صدى إيجابي لمبادرة ممثل عنان للمصالحة لوقف اجتثاث «البعث»
الأديب لـ الوطن: هناك إمكانية لقبول دفع دية للحق الشخصي والعفو عن الحق العام
بغداد - مازن صاحب:
اتفق سياسيون عراقيون على اهمية مبادرة «دار السلام» التي اطلقها ممثل الامين العام للامم المتحدة، الدكتور اشرف قاضي، وعلمت «الوطن» ان قاضي طرح تفاصيل مبادرته على مرجعيات الحوزة العلمية في النجف، ونال دعم مكتب السيستاني ومحمد سعيد الحكيم، وثبت الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر بعض الملاحظات على اصل المبادرة التي قدمها قاضي له في منزله.
وتدعو المبادرة الى ميثاق شرف بين «البغداديين» ينزع السلاح، ويشكل نوع من المجالس المحلية التي تكلف بمعالجة الاحتقانات والتوترات الطائفية، لاسيما في المناطق ذات البيئة الاجتماعية المشتركة التي تجمع الشيعة والسنة والمسيحيين، والتي شهدت تكرار حالات الاغتيال على الهوية، مثل منطقة الغزالية والدورة والسيدية والشعب والبنوك.

وافادت مصادرعراقية مطلعة،بان الجزء الثاني من هذه المبادرة،يقوم على انجاز نوع من تطبيقات «المصارحة والمسامحة» التي طبقت في جنوب افريقيا ومملكة المغرب، بخلق ظروف مواتية لهذا النوع من المصالحة الاجتماعية، التي وجدها القيادي في حزب الدعوة الاسلامية، علي الاديب، فكرة مقبولة، موضحا لـ «الوطن»، ان مبادرة اشرف قاضي ما زالت في طورها الاول، وبحاجة الى آليات تطبيقية، تعتمد التثقيف الواسع للجمهور، باعتماد نموذج المصارحة والمسامحة.

واضاف القيادي في حزب الدعوة «في المفهوم القانوني، هناك الحق الشخصي والحق العام، يمكن التعامل مع الحق الشخصي بالمفهوم الاسلامي للدية، عبر آليات معروفة في المجتمع العراقي، تنهي حالة العنف في بلد عرف عنه التمسك بأعرافه القبلية، اما الحق العام فهناك امثلة اسلامية تاريخية، لعل ابرزها ذلك العفو المعروف للنبي الاعظم ـصلى الله عليه وسلمـ بعد فتح مكة، فقال للاسرى اذهبوا فانتم الطلقاء».
مؤكدا ان «الحكومة المقبلة عبر آليات عمل الدولة بامكانها تقدير الحاجة الى تطبيق هكذا عفو في سياق ما سيكون من آليات عمل لمبادرة اشرف قاضي بعد خروجها الى النور والتعامل المباشر مع نتائجها عبر تشكيل هيئة خاصة بها».

سابقة برلمانية

واشار الاديب الى سابقة برلمانية، اقرت من قبل المجلس الوطني المؤقت، باقتراح من لجنة العلاقات الوطنية، دعت الى التوقيع على ميثاق شرف وطني، واقفت عليه 47 منظمة سياسية ومن منظمات المجتمع المدني، وكان بمضامين جيدة لخلق حالة من الوئام الاجتماعي بين مختلف اطياف المجتمع العراقي، والان مبادرة اشرف قاضي تسير في ذات الاتجاه لانهاء دوامة العنف وايجاد سبل السلام الاهلي بين العراقيين.
في ذات السياق، قال علي الفيصل، المنسق العام لهيئة اجتثاث البعث، ان مشاورات جارية منذ اكثر من عام بين الهيئة ولجنة تابعة لمكتب ممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق، حول بلورة مبادرة للمصالحة الاجتماعية.

واكد الفيصل لـ «الوطن» ان الهيئة لم تتطلع على تفاصيل كاملة لمبادرة الدبلوماسي الاممي، ولكنها لا تعارض اية مبادرة من شأنها ايجاد الارضية المناسبة للسلام الاهلي، شرط ان تحافظ على استمرار حظر وجود الحزب المنحل، وان لا تعني المصارحة والمسامحة عودة هذا الحزب من جديد للعمل في العراق تحت اية تسميات.

وكانت مصادر اعلامية عراقية، كشفت لـ «الوطن» عن تداول الدبلوماسي الدولي اشرف قاضي مع كل من آية الله العظمى علي السيستاني، وآية الله العظمى محمد سعيد الحكيم، وزعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، بتفاصيل التطبيقات المتوقعة لمبادرته قبل اطلاقها خلال لقاء جمع قاضي برئيس الوزراء المنهية ولايته، الدكتور ابراهيم الجعفري، الذي اقترح عليه قاضي ان يشرف شخصيا على تشكيل هيئة «دار السلام» للوئام الاجتماعي، كمنظمة من منظمات المجتمع المدني، بهدف منح مبادرته زخما عراقيا مهما.

http://www.alwatan.com.kw/Default.as...3572&pageId=36