ماذا تفعلون اذا واجهكم طفلكم بأسئلة محيرة؟


السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة


ماذا تفعلون اذا واجهكم طفلكم بأسئلة محيرة؟


اذا بلغ الطفل مرحلة من العمر ، يسمع دائما ذكر أسماء موجودات لا يراها ويرى اهله يتضرعون الى ذلك الوجود الذي لا يرى ، فمن المؤكد انه سيتساءل عن هذا ويطرح على اهله الكثير من الأسئلة المحيرة :الله اين موجود؟ وفي اي مكان ومن خلقه...؟
فماذا تفعل عندما نواجه مثل هذه الأسئلة؟

مما لا شك فيه بأن هذه المسألة ترتبط بشكل عام بالفطرة الإلهية التي اودعها الله فينا وجعلنا مخلوقات تبحث عن الحقيقة لتكتشف المجهول.
ان الطريقة التي يتعامل بها الاهل وخاصة الام مع هذه الأسئلة الطفل المحيرة والمتكررة سوف يكون لها الأثر العظيم في توجهات الخير وتفتح الاستعدادات الكامنة والقدرات الدينية فيه.. فحين يجد أن أمه تجيبه على أسئلته بشكل هادئ ولطيف يتشجع لطرح المزيد من الأسئلة، وذلك لأن كل البشر مفطرون للبحث عن المجهول.
ولكن المجتمع والبيئة أو محيط الاسرة هي التي تدفن هذه الاستعدادات ، فيتجه الطفل الى العالم المادي ويغلق عليه اوسع الابواب المعنوية ، والخطورة الأشد هي انه لن يتعامل مع الحقيقة بالشكل الوجداني ، وبتعبير أدق لن يكون طالبا للحقيقة لأن هذا الامر قد سفه في نظره منذ الطفولة.
إن الوالدان يلعبان دورا خطيرا في اعطاء هذه المسألة قيمة كبيرة بحيث يثيران في نفوس أولادهم روح الحق .
المسألة الثانية تتعلق بخصوص الأسئلة التي تأخذ الطابع الغيبي والمجرد ولا يمكن استخدام أمثلة حسية قريبة من واقع الطفل لتسهيل فهمها، هنا لا ينبغي التساهل ولا التقليل من مستوى الطفل الذي يفكر أكثر مما يعبر ، ونظرا لتجاهله أحيانا قد يظهر هو تجاهلا أو استهتارا مشابها في المستقبل.
فهناك أساليب مفيدة يمكن استعمالها لأجل ايصال الأفكار الحساسة الى ذهنه خاصة أذا ألح بالسؤال وذلك من خلال التعبير عن تلك الأمور الغيبية بالمسائل الوجدانية التي عايشها منذ ولادته ورضعها مع حليب امه كالمحبة والشوق والعاطفة ....
بهذا يشبع الأهل ميول أطفالهم الفطرية بأسلوب صحيح لتنتج في المستقبل ذكاء وتوجها نحو الخير ، ولا ننسى أن للثقافة دورا مهما في هذا المجال.