اربيل ـ وفاء زنكنة
عمق حضاري عريق وطبيعة ساحرة وخلابة
اسم اربيل قديم جداً ، جاء بصيغ عدة مع مرور الزمن. اذ ورد في كتابات الملك السومري شولكي (2000) ق.م بصيغة وفي النصوص الآشورية والبابلية ورد بصيغ اربيلا واربيلو واربل...الخ. ، تتميز طبيعة الاراضي المحيطة بها بالامطار التي تكفي لنمو الحبوب البرية والمدجنة في أغلب السنين. ومن هنا كان وجود الانسان فيها مستمراً منذ العصور الحجرية، وهناك كوّن أو أسس القرى الزراعية الاولى في العراق.
ودجن الحيوان وتعلم زراعة الحبوب علماً بأن حبوب هذا الاقليم تعتبر من الانواع الجيدة وذات نسبة غذائية عالية.
ان تل او قلعة اربيل الحالية تضم اطواراً سكنية وعمرانية متعاقبة منذ العصور الحجرية والى الساعة حيث مازالت القلعة الاربيلية الشهيرة مسكونة وبكثافة عالية.
وهنا لابد من ذكر تصور او تحليل معظم المؤرخين والاثاريين حول كيفية تكون هذه التلول الاثارية في بلاد الرافدين عموماً ومنها قلعة اربيل وكركوك: " بسبب الحروب والحرائق والفياضانات... كانت تهجر المدن بأكملها فتتهاوى السقوف والجدران فتقبر الاشياء والمواد المتروكة من قبل السكان... وفي الغالب تأتي اقوام جديدة لتستوطن نفس المكان...
ولما كان يتعذر لهذه الاقوام ازالة كل تلك الكميات الهائلة من الانقاض... فكانوا يشرعون بتسوية الارض والجدران المهدمة ويستخدمونها اسساً لبناياتهم الجديدة وبتكرار هذه العملية مرات عديدة..
تتعاقب الطبقات السكنية الواحدة فوق الاخرى فترتفع تدريجياً فوق مستوى السهل المحيط بها. كانت بعض المدن تترك مرة الى الابد بينما استمر بهذه الدرجة أو تلك استيطان مدن أخرى ـ اربيل وكركوك مثلاً..."
هذه التلول في العراق بعد ان تركها أهلها. تحولت الى تلول صماء جرداء يغطيها الغبار المتجمع بمرور الزمن دافناً البناء داخله. والبعض الاخر منها مازال مسكوناً الى الان ومازال مستمراً في عملية الارتفاع مثل قلعة اربيل التي يبلغ ارتفاعها 415 متراًعن سطح البحر اما عن سطح المدينة فيبلغ ارتفاعها 26 .مترا

والزائر لمحافظة اربيل اليوم يشهد حركة عمرانية دؤوبة وتطورا في مجالات الانشاء العمراني، بالشكل الذي يليق بكونها مركزا لجذب السياح الاجانب وواجهة مشرفة كانموذج للمدينة العصرية ، لحرص حكومة اقليم كوردستان على نظافتها وتطوير المشاريع الخدمية فيها ومعالجة ازمة السكن ببناء(2000) وحدة سكنية في مجمعات سكنية عصرية ترقى الى المجمعات السكنية بالقياسات والمواصفات التي تبنى في الدول المتقدمة، واعادة بناء الاحياء القديمة منها والعمل على كل ما من شأنه حل الازمات والاختناقات المرورية والتعاقد مع الشركات ووضع الخطط لتقديم افضل الخدمات لأهالي المحافظة، يحد اربيل من الشرق ايران ومن الشمال تركيا وتبلغ مساحتها 13،165 كيلو متر مربع وفضلا عن انها العاصمة الدائمة لاقليم كوردستان فان جمالها الاخاذ ومناخها ذا البرودة الشديدة وانخفاض معدل الرطوبة جعل العراقيين يتخذونها عاصمة صيفية لهم .

الـ(الصباح) التقت نوزاد هادي محافظ اربيل للوقوف على ابرز الخدمات التي تقدمها المحافظة لأبنائها والذي حدثنا عن المشاريع المنجزة في المحافظة بما فيها تلك التي قيد الانجاز قائلا:
واضبت حكومة اقليم كوردستان على دعم المشاريع العمرانية في اربيل وجعلها نموذجا للمدينة الحضارية التي تتميز بالجمال والنظافة، وقد تعاقدت مع شركات استثمارية اجنبية ومحلية لانجاز مشاريع خدمية وعمرانية تخدم تطور المحافظة وتقدم افضل الخدمات لاهاليها وتجعلها واجهة كردستان السياحي فهي العاصمة الجميلة التي تحتضن الفعاليات والانشطة والمهرجانات الدولية والمحلية، فالوضع الامني المستقر فيها وقانون الاستثمار يعطي تسهيلات للشركات الاستثمارية الاجنبية وغيرها وكذلك يعد دافعا لتطوير حركة النشاط الاقتصادي الذي يعزز النمو العمراني والسياحي للاقليم.
· * بمناسبة الحديث عن قانون الاستثمار والتسهيلات المقدمة للشركات الاستثمارية الاجنبية الا يؤثر بشكل او بآخر على نشاط القطاع المحلي الخاص؟

ـ قانون استثمار الشركات والتسهيلات المقدمة لانجاز المشاريع المختلفة في الاقليم خدم الشركات المحلية وشركات الاستثمار العالمية على حد سواء ولم تؤثر فيها سلبا بل على العكس، فالقانون وجد بشكل يخدم اقتصاد البلد ويشجع الانفتاح الاقتصادي على العالم الذي بدوره سيكون له مردود ايجابي، اضافة الى انه سوف يتيح الفرصة للتعاون مع الدول والتعامل معها على جميع المستويات وجميع النواحي، ويشجع التبادل الثقافي والتكنولوجي مع دول العالم المختلفة.
· * من خلال تجوالي في المدينة لاحظت حركة عمرانية ومشاريع هائلة في مناطق معينة من اربيل دون غيرها من المناطق، هل تتبع المحافظة سياسية معينة في المناطق ضمن برنامج التطوير؟
ــ خطة المحافظة تشمل جميع المناطق وليس هناك تمييز بين منطقة واخرى انما المساحات المتوفرة لاقامة المشاريع والشكل الذي يميز منطقة عن منطقة اخرى يعطيها الاولوية، فمثلا هناك مناطق راقية، وهذا طبيعي في كل مدينة، هناك خطط لبناء مشاريع معينة تعود بفائدة اكبر على مواطنينا في تلك المنطقة، واود ان اوضح ان حكومة اقليم كوردستان لم تتجاهل او تهمل اية منطقة قديمة كانت ام حديثة، فهناك خطة لتحديث كل الاحياء الفقيرة في المحافظة وهذا ضمن خطة عمل يبدأ تنفيذها تباعا.
*لكننا لاحظنا تلكوءاً او تأخرا في انجاز مشاريع تطوير الاحياء القديمة في اربيل، التي تم الاعلان عنها وافتتاحها قبل مدة ليست قصيرة؟
ــ هذا يعود الى امكانية المقاولين والشركات التي اخذت على عاتقها تنفيذ هذه المشاريع والتي تم التعاقد معها بهذا الشأن، وسوف يتم تنفيذها ان شاء الله وفق الخطة الموضوعة لهذه المشاريع.
· * مطار اربيل الملاحظ عنه انه ليس بمستوى الطموح، هل هناك خطة لانشاء مطار جديد كما يتردد في وسائل الاعلام؟
ــ مطار اربيل هو مطار طارئ يقدم افضل ما يستطيع من خدمات لزوار الاقليم ، وهو بشكله الحالي غير مكتمل الخدمات ولكننا نحرص مع ذلك ان نوفر ما نستطيع توفيره لراحة المسافرين، خاصة ان حركة الطيران جيدة جدا فالنشاط الجوي قائم داخل العراق وكذلك بين مختلف دول العالم، وحكومة اقليم كوردستان وضعت ضمن برامجها توسيع المطار كبناية جعلها مطارا بالمواصفات الدولية الذي يزيد من حركة النشاط السياحي والانفتاح على دول العالم، فنحن حريصون على ان نجعل من مطار اربيل واجهة حضارية لزوار الاقليم بالشكل الذي يشجع السياحة ويجذب اليه الناس من مختلف دول العالم.