[align=justify]محمد جياد

تعاني شريحة الاطفال كثيرا من تأثيرات الظروف البيئية المحيطة بأسرهم حيث يلعب القلق دورا كبيرا في فقدان الشهية لديهم مما يثير قلق ذويهم من احتمال اصابتهم بأمراض ادت الى ظهور هذه الحالة.ويشير المايكروبايولوجي لقمان صالح علي من شعبة العيادة التخصصية في معهد بحوث التغذية الى ان هناك عوامل نفسية وبيئية مسؤولة عن فقدان الشهية لدى الاطفال منها تغيير محل السكن او تبدل الجو لا سيما عند ارتفاع درجة الحرارة او عند معاملة الاطفال بصورة سيئة، فضلا عن تأثير الامراض بشكل مباشر في هذا المجال..مبينا ان الاطفال الذين يعانون من الاضطراب العاطفي والانفعال والشد العصبي والكآبة والوحدة والملل يتعرضون الى فقدان الشهية لدرجة تؤثر على نموهم الجسدي وكذلك المصابون بالامراض المزمنة والحادة وامراض القلب والاورام الخبيثة وامراض الايدز وغيرها.. وينصح لقمان الاهالي بمساعدة ذويهم من الاطفال والكبار على السواء بالعمل على معالجة المرض المسبب لحالات فقدان الشهية مع زيادة نسبة البروتينات في الوجبة التي يتناولونها والاكثار من الوجبات الخفيفة وتنويعها والتركز على الاصناف التي يفضلها الطفل خصوصا والابتعاد عن المعجنات والحلويات والمشروبات الغازية والاكثار من الحليب واللحوم والعسل والاغذية الغنية والفيتامينات والتي تعطى احيانا على شكل اقراص او شراب.ولا يخفى على الملاحظ اللبيب ما يعانيه المواطن في ظل الظروف الحالية التي يشوبها القلق والاضطراب من رواسب وتداعيات نفسية خطيرة ذات تأثير سلبي لا سيما على العوائل المهجرة التي انتقلت حديثا من مناطق مختلفة كثيرا عن المناطق التي تسكنها سابقا الامر الذي اثر على ظروفها المعيشية والنفسية وشملت تأثيراتها الخطيرة الاطفال حيث زرعت في نفوسهم البريئة حالات من الكآبة والقلق والفزع والخوف وعدم الثقة بالاخرين فضلا عن تعرض مستقبلهم الدراسي الى الخطر.. حيث وجدت البعض من هذه العوائل نفسها بين ليلة وضحاها تسكن الخيم في العراء وتفتقد ابسط الخدمات الصحية والبيئية والمعيشية المناسبة. يقول المواطن شدهان سالم - رب اسرة مهجرة - ان الامر صعب جدا وانه يشعر بالغبن والاجحاف كونه مواطنا يحترم القانون وانسانا صاحب رسالة يود بناء اسرة ومواصلة التعليم والبناء في موطنه لكن بعض الجهلة والمنحرفين اجبروه على مغادرة مسكنه بالقوة تحت اغطية ومبررات طائفية لم يعرفها طوال سنين مرت به وهو يعيش بين جيرانه واصدقاء الطفولة..مؤكدا تعرض الكثير من افراد اسرته الى امراض نفسية لاسيما الأطفال منهم حيث يرفض بعضهم تناول الغــــذاء بالشكل الاعتيادي معبرا عن قلقه وتخوفه من المستقبل المجهول الذي ينتظرهم اذا استمرت الظروف على ما هي عليه الآن من تهجير واغتيال واختطاف وانفجارات.. ويتساءل الشاب احمد عزيز عن الذنب الذي اقترفوه ليعاملوا بهذه الطريقة القاسية ويوجه كلامه الى من اجبروه على الهجرة وهددوه مؤكدا بأن الله قوي وهو الجبار المنتقم وان احوال الدنيا في زوال وتغيير ولابد للظالم من سقوط وندم على ما فعله..وحين يتواصل هؤلاء المهجرون في كشف معاناتهم وهمومهم ولوعة ابنائهم لا يسعك الا ان تبدي الاستغراب والدهشة والاسف لما يجري ويدور في بلد كانت بالامس مسقط ومرتع الانبياء والاولياء.. وفي بلد تكثر فيه الخيرات من كل حدب وصوب.. لكن لوعة ابناءه تتزايد وهمومهم تتشابك.. فوجوه الاطفال مصغرة واجسادهم نحيلة وعيونهم تنظر بقلق وخوف من الآتي فهل يمكن ايقاف معاناتهم واعادة الفرحة الى شفاههم البريئة.. وبناء اجسادهم المريضة التي عانت الكثير من الجوع والحرمان وسوء التغذية.[/align]