الزحف البشري إلى الضاحية من مختلف المناطق يعيد تتويج المقاومة
ماذا سيقول نصر الله اليوم في مهرجان النصر؟
فتيان من مناصري <حزب الله> يتولون تنظيف الكراسي وترتيبها في ساحة المهرجان (عباس سلمان)
يلاقي الأمين العام ل<حزب الله> السيد حسن نصر الله، اليوم، للمرة الاولى، منذ الثاني عشر من تموز، <بحر الأوفياء> له وللمقاومة، لتدشين مرحلة سياسية نوعية، لعل احد أبرز عناوينها، جعل يوم الثاني والعشرين من أيلول 2006 علامة فارقة في التاريخ السياسي اللبناني الحديث، حيث سيبدو كل شيء <احتفاليا> بامتياز.
الاحتفال، أولا، من خلال حجم المشاركة الشعبية، التي ستجمع لبنان بأطيافه السياسية والمناطقية والطائفية من الشمال الوفي الى الجنوب الهادر بعطائه المفتوح مرورا بالبقاع خزّان الدم والحياة والجبل الشامخ وبيروت التي عاشت في مثل هذه الايام، قبل أربعة وعشرين عاما، مجد صنع المقاومة الوطنية التي جعلت الجيش الاسرائيلي يصرخ في شوارع الصنائع والحمراء وعائشة بكار مولولاً <يا أهل بيروت، لا تطلقوا النار علينا، سننسحب من بيروت>.
الاحتفال، ثانياً، من خلال حجم المشاركة الرمزية العربية والاسلامية، على مستوى وفود شعبية او شخصيات، أصرت على ملاقاة المقاومة في يوم انتصارها الجديد تحت عنوان <إنه نصر كل من قاوم واحتضن وصمد ودعم>.
الاحتفال، ثالثا، من خلال حضور <السيد> مباشرة، في تحد أمني وسياسي استراتيجي لكل التهديدات الاسرائيلية لقائد
المقاومة باستهدافه من قبل الجيش الاسرائيلي. وقال أحد قادة <حزب الله> ردا على تهديدات رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت، معطوفة على مرابطة طائرات الاستطلاع الاسرائيلية من طراز <ام. كا.>، في أجواء بيروت والضاحية الجنوبية، طيلة نهار وليل أمس: <هذا هو سيّد المقاومة وهذا هو شعبه الذي أراد أن يزيّن صدره بوسام تحدي التهديدات الاسرائيلية.. إنه انتصار معنوي جديد، أما هو (اولمرت)، فإن مصيره ومصير حزبه سيكون بائسا جدا.. والأيام كفيلة بذلك>.
الاحتفال، رابعا، من خلال الكلمة المهمة والمفصلية التي سيلقيها <السيد>، حيث سيعيد صياغة البعد الاستراتيجي للانتصار بأبعاده ونتائجه العربية واللبنانية والاسلامية وبتداعياته الإسرائيلية، وذلك في إطلالة هادئة كعادته، سيضمنها الكثير من الاشارات السياسية التي ستثبت مفصلية وتاريخية الثاني عشر من تموز.
الاحتفال، خامسا، من خلال التنظيم الدقيق للمواكب والحشود، سواء السيّارة منها، او الآتية سيرا على الاقدام، وخاصة من البقاع والجنوب، في ظل اجراءات امنية مشددة اتخذتها القوى الامنية والعسكرية اللبنانية. كما من خلال اكتمال التحضيرات اللوجستية والفنية والنهائية لساحة المهرجان في ساعة متأخرة من ليل امس.
الاحتفال، سادسا، من خلال التغطية الاعلامية، التي يقدر لها ان تكون، غير مسبوقة، حيث بلغ عدد طالبي التراخيص للمشاركة في التغطية، حتى ساعة متأخرة من ليل امس، اكثر من مئة مؤسسة اعلامية لبنانية وعربية وعالمية.
الاحتفال، سابعا، من خلال الاهتمام الذي عبّرت عنه سفارات دول عربية وأجنبية في بيروت، فضلا عن قوى الاكثرية، بمضمون الخطاب واحتمالات حضور <السيد> شخصيا.
الاحتفال، ثامنا، من خلال الشعارات والأعلام والرايات التي ستجعل أعلام لبنان والمقاومة، هي الاساس، في ظل قرار مركزي صارم <بتفادي الشعارات الفئوية أو المسيئة لجهات سياسية لبنانية في الموقع السياسي النقيض>.
الاحتفال، تاسعا، من خلال حجم الاتصالات التي تلقتها اللجنة المنظمة، من شخصيات رسمية وسياسية وحزبية ونقابية وروحية وثقافية وإعلامية واجتماعية للمشاركة في المهرجان، خاصة في ظل عدم توجيه اي دعوات رسمية او خاصة للمشاركة.
من جهته، وفي حديث مع صحيفة <معاريف>، رفض رئيس وزراء العدو ايهود أولمرت الإفصاح عما إذا كانت إسرائيل ستغتال الأمين العام ل<حزب الله> في حال مشاركته في مهرجان اليوم. وقال <لا سبب يجعلني أبلغ نصر الله من خلال وسائل الإعلام كيف سنتصرف ولن نعطيه بلاغا مسبقا وهو ينظم مهرجان النصر لأنه خسر> في الحرب.
ورداً على سؤال من القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيلي حول ما إذا كان نصر الله سيكون هدفا إذا ظهر خلال الحدث المقرر اليوم، قال أولمرت <أتعتقد أنه اذا كان هدفا فسأقول لك وأبلغه>.
من جهة ثانية، وفيما بعث رئيس الحكومة برسالة شخصية الى الأمين العام للامم المتحدة كوفي أنان يطالب فيها بتسريع وصول قوات <اليونيفيل> بالتزامن مع رسالة وجهتها وزارة الخارجية الى بعثة لبنان في نيويورك حول الخروقات الاسرائيلية المتمادية، هدد وزير الدفاع الياس المر باللجوء الى مجلس الامن الدولي إذا لم تنسحب اسرائيل من الاراضي التي ما زالت تحتلها في الجنوب اللبناني اليوم. وأبلغ الصحافيين قبيل دخوله الى جلسة مجلس الوزراء الاسبوعية ان ممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان غير بيدرسون أخبره أن اسرائيل ستنسحب من الاراضي التي ما زالت تحتلها قرب الحدود، وأردف يقول <إذا لم يتم الانسحاب كما هو مقرر، فعندها سيتم اللجوء الى مجلس الامن الدولي>.
بدوره، دعا الرئيس إميل لحود <المجتمع الدولي الى حماية قرار مجلس الأمن الرقم 1701 من السقوط كما غيره من القرارات ذات الصلة بأزمة منطقة الشرق الأوسط>، واعتبر في كلمة ألقاها، أمس، أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة <أن الوحشية التي اتسمت بها اعتداءات إسرائيل على لبنان على مدى 33 يوما <لم تضعف شعبنا ولم تؤثر على صموده والتفافه حول دولته وجيشه ومقاومته الوطنية التي واجه رجالها الاحتلال ببسالة نادرة فمنعوه من تحقيق أي تقدم أساسي على أرض الجنوب الطاهرة وأعطوا لوطنهم، مرة أخرى، انتصارا جديدا على اسم الحق والعدالة والكرامة>.
واتهم لحود إسرائيل بخرق موجبات القرار ,1701 مؤكدا حق لبنان في النضال لاسترجاع مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، وتسليم الأمم المتحدة خرائط الالغام والقنابل العنقودية التي زرعتها في الأراضي اللبنانية، كما طالب بحل واضح لقضية الأسرى والمعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية ينهي مأساة احتجازهم>. ودعا لحود <المجتمع الدولي الى إدانة اسرائيل على انتهاكها الصارخ للاتفاقات والمواثيق الدولية وشرعة حقوق الانسان>، معربا عن أمله في <ألا تلجأ الولايات المتحدة كعادتها الى استعمال حق <الفيتو> لتحول دون صدور تلك الإدانة>.