[align=center]تدمير سعودي ممنهج في المدينة ومكّة المكرّمة للتراث الإسلامي
في وقت يتحدّث السعوديون عن الخطر الإسرائيلي على قبّة الصخرة[/align]
[frame="1 80"][align=center]
بناء فندق هيلتون مكّة على موقع
بيت أبي بكر الصدّيق أول الخلفاء الراشدين[/align][/frame]
سلّطت الصحف السعودية الضوء على الدمار الذي أصاب لبنان في الحرب الأخيرة بين «حزب الله» وإسرائيل، في وقت تصرف الأنظار عن عملية تدمير شاملة للأماكن المقدّسة الإسلامية والتراث التاريخي الإسلامي في المملكة.
ومع أن أمر هذا التدمير معروف لكثيرين من السعوديين، إلا أن من كشف عنه هما الكاتبان إفران علوي وستيفن شوارتز اللذان كتبا في مجلّة «ويكلي ستاندارد» الأميركية موضوعاً موثّقاً عن ذلك تحت عنوان «هدم الإسلام: تدمير تاريخي على طريقة المذهب الوهّابي». ويقول الكاتبان:
[align=center][/align]
[align=center]لقد أمضى السعوديون ودول إسلامية أخرى نحو أربعين عاماً يتحدّثون عن الخطر الإسرائيلي على جبل المعبد وقبّة الصخرة، وأدانوا بسرعة الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول محمد (ص). لكنهم ظلّوا صامتين فيما يقوم المتشدّدون الإسلاميون بتدمير التراث الإسلامي، وبالهجمات على الاماكن المقدسة الشيعية في العراق التي، كما يقال، ينفّذها إرهابيون سنّة بتحريض سنّي سعودي.[/align]
إن السعودية مسؤولة عن كثير من أعمال التخريب الثقافي كتدمير معبد باميان البوذي من قبل أتباع حركة طالبان الأفغانية في عام ٢٠٠١ والذي كان بإلهام من المذهب الوهّابي. بيد أن تخريب الإرث الثقافي في السعودية نفسها، هو أوسع نطاقاً ويجري تنفيذه بتخطيط دقيق. وقامت بتنفيذه شركة بن لادن السعودية للهندسة والانشاءات، التي هي مصدر ثروة أسامة بن لادن.
أما سبب هذا التدمير، فهو الادّعاء بأن الصلاة عند الأماكن المقدّسة يجعلها شبيهة بعبادة الأصنام، ويطالب بعض الوهّابيين بنقل كهف من المدينة كان النبي محمد (ص) يستريح فيه خلال معركة شهيرة، لأنه يجذب جماهير من المسلمين ليصلّوا فيه، ويستنكر الوهّابيون هذه الصلاة، إذ يرون أنها تجعل من محمد (ص) وسيطاً بينهم وبين الله، وكذلك الأمر بالنسبة لجميع الأماكن المرتبطة بمحمد. وفيما يقترح بعض المسلمين الأقلّ تشدّداً، بناء سياج حول الكهف لإبعاد المصلّين عنه، فإن الشيخ عبد العزيز بن صالح الجربو من جامعة المدينة الإسلامية يرى أن تدمير الكهف هو الحلّ الوحيد، والسياج لا يكفي لأن الناس سيتسلقون من فوقه. لقد انتهى المسيحيون واليهود من الصراع بشأن الصلاة عند الأماكن التاريخية، واعتبارها شكلاً من أشكال عبادة الأصنام منذ ثلاثة قرون، ولكن المسلمين لا يزالون منغلقون في دائرة الجدال. إذ يرى الوهّابيون أن الصلاة عند القبور والأماكن التاريخية هي شكل من أشكال عبادة الأصنام.
وبالطبع، لا يعترض الوهّابيون على قصور الأسرة المالكة الفخمة، لأن الثبات على الموقف ليس ديدنهم.
بيد أن الملك عبد الله بن عبد العزيز شخصية ينظر إليها علی أنها معارضة للآراء الوهّابية، وهناك تغييرات عدة، وإن كانت بطيئة ولكنها ملحوظة، والتي من شأنها أن تفصل بين المذهب الوهّابي والدولة وتحويلها الى ملكية دستورية. إلا أنه سرت شائعات في الآونة الأخيرة مفادها، أن هناك صراعاً بين الملك وأخيه غير الشقيق الأمير نايف وزير الداخلية، وهو وهّابي متشدّد، فقد رفض الأمير نايف دعوة الملك الى تفكيك الشرطة «المطوّعين»، كما أن هناك ادّعاءات بأن الأمير نايف يعدّ لانقلاب لمنع الاتجاه الاصلاحي على شاكلة ما جرى في روسيا في عام ١٩٩١.
وتجري في مكة مشاريع إنشاءات عدة، أضعفت من بناء المسجد الحرام مما جعله غير ثابت. وفي آب (أغسطس) من عام ٢٠٠٢، تم تفجير منارة المدينة التي هي قبر علي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق، وهو الإمام السادس للشيعة ٧٠٢ - ٧٦٥ باستخدام الديناميت. كما جرى جرف مقبرة جنات البقيع حيث يرقد كثير من الصحابة، وكان الموقع قد هوجم للمرة الأولى في القرن التاسع عشر، من قبل الوهّابيين، ثم مرة ثانية عندما تولّى آل سعود الحكم في عام ١٩٢٤.
وفي عام ٢٠٠٢، تم تدمير قلعة أجياد العثمانية المطلّة على المسجد الحرام، بهدف بناء أبراج زمزم في موقعها، وهو مشروع شقق سكنية، ويبدو أن قدسية المكان لم تكن بقدسية أرباح شركة بن لادن للهندسة والانشاءات.
أما قبر أم النبي محمد، آمنة بنت وهب، فقد تم جرفه وغمره بالغازولين، كما تم بناء فندق هيلتون مكة على موقع بيت أبي بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين. وفي المدينة، جرى جرف خمسة من المساجد السبعة التي أنشئت بالقرب من موقع معركة الخندق التي شارك فيها النبي محمد (ص)، وسوف يصار الى تدمير المسجدين الآخرين.
[frame="1 80"][align=center]
باستلهام من المذهب الوهّابي دمّرت
طالبان معبد باميان البوذي في أفغانستان [/align][/frame]
ومن الأمور الصاعقة للمسلمين من غير المذهب الوهّابي، هو تدمير بيت السيدة خديجة الذي عاشت فيه مع الرسول في مكة، وقد اكتشف في عام ١٩٨٩ ووجدت فيه الغرفة التي كان الرسول يصلّي فيها، كما أنه البيت الذي ولد فيه خمسة من أطفاله. وبعد أن تم تصوير المكان، طمر بالتراب، وتم بناء مراحيض عامة في البقعة التي كان ينام فيها الرسول، وكان الهدف مرة أخرى هو ردع الناس عن الصلاة في ذلك الموقع، نظراً لأن المسلمين شأنهم في ذلك، شأن اليهود، لا يصلّون في مكان غير طاهر.
[frame="1 80"][align=center]لقد خرج آلاف الناس الى الشوارع احتجاجاً على الرسوم الكاريكاتورية الدانماركية، لكننا لم نر أي قلق من جانب المسلمين في ما يتعلّق بالخطر الذي يتهدد المواقع المتصلة بالنبي محمد.
مي أحمد زكي[/align][/frame]
لقد خرج آلاف الناس الى الشوارع احتجاجاً على الرسوم الكاريكاتورية الدانماركية، لكننا لم نر أي قلق من جانب المسلمين في ما يتعلّق بالخطر الذي يتهدد المواقع المتصلة بالنبي محمد
من جانبه، توجّه الأمير تركي الفيصل سفير السعودية في واشنطن بنداء الى المملكة، لكي لا تتخلّى عن مكانتها التاريخية بهدم التراث والأماكن المقدسة، إلا أن نداءاته لم تلق الاهتمام الكافي.
إننا نشهد نهاية الإرث التاريخي في مكة والمدينة، التي لم يبق منها اليوم سوى أقل من ٢٠ موقعاً. وتقول مي أحمد زكي اليماني وهي سعودية منشقة وكاتبة «لقد خرج آلاف الناس الى الشوارع احتجاجاً على الرسوم الكاريكاتورية الدانماركية، لكننا لم نر أي قلق من جانب المسلمين في ما يتعلّق بالخطر الذي يتهدد المواقع المتصلة بالنبي محمد». وتتابع مي القول «إن على المملكة السعودية أن تكبح جماح الوهّابيين الآن. إذ إن عدم اكتراثها بالأمر، قد يثير قرف المسلمين في داخل المملكة وخارجها، الى درجة تجعلهم ينهون الاحتكار الوهّابي للحياة الدينية في الأرض التي ولد فيها الإسلام، وربما يؤدّي ذلك الى حركة أسرع باتجاه نظام يرسخ السيادة الشعبية
المشاهد السياسي
21 October 2006,