[align=justify]بقدر ما لفصل الصيف من بهجة باعتباره فصل الاستجمام والاستمتاع بالاجازات يكون أشبه بضيف ثقيل على الآباء والأمهات حين يصيب أطفالهم بأحد أمراضه التي قد تحصد ضحاياها في بعض الحالات. الاسهال، القيء، التهابات الاذن، الاصابة بالحمى القلق والتوتر العصبي النزلات المعوية، التهابات الحلق والزور والهزال وغير ذلك من متاعب تصيب فلذات الأكباد بصورة واضحة خلال فصل الصيف ومع ذلك يؤكد الأطباء ان على الآباء والأمهات مسؤولية تنفيذ مقولة 'الوقاية خير من العلاج' بكل دقة وبصفة خاصة في هذا الفصل من فصول السنة.

فما هذه الأمراض وما أعراضها وكيف يمكن تجنبها؟

النزلات المعوية

تبدأ غالبا باسهال يصاحبه قيء أو باسهال فقط قد يتبعه قيء مع ارتفاع من درجة الحرارة، وغالبا ما يحدث الاسهال نتيجة فيروس (فونا)الذي يصيب 40% من الأطفال بالاسهال، وهذا الفيروس لا يصحبه ارتفاع في درجة الحرارة. وقد يكون فيروس السالمونيلا في الأطفال هو المسبب للاسهال وكل ذلك يرجع الى عدم اهتمام الأم بالنظافة الشخصية لطفلها أو اهمال علاج بعض الأمراض التي يصاحبها اسهال ثانوي، مثل التهابات الاذن الوسطى أو اللوزتين.

لذلك على كل ام ان تقوم بالاسعافات الأولية لطفلها اذا ما اصيب بالاسهال بإعطائه محلول معالجة الجفاف ثم الذهاب فورا لاستشارة الطبيب حيث ان استمرار الاصابة بالاسهال يصيب الطفل بالدوخة وعدم التركيز والعصبية الزائدة، ومن المفيد جدا ان تقوم الأم بإعطاء طفلها بعض الوجبات المساعدة مثل الزبادي والارز والجزر المسلوق اضافة الى ضرورة غسل يديها جيدا قبل اعداد وجبات الطفل والعناية بنظافة الببرونة وحلمة الثدي قبل كل رضاعة، وعليها ايضا الحرص كل الحرص على عدم تعرض الطفل للأتربة أو الذباب.

الالتهاب الكبدي

تعد اصابة الطفل بهذا المرض بسبب تكاثر الذباب، خصوصا في المناطق الشعبية، وذلك نتيجة عدم النظافة وارتفاع نسبة التلوث البيئي، وتناول الطفل للمأكولات المحملة بالفيروسات، أو لمس الأدوات الشخصية بين الأطفال مثل اللعب. وغالبا ما يبدأ هذا المرض بارتفاع في درجة الحرارة، مصحوبا برشح من الأنف مع القيء، وعزوف الطفل عن تناول المشروبات، والاصابة بآلام في البطن وبداية اصفرار العينين وتغير لون البول الى اللون البني أو الأصفر الداكن مع هبوط تدريجي في درجة الحرارة بعد ارتفاعها.

ومع ذلك، فان هذا المرض لا يسبب خطورة للأطفال الا في بعض الحالات النادرة وغالبا ما يصف الطبيب بعض الأدوية البسيطة لمنع القيء مع اشتراط عدم تناول مأكولات معينة، اضافة الى انه يمكن وقاية الطفل من هذه الأعراض بالأمصال، خصوصا كل من فيروس A وB.

الحمى التيفودية

تبدأ في الانتشار خلال فترة الانتقال من الشتاء الى الصيف، وجرثومتها تصل الى أجسام الأطفال عن طريق الذباب والطعام الملوث كاللبن والخضراوات النيئة والمأكولات المعبأة في أكياس بلاستيك مثل الشيبسي والحلوى المضاف اليها ألوان صناعية ومكسبات الطعم حيث ان هذه الألوان والمكسبات تؤثر كثيرا في كبد الطفل.

تبدأ أعراض هذه الحمى بارتفاع في درجة الحرارة مع صداع شديد بمقدمة الرأس وفقدان الشهية، ويصاحب ذلك كحة بسيطة وآلام البطن. لذلك على الأم مراقبة طفلها عند تناوله أي أطعمة من تلك التي اشرنا اليها، وتعويضه بدلا منها بالفواكه الطازجة والمشروبات النقية مع الحرص على غسل جميع ما يتناوله الطفل غسلا جيدا، والاهتمام بنظافته الشخصية وسرعة عرضه على الطبيب اذا ما اصيب بالأعراض التي ذكرناها.

التهاب اللوز

عادة ما يصيب الطفل نتيجة التغير في درجة الحرارة من ساخن الى بارد والعكس، مما يكون له الأثر في تنشيط ميكروب الاصابة بهذا الالتهاب الموجود أساسا بالحلق وهناك حقيقة مهمة مؤداها ان استئصال اللوزتين لا يعني عدم الاصابة بالتهابات الحلق نظرا إلى وجود غدد أخرى بالحلق مسؤولة عن الدفاع عن الجسم، وننصح الأم باستئصال اللوزتين لطفلها اذا ما تكررت الاصابة بالتهابهما من 5 إلى 6 مرات على مدار العام، حيث انها تصبح وكرا للميكروب السبحي الذي قد يسبب متاعب عضوية اخرى للطفل تصل ذروتها بالحمى الروماتيزمية التي تؤثر في سلامة قلبه.[/align]