صدام حسين و رياح الموت






ناجي ئاكره يي

[email protected]



تفيد الأنباء الواردة من العراق بان الطاغية صدام حسين و بعض من أركان نظامه ، سوف يمثلون قريبا أمام محكمة الجنايات العليا في قضية الأنفال ، و تشير المعلومات بأن السيد منقذ تكليف آل فرعون ، سيرأس الادعاء العام في هذه القضية ، و ان بين المتهمين الذين سوف يجرى محاكمتهم مع الطاغية ، هم علي الكيمياوي و سلطان هاشم أحمد و طاهر توفيق العاني و حسين رشيد محمد التكريتي .

لذا ارتأيت ان اقوم باعادة نشر محاضرة القيتها في لاهاي العاصمة الهولندية ، ابان سقوط نظام الديكتاتور المجرم .

نص المحاضرة التي القيتها في مؤتمر حلبجة و الانفال المنعقد في مدينة لاهاي / العاصمة الهولندية بتاريخ 25/4/2004 .

القسم الثاني

اليكم وثيقة اخرى واعتراف صريح من النظام السابق بأرتكابه مجازر الانفال :

قدم مواطن كوردي عائد من الاسر , عريضة الى صدام حسين , بعد ان قضى حوالي ثمانية سنوات في الاسر , و لما وصل الى قريته و جد داره مهدمة , ويشرح مأسته لصدام ويقول , ام اجد زوجتي و لا اولادي , فيا للكارثة و يا للهول , فقد أخبروني ان الاسرة كافة وقعت في يد قوات الانفال في عملية الانفال التي جرت في المنطقة الشمالية بقيادة الرفيق ( علي حسن المجيد ) و لا اعلم عن مصيرهم شيئا :

1 غريبة علي احمد تولد 1955 زوجتي

2 ناجرو علي مصطفى تولد 1979 ابني

3 فريدون علي مصطفى تولد 1979 ابني

4 روخوش علي مصطفى تولد 1982 ابنتي

عليه جئتكم بعريضتي هذه راجيا التفضل بالعطف علي و أعلامي بمصيرهم , و فقكم الله ولكم الشكر و الاحترام .

المستدعي العائد من الاسر

ج/ احتياط – علي مصطفى احمد

بلا مسكن و لا مأوى في السليمانية / قضاء جمجمال / محلة بيكس مسجد الحاج ابراهيم

الجواب :

بسم الله الرحمن الرحيم

الجمهورية العراقية , ديوان الرئاسة

العدد /ش40 /ب/ 16565

التاريخ 10 ربيع الثاني / 1411 هجرية 29/10/1990

السيد علي مصطفى احمد

محافظة السليمانية / قضاء جمجمال

محلة بيكس / مسجد حاجي ابراهيم

طلبك في 1/10/1990 ان زوجتك و اطفالك فقدوا أثناء عمليات الأنفال التي جرت في منطقة شمالية عام 1988 .

مع التقدير .

الأخوة و الاخوات :

يذكر عبد ابن ربه في كتابه العقد الفريد , بان الحجاج ابن يوسف الثقفي قال لامرأة من الخوارج : اقرئي شيئا من القران .

فقرأت ( اذا جاء نصرالله و الفتح و رأيت الناس يخرجون من دين الله افواجا )

فقال لها : ويحك يدخلون !!

قالت : قد دخلوا و انت أخرجتهم ! .

مفهوم الطاغية القسري للمواطنة , اثر على الشعورالمواطن بالانتماء للوطن , لان المواطنة الصحيحة امن و امان ومشاركة في خيرات الوطن , ان سياسة العنف والمجازر و الاعتقالات و العقاب الجماعي و غياب القانون وسرقة خيرات العراقين , من قبل تلك الفيئة الضالة , ضعف لدى المواطن الشعور بالانتماء للوطن , لذا عبرت الطوائف العراقية , عن رفضها لتلك السياسات بأشكال عديدة , و كانت من اهمها الكفاح المسلح لمقارعة الديكتاتورية و الاستبداد .

ولنضع الوثيقة الدامغة امام من يدافعون عن الطاغية صدام حسين , هذه الوثيقة التي اصبحت بحوزة المقرر الخاص للامم المتحدة , ليطلعوا على مدى دموية نظام صدام حسين , نوردها مع الاخطاء اللغوية التي وردت فيها :

قيادة مكتب تنظيم الشمال العدد 28/ 4008

مكتب السكرتارية

التاريخ 20/6/1987

من / قيادة تنظيم الشمال

الى قيادة الفيلق الاول / قيادة الفيلق الثاني / قيادة فيلق الخامس

م/ التعامل مع القرى المحذورة أمنيا

بالنظر لانتهاء الفترة المعلنة رسميا لتجميع هذه القرى و التي سينتهي موعدها يوم 21/6/1987 قررنا العمل ابتداء من يوم 22/6/1987 صعودا بما يلي :

1 تعتبر جميع القرى المحذورة ( يقصد المحضورة ) امنيا و التي لم تزل لحد الآن أماكن لتواجد المخربين عملاء ايران و سليلي الخيانة و امثالهم من خونة العراق .

2 يحرم التواجد البشري فيها نهائيا و تعتبر منطقة عمليات محرمة و يكون الرمي فيها حرا غير مقيدا بأية تعليمات ما لم تصدر من مقرنا .

3 يحرم السفر منها و اليها او الزراعة و الاستثمار الزراعي او الصناعي و الحيواني و على جميع الاجهزة المختصة متابعة هذا الموضوع بجدية كل ضمن اختصاصه .

4 تعد قيادات الفيالق ضربات خاصة بين فترة و اخرى بالمدفعية و السمتيات و الطائرات لقتل اكبر عدد ممن يتواجد ضمن هذه المحرمات و خلال جميع الاوقات ليلا و نهارا و اعلامنا .

5 يحجز جميع من يلقى عليه القبض لتواجده ضمن قرى هذه المنطقة و تحقق معه الاجهزة الامنية و ينفذ حكم الاعدام بمن تجاوز عمره 15 عاما سنه داخل صعودا الى عمر70 سنة داخل بعد الاستفادة من معلوماته و اعلامنا .

6 تقوم الاجهزة المختصة بالتحقيق مع من يسلم نفسه الى الاجهزة الحكومية او الحزبية لمدة اقصاها ثلاثة ايام و اذا تطلب الأمر لحد عشرة أيام لا بد من اعلامنا في مثل هذه الحالات و اذا استوجب التحقيق اكثر من هذه المدة عليهم اخذ موافقتنا هاتفيا او برقيا و عن طريق الرفيق طاهر العاني .

7 يعتبر كل ما يحصل عليه مستشاروا افواج الدفاع الوطني او مقاتلوهم يؤول اليهم مجانا ما عدا الاسلحة الثقيلة و الساندة والمتوسطة اما الاسلحة الخفيفة فتبقى لديهم و يتم اعلامنا بأعداد هذه الاسلحة فقط و على قيادة الجحافل ان تنشط لتبليغ جميع المستشارين و امراء السرايا و المفارز و اعلامنا بالتفصيل عن نشاطاتهم ضمن افواج الدفاع الوطني , مكرر رئاسة المجلس التشريعي . رئاسة المجلس التنفيذي . جهاز المخابرات . رئاسة اركان الجيش . محافظوا ( رؤساء اللجان الامنية ) نينوى , التأميم , ديالى , صلاح الدين , السليمانية , اربيل , دهوك . اعضاء سر المحافظات اعلاه .مديرية الاستخبارات العسكرية العامة . مديرية الامن العامة . مديرية أمن منطقة الحكم الذاتي . منظومة استخبارات المنطقة الشمالية . منظومة استخبارات المنطقة الشرقية . مدراء امن محافظات – نينوى, التاميم , ديالى , صلاح الدين , السليمانية , اربيل , دهوك . يرجى الاطلاع و التنفيذ كل ضمن اختصاصه . انبؤونا

الرفيق

علي حسن المجيد

أخواني و أخواتي :

فاذا لم يكن الطاغية صدام ريح الموت , و اذا لم تكن سياسته القمعية و غزواته , سلاحا للتدمير الشامل , فأين يوضع صدام وفي اية خانة ؟, هل هو الحمل الوديع و المسالم كما يصفه بعض العروبيون و الاسلامويون , ام هو ذلك الطاغية الذي ابكى الحجر و الشجر قبل البشر .

حينما نركز في مداخلتنا على جرائم النظام المنهار ضد الكورد , ارضا و شعبا و تأريخا و جغرافية , ليس معناه بأننا ننسى ما لحق من ماسي و ويلات و كوارث باشقائنا في الجنوب و الوسط أو ما حصل للاخوة من جيران العراق , لكننا بتركيزنا على معاناة الكورد , ننقل الواقع الذي عشناه و لمسناه , و معايشة المرء لواقع معين يكون في سرده ناقلا لحقيقة ما جرى فعلا , رغم اننا نثمن جهود وكتابات عدد كبير جدا من الكتاب والباحثين و الاكادميين و الصحفيين العراقيين و العرب و الاجانب , الذين انصفوا الشعب الكوردي وذكروا حقيقة ما تعرض له من ماسي و كوارث خلال عقود , و منهم اساتذنا الاجلاء الحاضرون في هذه القاعة , و لا ننسى ان نذكر نموذج واحد كمثال , على مواقف بعض الاخوة العرب المناصرة للشعب الكوردي , فقد كتب السيد فهمي الهويدي , الكاتب المصري الاسلامي المتنور , في مجلة المجلة قبل سنين , مقالة بعنوان الاكراد شعب الله المحتار ( بالحاء و ليس الخاء ) , كركوك سبقت كوسوفو في خطط الاقتلاع و الابادة حيث يقول :

الذي يجري مع الالبان في كوسوفو هو ذاته الذي حدث و يحدث للاكراد في العراق و تركيا على الاقل , و مع ذلك استنفر الحاصل في كوسوفو الضمير الاسلامي , و ملأه غضبا وسخطا و بغضا للصرب و من لف لفهم او انتسب اليهم , غير اننا لا نكاد نلمس انفعالا مماثلا في الاقطار الاسلامية , ازاء الجرائم المستمرة التي لحقت بالكورد , و ارجو الا يكون السبب في ذلك راجعا , الى ان جرائم الصرب مستهجنة لأنها واقعة من مسيحيين ارثذوكس اما جرائم العراقيين و الترك ( الانظمة أعني ) فمسكوت عليها لأنها صادرة عن مسلمين بحق مسلمين اخرين , بحسبان ان الأولين مغايرون لنا لا نقبل منهم الضيم , أما الأخيرون فهم ( اخواننا ) في الدين , و نحن مدعوون بحسب النص القراني لان نكون ( اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين ) .. ثم يذكر اكتشاف النفط و يعتبره جناية بحق الكورد , و يتطرق الى كتاب الدكتور نوري الطالباني بعنوان ( منطقة كركوك و محاولات تغيير واقعها القومي ) , و في مقالته يشير بصورة مفصلة الى ما تعرض له الكورد , منذ تشكيل الكيان العراقي الحديث لحد تأريخه من تهجير و مجازر و كوارث .

ايها الاخوة :

ارتكب المجرم صدام و ابناؤه و افراد اسرت و عشيرته , و ازلامه في الامن و الاستخبارات و المخابرا ت , جرائم عديدة في كافة اجزاء العراق , التي تصنف ضمن الجرائم خارج القضاء و القانون , وهناك جرائم اخرى مقننة ارتكبت استنادا الى قوانين استثنائية و قرارات صادرة من ما كان يسمى مجلس قيادة الثورة , بالاضافة الى جرائم العدوان المتمثلة بشنه حربا على ايران و غزوه للكويت , و معاملته القاسية للمدنين و تحقيرهم خلال عقود من حكمه , و تهجير مئات الالاف من البشر و ترحيلهم قسرا , و قتل وتغييب الاسرى , و نهب الممتلكات العامة و سرقة المتاحف و المستشفيات و دور العبادة و الاماكن المقدسة و هدمها , و القيام بالاغتيالات السياسية و اغتصاب النساء و بيعهن الى الدول الاخرى , و وضع الحجز التعسفي و التمييز العنصري على المواطنيين , و احراق ابار النفط في العراق و الكويت و في ايران , و فرض الحصار الاقتصادي على مناطق و تجمعات بشرية معينة , و اسقاط الجنسية عن العراقيين و خاصة من الكورد الفيليين , و سحب الدم من المساجين و ارسالهم الى مستشفيات الامراض المعدية و المستشفيات العقلية , و تبديل المجرمين المحكومين بالاعدام , محل بعض المصابين بالامراض العقلية واعدامهم بدلا من المحكومين , و انتهاك اعراض السجينات , و تكريم العناصر الامنية التي تبدع اساليب جديدة للتعذيب , و تشكيل معاهد لأبتكار طرق جديدة لأخذ الاعترافات من المساجين , و أثناء حكم قرقوش العراق اصبح امتلاك لاقطة لاستقبال الفضائيات جريمة , و التذمر من الوضع الاقتصادي او التعليمي او الصحي جريمة يعاقب عليه , حتى اصبح الاضطهاد و القمع السياسي و المجازر , عنوانا للدولة العراقية في عهد الطاغية , ان السادية و نزعة التدمير لدى الطاغية و زمرته لم تكن لها حدود .

في لقاء للطاغية مع اخيه سبعاوي التكريتي مدير الامن العام الاسبق , اخبر الاخير بان لديه 18 الف وكيل امن , فرد عيه صدام , يجب ان يكون وكيل امن في كل عائلة عراقية , حتى تحولت السفارات العراقية و ملحقياتها في الخارج , اوكارا للتجسس و شراء الذمم و تجنيد العملاء و توزيع الاموال و المعونات للوكلاء وعلى بعض الاعلاميين .

عندما طلب المجرم صدام في تموز 2001 , من القيادات الكوردية الجلوس معه الى مائدة المفاوضات , كانت الويلات و المعاناة التي مرت على الكورد و على العراقيين حاضرة في مخيلتي , فكتبت في جريدة الزمان الغراء عدد 978 في 26/7/2001 , مقالة بعنوان ( الحوار رهن بازالة العوائق و تبني الشفافية ) فهل يملك صانع القرار في بغداد ارادة التغيير , و قلت ان مبدأ التفاوض عبر التاريخ كان امرا مرغوبا , و للمفاوضات اية مفاوضات كانت و منها الحالة الكوردية , ظروفها و قواعدها و شروطها , اهمها ايجاد مناخ الثقة المتبادلة وتهيئةالاجواء السليمة بالتوقف عن الممارسات السلبية , وان الوضع النفسي لاكثرية الكورد و وللكثيرين من العراقيين غير مهيأة للتفاوض , لان النظام سوف يستغل المفاوضات لمضاعفة طاقة عضلاته و استعراضها لترويع الشعب العراقي , الى ذلك فأن استقرار المجتمع العراقي و استقرار المنطقة , يتطلبان ايجاد الية لمفهوم جديد للسلطة السياسية في العراق , يقوم على نبذ التعصب و نشر التسامح و محاربة الفساد , بكل اشكاله و اطلاق الحريات وحق التعبير اطارا للتضامن الاجتماعي , وعلى النظام التخلص من نظرية ( السلطة اقوى من المجتمع ) , التي ادت الى قيام السلطة بضرب ميثاق العيش المشترك للعراقيين , بممارسات و تدابير قاسية لوأد الاحزاب و القوى السياسية و خنقها , و تنصيب غير مشروع لمن شاء على مقدرات العراقيين و استباحة حرماتهم و ارواحهم و اموالهم , ما يريده شعبنا وجوها جديدة و نزيهة و خطابا يحترم عقولهم , لا اعلاما يخاطب نفسه منذ عقود من دون حصاد يذكر , فضلا ان نظام صدام حسين ملزم بمراجعة شاملة و جهود خارقة لغفران ذنوبه و تصحيح المسار , لان هناك دماء غزيرة سالت و و ممارسات ظالمة مورست , و لا زال قائما حتى هذه اللحظة مسلسل التهجير و هدم الديار و هتك الاعراض و فقء العيون و تشويه الاجساد و عسكرة المجتمع بدون مبررات , لانه خلق جيلا حاكما لا يستطيع ان يتكيف مع العصر , بحكم انه غائب عنه اصلا , لذا لا يتقبل الذي يحدث فيه من مستجدات و تطورات , جيل له وجه عنيف مستبد في نظرته للاخرين مستند على القسر , فأن الحقائق لا يمكن حجبها بالتزوير و الكبت و الاكراه , و في عالمنا المعاصر , تقلص دور الزعيم الملهم و القائد الضرورة ( ميلوسوفيتش بينوشيه مثلا ) و البقاء للأصلح ( مانديلا مثلا ) .

و القيادات الكوردية لا تستطيع ان تضع ذراع الاكراد ثانية , في قبضة نظام الرئيس صدام , كما ان الدخول معه في المفاوضات صعب , في حالة تجاهله حقوق الشعب العراقي في العيش الكريم , بعد التضحيات الجسام التي قدمها . و اخيرا و ليس اخرا , فان الذي يريد ان يجمع الشمل , عليه قبول وجود الاخرين , و اللعب ضمن قواعد اللعبة التي تخدم الوطن و الشعب و السلام و الاستقرار , و ذلك باعادة النظر في اصطفاف مراكز القوى القائمة في السلطة الحاكمة , و الكف عن لعب دور اللاعب الوحيد في المنطقة , بما يزيد من معاناة العراقيين , فهل تمتلك الاسرة الحاكمة ارادة التغيير ؟ نشك في ذلك و نقول الامر متروك لمن يملك لا لمن يبصر .... الى اخر المقالة .

أخوتي الكرام :

كان ابناء الطاغية وافراد عشيرته فوق القانون , و كانوا جهلة و اغبياء لا يجدون غير القتل و السلب و النهب , و حينما حصلت مجزرة التجار , كتب المقبور عدي هذه الرسالة و هي بخط يده , و التي اعرضها عليكم حيث يشكر فيها والده الديكتاتور لقتله التجار , والقاء المرء نظرة عابرة على الرسالة يجد المستوى الثقافي الضحل لهذا الشاذ , حيث لا يعرف المذكر من المؤنث و الكسرة من الفتحة , و خطه و اسلوب كتابته يؤكد بان طالب الابتدائية اكثر قابلية منه , في حين كان الوزراء ينادونه بالاستاذ , و قادة القوات المسلحة ينادونه سيدي , ولكن الطيور على اشكالها تقع , لم يكن الدوري او ياسين رمضان او عبد حمود , وغيرهم من الوزراء و المسؤولين اكثر منه قابلية .

سيداتي سادتي :

يذكر الامير اسامة بن منقذ , في كتاب لباب الاداب , بأن ابن سماك تكلم يوما و جارية له تسمع , فلما دخل عليها قال لها , كيف سمعت كلامي , قالت ما احسنه لو لا أنك تكثر ترداده , قال انما اردده ليفهمه من لم يفهمه , قالت الى ان يفهمه من لم يفهمه قد مله من قد فهمه .

لذا اقول بان الطاغية و ازلامه الان في قبضة العدالة و علينا تكثيف الجهود و المطالبة بمحاكمة هؤلاء المجرمين , دون ان ننسى ضحايانا , علينا فعل شئ عملي لينال هؤلاء جزاءهم العادل و بالسرعة الممكنة , والمطالبة بتعويض ذوي الانفال و المقابر الجماعية والشهداء , و بعكسه اذا استمرينا فقط بالادانة والشجب , فاننا نحصر انفسنا في قوقعة جلد الذات , ليس بالتمنيات وحدها يعيش الانسان , علينا الكف بالبكاء على الاطلال , يجب ان نداوي جروحنا و نمسح دموع ذوي الضحايا , لان الانسان أثمن شئ في الوجود , هذا ما تقوله الشرائع السماوية و كثير من الشرائع الوضعية , و نصوص هذه الشرائع تختزن الانفتاح على ذوي الضحايا , و في عصرنا الحاضر تقلصت سيادة الدولة و الحاكم , لصالح حقوق الانسان ولصالح المواطنة , مع الاسف ان بعض الجهلة و الاميين و انصاف المثقفين , الذين لم نسمع منهم أنة واحدة في عهد صدام , خرجوا علينا اليوم ليعيدونا الى العصور الوسطى , و يريدون ان يهشموا كل الرموز الجميلة الباقية في وطننا , وان هؤلاء الجهلة والارهابيون لا يعرفون بان محنة شعبنا ليس في عماه , بقدر في ما هو يري اكثر مما يجب من الموجود تحت عمائمهم , يجب ان نتصدى لهؤلاء بنفس الدرجة و العزيمة و القوة التي وقفناه ضد النظام الساقط , خطورتهم لا تقل عن خطورة الطاغية صدام حسين , علينا مواجهة ما في نفوس هؤلاء من سلبيات الانغلاق , تلك النفوس التي لا تروق لها الحقيقة , و لا يستوعبون بأن البحث عن الخلاص من الظلم و الاضطهاد اصبح سلوكا عالميا انسانيا نبيلا , ناسين بأن أمة الاسلام لا يجمعها بلد واحد و لا وطن واحد و لايتكلم اللغة العربية اكثر من 75% من المسلمين , فضلا عن الاختلافات الثقافية بين شعوبها و وجود صيغ متعددة لمفهوم الاسلام داخل الامة , تتصادم فيما بينها كما تتصادم مع غيرها , حتى أصبح اطلاق صفة الامة على المسلمين مشكوك فيها .

اعزائي و عزيزاتي :

لنأخذ دروسا من حلبجة و الانفال و المقابر الجماعية , و لنعترف جميعا من ان العراق بلد متعدد الاعراق و الاديان و المذاهب , هذه التعددية يجب ان تكون مصدر نجاح و ليس مصدر فشل , و ابناء العراق يجب ان يستمدوا قوتهم من تعدد أطيافهم و ألوانهم , و حب الوطن لا يكتمل الا بحب الانسان , و المجتمعات البشرية الواعية هي كلحن الموسيقى , تتقبل و تتحمل التوزيع و التنوع و لكنها ترفض النشاز, عاشت الشعوب العراقية حرة عزيزة ابية شامخة , في عراق ديمقراطي تعددي برلماني فيدرالي .... و دمتم بالعز .

المصادر و الهوامش :

مجلة الحقوقي عدد 2 شباط 2001 – مجلة جمعية الحقوقيين العراقيين – لندن – بحوث و دراسات و مقالات للاساتذة الكرام :

الدكتور طارق علي صالح – مسؤولية المجتمع الدولي أزاء جرائم نظام صدام .

الدكتور عبدالحسين وداي العطية – الاضطهاد السياسي في عراق صدام حسين .

الدكتور منذر الفضل – مبدأ أستقلال السلطة القضائية وأهدار حق التقاضي في العراق .

الدكتور كاميران الصالحي – جريمة العدوان و مسؤولية نظام صدام .

الدكتورة راقية القيسي – دور نظام صدام في شيوع الطائفية و الألغاء و التخلف .

العميد الركن نجيب الصالحي – القوات المسلحة العراقية و واقع حقوق الانسان فيها .

بحوث و دراسات – هيئة البحوث في جمعية الحقوقيين العراقيين .

رياح الشرق لمؤلفه – الاستاذ رياض نجيب الريس .

جريدة خبات – عدد 706 في 22/12/1993 .

جريدة خبات – عدد 708 في 5/1/1994 .

جريدة الزمان 987 في 26/7/2001 .

مجلة الوطن العربي عدد 1411 في 19/ 3/ 2004 .

مجلة الوطن العربي عدد 1373 في 27/6/2003 - مقالة للاستاذ هاشم حسن .

عدد من مجلة المجلة