[align=justify]

المهندس عادل بدر الرياحي

ان النظام المتبع حاليا من قبل المؤسسات البلدية التابعة لامانة بغداد والبلديات العامة بالتخلص من النفايات تضمن اجراء الطمر الصحي لها وهو احدى الطرق الكلاسيكية والتي لا تولي الاهمية للاستفادة من تلك النفايات كقيمة اقتصادية، حيث قامت بعض الدول المتقدمة باعتماد وسائل علمية متطورة للتخلص من النفايات دون الاضرار بالبيئة وكذلك الاستفادة من تلك المخلفات، وهنا لابد للمؤسسات البلدية في العراق من مغادرة الاساليب القديمة للتخلص من النفايات واعتماد برنامج وطني رائد من خلال توريد التكنولوجيا المتطورة والتي حققتها ثورة تكنولوجيا المعلومات في عالمنا المعاصر حيث هناك محطة للتخلص من النفايات وعلى سبيل المثال لاحدى المدن الالمانية وتقوم بالتخلص من نفايات تلك المدينة دون تلويث اجوائها حيث تصدر دخانا بقيمة سكارة واحدة في حين تتولى تلك المحطة عند توريد مخلفات المدينة فرز المواد الموجودة في تلك النفايات كالورق والالمنيوم والزجاج والمطاط وغيرها حيث تشكل مواد اولية لصناعات اخرى فيما يتم الاستفادة من حرق المخلفات في توليد الطاقة الكهربائية للاستخدامات الضرورية وكذلك الاستفادة من مخلفات الحرق والمتمثلة بالسماد العضوي الذي يتم استخدامه في زيادة خصوبة الاراضي الزراعية. ولا يفوتنا ان نذكر بان هناك معملا يعود الى امانة بغداد ويقع في جانب الرصافة/ منطقة كسرة وعطش بالامكان تأهيله وتمكينه من الاستفادة من نفايات جانب الرصافة كقيمة اقتصادية وذلك من خلال الاستفادة من الخبرات الوطنية والمعوقات الفنية التي تقوم بابدائها بعض المنظمات والخبرات العالمية المتخصصة ونتطلع الى جهود الامانة في المستقبل لغرض اعادة الحياةالى هذا المعمل مع امكانية انشاء محطات لمعالجة النفايات في جانب الكرخ وبقية المحافظات الاخرى، كما ان هناك مبادرات بالامكان القيام بها ومنها تفعيل دور المواطن في حماية البيئة الوطنية وذلك من خلال حثه على تسليم بعض المخلفات كالعلب المعدنية مقابل مبلغ معين للاسترجاع لغرض تشجيعه على جمع االعلب او القناني الزجاجية دون رميها او بعثرتها لان القناني الزجاجية المستخدمة في تعبئة المشروبات الغازية بالامكان تدويرها في الصناعة بعد جمعها وتنظيفها. ان التفكير الجدي من قبل مؤسساتنا الوطنية الخدمية للاعداد لمشروع وطني رائد يتضمن اعتماد الاساليب العلمية الحديثة في التخلص من نفايات العاصمة بغداد وبقية المحافظات وتشجيع القطاع الخاص للدخول بهذا المشروع كمنفذ استثماري محقق للموارد المالية بالاضافة الى كونه يساهم في نظافة المدن وحماية البيئة الوطنية ومنع التلوث. اننا نتطلع الى اجراءات عملية في هذا الاتجاه لكي نواكب من خلالها التطور الحاصل في دول العالم في هذا المجال بالاضافة الى الاستفادة من هذاالمشروع كقيمة اقتصادية كبرى في عراقنا الجديد.[/align]