملك البحرين و سمي " بالمشروع الإصلاحي " حيث لا زالت وزارة الداخلية تخالف المواثيق الدولية ،و تؤكد الجمعية بأن على حكومة البحرين إطلاق سراح جميع المعتقلين بداية بقضية " أحداث المطار" نهاية بالأحداث المتوالية ، و إغلاق هذا الملف الذي بات متأزما مع سلسلة الاعتقالات العشوائية الأخيرة .
خلفية :

اعتقلت الحكومة البحرينية اكثر من 20 مواطن بحريني بسبب الأحداث التي جرت مؤخرا في مطار البحرين الدولي بعد أن تجمعوا مجموعة من المواطنين و رجال الدين الشيعة داخل المطار مطالبين الجهات الأمنية في المطار الإفراج عن رجل الدين الشيعي الشيخ محمد سند (رجل دين شيعي ، يدرس في مدينة قم بجمهورية إيران الإسلامية ،عاد إلى الوطن منذ فترة بسيطة ، طالب في إحدى المناسبات " بمنطقة السنابس بالبحرين" الأمم المتحدة بعمل استفتاء على شرعية الحكم) ، حيث قامت مجموعة من قوات الأمن - بحسب رواية الشهود- بالهجوم على المواطنين مستخدمين في ذلك وسيلة العنف ، و قاموا بضرب المعتصمين في جميع أنحاء الجسم من دون مبالاة لجنس المعتدى عليه " ذكر أو أنثى " ، مما أدى إلى إصابات متفرقة على أجساد المعتصمين من كسور و رضوض.
و قد وجهت لهم المحكمة تهمتين ( التجمهر من دون ترخيص ، إتلاف الممتلكات العامة ) ، و حكم القاضي بثبوت التهمة الأولى و عدم ثبوت الثانية نظرا لعرض فيلم وثائقي ( للدفاع و الادعاء) يثبت عدم تورط المشاركين في إتلاف الواجهة الزجاجية في مطار البحرين مع وجود تسجيل صوتي إلى رجل دين شيعي يحث المشاركين بعدم الإضرار بالممتلكات العامة لأنها تعتبر مخالفة للمبادئ الإسلامية.

الهوامش :
1. مراجعة تقرير جمعية شباب البحرين لحقوق الإنسان بعنوان " اعتقال مواطن بعد عودته من السعودية في " أحداث الديه" ذهب لشراء الدواء لزوجته المريضة فأعتقل قبل ذلك" الصادر في 11 أبريل 2006.




جمعية شباب البحرين لحقوق الإنسان
16 أبريل 2006