المالكي: السبت نطلق المصالحة عمليا وميدانيا
GMT 19:30:00 2006 الأربعاء 19 يوليو
د أسامة مهدي



--------------------------------------------------------------------------------


قال انه سيبحث مع بوش التحديات الأمنية والتنموية
المالكي: السبت نطلق المصالحة عمليا وميدانيا

أسامة مهدي من لندن: قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي انه سيبحث مع الرئيس الاميركي جورج بوش في واشنطن التحديات الامنية والتنمية الاقتصادية واوضح انه سيتم السبت المقبل اطلاق المصالحة الوطنية ميدانيا بينما دعا وزير الداخلية العراقي جواد البولاني منتسبي وزارته الى نبذ ومحاربة جميع انواع التخندق الطائفي والمذهبي في حين اكد الرئيس العراقي جلال طالباني ضرورة تعزيز العلاقات العراقية الاردنية .

واضاف المالكي في مؤتمر صحافي عقب اجتماع لمجلس الوزراء في بغداد اليوم انه سيبحث في واشنطن مع بوش الاسبوع المقبل التحديات الامنية ومتطلبات التنمية الاقتصادية في العراق بالاضافة الى اقامة علاقات سياسية بين العراق والولايات المتحدة وفق اسس المصالح المشتركة ورؤية العراق الجديد لهذه العلاقات . ومن المنتظر ان يلقي المالكي خطابا في الكونغرس الاميركي الثلاثاء المقبل عقب لقائه بوش ليتحدث عن اخر التطورات السياسية والامنية والاقتصادية في العراق .

وقد علمت "إيلاف" ان المالكي سيزور لندن في طريقه الى واشنطن لعقد لقاء مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير وبحث العلاقات الثنائية واوضاع القوات البريطانية في الجنوب العراقي التي تشهد تصاعدا في العمليات المسلحة المعادية التي تتهم لندن طهران بالوقوف وراءها . واضاف ان المصالحة الوطنية التي أعلن عنها نهاية الشهر الماضي ستطلق السبت المقبل عمليا وميدانيا وفق المخطط الذي تم الإعلان عنه" في وقت سابق. واشار الى ان الهيئة العليا للمصالحة الوطنية ستجتمع السبت لإطلاق المبادرة عمليا وميدانيا.. ووفق المخطط الذي أعلناه سابقا.

واكد أن هناك الكثير من العراقيين الذين توقفوا عن العملية السياسية، أبدوا استعدادهم للدخول في هذه المبادرة. وعن التدهور الأمني الذي يعيشه عدد من المدن العراقية اتهم تنظيم القاعدة في العراق بالوقوف وراء العمليات المسلحة التي راح ضحيتها المئات من الأشخاص خلال اليومين الماضيين. وقال ان تلك الجرائم تنبئ عن ظاهرة الفشل التي تواجه تنظيم القاعدة الذي اتجه نحو المناطق الرخوة والمناطق الآمنة.. من أجل تعميم ظاهرة الإرتباك الأمني. واوضح أن هذه التوجهات لا تدل على قوة القاعدة .. بقدر ما تدل على أنها تضعف أمام التحدي الأمني ،لذلك تبحث عن مناطق ضعيفة آمنة.. من أجل إشاعة الجو الإرهابي. واشار الى أن التصعيد الذي شهدته العمليات المسلحة مؤخرا ضد الأبرياء العزل هو لمواجهة حكومة الوحدة الوطنية .. ومحاولة من أولئك الذين يريدون عرقلة العملية السياسية وإجهاض مبادرة المصالحة الوطنية والوقوف بوجهها... لأنهم يشعرون أن نجاح الحكومة يعني أنه لا وجود بعد الآن لهذه القوى وامتداداتها في العراق .

وشدد المالكي على ان الحكومة العراقية "مصممة على الاستمرار بالمصالحة الوطنية لأنها الجسر الوحيد والمعبر الأساسي "الذي نستطيع أن نعبر منه إلى شاطئ السلامة الذي يوحد الشعب العراقي ،وينهي حالة العنف.. ويعيد الإستقرار ويقضي على كل الأفكار التميزية على أسس طائفية أو أسس حزبية أو عنصرية.

وعن الخلافات التي تعصف بمجلس النواب العراقي اعتبر المالكي الامر ظاهرة صحية حيث تتفاعل الافكار والرؤى فيه لكنه اعرب عن امله في ان لايؤثر ذلك على مهمات المجلس الرقابية والتشريعية . وردا على سؤال حول نشاط قوات منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة في العراق اشار المالكي الى ضرورة منعها من التواصل مع بعض الجهات الرسمية والوزارات ومنع عناصرها من مغادرة معسكراتها ثم البحث عن بلد ثالث يقبلهم لاجئين لديه .

وعن استمرار العدوان الاسرائيلي على لبنان قال المالكي إنه يتابع بقلق واستنكار شديدين عمليات التدمير الشامل وغير المبرر الذي تقوم به اسرائيل للبنى التحتية اللبنانية وقتلها للابرياء من المواطنين . ودعا العالم الى اتخاذ مواقف سريعة لوقف عمليات التدمير والقتل التي تمارسها اسرائيل من خلال استخدام هائل للقوة العسكرية . واوضح ان السفارة العراقية في بيروت قد ابلغت بضرورة اتخاذ الاجراءات اللازمة لاجلاء العراقيين من لبنان .

واشار الى ان مجلس الوزراء وافق اليوم على مشروع الاستثمار ورفعه الى مجلس النواب للمصادقة عليه من اجل تشجيع الاستثمارات الاجنبية في العراق لتنشيط اقتصاده واعادة اعماره . واوضح ان عمليات الفساد المالي والاداري قد تناقصت بعد اتخاذ الاجراءات القانونية ضد مرتكبي عمليات الفساد هذه منوها ان بعض كبار المفسدين قد هربوا من البلاد . واكد ان الفساد المالي والاداري هو التحدي الثاني بعد الارهاب الذي يواجه تقدم العراق وتنميته . وشدد على ان حكومته حريصة على حل المليشيات وحصر السلاح بيد القوى الامنية واعتبار حمله خارج هذه القوى مخالفة للقانون .

وزير الداخلية يدعو منتسبي وزارته إلى محاربة التخندق الطائفي

دعا وزير الداخلية العراقي جواد البولاني منتسبي وزارته الى نبذ ومحاربة جميع انواع التخندق الطائفي والمذهبي وذكرهم بالمسؤولية الكبيرة التي يتحملونها في بسط الامن واشاعة الهدوء والاستقرار من خلال تصديهم لزمر الارهاب والجريمة . وهدد البولاني في رسالة الى منتسبي وزارته من قوى الشرطة والامن والمغاوير باتخاذ اشد الإجراءات القانونية لكل من تسول له نفسه استغلال وظيفته باتجاه مضاد لأبناء الشعب ومخالف للمبادئ الإنسانية والقانون والعدالة .. وفي ما يلي نص الرسالة :

"من وزير الداخلية إلى الإخوة العاملين في وزارة الداخلية ضباطا وموظفين ومنتسبين :
في الوقت الذي نشيد بجهودكم الوطنية والأفعال الجسورة لمقارعة الإرهاب وملاحقة وقهر فلوله المذعورة وقتل رموزه والتضحيات العديدة الجسام التي قدمتموها بالأنفس والجراح دون هوادة من اجل خدمة أبناء شعبنا الصابر المبتلى ولنشر قيم الديمقراطية والحرية.. وتلبيتكم نداءات الاستغاثة والنجدة للمواطنين وانتم تحملون قيم الفداء والإقدام والشعور العالي بثقل المسؤولية الإنسانية التاريخية وتتصدون بكل بسالة وإقدام للزمر الإرهابية الجبانة تحدوكم غيرة ونخوة آبائكم وإخوانكم وأمهاتكم العراقيين النجباء (لان عراقكم واحد وشعبكم واحد وهدفكم واحد)، نرى لزاما علينا أمام الله والشعب أن ندعوكم وانتم أداة الشعب في تنفيذ القانون وإشاعة قيم العدالة التي هي أساس قوام الدولة إلى نبذ ومحاربة كافة أنواع التخندق الطائفي والمذهبي والميل مع الهوى وترك قيم الرجولة والاصالة والتقاليد السامية التي ورثناها، مما يدعو إلى زيادة الفرقة والتناحر بين فئات الشعب الواحد وهذا يعارض القيم التي نحملها جميعا (والرجال تمتحن بالأفعال لا بالأقوال وكذلك الأمم).. تجنبوا الجور والفساد وردوا الوفاء والإخاء للعراق وأهل العراق فالعدل جمال الولاة وقوام الرعية.

أننا على يقين من قدرتكم على تشخيص واقتلاع من يمارسون أعمال الفرقة والتناحر بين صفوفكم بشكل يحافظ على سمو الرسالة التي تحملونها والحيادية وان تكون الأجهزة الأمنية حريصة بالدفاع عن امن المواطنين كافة دون تمييز وان يكون ولاؤهم للشعب والوطن وليس إلى كتلة أو جهة معينة، وبدورنا سنتخذ اشد الإجراءات القانونية لكل من تسول له نفسه استغلال وظيفته باتجاه مضاد لأبناء الشعب ومخالف للمبادئ الإنسانية والقانون والعدالة.. والله الموفق".

طالباني يدعو إلى تعزيز العلاقات العراقية الاردنية

أكد الرئيس العراقي جلال طالباني ضرورة العمل من اجل تعزيز العلاقات بين العراق والأردن . جاء ذلك خلال استقبال طالباني لسفير العراق الجديد لدى الأردن سعد الحياني الذي زار الرئيس في مقر إقامته في بغداد مستأذناً بالسفر لتسنم مهام منصبه الجديد . وقد حمل طالباني السفير الجديد تحياته والشعب العراقي إلى جلالة الملك عبد الله بن الحسين عاهل المملكة الأردنية الهاشمية. كما حث السفير على ضرورة الدفاع عن مصالح العراق و تقوية علاقات العراق مع الدول العربية موجهاً السفير الجديد على ضرورة رعاية مصالح العراقيين المقيمين في الأردن والاهتمام بشؤونهم مشيرا الى ان تحسن الوضع الأمني في العراق و خاصة في المنطقة الغربية سينعكس ايجابياً على العلاقات التجارية وازدهارها بين البلدين الشقيقين .