صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 28
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    4,192

    افتراضي من هو عالم سبط النيلي ؟

    وقع نظري على كتب إسلامية يتم تداولها لمؤلف غير معروف، توفي سنة 2000 إسمه عالم سبط النيلي.

    من هو هذا الرجل يا ترى، وما هي معالم أفكاره؟؟
    "أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام"
    كونفوشيوس (ع)

  2. #2

    افتراضي

    مع المهندس عالم سبيط النيلي في كتابه:

    (الشهاب الثاقب للمحتج بكتاب الله في الرد على الناصب أحمد الكاتب)

    التنظير للمنهج الحشوي، والتحريف بدعوى الإصلاح



    ترددت كثيرا في الرد على النيلي، الذي درس الهندسة في موسكو، ولم يسبق له أن درس في الحوزة العلمية، ولكنه يختزن ثقافة شيعية شعبية تقليدية، وقد هاله إقبال الناس في العراق على كتابي عند صدوره، فانبرى للرد على الكتاب، ولم يجد ما يرد به سوى مفردات الجدل الشعبي الذي لا يستند على أي منهج علمي، ولا أقول أكثر من ذلك لأني أربا بنفسي النزول الى مستوى المفردات السوقية والغوغائية التي استخدمها في كتابه. واذا كان المكتوب يقرأ من عنوانه، فان اتهام أحمد الكاتب بالنصب والعداء لأهل البيت، بهذه السهولة والجرأة، يؤكد طبيعة الردود التي قدمها المؤلف.

    ولولا وجود أشخاص، أو لجنة ، أو تيار يروج الى الكاتب النيلي، وكتبه المشابهة وادعاؤهم برد النيلي على الكاتب، لما تشجعت في الرد عليه، لأن كتابه يرد على نفسه بنفسه لكثرة ما فيه من تناقض وحشوية وسطحية ورفض مباديء البحث العلمي التي لم يدرسها بالطبع في موسكو الشيوعية.

    ولأنه كان يعتقد بأن الامامة من الله وتثبت عن طريق النص، فقد اعتقد بأنها جزء أساس من الدين، ولذا فقد وجد في قراءتي المخالفة لنظريته والتي تقول بأن الشورى هي نظرية أهل البيت السياسية تناقضا كبيرا مع الصورة التقليدية التي يحملها عن التشيع، وانطلق من هنا ليرد على كتابي (تطور الفكر السياسي الشيعي) حتى قبل أن يقرأ الكتاب. حيث يقول:" من أوَّلَِ سطورٍ قرأتها وأنا أدركُ كلَّ الكشوفاتِ اللاحقةِ للكاتبِ، وبدأتُ الردَّ ولمْ أقرأ سوى سبع صفحاتٍ.. لِماذَا؟ لأنني أعلمُ إلى أيِّ موضعٍ يريدُ الوصولَ . وأقسِمُ باللهِ وملائكته وكتبه ورسلِهِ أنّي علمتُ من أوَّلِ خمسةِ أسطرٍ أنَّه في الطريقِ لإنْكَارِ الوصيّةِ والإمامةِ، وأنَّ هذه كلَّها مقدِّماتٌ نفسيَّةٌ لهذا الهدف!!".

    ولكنه لم يتوقف عند تطور الفكر الشيعي عبر التاريخ، ولم يتأمل في التحديات التي واجهته، ولم يبحث بالطبع موضوع وجود الامام الثاني عشر أو عدم وجوده ، واعتبر ذلك أمرا مسلما لا يحتاج الى نقاش، ولم يتوقف الا عند النظريات المختلفة في تفسير سبب الغيبة، وهو أمر متأخر على مسألة بحث وجود الامام الغائب وولادته.

    ولما كان بحث هكذا أمور تاريخية وعقائدية يحتاج الى عدة علمية يفتقدها النيلي، فقد اختصر الطريق برفض البحث العلمي من الأساس، والإعلان عن كفره بعلم الرجال، والتمسك بدلا من ذلك بالمنهج الاخباري الفج الذي ينظر الى الروايات نظرة ذوقية ومزاجية. ولم يبحث ولم يجب عن كثير من الأسئلة التي طرحتها في الكتاب حول مصير نظرية الامامة ومصداقها الخارجي، أو هوية الامام الثاني عشر، واعتبر ذلك محاولة استخباراتية لكشف ستر الامام الغائب!!!

    ان مشكلة النيلي الكبرى تكمن في أنه يعتقد أن ما ورثه من آبائه وأجداده هو عين الحق والصواب، رغم أن الكثير منه قائم على أحاديث ضعيفة أو مختلقة، أو تأويلات تعسفية للقرآن الكريم، وبدلا من أن يفترض في البداية احتمال الخطأ أو يمارس الشك المنهجي الذي يقود الى البحث العلمي، ثم التوصل الى اليقين، فانه يتشبث بما ورثه حرفيا دون نظر أو تفكير، ولا يسمح حتى للعلماء باحترام الآراء الأخرى، أو توفير أي قدر من الحرية في البحث والتفكير، فهو يقول مثلا:"وَمَا نريدُ أنْ نقولَهُ في هَذا الكتابِ هُوَ أنَّ الناسَ دأبوا عَلَى الجدالِ حَوْلَ الحَقِّ والباطِلِ والصحيحِ والخاطئ، وتَمَادُوا في ذَلِكَ إلى درجةِ أنَّ عُلَمَاءَ الدِّينِ أصْبَحوا يأخذونَ بفكرةِ احترامِ الآراءِ جميعاً ولو فيما بينهم، ويبرِّرون الاجتهادَ ويزعمون أنَّ الاختلافَ في الدِّينِ رحمَةٌ وأنَّهُ ضرورةٌ لإغناءِ الفكرِ والبحثِ.
    لكنَّ هُنَاكَ فَرَقاً بَيْنَ البَحْثِ عَن الحَقِّ والباطِلِ وبَيْنَ الاختلافِ في الحَقِّ والباطِلِ هُوَ عيْنُهُ الفَرَق بَيْنَ الكُفْرِ والإيمانِ. إنَّ كُلَّ الَّذينَ يبرِّرون الاختلافَ ويَسْمَحونَ بتعدُّدِ الوجوهِ في تأويلِ النصّ الإلهيِّ هُمْ ظَلَمَةٌ وكفَرَةٌ، بَلْ هُمْ أَظْلَمُ الخَلْقِ طُرّاً وإنْ لَبَسوا العمائِمَ وتجلببوا بجُلبابِ الدِّينِ، لأنَّهُمْ يؤمنون بِعَدَمِ وضوحِ الفَرَقِ بَيْنَ الحَقّ والباطِلِ ابتداءً، ويجعلون النصَّ الإلهيَّ الَّذي جَاءَ لإزالةِ الاختلاف ـ يجعلونهُ مَصْدَرَاً للاختلافِ".

    وهذا ما يثير التعجب والشفقة حول مدى انغلاق النيلي وجموده الفكري وتطرفه، حينما يعتبر العلماء المجتهدين الذين يسمحون بتعدد وجهات النظر في تأويل القرآن: "ظلمة وكفرة بل أظلم الخلق طراً".
    ورغم وجود تفاسير عديدة للدين ومذاهب ومدارس مختلفة في داخل الدين، مما يعني وجود الاحتمال بخطأ بعض التفاسير أو التأويلات، فان النيلي يعتبر نقد التفسير السائد للدين، طبعا حسب وجهة نظره، محاولة لإبطال أسس الدين، ويقول:"نَرَى بوضوحٍ كافٍ أنَّ الهجماتِ الموجَّهَةِ إلى الدِّينِ السماويِّ وَعَلَى كافَّةِ المستوياتِ هِيَ هَجَمَاتٌ عَلَى التفسيرِ السائِدِ للدِّينِ وَلَيْسَتْ عَلَى الدِّينِ نَفْسِهِ، وَلكِنَّهَا تُحاوِلُ إبطالَ أسُسِ الدِّينِ من خلالِ التناقُضَاتِ في أقوالِ علماءِ الدِّينِ والمفسِّرين، فيحسِبُ البعضُ بَلْ أكثرُ الناسِ أنَّ الدِّينَ أصبَحَ في خَطَرٍ من هَذِهِ الهَجَمَاتِ".

    والغريب انه يعترف بـ:"إنَّ مَا حَصَلَ في عقائِدِ المسلمينَ مُنْذُ قرونٍ طويلةٍ هُوَ انقلابٌ شاملٌ لمبادئ الدِّينِ وانعكاسٌ للمفاهيمِ بِحَيثُ أنَّ الدراسَةَ الجّادَّةَ للنصِّ القرآنيِّ ومحاولةَ فهْمِهِ مُستَقِلاً عَن آراءِ الرِّجَالِ تبيِّنُ بوضوحٍ كافٍ أنَّ الدِّينَ الَّذي بَيْنَ يدينا اليوم هُوَ نقيضُ الدِّينِ الَّذي جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ (ص)، وَلِذَلِكَ يتمكَّنُ دعاةُ الإلحادِ والكُفْرِ من توجيهِ الضرباتِ القويَّةِ إلى هَذا الدِّينِ المزيَّفِ فيحسِبُ الناسُ أنَّ الدِّين في خَطَرٍ. وَلكنَّ الحقيقةَ كَمَا قُلْنَا مِنْ قبل أنَّ الخَطَرَ هُوَ عَلَى الباطِلِ مِنَ الباطِلِ لا غَيْرَ.!
    وَلكنْ يَبْقَى علينا أنْ نوضِّحَ للقارئِ الفَرَقَ بَيْنَ دِينِ اللهِ ودينِ الناسِ!، إِذْ هُنَا تكْمُنُ المشكلَةُ بِكُلِّ أَبْعَادِهَا!
    فإنَّ هَذا التوضيحَ يستلزِمُ إجراءَ سلسلةٍ مِنَ الأعمالِ سَتَكونُ المفاجأةُ فِيْهَا عَلَى رجالِ الدِّينِ من كافَّةِ المذاهبِ أشدُّ وقعاً مِمَّا هِيَ عَلَى القارئ العادي. ومن المتوقَّعِ أنْ يَقِفَ أكثرُهُم ضِدَّ عمليةِ التصحيحِ وفي صفِّ العدوِّ إذا أحسُّوا بالخَطَرِ الدَّاهمِ عَلَى مسلَّماتِهِم ومبادِئِهِم ـ وسوف يَحْسبونَ أنَّ الخَطَرَ في التصحيحِ أعظَمُ عليهم من الخَطَرِ الآتي من هجماتِ الملاحِدَةِ والكفّارِ.
    ذَلِكَ لأنَّنا لَو قُلْنَا أنَّ مَا تَنْتَقِدُونَهُ هُوَ آراءُ الرِّجَالِ وأعمالُ الرِّجَالِ، وبيَّنا فِيهِ حقيقةَ الدِّينِ ظَهَرَ مِنْ خلالِ ذَلِكَ كُفْرُ هَؤُلاءِ الرِّجَالِ وانحرافُهُم عَن الدِّينِ، وهُم أسماءٌ لامعَةٌ مشهورَةٌ في الأمَّةِ ومعروفَةٌ بالـ (التقوى والصلاح)، بَلْ أسماءٌ مقَدَّسَةٌ جِدَّاً. ذَلِكَ لأنَّ الدِّينَ الَّذي يؤمِنُ بِهِ الناسُ اليوم هُوَ في الواقِعِ أسماءُ رجالٍ، فَلا يَفْصِلونَ ولا يُفَرِّقونَ بَيْنَ الدِّينِ وَمَا يسمّى بـرجالِ الدِّين".

    إذن فان النيلي يعترف بوجود تحريف وتأويلات باطلة في الدين، بل وانقلاب شامل لمفاهيم الدين الصحيحة، ويدعي العمل من أجل اصلاح ذلك التحريف، أو يعطي لنفسه الحق بالقيام بذلك، ولكنه يرفض أن يقوم الآخرون بهذا الدور، كما يرفض انتهاج الطرق العلمية الصحيحة للتصحيح. وأولها الشك بما ورثه من آبائه وأجداده، وعدم اعتبار كل ذلك من الحق المطلق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

    ولو كان النيلي قد اتبع المنهج العلمي في البحث والتحقيق والتفكير، لربما كان قد وصل الى نتائج طيبة، ولكنه مع الأسف أضاع الطريق، وأغلق على نفسه الباب رافضا أدنى اختلاف.

    ولست أدري كيف سارع النيلي الى اعتبار نقد نظرية الامامة، أو وجود الامام الثاني عشر، بمثابة إنكار النبوة والرسالة، مع ان نظرية الامامة هي واحدة من النظريات المختلف عليها داخل المذهب الشيعي الذي ضم أكثر من سبعين فرقة.

    ولست أدري كيف توصل الى أن " كتاب (تَطَوُّر الفكرِ الشيعيِّ من الشُّورَى إلى ولايةِ الفقيه) يمثِّلُ أبرزَ عمَلٍ من أعمالِ التحريفِ والزَّيفِ". مع أن الكاتب يدعو الى العودة الى القرآن الكريم، وسنة النبي (ص) ومذهب أهل البيت، ورفض أقوال الرجال الذين دسوا أقوالهم في تراث أهل البيت.

    والفرق الرئيس بين النيلي والكاتب، هو ان الأول يرفض البحث والتحقيق، والكاتب يدعو الى ذلك قبل التمسك بأية عقيدة. وكنا ننتظر من الاستاذ النيلي ان يقوم بمناقشة الروايات المتناقضة والضعيفة التي ذكرها الكاتب، وبنى على ضوئها القول بأسطورية وجود الامام الثاني عشر، وبطلان نظرية الامامة. وأن يقدم بدلا منها ما يعتقد انها روايات صحيحة تثبت أولاً ولادة (محمد بن الحسن العسكري) حتى يسوغ القول بوجود اثني عشر شخصا هم أئمة معينون من قبل الله، ضمن ما يعرف بنظرية الامامة الاثني عشرية. إذ لا يجوز أن يقفز عن بحث موضوع ولادة ووجود الامام الثاني عشر، ليبحث فقط في بعض الروايات التي تتحدث عن نظرية الامامة الالهية، من دون تقديم مصداق خارجي لها، وكذلك من دون بحث سند أية رواية.

    وهذا هو جوهر الخلاف بين النيلي والكاتب، والمفرق الرئيس بين الحقائق والأساطير، والحق والباطل. وبدلا من أن يختار النيلي المنهج العلمي والطبيعي في الاجتهاد والبحث والتحقيق ليصل الى الحقيقة، اختار أن يغمض عينيه ويصم أذنيه ويغلق عقله، ويطلق للسانه العنان في كيل السباب والشتائم والاتهامات والافتراءات على الآخرين.

    انه يدعي بأنه يبني عقيدة الامامة على القرآن والسنة، فيقول:" كَذَبَ كُلُّ قَائِلٍ لأيِّ فِكْرَةٍ فِيْهَا حُكْمٌ عَقَائِديٌّ أو تاريخِيٌّ أو مُسْتَقْبَليٌّ أو شَرْعيٌّ أو فِقْهيٌّ أو بَلاغِيٌّ أو كَلاميٌّ أو فَلْسَفيٌِّ لا يَدِلُّ عَلَيْهِ القُرْآنُ بوضوحٍ تامٍّ كوضوحِ المُعَادَلاتِ الرِّيَاضيَّةِ الَّتي لا تَقْبَلُ خَطَئَاً مَا". ولكنه لا يأتي بآية واحدة صريحة تثبت الامامة لأهل البيت، وانما يعتمد التأويل التعسفي واللف والدوران. كما يفعل مع هذه الآية التي تتحدث عن خلافة النبي داود (عليه السلام): (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُم عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ) . سورة ص 26 ليستنتج منها إمامة الأئمة من أهل البيت، مما يدل على أن النيلي يخلط بين خلافة الأنبياء وبين الامامة السياسية المطلوبة في المجتمعات الاسلامية الى يوم القيامة، رغم ختم الله للنبوة بنبينا محمد (صلى الله عليه وآله) ويحاول ان يقيس على هذه الآية قياسا باطلا، ويأولها تأويلا تعسفيا حتى يستخرج منها ما يريد.

    وفي مقابل ذلك يقوم النيلي بتأويل آية الشورى: (وأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُم)، فيقول:"أَنْتُم تَقُولُونَ أنَّ (الأَمْرَ) شُورَى لِقَولِهِ تَعَالَى (وأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُم) ثُمَّ تَقُولُونَ: إنَّ (أُولي الأَمْرِ) بِهَذِهِ الشُّورَى.. فَكَيفَ يَكونُ وَليُّ الأمْرِ بَيْنَهُم بالشُّورَى؟ يالِلْفَضِيحَةِ المَنْطِقيَّةِ!!أَفَهَـَذا مَا تَعلَّمْتِمُوهُ مِنْ أرسطو طاليس؟!! وَمَعَ ذَلِكَ فإنَّ (أمْرَهُم) هُوَ غَيْرُ (الأمْرِ) قَطْعَاً ـ الأمْرُ المُعَرَّفُ بألِّ التَعْريفِ.أَمْ هُنَا فَقَط تَنْسُونَ أصولَكُم والفَرَقَ بَيْنَ المُعَرَّفِ بالإضَافَةِ والمُعَرَّفِ بأَلِفْ لام العَهْدِ؟".

    ومن الواضح ان هذا التفسير للقرآن ليس واضحا كوضوح المعادلات الرياضية المتفق عليها، وانما فيها قدر كبير من التأويل والقلب واللف والدوران.

    وبعد أن يتلاعب القرآن الكريم كما يشاء، يأتي النيلي للأحاديث فيعطي لنفسه الحق بأن يغرف منها ما يشاء، ويرفض أن يستوقفه أحد أو أن يسائله أحد عن صحة تلك الأحاديث، فيشن هجوما عنيفا على علم الأصول والرجال، اللذين تطورا لدى المدرسة الأصولية منذ مئات السنين، ويصر على العودة الى طريقة الاخباريين الحشوية، فيقول:

    "الكاتِبُ سيقولُ: هَذا الحَديثُ ضعيف! نعم.. صحيحٌ فَإنَّهُ ضعيفٌ جِدَّاً، وكلُّ الأحاديثِ ضعيفةٌ جِدَّاً!!.

    .. ألَم أَقُلْ لك لا تكلّمني بالرجالِ فإنِّي لا أحتجُّ بالرجالِ!. والذي يحتجُّ بالرجالِ ضالٌّ مضِّلٌّ.. أَمْ تَحْسبُ أنَّ الشيعةَ هُمْ الأصوليون؟ ألا تدري أنَّ سهْمَكَ قَدْ عَادَ إلى نحرك؟. ذَلِكَ لأنَّ عِلْمَ الرِّجَالِ والحُكْمَ عَلَى النصوصِ من خلالِهِ لَيْسَ من أعمالِ شيعةِ عليٍّ!. بَلْ هُوَ من أفكارِ وأعمالِ أهلِ الشُّورَى! وانتقالُهُ إلى الطائفةِ الَّتي تسمَّى اصطلاحاً بـ (الشيعة) لا علاقةَ لَهُ بالموضوعِ الَّذي بيننا الآنَ". ويضيف:"إنَّ العقائِدَ لا تَثْبِتُ بِأَقْوَالِ وأحاديثَ تبعاً لوثاقَةِ الرِّجَالِ أو عَدَمِ وثاقَتِهم، لأنَّ الرِّجَال يختلفونَ أَيْضَاً في هَذِهِ الوثاقةِ ! إنَّ العَمَلَ لَهُوَ بالمعكوسِ .. حَتَّى لَو تَبَنَّى طريقَتَكَ كُلُّ مَنْ تسمِّيهم شيعةً فَلا حُجَّةَ في ذَلِكَ. فَمَا أَدْرَاكَ أنْ يَكُونَ أَكْثَرُ طائفَةِ الشيعَةِ عَلَى ضَلالٍ في هَذا وَمَعَ ذَلِكَ تَبْقَى الإمامَةُ هِيَ الدِّينَ؟.!!

    ويحَكَ إنَّ الحقَّ لا يُعْرَفُ بالرِّجالِ.. أعرفْ الحقَّ تَعْرِفْ أهْلَهُ، وأعرِفْ البَاطِلَ تَعْرِفُ أهلَه.
    وَهَذِهِ الكَلِمَةُ مشهورةٌ وَلكنَّ العَمَلَ الجارِيَ ضدُّها تَمَامَاًَ، والقانونُ الأصوليُّ والكلاميُّ عكْسُها ولا غرابَةَ!! فَكَمْ مِنْ آيَةٍ في القرآنِ مشهورةٍ والعَمَلُ عَكْسُهَا تَمَامَاًَ؟!!

    إنَّ مَنْ يُثْبِتُ الإمامَةَ بعليٍّ والأئِمَّةِ لَهُوَ كافِرٌ!

    وَآَنْتَ تفْهَمُ وكُلُّ الناسِ يفهمُونَ أنَّ الإمامَةَ والعِصْمَةَ أُثْبِتَتْ عَن طريقِ الأئمَّةِ.!!

    فَكَيفَ تعرِفُ الحقيقيَّ من المزَيَّفِ إذا كُنْتَ تَرْجَعُ لأقوالِ الرِّجَالِ مَرَّةً أُخْرَى؟

    إذا كُنْتَ لا تَعْلَمُ أنَّ عِلْمَ الرِّجَالِ وُضِعَ أَصْلاً لجَعْلِ المُزَيَّفِ عَلَى قَدَمِ المساواةِ مَعَ الحقيقيِّ فاعْلَمْ هَذا الآن.! وإذا كُنْتَ تَبْحَثُ عَن الحَقِّ بِمَا هُوَ حقّ فَمَا شأْنُكَ بِمَا يقولُهُ النَّاسُ قَلُّوا أو كَثَروا؟ …بَلْ أعرِفْ الحَقَّ أولاً، وعندئذ سَتَعْلَمُ موقعَ كُلِّ واحدٍ من الناسِ مِنَ الحَقِّ ".

    ثم يؤكد:" أن عِلْمُ الرِّجَالِ لا قيمة لَهُ بالمرَّةِ، لأنَّ الأَمْرَ النبويَّ هُوَ في عَرْضِ الحديثِ عَلَى القُرآنِ. وَإنَّمَا خالفوهُ لأنَّهُمْ لَو فَعَلَوا لاضطرُّوا إلى تحديدِ معانيَ القرآنِ، إِذْ لا يُعْقَلُ أنْ يُحْكَمَ بِهِ عَلَى الحديثِ مَعَ الاختلافِ في التفسيرِ. وهم لا يريدونَ الحصولَ عَلَى التفسيرِ الصحيحِ، بَلْ يريدونَ المَنْعَ من ظهورِ التفسيرِ الحَقِّ للقرآنِ، لأنَّهُ سيكشِفُ المؤامرَةَ كلَّها عَلَى قرينِهِ (العترة).!

    فافْهَمْ ذَلِكَ فَهَذَا هُوَ السببُ الوحيدُ والأوَّلُ والأخيرُ لظهورِ عِلْمِ الرِّجَال والتضعيفِ للأحاديثِ.. وخاصَّةً أخبار أهلِ البيتِ عليهم السَّلام لأنَّها جميعاً أَخْبَاُر آحادٍ بِسَبَبِ الاضطهاد!

    وَهَذا الكاتبُ ... يستخدِمُ هَذِهِ الطرائقَ عينَهَا لتضعيفِ الأحاديثِ الَّتي لا تعجبُهُ وتقويَةَ الَّتي يُريدُها.
    وعمَلُهُ هَذا وإنْ فَعَلَهُ أقوامٌ من طائفةِ الشيعةِ فَإنَّهُ لا يَمِتُ إلى الدِّينِ بِصَلَةٍ، وَهْوَ خلافُ الأوامِرِ النبويَّةِ والمنطقِ والعَقْلِ! فَلا حُجَّةَ فِيهِ، إِذْ أَكْثَرُ السُنَّةِ والشيعَةِ خلافُهُ ذَلِكَ لأنَّ الرِّجَالَ هُمْ الَّذينَ يحْكمونَ عَلَى وثاقَةِ الرِّجَالِ فيبقى الاختلافُ قائماً بَيْنَ الرِّجَالِ!

    والطريقُ الوحيدُ لتصحيحِ الأحاديثِ هُوَ قانونٌ لا يأتيه الباطِلُ مِنْ بَيْنِ يديهِ ولا مِنْ خلْفِهِ.

    وَلَيْسَ هُنَاكَ سِوَى القرآن أو الإمام المنصوص عَلَيْهِ من الرسولِ. أمّا الإمامُ فَقَتَلُوهُ بالسيفِ، وَأمَّا القرآنُ فَقَتَلُوه بِتَعَدُّدِ التأويلِ وابتداعِ المرادَفاتِ والمجازِ لتوجيهِ النصوصِ بحَسَبِ الشهيَّةِ !.

    وجَعَلوا مكانَهُما أنفسَهُم من خلالِ عِِْلم الرِّجَالِ فَحَلُّوا مَحَلَّ الثقلين كليهما. فلعنَةُ اللهِ عَلَى الظالمين. ثُمَّ وَضَعُوا شروطاً قاسيَّةً جِدَّاً للرجالِ، قاسيَةً ضِدَّ الخصوم ِلا ضِدَّ الانتحالِ والوَضْعِ، فَمَرَّتْ مِنْهَا الموضوعاتُ وَلَمْ تَمُرْ مِنْهَا الصِحَاحُ، لأنَّها تَتَحَدَّثُ عَن كُلّ مَا يُدَمِّرُ المؤامرةَ وأصحابَها مشمولين كأسانيدٍ بشروطِ الاستبعادِ.

    وَمَعَ ذَلِكَ فقَدْ تَحَامَلوا أَكْثَرَ مِمَّا هُوَ مذكورٌ في الشروطِ ومَنَعَوا من تسجيلِ الأحاديثِ بأقسى مِمَّا هُوَ مشروطٌ، فانبرى بَعْضٌ من بَقِيَ عندهم ضَمِيرٌ حيٌّ واستَدْرَكوا عَلَى الأحاديثِ المارَّةِ بِنَفسِ الشروطِ. وَكَأنَّ لسانَ حالِهِم يقولُ: اظلموا وَلكنْ بالقانونِ الموضوعِ عِنْدكُم للظُلْمِ!

    وَعَلَى هَذا فالكاتبُ يستخدِمُ الأسلوبَ الانتقائيَّ للحديثِ. فللمِرْءِ أنْ يقولَ لَهُ: إنَّ كُلَّ مَا تَسْتَشْهِدُ بِهِ موضوعٌ ومزيَّفٌ!. فيبقى كُلُّ واحِدٍ عَلَى مَا أَرَاد".

    ويقول:"َلِذَلِكَ قُلْنَا مِرَارَاً أنَّ تحليلَ النصِّ هُوَ الدَّلِيلُ الوحيدُ عَلَى صِحَّةِ صدورِهِ مِنَ المَعْصُومِ أو مِنْ سِواه، فَلا يمكنُ تضعيفُ نصٍّ أو تقويتُهُ تَبْعَاً لوثاقَةِ الرِّجَالِ. فَكَمْ مِنْ موثوقٍ وَهْوَ عِنْدَ اللهِ فاسِقٌ؟ وَكَمْ مِنْ شرّيرٍ وَهْوَ عِنْدَ اللهِ مِنَ الأخيارِ؟. بَلْ كَمْ مِنْ شرّيرٍ يَجْعَلُ اللهُ عَلَى لِسَانِهِ الحَقَّ؟ وَكَمْ مِنْ عَالِمٍ نِحريرٍ نَسَى اللَّفْظَ فَيَنْقُل المَعْنَى بأَلفَاظِهِ هُوَ فَيَقَعُ في التباسٍ ويُوقِعُ الخَلْقَ مَعَه.
    وقَدْ اعْتَمَدَ الكاَتِبُ عَلَى تَضْعيفِ الرُّوَاةِ فَقَط للخلاصِ مِنَ النِّصوصِ الدَّامِغَةِ لباطِلِهِ وكأنَّنَا مُغَفَّلونَ لا نَدْرِي أنَّ عِلْمَ الرِّجَالِ ظَهَرَ أَصْلاً مِنْ جِهَةِ أعْدَاءِ الدِّينِ وخصومِ الأئَمَّةِ الأطْهَارِ وإنْ عَمَلَ بِهِ بَعْضُ النَّاسِ مِنْ طَوَائِفِ الشِّيْعَةِ".

    وهنا ينسى النيلي أن الكاتب لا يحاول إثبات نظرية معينة، وانما يشكك بما تقدمه النظرية الامامية الاثني عشرية من أدلة، وبالتالي فاذا لم تصح الأحاديث والقصص والروايات التي تبني عليها مقولتها، فان العودة الى نقطة الصفر تعني عدم ثبوت نظرية الامامة، وليس بقاء كل طرف على ما عنده. واذا لم تثبت نظرية الامامة، أو فرضية وجود الامام الثاني عشر، فان الأمر يعود بصورة آلية الى نظرية الشورى التي لا يوجد غيرها في الساحة.

    ولست أعرف ما هو سبب تهجمه على علماء الأصول والمجتهدين من الامامية، مع انهم لم يستخدموا قواعدهم النقدية الأصولية في قراءة أحاديث الامامة والاثني عشرية ووجود الامام الثاني عشر، وانما ساروا على الطريقة الأخبارية القديمة، ولذلك لم ينقضوها. في حين أن مهاجمة الأصوليين لن ينفع الاخباريين شيئا، إذ ان القواعد الأصولية والرجالية هي قواعد فرضت نفسها على الشيعة لتصفية الركام الهائل من الخرافات والأساطير التي تسربت الى تراث أهل البيت، وكانت سببا لحدوث انحرافات عقائدية كبرى في صفوفهم، وليس التزامهم بها تقليدا للسنة الذين سبقوهم اليها بقرن أو قرنين عندما واجهوا حالة مشابهة من الروايات المختلقة التي بلغت حوالي نصف مليون رواية، مما دفع المحققين منهم الى تصفيتها واختيار بضعة آلاف رواية صحيحة منها. ولكن الاستاذ النيلي يحاول من خلال ضربه للمنهج الأصولي والرجالي، وتبني المنهج الأخباري الحشوي، ان يحافظ على نظرياته من الانهيار. فيهاجم الشيعة وعلماء الأصول قبل أن يهاجم الكاتب.

    كان يمكنه الاجتهاد في علم الرجال وتضعيف من يريد او توثيق من يريد، ولكنه رفض علم الرجال كله وخشي من الاقتراب منه ، وادعى انه قادر على معرفة النص الصحيح الصادر عن المعصوم من غيره، بواسطة التحليل. ولم يشرح لنا كيفية ممارسة التحليل وأسسه وقواعده، مع الأسف الشديد. وربما كان يقصد الاشارة الى دراسة المتن في نقد الأحاديث، وهي عملية يمكن أن تساعد على معرفة النص، خاصة أثناء التعرف على عناصر التضاد والمخالفة مع القرآن الكريم أو العلم أو العقل، مما يؤدي الى إسقاط الحديث، ولكن عملية التحليل لا تستطيع أن توثق رواية وتثبت صدورها عن المعصوم الا بعد تأكد صدورها عبر رجال ثقاة معروفين وسند متصل، وأما اذا تخلل الرواية رجال مجهولون أو ضعاف، أو انقطع سندها فان الرواية تفقد قيمتها الشرعية ولا يمكن الاعتماد عليها. وهذه مسائل بديهية يعتمدها كل الناس من كل الاديان والمذاهب في عملية التثبت من الاخبار، ولكن الاستاذ النيلي يحاول أن يتجاوز الشروط العلمية البديهية في النفي والإثبات، ويحتج بعملية التحليل للروايات، وهو باب واسع يمكن ان يدخل الانسان عبره ما يشاء، وينسب ما يشاء الى من يريد.

    والطريف أنه رغم كل ذلك يدعي أنه يتبع منهجا علميا في البحث، ويهاجم الآخرين على عدم اتباعهم للمنهج العلمي ويقول عني "انه يأتي بالقصصِ لإثباتِ بطلانِ القضايا الدينيةِ أو يحشر الثوابتَ الواردةَ في السنَّةِ المقدَّسةِ من جُملةِ القضايا المشكوكِ فِيْهَا.. وأينما تصفَّحتَ في الكتابِ فَإِنَّكَ تجدُ نفسَ الطريقةِ الَّتي لا تمتُ إلى البحثِ العلمي بأيَّةِ صلةٍ تُذكرُ".

    ان عملية التحريف التي حدثت في الدين، والتي يعترف النيلي بوجودها حتى داخل المذهب الشيعي، لم تتم الا عبر المناهج غير العلمية وغير الشرعية في أخذ الدين، والقيام بتأويل القرآن الكريم بصورة تعسفية، إضافة الى اختلاق الروايات والأساطير ونسبتها الى الاسلام أو الى مذهب أهل البيت، ولا يمكن التخلص من التحريف والأساطير الا بتنقيتها عبر منخل علم الرجال. وهو بالضبط ما يرفضه النيلي.

    إذن فهو يرفع شعار الإصلاح، في الوقت الذي يسير في طريق التحريف. ولا يزيد الطين الا بلة.
    أحب في الله من يبغضني في الله

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    المشاركات
    165

    افتراضي

    لا أعرف عنه الكثير .. سمعت أنه عراقي وقد توفي أيام صدام وقيل أن صدام قتله، وأظن أنه كان يعيش في الحلة ..

    له كتاب حول نظريته في فهم القرآن .. وكتاب حول المهدي المنتظر عليه السلام ..

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    3,861

    افتراضي

    اقتباس

    ولأنه كان يعتقد بأن الامامة من الله وتثبت عن طريق النص، فقد اعتقد بأنها جزء أساس من الدين، ولذا فقد وجد في قراءتي المخالفة لنظريته والتي تقول بأن الشورى هي نظرية أهل البيت السياسية تناقضا كبيرا مع الصورة التقليدية التي يحملها عن التشيع،
    ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


    سموم مكشوفة كالعادة

    الامامة جزء من العقيدة في الدين عند الشيعة

    وما تسميه قرائتك ان هي الا سخف من القول قاله من قبل من هو الد عداءا للتشيع منك

    بالمناسبة النيلي لا اعرفه وليس ردي عليه

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    المشاركات
    1,660

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد الكاتب

    ان مشكلة النيلي الكبرى تكمن في أنه يعتقد أن ما ورثه من آبائه وأجداده هو عين الحق والصواب، رغم أن الكثير منه قائم على أحاديث ضعيفة أو مختلقة، أو تأويلات تعسفية للقرآن الكريم، وبدلا من أن يفترض في البداية احتمال الخطأ أو يمارس الشك المنهجي الذي يقود الى البحث العلمي، ثم التوصل الى اليقين، فانه يتشبث بما ورثه حرفيا دون نظر أو تفكير، ولا يسمح حتى للعلماء باحترام الآراء الأخرى، أو توفير أي قدر من الحرية في البحث .
    وهل الدين الاسلامي غير موروث نتوارثه من آبائنا و أجدادنا استاذي الفاضل!؟!

    وهل افترضت أنت احتمال الخطأ و مارست هذا الشك المنهجي الذي يقودك الى بحثك العلمي المزعوم ..

    في مسألة عدالة الصحابة مثلاً !؟!...أوفي اجتهاد "الحميراء" أم البعير..

    أو هل بحثت مثلاً في شخصية الخضر على سبيل المثال في الموروث الاسلامي السني !؟!...

    دع الخضر....ما رأيك في شخصية ذو القرنين ؟!؟...

    هل بحثت أنت مثلاً في تطور المذاهب السنية و منذ البواكير الأموية الأولى...

    مذاهب ...سفيان الثوري...الحسن البصري... الأوزاعي... المولى ...مالك بن أنس...و الامام الأعظم ابن زوطي الفارسي..

    ابن حنبل المروزي وغيرهم ؟!...


    الاستاذ أحمد الكاتب يعشق جلد الذات...

    بل يمتلك قدراً من "الدونية" العجيبة اتجاه النظرية السنية الأسطورية الخرافية الخزعبلاتية للاسلام!...

  6. #6

    افتراضي

    الأخ العزيز ديك الجن
    تحية طيبة
    واذا تسمح لي في البداية أن أمزح معك قليلا
    من أين أتيت بهذا الاسم ديك الجن؟ وهل للجن ديكة ودجاج وبط؟
    أخي العزيز
    أحمد الله على توفيقه لي بإكمال بحثي عن الفكر السياسي الوهابي والسني، الذي قادني الى رفض النظرية السنية المتطرفة حول الصحابة والتي ترفعهم الى درجة قريبة من العصمة ، والذي قادني أيضا الى نقد الفكر السياسي السني من جذوره أي من أصول المذهب السني ، الأحاديث المنسوبة الى النبي الأكرم، وأصل الاجماع. وسوف أضعه بخدمة القراء للنقاش في المستقبل ان شاء الله قبل أن أطبعه بصورة نهائية
    فلا تستعجل علي يا ديك الجن المحترم
    بالمناسبة هل قرأت الرواية التي تنقلها بعض المصادر الشيعية والسنية حول الديك العملاق الذي يثبت رجليه في الأرض ويرفع رأسه الى العرش وله جناحان كبيران أحدهما من ثلج والآخر من نار ، يصفق بهما كل يوم خمس مرات ويقول سبوح قدوس رب السماوات والأرض؟ ومع الأسف فان الرواية لا تقول بأي توقيت.
    أحب في الله من يبغضني في الله

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    7,117

    افتراضي

    كيف يصح ان تستقيم الامور بغير الامامة؟ الامامة ركن من اركان الدين و بدونها تفرقت الامة والى يومنا هذا . اما الشورى فهي تتلون مع الناس والاشخاص وتقبل كل الاحتمالات ولهذا صار ما صار من خراب .






    الحرب السعودية العراقية !
    ايها العراقي ,ايها الانسان اعرف عدوك
    http://www.iraqcenter.net/vb/showthread.php?t=86647

    تقسيم العراق وسوريا وداعش والبعث وحرب القادسية!
    الدور السعودي في تدمير العراق وسوريا والتمهيد للتقسيم والتطبيع

    http://www.iraqcenter.net/vb/showthread.php?t=86036




  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    الدولة
    أرض السواد
    المشاركات
    4,349

    افتراضي

    من كتابات عالم سبيط النيلي
    الرجل يعتمد بعدآ فلسفيآ تراه واضحآ فلننظر الى كيفية دراسته للموضوعيه والذاتيه

    فالموضوع حاكمٌ لنفسه على نفسه، والإنسان إنما هو مكتشفٌ لهذا الحكم لا غير، وليس له أي حقّ مطلقاً في أن يقرّر حكماً على الموضوع غريباً عن عناصره الذاتية.

    الموضوع إذن هو الذاتي والإنسان المكتشف يجب أن يكون موضوعياً ـ بمعنى أنه يلاحظ ذلك الموضوع وحكمه الذاتي. فإذا أصبح المكتشف ذاتياً أيضاً وأراد إلقاء حكمه الخاص على الموضوع حدث التنافر واستعصى عليه كشف الموضوع.

    الموضوعي هو الذي يعترف بالحكم الواقعي للموضوع، والذاتي هو الذي يصدر من نفسه حكماً على الموضوع متجاهلاً معطياته الداخلية المرتبطة به.

    الموضوعي هو الذي يريد أن يتعرّف على الموضوع فعلاً فهو إذن صادقٌ، والذاتي يزعم أو (يفترض) أنه يعرف الموضوع مسبقاً فهو إذن كاذب.

    الموضوعي يستطيع السيطرة على الموضوع لأنه يحاول اكتشافه، والذاتي يبقى جاهلاً ويبقى الموضوع هو المسيطر عليه.

    والموضوعي متواضعٌ والذاتي مستكبرٌ.

    والموضوعي كريم النفس وفيٌّ للحقّ والذاتي لئيمٌ وأناني.

    وإذا كانت هذه الفروق بين الموضوعية والذاتية بسيطةٌ جداً لغةً ومفهوماً فإنها أعسر شيء على الإنسان عملاً، بل هي أعسر عملٍ يقوم به ابن آدم من بين أعماله كافةً، ذلك لأن هذا الفرق هو مركز ابتلاء الخلق كلهم وعليه يجري العقاب والثواب في الدنيا والآخرة، بل كان أول اختبار في الملأ الأعلى قد جرى لأجل هذا التفريق. وتميز يومئذ فريقان: الذاتي وهو فريق إبليس الذي حكم على الموضوع (والذي هو آدم) بحكمه الخاص، والفريق الثاني: الموضوعي وهو فريق الملائكة الذين أقرّوا بعناصر الموضوع وكونه أفضل منهم ويستحق السجود له، وهي أول قصة تلاقيك عندما تقرأ القرآن الكريم.

    جَعَلَ الذاتيُّ الذي هو إبليس من نفسه طرفاً في الموضوع! وهو أصلاً ليس طرفاً فيه فقال: (أنا خيرٌ منه خلقتني من نارٍ وخلقته من طين).

    وحينما ابتدأ الكلام بالأنا فقد ابتدأت الأنانية والحسد وحَكَم على الموضوع (آدمَ) ظلماً أنه أدنى رتبةً منه!.

    معلومٌ أن كلّ شخصٍ ذاتي هو ظالمٌ في النهاية لأنه لا يعطي لأي موضوع حقّه!.

    ولم يكن ذلك بسبب التباسٍ حصل في المعطيات أو المعلومات.. كيف والحكم الموضوعي نفسه قد أعلنه من لا يحكم إلاّ بالحق والعدل وهو الله العزيز الغني عن كلّ مخلوق فقال لهم: (أسجدوا لآدم)؟.

    وهذه مساعدةٌ منه تعالى لفهم الحكم لأنه قال لهم مسبقاً: (فإذا سويّنه ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين)، ولكنهم لا يعلمون متى يحصل على هذه المرتبة التي تؤهله لسجود الملائكة له، فجاء الحكم مرة أخرى ليساعدهم في أداء السجود في وقته الصحيح.

    وكان بإمكان إبليس أيضاً أن يعلم أن حكم الله هو حكمٌ موضوعيٌّ من خلال الدراسة المُقارنة!. ذلك لأنه حكم لنفسه بالأفضلية من خلال الظواهر، ولم يقم بدراسةٍ مقارنةٍ ولا يريد أن يفعل، لأنه يدرك جيداً أن حكم الله هو حكمٌ واقعيٌّ وموضوعيٌّ. فقوله : (أنا خيرٌ منه خلقتني من نار وخلقته من طين) يبدو في ظاهرِه مقارنةً علميةً وموضوعيةً. ولكن هذا القول هو مجرّد أكذوبةٍ وتمويهٍ فهو مخالفٌ لعناصر الموضوع، ذلك لأن النار لا مصدر لها سوى الوقود وكافة أنواع الوقود ترجع إلى الطين. فالمنشأ إذن واحد ولكن آدم أفضل كأفضلية الكلّ على أحد أجزاءه.

    وهذه مقارنة بسيطة جداً وواضحةٌ جداً، إذ سيكون الطين أفضل من النار.

    ولا زال هناك من يدافع عن إبليس لأنه يشاركه في الذاتية ويزعم أن إبليس رئيس الموحدين لأنه رفض السجود لغير الله! متجاهلاً أن رفض السجود الذي أمر الله به هو معصيةٌ لله وعنادٌ واستكبارٌ على الموضوع وتجاهلٌ لعناصره الذاتية. وهذا بديهي أو عادي جداً. فالذاتي سوفسطائي بطبيعته، ويعتبر الموضوع ملكه الخاص فيتصرّف به كيف شاء ويحكم عليه بما شاء.

    ومن المعلوم أن الاختلاف في هذه الحالة واقعٌ لا محالة، إذ لمّا كان الموضوع عرضةً لأكثر من شخصٍ ذاتيٍّ فستكون هناك عدَّة أحكام لا حكمٌ واحدٌ.

    فحينما تجاهل المفسرون معطيات الموضوع في (سجّين) أعجب أبا عبيدة أن يجعله (شديد) فجعله كذلك، ورأى الآخر أنه من السجن فقال: (أنه سجن في الأرض السابعة)، وقال الآخر: (هو جبّ)، وقال الرابع: (جهنم)، وقال الخامس: (بل هو واد في جهنم)!.

    أما مالكُ النص جلّ وعلا نفسه الذي عرّفه وقال: (كتاب مرقوم) فقد أهدرت حقوقه (حاشا لله)!!. لأنه لم يقل أي واحد منهم قط أن (سجّين) هو كتاب مرقوم كما عرّفه النص في داخل النسق.

    قلتُ: إن التفريق بين الموقفين الذاتي والموضوعي هو تفريقٌ بسيطٌ جداً ومتيسرٌ لكلّ واحدٍ مهما كانت ثقافته العامة، ولكن الصعوبة تكمن في التطبيق فقط. فهو أمرٌ عسيرٌ جداً من الناحية النفسية، فلا يوجد من كلّ الأفعال الإنسانية قاطبةً ما هو أعسر من تطبيق الموقف الموضوعي عملياً كما لا يوجد أيسر من فهمه مطلقاً. ويبدو لي واضحاً من هذا ثلاث نتائج في الأقل:

    الأولى: على هذا الأساس وُجدَِ قومٌ لم يتعلموا من أحدٍ فأذعنت لهم الموجودات وعناصر الطبيعة لأنهم بلغوا من الموضوعية حداً ألغوا فيه حكمهم الذاتي إلغاءً تاماً فجاءهم العلم بالأشياء والسيطرة عليها من أيسر السبل وأقربها جرّاء قيامهم بالأمر العسير.

    الثانية: على هذا الأساس نفسه يجري حساب الخلق، إذ لا يُعقل أن يكون الحساب عسيراً ومروعاً كما هو في النص القرآني والمأثور ويكون فهم الموقفين عسيراً أيضاً!!.

    لا بدّ من التقابل. . فأنت تقلّل العسر في المحاسبة على العامل كلّما كان الأمر أشدّ إبهاماً عليه، وكلّما كان أكثر قصوراً في إدراكه. ولذلك تنقلب المعادلة هنا، فليس الإيمان نتيجة للعلم وسعة الاطلاع!!، بل العلم هو نتيجة للإيمان الصحيح، أي نتيجة للموضوعية.

    الثالثة: إن النصّ الشرعي على هذا ميسور الفهم لإتمام الحجة على الخلق بنفس النسبة المذكورة في التفريق بين الموقفين. ويؤكد ذلك النص نفسه حينما لا يفتأ يذكر أنه (مبين) وآياته (بيّنات) و(مبيّنات) و(مفصلات). . . الخ.

    والموقف الذاتي خالف النتائج الثلاث جميعاً. فعنده بشأن النتيجة الأولى أن الفهم هو العسير والتطبيق هو السهل، ولذلك يقدّم لنا نصائحه في عدم جواز ممارسة أي نوع من تفسير أو فهم النص الإلهي ما لم يدخل المرء فترة غسيل سلوكي يفحص خلالها عن مدى ما بلغه من قدرةٍ في إجراء التقديرات على النص حسب الذاتية. وأما بشأن النتيجة الثانية فالمتعارف عليه أن الأكثر علماً ـ بالطرائق الذاتية طبعاً ـ هو الأكثر إيماناً والأجدر بالاحترام ممن سواه، وبشأن النتيجة الثالثة فالمعروف أن الإبهام في النص القرآني والحذف والتقدير والكنايات تحتاج إلى عقول مكينة لإدراكها. .

    وفي هذا الكلام (ظاهرياً) تعظيمٌ لشأن القرآن، ولكنه تعظيمٌ يبلغ من صورته أن تكون غايته النهائية أن يجعل منه (كتاباً مهجوراً) ـ وهي شكوى النبي (ص) على قومه.

    قلتٌ: إن تطبيق الموضوعية هو الأمر العسير على النفوس وليس التمييز بين الموقفين. ويمكن أن نوضح الأمر بمثالٍ آخرٍ ليس من اللغة في شيء. فإن مثله هو مثل إخراج الدنانير من الجيب وإعطاءها للمسكين أو السائل المحروم. فالعملية سهلة جداً ميكانيكياً ولا تحتاج إلى تعليمٍ مطلقاً، بل تحتاج إلى عنصر نفسي فقط هو الكرم أو الجود وحسن الظن بالخلق.

    ولكن هذه العملية عسيرة جداً على الأكثرية، وهي على البخلاء خصوصاً أشدّ وأعسر. وليس البخل في القرآن إلاّ في هذا المعنى ويدخل الإنفاق المالي كجزء ضئيل منه، ولذلك قال النبي (ص): (البخيل من ذكرتُ عنده ولم يصلّ عليّ)!. فأدخل عدم الصلاة عليه في البخل، بل عرّف البخيل به. ذلك لأن الصلاة عليه إقرارٌ بالأفضلية، وإنما تكمن الصعوبة النفسية في هذا الإقرار. اللهم صلّ وبارك على محمد وآل محمد.

    لذلك يمكن القول أن الحلّ القصدي لم يكن في جوهره إلاّ مزيجاً من العلاج النفسي وإظهار قيمة اللغة من خلال التأكيد المستمر على نتائج الحلول القصدية على المتلقي. فهو يريد للمتلقي أن يفهم أولاً أنه (أي المتلقي) عدوّ لنفسه وأنه يؤذي ذاته وأن الحلّ يقدّم له نوعاً من التفكير الجديد الذي يحترم فيه الموضوع وبالتالي ستعود المنافع إليه. فهو يحصل على النتائج التي توخّاها من الذاتية عن طريق الموضوعية لا الذاتية، وإنه يحقق ذاته فقط عندما ينكرها أولاً، وهي معادلة صعبةٌ جداً عند كثيرين إلاّ من رحم الله.

    إذن فتعريف الحلّ القصدي هو في عبارةٍ تُناقض العبارة الآنفة في تعريف الحل الاعتباطي.

    فالحل القصدي هو: (الحكم على الموضوع من خلال عناصره الداخلية والخاصة به من غير تدخّل من الحاكم بإخفاء تلك العناصر أو بعضها أو إدخال عناصر غريبة فيها من خارج الموضوع).

    فإذا كان الموضوع جملةً مفيدةً فليس من حقّ المتلقي إحداث أي تغيير في تلك الجملة مهما كانت أهدافه وغاياته.

    ألا ترى إلى الاتفاقات الدولية والعقود بشكلٍ عامٍّ يتمّ فيها الاتفاق على صيغةٍ لغويةٍ معينة بعد مجادلات كثيرة. وبعد التوقيع لا يجوز لأحد الأطراف أن يدّعي أن مفردةً ما يمكن استبدالها بمفردةٍ أخرى؟. وما ذلك إلاّ لأن أيّ تغييرٍ في أيِّ لفظٍ يلزم منه تغييرٌ مساوقٌ له في الدلالة العامة النهائية للعبارة. وحينما تكون الأطراف كلّها موجودةً ويخشى أحدُها الآخر فلا يحدث أي خرقٍ لمثل هذا الاتفاق، وإنما يحدث فقط لمن كان فيه الطرف الآخر مغيباً مثل النصوص التاريخية والدينية وأمثالها، وذلك لأن المؤلف غير مُلاحَظٍ عند الفاعل والنصّ لا حارس له فيمعن في الجرأة على تغيير كلامه بحسب ما يرغب. وإذا حدث ذلك بين المتحاورين حصل الخلاف قطعاً.

    إن لدينا عدّة ظواهر تؤكد لنا على قوة الموقف الذاتي وأصحابه وسيطرتهم على الساحة الفكرية عموماً بمختلف اختصاصاتها واتجاهاتها لتمرير الرأي الذاتي وجعله بديلاً للحكم الواقعي.


    انا شخصيآ ارى افكاره تستحق التأمل والبحث والدراسه خصوصآ عندمآ ظهرت في حينها اثارت زوبعه واهتمام كبير من قبل الكثير من الكتاب والباحثين
    ومالي الاّ ال احمد شيعة ومالي الاّ مذهب الحق مذهب

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    الدولة
    بغداد
    المشاركات
    2,017

    افتراضي

    أحمد الله على توفيقه لي بإكمال بحثي عن الفكر السياسي الوهابي والسني، الذي قادني الى رفض النظرية السنية المتطرفة حول الصحابة والتي ترفعهم الى درجة قريبة من العصمة ، والذي قادني أيضا الى نقد الفكر السياسي السني من جذوره أي من أصول المذهب السني ، الأحاديث المنسوبة الى النبي الأكرم، وأصل الاجماع. وسوف أضعه بخدمة القراء للنقاش في المستقبل ان شاء الله قبل أن أطبعه بصورة نهائية
    الاخ الاستاذ احمد الكاتب..
    نحن لانقصد الاسلام السياسي...الاسلام شيء والاسلام السياسي كما يحلو للبعض ان يسميه شيء آخر...
    نحن نقصد العقيده...نعم العقيده والارث التاريخي والعقائدي الذي تمتليء به كتب الاخوه السنه..
    هلا تفضلت جنابك بنقده ونقضه كما تفعل مع ارث قومك,وهذا الذي يعنيه اخانا المبجل ديك الجن..
    ولا نريد الخوض في الاسلام السياسي السني فهو تاريخ عفن تفوح منه رائحه الدم والشتم والبوكسات العمريه...
    هذا التاريخ ابتدأ منذ يوم السقيفه,عندما صال "ابا حفص"وجال...ضرب هذا ..شتم ذاك..حطم انف ذلك...نفى ذاك...وتستمر المهازل السياسيه مرورا بالخارجيه والجبريه والامويه والعباسيه والسلجوقيه والمملوكيه والعثمانيه وصولاا الى القاعديه والابن لادنيه....
    لذلك فلا تتعب نفسك في البحث عن هذا التاريخ الموبوء..وحاول ان تجدد قرأتك لمذهبك علك تغير بعضا من متبنياتك,فالمعرفه ليس فيها ثوابتا بل هي سلسله من المتغيرات حتى يصل الانسان الى القناعه التامه...
    ودعك من احاديث الديوك ذوات الاجنحه متعدده الاستعمالات..فاللكون رب يسيره.

  10. #10

    افتراضي

    الأخوة الأعزاء مروان وزيد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    يقول الله تعالى في كتابه الكريم:هو سماكم المسلمين، ويقول: وان هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون
    ان أصول الاسلام واضحة ومعروفة وهي التوحيد والنبوة والمعاد، ولا يوجد فيها الامامة
    ولكن المذاهب التي نشأت في القرون التالي على فجر الاسلام، أضافت معتقداتها السياسية حول حق أهل البيت في الحكم أو حق العباسيين ، أو غيرهم بالحكم ، الى الدين وجعلتها جزءا لا يتجزء من الدين، بل ربما أهم من الدين، وأضفت على أيديولوجياتها السياسية صبغة دينية
    ومن الجدير بنا اليوم أن نعيد النظر في كل الفكر السياسي لجميع الطوائف، لكي نعود الى أصل الاسلام . ولا يفيدنا شيئا أن ننشط في نقد خصومنا وغض الطرف عما لدينا من خرافات وأساطير وبدع وأفكار دخيلة وتأويلات تعسفية دخيلة وفرضيات وهمية.
    يجب أن يحمل كل منا منخلا ليصفي ما يسمع ويقرأ ويفكرفيما يصل اليه من نتائج، وينظر الى أثرها في حياته وفي دينه وأمته
    ومن المؤسف أن البعض منا يناقش أو يرفض بعض النظريات السياسية كالشورى أو الديموقراطية، ويتشبث بنظريات مثالية عفى عليها الزمن ، ثم يعود الى تلك النظريات المرفوضة لكي عمل بها لأنه لا يجد سواها على الأرض. وهذا ما يثير العجب، فلماذا نتحدث كثيرا عن نظريات لا يمكن تطبيقها ولا وجود لها في الحياة؟ ولماذا نلعن بعض النظريات ثم نعود لنعمل بها؟ لماذا نكون مثاليين؟
    أحب في الله من يبغضني في الله

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    7,117

    افتراضي

    الاخ احمد الكاتب شكرا على التعقيب , ولكن كيف يكون الدين من غير الامامة الا ترى ان الدين لم يكمل الا بتبليغ ركن الامامة وان الاية الكريمة( اليوم اكملت لكم دينكم ) لم تنزل حتى بلغ الرسول(ص) الرسالة كاملة (وان لم تفعل فما بلغت رسالته), كملت الرسالة بعد ترسيخ مفهوم الامامة عند المسلمين في غدير خم . فكيف نطوي كشحا عن هكذا نصوص واضحة. والنظريات المثالية التي عفى عليها الزمن كما قلت هي ليست بالمثالية وانما لم يطبقها الناس فامست من المثاليات . هذه الامة التي انكرت الامامة في وقتها ليس من عجب ان تنكرها بعد مئات السنين لتطلق عليها كلمة مثالية. اما الشورى والديمقراطية فليس لهما علاقة بالامامة ولا يصح مقارنة الامامة بهما .






    الحرب السعودية العراقية !
    ايها العراقي ,ايها الانسان اعرف عدوك
    http://www.iraqcenter.net/vb/showthread.php?t=86647

    تقسيم العراق وسوريا وداعش والبعث وحرب القادسية!
    الدور السعودي في تدمير العراق وسوريا والتمهيد للتقسيم والتطبيع

    http://www.iraqcenter.net/vb/showthread.php?t=86036




  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    المشاركات
    732

    افتراضي

    هناك رابطة تاسست باسم الرابطة القصدية تعتمد على النيلي و افكاره و كتبه و طروحاته الجريئة و الجسورة و التي ربما اغضبت بعض علماء الحوزة النجفية فيذكر ان لليعقوبي المرجع ردا على النيلي
    الملفت في فكر النيلي انه يهاجم بشدة الفكر الاصولي و منهجية الفقهاء في الاستنباط و ذلك في كتاب له سماه (البحث الاصولي) كتب النيلي انتشرت الان في العراق و لها خلاف السابق قراء و قد يروق لمن يتبع النيلي ان يسمي نفسه قصديا في خلاف الاعتباط اذ النيلي ثورة فكرية صارمة ضد الفكر الديني التقليدي السائد و لديه كما لدى كل مفكر نزيه اشياء تدعو للعجب
    يشن عالم سبيط النيلي حملات موجعة ضد الفكر التقليدي و يخص المفسرين بحصة رهيبة و يعتبر نتاجهم التفسيري اعتباطيا ليطرح امامهم المشروع القصدي لمواجهة التراث الاعتباطي و له صولات جميلة في هذا المجال
    من ابرز طروحاته هو رايه الخاص في مسالة تكرار القصص القراني و تكرار بعض الايات اذ يلتزم النيلي بكون هذا ليس تكرارا و انما هناك معاني منفصلة لكل اية و كل قصة قرانية
    و من طروحاته ايضا ما سماها بالطور المهدوي
    و للاسف فقد كان هناك موقع للنيلي على الانترنيت فيه كل كتبه لكن بالضغط على عناوين الكتب لا يظهر شيء ربما لانه لم يتم تهئية الكتب بعد من قبل انصار و مريدي النيلي الحلي
    النيلي توفي و هو ما يزال في عز الرجولة و الشباب تاركا وراءه كتبه الجميلة و كتابه القيم في مهاجمة المنهج الاصولي
    و مراد النفوس أصغر من أن تتعـــــادى فيه و أن تتفــــانى

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    المشاركات
    732

    افتراضي واحدة من جولاته مقتطف من كتاب الطور المهدوي يسفه فيه اراء المفسرين

    عالم سبيط النيلي
    آية (متى هذا الفتح) وعلاقتها بالطور المهدوي

    (ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين * قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون * فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون) السجدة/ 28 ـ 30.
    ذكر المفسرون ثلاثة احتمالات لتفسير هذا الفتح، وجمعوا بين الاحتمالات الثلاثة في محاولة لتضييع الحقيقة بينها، وذلك لعدم انطباق أي واحد منها على الآية، ولأن كل عاقل لابد أن يتساءل عن مدى صحة هذه الاحتمالات فإن كتاب الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه، ويستحيل تفسيره بصورة خاطئة ما لم يقع المفسر في تناقض أما في نفس الآية أو في المجاورة لها أو نفس السورة أو مع آيات أخرى بعيدة.
    الاحتمالات التي ذكروها هي: يوم القيامة أو فتح مكة أو يوم معركة بدر.
    الأول ـ يوم القيامة:
    لا تنطبق الآيات على يقوم القيامة، لأنه:
    1 ـ ليس في يوم القيامة إيمان وكفر، ليقول: لا ينفع الذين كفروا إيمانهم .. فهل يصبح الكافر مؤمناً يوم القيامة وهو قد مات كافراً، أليس هذا من التخليط المتناقض لحد مضحك؟ ألم يقرؤوا الآيات التي تؤكد على التوبة إلى لحظة الموت وآيات أخرى تؤكد أنهم كفار داخل النار ويظلون كفاراً حتى لو أعيدوا إلى الدنيا؟ إذ يعودون لما نهوا عنه؟
    2 ـ لفظ الفتح لفظ عسكري، خاص بالدنيا، إذ ليس في يوم القيامة معارك ولا فتوحات.
    3 ـ ذكر سياق الآيات السابقة عليها يوم القيامة مرتين. وإنما جاء التساؤل الجديد بعد المثل المضروب لأحياء الأرض .. وهو واضح إذ يريد به التنويه عن قدرته على إحياء الأرض وإنزال البركات فتساءل المجرمون: متى هذا الفتح؟ فأجاب: قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم إذا ادعوا الإيمان .. كما نفعهم في عصر الرسالة بدخولهم في النفاق .. ففي الطور المهدوي تزل الملائكة ويحدث الوسم على الجباه وذلك منتهى المهلة لهم فلا ينفعهم إيمانهم.
    4 ـ قوله تعالى: (ولا هم ينظرون) خاص بالدنيا لانتهاء المهلة، إذ ليس هناك أنظار يوم القيامة! بل إبليس نفسه لا يأمل بهذا الأنظار ـ ثم أكد المعنى بقوله (فانتظر) المشتق من نفس الجذر اللغوي. (أنهم منتظرون) ـ اشتقاق آخر من نفس المفردة عن الكفار وكل ذلك في الدنيا.
    الثاني ـ يوم فتح مكة:
    ويكفي لإبطاله وتهافته أن الذين كفروا قد نفعهم إيمانهم في فتح مكة من السوء كثيراً فأطلق سراحهم النبي (ص) وقال: ((اذهبوا فأنتم الطلقاء)) لدرجة أن القائد العسكري للذين كفروا ـ أبو سفيان ـ نفسه قد انتفع به، فبعد جمعه العساكر مدة عشرين سنة، شهد الشهادتين. فأطلق سراحه ـ بل رجعت السلطة لأولاده وأحفاده وأحيط بمجموعة من الفضائل لازال يرددها إلى الآن مَن هم على شاكلته بل حاز على فضيلة مذكورة للآن في أول لحظة لإسلامه بل وقبل فك قيوده فبعد ن كان بيته مأوى لإبليس والشياطين خمسين سنة، أصبح في لحظة أماناً للخائفين، فروى أصحابه عن النبي (ص) أنه قال: ((ومَن دخل دار أبي سفيان فهو آمن)) فكيف لم ينفع الذين كفروا إيمانهم يوم فتح مكة؟
    أما إذا افترضنا وجود مستضعفين ونساء لا يعلمون شيئاً عن حقيقة الرسالة ثم رأوا الآيات يوم الفتح ودخل الإيمان إلى قلوبهم حقاً فآمنوا فلماذا لا ينفعهم إيمانهم يوم الفتح، فلا يمكن أن ينسب إلى الخالق تعالى مثل هذا المراد من الآيات، ولو أخذنا به وجب تكفير جميع مَن أسلم يوم فتح مكة .. وهي نتيجة لا نقبلها نحن ولا المفسرون.
    فانظر كيف يحيق المكر السيئ بأهله بعدما أرادوا إخراج الآيات عن معناها في اليوم المهدوي، فأينما يذهبون تصفعهم الآيات.
    (الر * كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير) هود/ 1.
    الثالث ـ يوم بدر:
    لقد أحس المفسرون بهذا التخبط، ولذلك رموا سهامهم نحو معركة بدر فإذا هي أكثر طيشاً مما هناك .. إذ كانوا يحلمون أن تنقذهم معركة بدر لتفسير هذه الآيات باعتبارها أول فتح فتحه الله لنبيه (ص).
    ومن هنا تورطوا أكثر لأنه لا يوجد أي مبرر لعدم قبول إيمان مَن يؤمن والمعركة قائمة! فربما وجد انسان نقي السريرة فرأى الآيات ومدد الملائكة وبهاء رسول الله 0ص) وأصحابه فآمن .. فلماذا لا ينفعه إيمانه؟!
    من أجل ذلك قال البيضاوي ليخلص من هذه الورطة: والمراد بالذين كفروا الذين قتلوا منهم يوم بدر.
    كيف يحصر الذين كفروا ـ وهو عام ـ بقتلاهم فقط يوم بدر فعلى رأيه إن الكفار إذا ماتوا موتاً طبيعياً، ينفعهم إيمانهم .. ثم ما هذه المضحكات فكيف يموت الكافر أو يقتل ويجري الحديث عن إيمانه أو ليس قد قتل كافراً .. فالرجل يتحدث عن شيء لا وجود له لا في القرآن ولا في العقول .. بل يتحدث بلا موضوع أصلاً، لأنه لا موضوع أصلاً عن إيمان بعد موت، فهذا الموضوع منتفي من أساسه.
    والظاهر أن هؤلاء لا يفرقون بين هذه الآيات الخاصة بالطور المهدوي وبين آية القيامة في سورة الروم: (فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم ولا هم يستعتبون) الروم/ 57، والفارق بينهما كبير جداً فهذه الآيات هي التي تخص حالهم يوم القيامة لأنها:
    1 ـ جاءت في سياق الحديث عن قيام الساعة ووصف حالهم بعد قيام الساعة مباشرة.
    2 ـ سماهم هنا الذين ظلموا بدل الذين كفروا، إذ يظهر ظلمهم علاوة على كفرهم لوجود الصحف وسجلات الأعمال.
    3 ـ لا تنفعهم يوم القيامة معذرتهم بدل إيمانهم، لأنه لا يوجد إيمان يوم القيامة ولكن يمكن أن يعتذروا.
    4 ـ ولا هم يستعتبون بدل ولا هم ينظرون، لأنه لا يوجد نظار يوم القيامة، بل الحساب الذي يحاولون تحويله إلى عتاب، ليعتذروا. ولذا يؤكد القرآن على عدم منفعة اعتذارهم بشكل دائم في يوم القيامة.
    قوله تعالى: (فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون) السجدة/ 30.
    أمر الله نبيه بالإعراض عنهم وانتظار ما يحدث فهم منتظرون، فإن كانوا قتلى بدر فكيف يأمره بالإعراض عن القتلى الميتين؟ وإن كان الفتح فتح مكة أو القيامة فكيف يأمره بالإعراض عنهم وهو إنما جاء لينذرهم؟ فمن أجل التخلص من هذه الإشكالات، قال البيضاوي: فأعرض عنهم أي لا تبال بتكذيبهم وقيل منسوخ بآية السيف.
    فما أعجله بذكر النسخ كي لا يعطيك مهلة للتفكير في قوله الأول. ثم اسأله وأسأل غيره من الذي قال أنه منسوخ ومتى وكيف يعود مجدداً ليناقض ما قاله أولاً حينما يقول في قوله تعالى: (فانتظر إنهم منتظرون): ((انتظر النصرة عليهم إنهم ينتظرون الغلبة عليك)) فكيف يقول له أعرض ثم يقول له أنتظر النصرة عليهم؟
    أما عند فهم الآيات بمعناها الحقيقي ليوم الفتح العظيم لكافة الأرض تزول جميع هذه التناقضات التي تسببها التركيبة الإعجازية لكل مفردة فيها والتي لا تقبل أي عوج أو تناقض في المعنى. فقوله تعالى فأعرض عنهم لا يعني الإعراض عن محاربتهم ليحتاج إلى نسخ أو صد هجماتهم العسكرية وتحصين قوته الذاتية، بل أعرض عن البرهنة على وقوع الفتح لأن عليك أن تنتظر وقوعه لأنه وعد ربك، فإنهم منتظرون عدم تحقيقه أو منتظرون بالضم أي ان لهم مهلة وانظار حتى يوم الفتح حيث لا ينفعهم يومئذ إيمانهم ولا هم ينظرون مزيداً من الوقت كثر من الذي أمهلناهم.
    *المصدر :طور الاستخلاف/ج1
    و مراد النفوس أصغر من أن تتعـــــادى فيه و أن تتفــــانى

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    المشاركات
    732

    افتراضي

    عالم سبيط النيلي: ذكريات وحوار لم يكتمل!!

    يقابل المحرر الثقافي في مسيرته الثقافية والحياتية عددا كبيرا من الاسماء والتجمعات والمشاريع وبعض منها يكون اصيلا غير ان بعضها الآخر مجرد حلم او وهم. وحين قابلت المفكر العراقي الراحل عالم سبيط النيلي لأول مرة اكتشفت حالاً انه من المواهب الكبيرة التي لا تخطئها العين او ينساها الوجدان. ومع مرور الزمن على معرفتي اياه (وهو زمن قصير للأسف الشديد) واطلاعي على مخطوطاته وافكاره وسيرته تيقنت انني امام ظاهرة لن يجود بها الزمن الضنين الاّ مرة كل مائة عام واكثر، ولهذا آثرت هنا من خلال هذه السلسلة ان افي هذا العالم الراحل بعض حقوقه علينا.

    سألني صديقي الروائي طه حامد الشبيب ونحن نجوس بسيارته شارع الرشيد باتجاه نصب الحرية: هل سمعت بعالم سبيط؟ فأجبته فورا، لم اسمع به من قبل ... فقال لي بنبرته الصادقة: انه ظاهرة علمية جديدة، عليك ان تلتقي به وتنشر عنه... ومرت اشهر على حديثنا ذاك حتى جاءني الشاعر علي خصباك قائلاً: ان لديه حواراً مع احد علماء العراق غير المعروفين وحين سألته عن اسمه قال: «انه عالم سبيط النيلي من مدينة الحلة» وكانت تلك ثاني مرة اسمع باسمه ولم اكن قد رأيته او قرأت له شيئاَ. كنا آنذاك في النصف الثاني من العام 1998 وكنت وقتها احرر الصفحة الثقافية في جريدة المصور العربي، وحين قرأت الحوار الذي جاءني به علي خصباك ذهلت تماما لما فيه من طروحات وبوادر ثورة شاملة يقودها بجرأة عالم سبيط في النظرية اللغوية ويطرح لأول مرة بهذا الشكل الشمولي. وبادرت يومها الى نشر نص الحوار مشفوعا بمقدمة اضافية اعلنت فيها عن سروري البالغ باكتشاف هذا الصوت العلمي الجديد الذي سيكون له شأن في عالم المعرفة القادم. وقبل ان ينتهي العام 1998 اصدرنا انا والناقد خضير ميري ملحقا ثقافيا باسم: علامات، وكانت مناسبة لأن اكتب مرة اخرى تنويها لما انجزه عالم سبيط في كتابه: الحل القصدي، الذي وصلتني نسخة مخطوطة منه من دون ان التقي بصاحبه، وخلال العام 1999 التقيت بالعالم النيلي في مكتب صديقي الشاعر سلمان داود محمد وفاجأني تماما. اذ كنت اتصوره شيخا كبيرا لا تفارق النظارات عينيه الا انني وجدته شاباً خجولاً ومتواضعاً لا تفارق الابتسامة شفتيه وحدثني يومها عما توصل اليه من فتح جديد في اللغة وفي مباحث معرفية اخرى فعرفت انه درس في الاتحاد السوفيتي السابق مدة ست سنوات عاد بعدها ليعكف على شؤون المعرفة في اللغة والتاريخ والفلسفة والدين واصول الخلق منقباً وكاتباً لمؤلفات عدة لم يظهر في وقتها اي منها مطبوعاً وكانت معه مخطوطة لكتابه الكبير: الحل القصدي، الذي كان بالنسبة اليه اكتشافاً خطراً خطير، وتكررت بعدها لقاءاتنا في بغداد. ايضا في مدينة الحلة سواء في بيته ام في محل سكناي او عند السيد ضياء عفتان المفرجي (صاحب اليد البيضاء في رعاية هذا العالم في حياته وبعد رحيله كما يعرف الجميع) وحضرت ندوة اقامها له اتحاد ادباء بابل في شرح نظريته الجديدة واستمرت هذه الندوة لثلاث امسيات متتالية في سابقة هي الأولى من نوعها في عمل الاتحاد، وفي آذار - مارس-0002 اصبت بنكسة صحية خطيرة اذ حصلت لي جلطة في الدماغ وبرغم ذلك تحاملت على نفسي وعدت للكتابة من جديد برغم خطورة وضعي الصحي وكنت يومها مسؤولا عن القسم الثقافي في مجلة الرافدين وقد نشرت فيها مقالات متتالية عن عالم سبيط وفكره المتنور اذ تنبه اليه بعض المثقفين العراقيين وبدأ بالكتابة عنه ومن هذا البعض كان الناقد د. حسين سرمك حسن الذي كتب عن العالم سلسلة مقالات داخل العراق وخارجه وفي النصف الثاني من آب - اغسطس-0002 وانا ما زلت على سرير المرض جاءني الشاعر علي خصباك بخبر فاجع لم استوعبه حتى الآن مفاده ان عالم سبيط قد رحل نهائيا عن عالمنا وعلمت منه ان الراحل لم يكن يشكو من اي مرض عضوي او من حالة صحية متفاقمة بل انه مات فجأة وكأنه قرر الرحيل عن العالم الأرضي ويومها أمليت ( فأنا منذ اصابتي بالمرض لا استطيع الكتابة بل أملي كتاباتي على الاصدقاء) وكتبت ساعتها مقالاً رثائياً بعنوان: رحيل مبكر لعالم سبيط ونشر كعمود افتتاحي في ثقافة الرافدين وقد تكررت كتاباتي عنه بعد الرحيل وايضاً كتابات عدد من الادباء والكتاب ممن اطلعوا على بعض مؤلفاته وشخصيته ومنهم د. حسين سرمك وموسى جعفر ووجيه عباس وفرقان الوائلي ... الخ، وكنت وقد اطلعت على بعض تآليفه او المخطوطة مثل ( اللغة الموحدة وكلكامش والنص القرآني) وسواها من المؤلفات الفذة التي تركها الراحل امانة في عنق جميع من عرفه واطلع على عبقريته المبكرة .

    ان عالم سبيط النيلي (1956- 17\8\2000) هو احدى العلامات البارزة في العقدين الاخيرين وما تركه في حياته القصيرة من دراسات وابحاث تختلف كليا عن السائد الثقافي والمعرفي ولا يحتاج منا جميعا افرادا وجماعات ومؤسسات الا ان نفيه بما يليق من اهتمام ونشر وتوزيع ليسطع هذا النور العراقي في ارجاء الظلمة وخفايا الجهل وليثبت قدرة العراقيين على مقارعة الظلام برغم شدة القهر المسلط عليهم. وان اقتراب الذكرى الرابعة لرحيل هذا العالم المتنور يجعلنا اكثر برا وقدرة على نفض الغبار عن مؤلفاته وبحوثه لتأخذ حظها في الانتشار وفك اسرار المعرفة بصورة جديدة.

    ما يحز في نفسي انني انجزت مئات الحوارات مع عراقيين وعرب وحتى اجانب ولكني لم اكمل حواري مع عالم سبيط النيلي لظروف شتى وسيبقى ذلك الحوار غير مكتمل في ذمتي الصحافية حتى اجهزه للنشر واظهره للناس واتمنى ان يحدث قبل ان يدعوني الداعي الاخير!.

    ناظم السعود- كاتب عراقي - بغداد
    و مراد النفوس أصغر من أن تتعـــــادى فيه و أن تتفــــانى

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    المشاركات
    732

    افتراضي

    نوافذ: اللغة، القصدية، الاعتباط تعريفات وتعويل على منهج (عالم سبيط النيلي): ج/الأول



    اللغة: نظام معرفي، ومعرفيته تعتمد على التفاعل الحيوي بين الحاجة الإنسانية للتعبير، والواقع الموضوعي، واللغة المنجز الإنساني الأساس في تطوير المجتمع الإنساني. ويشير (علماء النفس) إلى أن اكتساب اللغة استعداد ينبع جذرياً من الجينات البشرية.

    إن أولويات التعلم تظهر منذ الطفولة حتى عند الأطفال (الخرس). وإن مبادئ القواعد عميقة ومجردة لدرجة أنه لا يتمكن من كشفها إلا كائن معد مسبقاً. وقد وجدوا بذلك (تخصص الكلام الإنساني والجهاز التنفسي) وسيلة البحث العلمي (الاستقراء) التي تعني الملاحظة وجمع البيانات ورصد تكرار الظواهر الطبيعية وغيرها. والخروج بفرضيات لتفسير هذه الظواهر هو ما ننشد الاعتماد عليه في تعريفنا ها هنا لواحدة من المشاكل الإنسانية المهمة والخطيرة وهي مشكلة علمية المبادئ التي يعتمد عليها علم اللغة المطروح على الساحة. ونقصد بذلك مقدار ما يعتمده علم اللغة من أسس علمية مقارنة بطرح الأستاذ المرحوم (عالم سبيط النيلي) في كتابه (اللغة الموحدة).
    القصدية: القصد في اللغة إتيان الشيء قصده، أي نحوه، وفي الفلسفة (نظرية القصد) كانت سائدة لدى فلاسفة العصور الوسطى، وعندهم القصد: الفعل الذي يتجه فيه العقل نحو الموضوع ليدركه، والقصدية: هي خاصية الشعور حينما يشير إلى أو يتجه نحو الشيء ليدركه وقد استمرت في الفلسفة الغربية وامتدت إلى الفلسفة المعاصرة حيث قام (برنتانو) بإحيائها وتجديدها في دراساته النفسية وأقنع تلميذه (ادموند هوسرل) بأهمية فكرته عن القصدية فاقتنع بها وطورها في منهجه (الفونومونولوجي). ونأخذ من المصطلح أعم الفهم منه فالشعور لا يمكن أن يفصح عن نفسه إلا حينما يكون مقصده شيئاً محسوساً. والشعور يستخلص معناه من الواقع (أساساً) ونعبر عنه بالكلام المحدد للمعنى ويمكن أن نطلق على هذه الكلمات مقاصد أو غايات.
    قصدية اللغة عند (عالم سبيط):
    اللغة: نظام يتألف من مجموعة من العناصر الصوتية واللفظ (الكلمة)، سلسلة صوتية من الحروف (الفونيمات) وتعتبر أساساً حركات طبيعية (فيزيائية) تدل على معنى محدد وبالمعنى الذي يجعل الكلمة تختزن قدرة على التعبير عن معنى حسي أو عقلي أو مادي.. ينبع من مفهوم الحركة الأصلية (أو الجوهرية).. إذن فلا ترادف أو استعارة فلكل مفردة معناها الذي يحدده التسلسل الصوتي لوجود معنى مستقل لكل حرف وهو ما يناقض الرأي القائل بالاعتباطية.
    الاعتباطية: الاعتباط من حيث الدلالة والمعنى (كون أن الأشياء سميت بدون وجود صله بين الشيء وتسميته) مفهوم تداولته الإنسانية منذ زمن طويل ويذكر الأستاذ (عالم) ان محاورة (كراتيليس) تذكر موقف (هيرموجينز) عندما يقول (لا يوجد اسم ينسب لشيء معين تمنحه الطبيعة، ولكن فقط عن طريق العادة والتقاليد لاولئك الذين يستخدمون الاسم والذين يجدون تلك الأسماء) وهذه الفكرة (أي الاتفاق) على الأسماء هي التي نجحت في النهاية. فتم تأسيس مبادئ علوم اللغة والبلاغة وأبحاث الدلالة اللفظية عليها. (كما في عالمنا الإسلامي)، حيث تم تعميم الفكرة إلى دلالة كل الألفاظ، واعتبر عبد القادر الجرجاني أول واضع لها. أما في الغرب فقد تم تأسيس الاعتباط على يد العالم اللغوي (دي سوسير) فسماه لأول مرة بالمبدأ الاعتباطي.
    علي السيد خصاف
    و مراد النفوس أصغر من أن تتعـــــادى فيه و أن تتفــــانى

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني