[align=center]الصهيونية واسرائيل" موسوعة جديدة لعبد الوهاب المسيري[/align]

13/10/2006

[align=center][/align]

القاهرة ـ رويترز

بعد أن أمضى نحو ربع قرن لانجاز موسوعته (اليهود واليهودية والصهيونية) يعكف الدكتور عبد الوهاب المسيري على انهاء موسوعة جديدة عنوانها (الصهيونية واسرائيل) تبتعد عما أطلق عليه المصطلحات الملتهبة التي تركز على قضايا أخلاقية كوصف اسرائيل بأنها عصابة أو ربيبة الاستعمار.

وقال المسيري يوم الخميس لرويترز ان الموسوعة الجديدة التي ستصدر نهاية 2006 ستتناول قضايا منها السلطة القضائية وهيئات المجتمع المدني وعلم الاجتماع الاسرائيلي ومناهج التعليم بهدف تعميق فهم "هذا الكيان الاستيطاني حتى تتحسن كفاءتنا في المواجهة معه."

وقال المسيري إن الموسوعة ستنقسم الى جزءين أولهما عن العقيدة الصهيونية والثاني عن الدولة العبرية بهدف إعادة تفكيك وتجريد اسرائيل "كدولة وظيفية بدراسة الظاهرة الصهيوينة" ومكوناتها لا في حد ذاتها وانما في علاقتها بمحيطها المركب.

وأضاف أن القراءة المتأنية تثبت أن اسرائيل قابلة للهزيمة مشيرا الى أن محللين اسرائليين اعتبروا "الحرب الاخيرة مع حزب الله صفعة. معركة بنت جبيل أصبحت رمزا للهزيمة وشبهوها بستالينجراد" وهي معركة شهيرة دارت عام 1942 واستسلم فيها مئات الالوف من الجنود الالمان وكانت بداية نهاية العهد النازي.

ويعتبر كثير من المحللين العرب أن مقاتلي حزب الله حققوا انتصارا بصمودهم في قتال استمر 34 يوما أمام قصف اسرائيلي بادلوه بقصف مضاد لبلدات ومدن شمال اسرائيل واضطر المستوطنون للنزوح عنها أو الهروب الى الملاجئ.

وقال المسيري انه شارك في سبتمبر أيلول الماضي في مؤتمر (رؤى للصراع العربي الاسرائيلي) بجنوب افريقيا وقابل هناك كثيرا من اليهود الذين شكلوا جمعية اسمها (ليس باسمنا) في اشارة الى رفضهم للصهوينية ولممارسات اسرائيل في الاراضي الفلسطينية.

وأضاف أن النخبة الثقافية بجنوب افريقيا معادية لاسرائيل "ومنهم (لنديوي سيسولو) وزير المخابرات نفسه."

وقال انه شارك في المؤتمر ببحث أثبت فيه أن اسرائيل دولة وظيفية تقوم بمهام تجد الدول الكبيرة "الراعية" حرجا في القيام بها.

وقال ان بيني موريس وهو عميد المؤرخين الجدد في اسرائيل الذي "ألف كتابا عن المذابح الاسرائيلية في حق الفلسطينيين وسجل التطهير العرقي الذي قام به (أول رئيس وزراء في اسرائيل ديفيد) بن جوريون" كان مشاركا أيضا في نفس المؤتمر.

وأضاف أنه بعد القاء بحثه في المؤتمر جاءه موريس مع سفير اسرائيل في جنوب افريقيا الذي قدم نفسه قائلا "أنا سفير الدولة غير الموجودة. وقلت له ان على اسرائيل أن تعيد تعريف هويتها واذا أرادت أن تستمر وتصبح دولة طبيعية فعليها أن تكون دولة لمواطنيها بشرطين هما الغاء قانون العودة واعطاء الفلسطينيين حق العودة لبلادهم. مهم جدا فك الاطار العنصري تمهيدا للتعايش المشترك."

ويمنع قانون العودة الاسرائيلي الفلسطينيين من العودة الى بلادهم منذ أكثر من نصف قرن لكنه يقضي بأن من حق أي يهودي في أي دولة الالتحاق باسرائيل.

وقال المسيري إن موسوعة (الصهيونية وإسرائيل) يشارك فيها باحثون متميزون "في الأرض المحتلة لهم دراسات متعمقة في كثير من جوانب التجمع الصهيوني التي يصعب على المراقب الخارجي الوصول إليها وحتى إن وصل إليها تظل هناك أبعاد تخفى على من لا يتفاعل مع الظاهرة التي يدرسها بشكل مباشر ويومي."

كما يشارك في الموسوعة دبلوماسيون وباحثون مصريون وفلسطينيون منهم علاء عبد العزيز وحسن خضر وكارم يحيى وعبد الله الأشعل ومحمد العجاتي ومحمد حمزة ووائل جمال وياسر علوي.
وتغطي الموسوعة قضايا منها (البعد الصهيوني في العلاقات الخارجية الإسرائيلية) و(القانون العلماني والقانون الديني والعلاقة بينهما) و(العلاقة بين الدين والدولة في إسرائيل) و(الأدب العبري في إسرائيل) و(الهولوكوست وتمويل الدولة الوظيفية) و(اليهود الشرقيون والنظام السياسي الإسرائيلي) و(ما تبقى من الاقتصاد الفلسطيني) و(صورة العربي في الأدب العبري الحديث).

وقال إن الموسوعة تهدف إلى "أنسنة" اليهود والصهاينة بحيث ينظر إليهم باعتبارهم جماعة إنسانية "فهم ليسوا شياطين ولا عباقرة وهم لا يعيشون خارج التاريخ والجغرافيا كما يدعي الصهاينة المعادون لليهود واليهودية وإنما هم بشر مثلنا لهم محاسن ومساوئ ومواطن قوة وضعف ويخضعون لقوانين التاريخ والحضارة والعمران الإنساني شأنهم في هذا شأن كل البشر ومن ثم يمكن التفاوض معهم كما يمكن هزيمتهم وطردهم كما فعل حزب الله في جنوب لبنان" في مايو ايار 2000.

والمسيري القادم من حقل الدراسات النقدية كان أستاذا للأدب الإنجليزي بجامعة عين شمس المصرية وهو حاصل علي الدكتوراه من جامعة رتجرز الأمريكية عام 1969 عن دراسة مقارنة بين الشاعرين البريطاني وليام ووردزورث (1770 - 1850) والأمريكي والت ويتمان (1819 - 1892).

لكنه تخصص فيما يطلق عليه الظاهرة الصهيونية وأصدر عنها أكثر من 20 كتابا أشهرها موسوعة (اليهود واليهودية والصهيونية.. نموذج تفسيري جديد) وصدرت عام 1999 في ثمانية مجلدات.

وقال المسيري إن الإعلام "الصهيوني" والمؤسسة الثقافية الإسرائيلية لم تتعرض بالنقد لأعمالي أو للموسوعة مفسرا هذا الصمت بأنه يقدم رؤية نقدية للفكر الصهيوني ورؤية رافضة للدولة الصهيونية "تكشف منهجهم الاستعمارى الاستيطانى الإحلالي العنصرى في فلسطين دون أن تسقط في أى شكل من أشكال العنصرية."

وأضاف أن أعماله النقدية محاولة للاشتباك مع الفكر الصهيوني خارج إطار الفكر العنصري التآمري وأن رفضه للصهيونية لا ينبع من كون إسرائيل دولة يهودية بل من كونها "كيانا استعماريا استيطانيا. مقاومتنا للمستوطنين الصهاينة لا تنبع من كونهم يهودا وإنما لأنهم احتلوا الأرض الفلسطينية وطردوا سكانها. وعادة ما أضيف أنه لو كان المستوطنون من المسيحيين أو البوذيين أو حتى المسلمين فإن مقاومتنا لهم لن تقل حدة.

"عداؤنا لهم لا يختلف عن عدائنا للأوروبيين (في فترة الحروب الصليبية) وممالكهم التي دامت قرنين من الزمان وعداء المصريين للمحتل البريطاني وعداء الشعب الجزائري للمستوطنين الفرنسيين وعداء الأفارقة لنظام التفرقة اللونية في جنوب افريقيا ولكل أشكال الاستعمار في ربوع افريقيا وعداء كل شعوب العالم الثالث للاستعمار."