ترجمة: فينوس فائق

[email protected]

بعد إثارة قضية الـ 18 فتاة الكوردية اللائي تم بيعهن من قبل أجهزة المخابرات التابعة للنظام الفاشي إلى الملاهي الليلية في مصر ، ضمن مرحلة من مراحل جرائم الأنفال التي نفذها النظام المقبور ضد الشعب الكوردي ، لأول مرة تكشف السيدة زكية إسماعيل عن حقيقة ألا وهي أن عدد الفتيات هو 75 فتاة و ليس 18 كما يتصور البعض لحد الآن ، و تشير السيدة زكية إلى جريمة أخرى أكثر خطورة و هي أن 200 طفل كوردي تتراوح أعمارهم بين شهران إلى أربعة سنوات تم ترحيلهم و تسليمهم إلى الإتحاد العام لنساء العراق حينذ.

زكية إسماعيل التي إنضمت عام 1954 إلى صفوف الحزب الديمقراطي الكوردستاني ، و أصبحت عضوة اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي إبان ثورة أيلول ، و كانت تقيم في الولايات المتحدة الأمريكية و عادت إلى العراق بعد صقوط نظام صدام حسين و تم تعيينها بمنصب مستشارة بوزارة العدل من قبل الأمريكان.. تتحدث زكية عن الوثيقة رقم (1601) التي تم العثور عليها في العاشر من ديسمبر عام 1989 في مديرية المخابرات العامة في كركوك ، و التي تشير إلى كيفية بيع و ترحيل 18 فتاة كوردية ضمن حملات الأنفال إلى الملاهي الليلية في جمهورية مصر العربية ، حيث تشير الوثيقة إلى أسماء و أعمار الفتيات و التي تتراوح بين 14 إلى 24 سنة ، تلك الوثيقة التي صارت بمثابة سخط و غضب شديدين للكورد ضد جمهورية مصر العربية ، حيث قادت منظمة جاك هذا العام حملة متواصلة و مكثفة و تظاهرات إحتجاج أمام سفارات جمهورية مصر العربية في جميع أنحاء العالم و طالبوا حكومة مصر بشكل رسمي أن ترد بشكل رسمي على تلك الوثيقة ، هذا و قد سلمت مجموعة من عضوات برلمان كوردستان مذكرة بخصوص الثمانية عشر فتاة المؤنفلة إلى وفد حكومي عربي.. هذا حين أن بعض الأوساط المصرية تشك في مصداقية تلك الوثيقة ، و بذلك الصددت صرحت السيدة زكية إسماعيل أن تلك الوثيقة تم الحصول عليها من داخل القصر الرئاسي في بغداد..

و قد أوضحت زكية إسماعيل كيفية الحصول على تلك الوثيقة حيث قالت: كنت مستشارة وزير العدل و كان مكتبي أعلى من مكتب بول بريمر الحاكم المدني في العراق ، و قد كان هناك عدد من الشباب الصحفيين و العاملين و الموظفين الآخرين الذين كانوا يقيمون في ذلك القصر ، و ذات ليلة تصطدم قدم أحدهم بلوحة في القصر مما يؤدي إلى سقوط اللوحة و يكتشف أن وراءها مخزن خفي ، يصرخ و يقول 10% من محتوياته من نصيبي ، أنا من عثر على الخزنة ، حيث بتصور الشاب أن الخزنة عبارة عن خزنة مليئة بالأموال ، هنا جاء الأمريكان و منعوا الجميع من التقرب و فتحها لحين حضور الجنرال (كامبرلي) قاضي القوات الأمريكية في بغداد.

تستمر زكية إسماعيل حقي في سرد التفاصيل و تقول: حين حضر الجنرال (كامبرلي) و تم فتح الخزنة ظهرت المئات من الوثائق ، في حين أجهش الشاب بالبكاء و قال أنه لم يحصل على شيء ، و تضيف: كانت توجد في الخزنة الكثير من أشرطة الفيديو كاسيتات التي كانت تصور إجتماعات الوزراء العراقيين ، ففي إحد الكاسيتات التي شاهدناه فيما بعد كان صدام حسين يشتم و يستهزء بوزراءه ، و كان المرء يستغرب كيف أنهم لم يعرفون الحياء و الإحترام لمثل هكذا تعامل بين رئيس و وزراءه و كيف هؤلاء كانوا يسمون أنفسهم وزراء..

الوثيقة الخاصة بالـ 18 فتاة ـ الكلام مازال لزكية إسماعيل ـ كنت هناك عندما تم العثور عليها ، تلك الوثيقة التي تم إرسالها من جهاز المخابرات العراقية في مجينة كركوك، و (و يذكر فيها أنهن 75 فتاة تم بيعهن و إرسالهن إلى الملاهي الليلية في جمهورية مصر العربية ، و دول عربية أخرى) ، و تشير إلى أنه ضمن نفس الوثائق كانت هناك وثيقة بتوقيع محمد سعيد الصحاف يأمر بمقتضاها صرف مبلغ 50 مليون يورو شهرياً لقناة الجزيرة القطرية..

و في سياق حديثها ذكرت السيدة زكية إسماعيل جريمة أبشع بالإستناد إلى الوثائق التي تم العثور عليها في المخزن الذي تم إكتشافه في القصر الرئاسي ، حيث أنه و وفق كتاب من مديرية المخابرات العراقية في كركوك حيث كانت منال يونس تتقلد منصب المدير العام لإتحاد نساء العراق التابع لمديرية المخابرات العامة ، حيث تتحدث في تلك الوثيقة عن الوجبة الأولى من الأطفال الذين تم ترحيلهم ضمن عمليات الأنفال في (شمال العراق) تم إرسالهم إلى إتحاد نساء العراق و فيه (إتخاذ ما ترونه مناسباً لهم).. و تقول السيدة زكية: أعمار الأطفال وفق ما مذكور في الوثيقة تتراوح بين شهرين إلى أربعة سنوات ، و تضيف: و لقد حاولت كثيراً أن أعرف ماذا حل بهؤلاء الأطفال و اين أخذوهم (و وفق بعض المعلومات التي وردت أثناء عملية البحث عنهم ، أن هؤلاء الأطفال تم إرسالهم إلى (القرية العراقية) التي إنشاءها عام 1980 و التي تقع في جانب الكرخ ببغداد) و تقول: "وفق بعض المعلومات التي وردت إلي أن هؤلاء تم تسجيلهم في الوثائق المدنية بإسم صدام حسين نفسه ، أي أن صدام حسين أبوهم ، و قد أُلحقوا فيما بعد عندما كبروا إلى جيش شباب العراق و جيش فدائيي صدام".