[align=justify]محمود عبد الكريم جاسم

تعد المدرسة الالكترونية (E - School) والتعليم الالكتروني من اهم الصيغ التربوية المعاصرة التي بدأت بالظهور في هذه السنوات وتزامنت مع انتشار تكنولوجيا التعليم وبروز مجتمع المعلوماتية وتقدم الاساليب والادوات والاجهزة الالكترونية وحصول التطور الهائل في الحاسوب وشبكة المعلومات الدولية (الانترنيت) وتقدم تكنولوجيا الاقمار الصناعية. وان هذه المدرسة ستكون هي الاسلوب الامثل والاكثر انتشارا في المستقبل القريب. وتجسد المدرسة الالكترونية تكنولوجيا التعليم كمفهوم معاصر يؤكد استثمار نتائج تقنيات الهندسة والعلوم الطبيعية والعلوم السلوكية والاتصال والمعلوماتية واستخدام اساليب وادوات التعليم الذاتي من اجل ترقية كفاية العملية التربوية وتنمية شخصيات الطلبة من جميع جوانبها وشحذ عمليات التفكير لديهم في اطار منهجية شاملة.

وان المعنى الواسع لمفهوم تكنولوجيا التعليم فرض على المخططين التربويين اعادة النظر الشاملة في البناء التربوي القائم من حيث مؤسساته واساليبه وممارساته. واكد تقرير اليونسكو (التعلم ذلك الكنز المكنون) الذي صدر عام 1996 على ضرورة مواجهة التحديات المتعددة التي ينطوي عليها المستقبل نتيجة ادخال التكنولوجيات العديدة والجديدة في عصر الاتصال العالمي وتكوين شبكات اعلامية وتكنولوجية تربط بين المؤسسات التربوية وبين مراكز التجريب والبحوث. وقد عقدت جامعة عين شمس مؤتمرا علميا متخصصا في القاهرة حول المدرسة الالكترونية في عام 2001 دارت موضوعاته حول المحاور الآتية:

- معالم المدرسة الالكترونية في المجتمع المعاصر

- البيئة التعليمية في المدرسة الالكترونية

- التكنولوجيات والآليات المرتبطة بالمدرسة الالكترونية

- اعداد معلم المدرسة الالكترونية واخصائي تكنولوجيا المعلومات

- الخطط والسياسات والاستراتيجيات الخاصة بالمدرسة الالكترونية

- تجارب المدرسة الالكترونية ومعايير جودتها.

كما خصصت مجلة (التربية الجديدة) التي يصدرها مكتب اليونسكو الاقليمي للتربية في البلاد العربية عدة معالجات وبحوث تناولت المدرسة والتربية الالكترونية كوسيلة مقترحة لمواكبة العصر وتنمية شخصيات الطلبة في الحاضر والمستقبل وعالجت موضوعات تخص: مفهوم التربية التكنولوجية وفلسفتها دور التربية الالكترونية في تطوير الفرد والمجتمع تطبيق التربية التكنولوجية، مع مقومات مسبقة وخطة مقترحة.

وتعتمد المدرسة الالكترونية على استثمار المدخلات والادوات الآتية:

1. الحاسوب: ويتم استخدامه كآلة وفي حل المشكلات المختلفة وفي تعزيز كفايات البرامج التربوية باستخدام اللغات المختلفة فضلا عن قيامه بتعزيز دور المعلم في العملية التربوية.

2. شبكة الانترنيت: ويمكن ان تسهم في تحديد مواقع خاصة بالمقررات من خلال استخدام البرامجيات العديدة واستثمار الوسائل المختلفة كالاقراص المدمجة واقراص الفيديو الرقمية والسبورة الالكترونية والمكتبة الالكترونية والكتب الالكترونية والورق الالكتروني.

3. الهاتف الرأي: ويتكون من جهاز هاتفي مبرمج مرفق بشاشة عرض تلفزيونية وكامرة تصوير متحركة يشاهد المعلم والطالب بعضهما بعضا اثناء الاتصال والتعلم والتدريس.

4. التليتكس والتليفكس: وهما من الاجهزة التي تقوم بدور احتياطي مسند للحاسبات الشخصية لارسال واستقبال المعلومات المكتوبة والخاصة بالبرامج التربوية.

5. شاشات العرض الالكتروني: وهي عبارة عن سبورات ضوئية مثل شاشات التلفزيون العادية.

6. الاقمار والتوابع الصناعية التي تجوب الفضاء وتسهم في نقل المعلومات عموما وتساعد على التعليم والتدريس بوجه خاص.

7. مراكز مصادر التعلم: وتتركز في الافادة من الحاسوب والانترنيت والآلات التعليمية والمختبر المدرسي والتعليم المبرمج الافقي والعمودي والالات التعليمية واستراتيجية التعلم للتمكن واساليب التعليم الذاتي والتعليم عن بعد باعتبارها صيغا تعزز من جودة التدريس وانتاجيته.

وفي ضوء ما تقدم يمكن القول ان المدرسة الالكترونية تختلف تماما عن المدرسة العادية وتتميز عنها بخصائص عديدة من ابرزها تفاعل المتعلم مع البرامج وتؤيد التعليم وتمكن الطالب من اختيار ما يناسبه من اهداف وبرامج وانشطة والسرعة الذاتية للمتعلم والكشف عن ميول الطلبة وامكانياتهم والتقويم الذاتي من خلال اكتشاف الطالب نتائج تعلمه وتقويم مساره بنفسه. ويمكن ان تقوم وزارة التربية بتدشين مشروع المدرسة الالكترونية على سبيل التجريب وذلك باختيار مدرستين اعداديتين احداهما للبنين والاخرى للبنات في مدينة بغداد (على غرار المدرستين اللتين تم تخصيصهما قبل ايام في مدينة كركوك لغرض تطبيق تكنولوجيا التعليم) وعلى ان توفر فيهما مستلزمات المدرسة الالكترونية وتدريب اعضاء الهيئة التدريسية. كما كان ان يكون هذا التطبيق التجريبي في غرفة دراسية مخصصة في احدى تلك المدرستين ليشمل عينة محددة من الطلبة ثم يجري التوسع بها في ضوء نتائج التغذية الراجعة لهذه التجربة وتقويمها واعداد الدراسات المتواصلة عنها بمشاركة المديريات العامة المعنية في الوزارة، وذلك انطلاقا من كون المدرسة الالكترونية هي مدرسة المستقبل.

خبير تربوي[/align]