النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    المشاركات
    72

    افتراضي ما يجب على المكلف في عصر الغيبة الكبرى

    إن الله تعالى قد من على المسلمين عامة وعلى المذهب خاصة بنعم لاتعد ولا تحصى ,ومن نعمه الجليلة ورثة الانبياء العلماء العاملين الذين بحكمتهم وبصيرتهم الربانية يشخصون الداء ويعطون العلاج له قبل ان يتفحل وينتشر .
    ومن هؤلاء العلماء الربانيين السيد محمد الصدر(قده) ففي موسوعته الشهيرة عن الإمام المهدي(ع)يشخص الأدواء والفتن التي تسبق ظهور الامام ويصف العلاج الناجع لها ويوضح ما يجب على المكلف في زمن الغيبة الكبرى لإعداد شرط الظهور لمنقذ البشرية العظيم للمساهمة الجادة في إنقاذ البشرية جمعاء وتحقيق العدل الإلهي الموعود.
    وهذه بعض التكاليف كما جاءت في موسوعة الإمام المهدي(ع):
    ويقع الكلام ضمن عدة جهات بمقدار ما هو مطلوب من التكاليف في الاسلام(والكلام للسيد محمد الصدر بتصرف يسير):
    الجهة الأولى
    الأعتراف بالمهدي(ع)كإمام مفترض الطاعة وقائد فعلي للأمة وإن لم يكن عمله ظاهراً للعيان ولا بشخصه معروفاً,وهذا من الضروريات الواضحات على المستوى الامامي للعقيدة الإسلامية الذي أخذناه في هذا التأريخ أصلاً مسلماً.فأنه الامام الثاني عشر لقواعده الشعبية وهو المعصوم المفترض الطاعة الحي منذ ولادته الى زمان ظهوره(وقد عرفنا في تاريخ الغيبتين الصغرى والكبرى الأعداد الكبيرة من الاخبار الدالة على ذلك ),كما عرفنا مقدار تاثير وجوده في رفع معنويات قواعده وتمحيص إخلاصهم وتحسين أعمالهم.
    وحسب الفرد المسلم أن يعلم بأن امامه وقائده مطلع على أعماله وملم بأقواله,يفرح للتصرف الصالح وياسف للسلوك المنحرف,ويعضد الفرد عند الملمات,حسب الفرد ذلك لكي يعي موقفه ويحدد سلوكه تجاه إمامه وهو يعلم أنه يمثل العدل المحض وإن رضاه رضاء الله ورسوله وإن غضبه غضب الله ورسوله.
    كما إن حسب الفرد ان يعرف أن عمله الصالح وتصعيد درجة إخلاصه,وتعميق شعوره بالمسؤولية تجاه الاسلام والمسلمين يشارك في تأسيس شرط الظهور ويقرب اليوم الموعود.إذن ف(الجهاد الاكبر)لكل فرد تجاه نفسه يحمل المسؤولية الكبرى تجاه العالم كله,وملئه قسطاً وعدلاً كما ملئ ظلماً وجوراً,فكيف لا ينطلق الفرد مجاهداً مضحياً في سبيل إصلاح نفسه وإرضاء ربه.
    ومن ثم نرى النبي(ص)يؤسس اساس هذا الشعور في الفرد المسلم ويقرن طاعة المهدي بطاعته ومعرفته,فإن معرفة النبي(ص)بصفته حامل مشعل العدل الى العالم لا يكون بالإعتراف التاريخي المجرد بوجوده ووجود شريعته ,بل بالمواضبة التامة على الالتزام بتطبيق تعاليمه والاخذ بإرشاداته وتوجيهاته,وإلا كان الفرد منكراً للنبي(ص)على الحقيقة وإن كان معترفاً بوجوده التاريخي.بل يكون إنكار المهدي(ع)في الحقيقة إنكاراً للغرض الاساسي من خلق البشرية والحكمة الالهية من وراء ذلك,مما قد يؤدي الى التعطيل الباطل في الإسلام.
    الجهة الثانية
    إن من التكاليف المطلوبة في عصر الغيبة الكبرى الإنتظار
    وننطلق الى الحديث عن ذلك ضمن عدة نقاط :
    النقطة الاولى في مفهوم الانتظار
    إن المفهوم الاسلامي الواعي والصحيح للانتظار هو التوقع الدائم لتنفيذ الغرض الإلهي الكبير وحصول اليوم الموعود الذي تعيش فيه البشرية العدل الكامل بقيادة وإشراف المهدي (ع).
    وهذا المعنى مفهوم إسلامي عام تشترك فيه المذاهب الكبرى في الاسلام,إذ بعد إحراز هذا الغرض الكبير وتواتر اخبار المهدي عن رسول الله (ص) بنحو يحصل اليقين بمدلولها وينقطع العذر عن إنكاره أمام الله عزوجل,وبعد العلم بإناطة تنفيذ ذلك الغرض بإرادة الله تعالى وحده,من دون أن يكون لغيره رأي في ذلك .إذن فمن المحتمل في كل يوم ان يقوم المهدي(ع)بحركته الكبرى لتطبيق ذلك الغرض لوضوح إحتمال تعلق إرادة الله تعالى به في اي وقت.
    وهذا بنفسه ما يجعل المسؤولية في عهدة كل مؤمن بهذه الاديان,وخاصة المسلم منهم في ان يهذب نفسه ويكملها ويصعد درجة إخلاصه وقوة إرادته,لكي يوفر لنفسه ولأخوانه في البشرية شرط الظهور في اليوم الموعود.
    النقطة الثانية لا يكون الفرد على مستوى الانتظار المطلوب إلا بتوفر عناصر ثلاثة مقترنة :عقائدية ونفسية وسلوكية,ولولاها لا يبقى للانتظار أي معنى إيماني صحيح سوى التعسف النفسي المبني على المنطق القائل (إذهب انت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون)المنتج لتمني الخير للبشرية من دون اي عمل إيجابي في سبيل ذلك.
    العنصر الاول الجانب العقائدي ويتكون برهانياً من ثلاثة أمور:
    الامر ألأول:
    الأعتقاد بتعلق الغرض الإلهي بإصلاح البشرية جميعاً وتنفيذ العدل المطلق فيها في مستقبل الدهر.وان ما تعلق به الغرض الإلهي والوعد الرباني في القرآن لا يمكن ان يتخلف .
    الامر الثاني:
    الاعتقاد بأن القائد المظفر في ذلك اليوم الموعود هو الامام المهدي(ع)كما تواترت بذلك الاخبار عند الفريقين,بل بلغت ما فوق حد التواتر.وقد علمنا أن ذلك ضروري الثبوت .
    الامر الثالث:
    الاعتقاد بان المهدي القائد هو محمد بن الحسن العسكري(ع) الامر الذي قامت ضرورة المذهب عليه,وقامت عليه الاعداد الضخمة من أخبارهم ووافقهم عليه جملة من مفكري العامة كإبن العربي في (الفتوحات المكية)والقندوزي في (ينابيع المودة) والحمويني في (فرائد السمطين) والكنجي في (البيان) وغيرهم.
    العنصر الثاني الجانب النفسي للانتظار,ويتكون من أمرين رئيسيين :
    الأمر الأول:
    الاستعداد الكامل لتطبيق الاطروحة العادلة الكاملة عليه,كواحد من البشر على أقل تقدير ,إن لم يكن من الدعاة اليها والمضحين في سبيلها.
    الامر الثاني:
    توقع البدء بتطبيق الاطروحة العادلة الكاملة وبزوغ فجر الظهور في اي وقت لما قلناه من انه منوط بإرادة الله تعالى بشكل لا يمكن لغيره التعيين او التوقيت .ومن المحتمل ان يشاء الله تعالى ذلك في اي وقت,مضافاً الى الاخبار الدالة على حصوله فجأة بغتة .
    وهذا الشعور يمكن ان يوجد في نفس الفرد المؤمن باليوم الموعود,طبقاً لاي من الامور الثلاثة في العنصر الاول,وطبقاً لمجموعها ايضاً,ويكون شعوراً طيباً على نفسه مرضياً لضميره,باعتبار ما يتضمنه من شعور بالاخلاص تجاه نفسه ومجتمعه وامته,وهي الجهات التي سينتشلها اليوم الموعود من المشاكل والظلم.
    وإذا تم للفرد الشعور بهذين الامرين في نفسه,فقد تم لديه العنصر الثاني واستطاع ان يتقبل بسهولة ورحابة صدر العنصر الآتي(الثالث)
    العنصر الثالث الجانب السلوكي للانتظار:
    ويتمثل بالالتزام الكامل بتطبيق الاحكام الإلهية السارية في كل عصر,على سائر علاقات الفرد وافعاله واقواله,حتى يكون متبعاً للحق الكامل والهدى الصحيح,فيكتسب الارادة القوية والاخلاص الحقيقي الذي يؤهله للتشرف بتحمل طرف من مسؤوليات اليوم الموعود.
    وهذا السلوك ضروري وملزم لكل من يؤمن باليوم الموعود على اي من المستويات السابقة فضلاً عن مجموعها,وخاصة المسلمين الذي قام البرهان لديهم بان المهدي(ع)يطبق اطروحته العادلة الكاملة متمثلة في احكام دينهم الحنيف,واما المسلم الامامي الذي يعلم بأن قائده معاصر معه,يراقب اعماله ويعرف اقواله,وياسف لسوء تصرفه,فهو مضافاً الى وجوب إعداد نفسه لليوم الموعود,يجب ان يكون على مستوى المسؤولية في حاضره ايضاً وفي كل ايام حياته لكي لا يكون عاصياً لقائده متمرداً على تعاليمه.وهذا الأحساس نفسه يسرع بالفرد الى النتيجة المطلوبة,وهو النجاح في التمحيص والإعداد لليوم الموعود.
    وإذا كان الفرد على هذا المستوى الرفيع إستطاع ان يحرز الخير على مستويات اربعة:
    المستوى الأول
    إحراز الخير في دنياه وآخرته,اما في آخرته فبأعتبار رضاء الله عز وجل ,وأما في دنياه فباعتبار امرين:احدهما السلوك العادل الذي يتخذه الفرد والمعاملة الصالحة والعلاقات الجيدة التي يعامل بها الآخرين.وثانيهما انه يصبح على مستوى المسؤولية لتحمل مواجهة القيادة في اليوم الموعود ,إذا بزغ فجره.
    المستوى الثاني
    إحراز الخير لامته بإعتبار أنه إذ يعد نفسه الإعداد الصالح,فانه يشارك في تهيئة شرط اليوم الموعود,بمقدار تكليفه وقدرته,فيكون قد تسبب الى الخير كل الخير لامته.
    المستوى الثالث
    إحراز الخير لا لامته فحسب,بل للبشرية جمعاء.فان الخير الناتج من ايجاد شرط الظهور عام لكل البشر,والمشاركة في إيجاده مشاركة في إيجاد العدل الكامل السائد في اليوم الموعود.
    وهذه المستويات الثلاثة مما تقتضيه العقائد الاسلامية العامة المشتركة بين سائر المذاهب,بل مما يقتضيه الاعتراف باليوم الموعود في اي دين من الاديان.
    المستوى الرابع
    إن الفرد بمساهمته في إيجاد شرط الظهور يساهم في إرضاء إمامه المهدي(ع)وجلب الراحة إليه ,بالنسبة الى الشعور بزيادة المؤمنين وقلة العاصين ,والمشاركة الحقيقية في الإعداد للهدف الكبير. وهذا المستوى خاص بالاطروحة الامامية لفهم المهدي (ع).

    عزيزي المؤمن بعد هذا التذكير بهذه التكاليف أدعوك لمراجعة باقي التكاليف وتطبيقها كما أوردها السيد (قده) في (تأريخ الغيبة الكبرى) وتحديداً الفصل الثالث منه والذي طبع أيضا منفصلاً بعنوان(ما يجب على المكلف في عصر الغيبة الكبرى)
    والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله أجمعين.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    81

    افتراضي

    [align=center]احسنت يا اخي

    جزاك الله خيرا [/align]

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني