تحدث أحد الكتاب الأمريكيين عما وصلت إليه الحضارة الغربية، من فساد أخلاقي وخلقي فقال: إحصائيات عام 1995 تدق ناقوس الخطر، فعدد اللواتي يلدن سنوياً دون زواج شرعي وفي سن المراهقة لا يقل عن ستمائة ألف فتاة بينهن على الأقل عشرة آلاف فتاة دون الرابعة عشر من العمر، وإذا أضيف إلى ذلك عدد اللواتي يلدن بدون زواج بعد سن المراهقة فإن العدد الإجمالي يتجاوز المليون وأن الولايات المتحدة الأمريكية تتقبل مليون طفل سنوياً (من الزنا والسفاح) يرافق ذلك ارتفاع شديد في نسبة الطلاق.

نعم، لقد سارت الحضارة الغربية نحو الهاوية السحيقة، فقد انتشر فيها البغاء والزنا واللواط ونكاح المحارم والاعتداء الجنسي على العاملات، والموظفات والمحارم.

ونتيجة انتشار تلك الأمور المحرمة انتشرت فيهم الأمراض التناسلية أمثال السيلان والزهري حتى وصلت عدد الحالات إلى مليون، وانتشر مرض الهربس بينهم إذ تبلغ حالات الإصابة عشرين مليون حالة وأما عن مرض الإيدز فقد يصل إلى نسبة 70% وأما الإجهاض 8%، وأما من كل حالة زواج تحدث حالة طلاق وأن الإحصائيات تقول أصلاً بين ما نسبته 45% من نكاح المحارم.

فقد نشرت صحيفة الهيرالد تريبيون في أحد أعدادها ملخص الدراسة التي قام بها مجموعة من الأخصائيين من القضاة والأطباء الأمريكيين حول ظاهرة غريبة ابتدأت في الانتشار في المجتمع الأمريكي وفي المجتمعات الغربية بصورة عامة وهي ظاهرة نكاح المحارم ويقول الباحثون إن هذا الأمر لم يعد نادراً إنما هو منتشر لدرجة يصل نسبتها أن عائلة من كل عشر عائلات أمريكية يمارس فيها هذا الشذوذ.

والأغرب من هذا أن الغالبية العظمى (85%) من الذين يمارسون هذه العلاقات الشاذة مع أبنائهم وبناتهم أو بين الأخ وأخته أو الابن وأمه، هم من العائلات المحترمة في المجتمع الأمريكي.

ويذكر التقرير أن حالة واحدة من بين عشرين حالة هي التي تصل إلى القضاء أو إلى الدوائر الطبية، ومعظم هذه الحالات هي حالات اعتداء من الأب على ابنته ولا يقتصر الاعتداء على الابنة البالغة.. وإنما قد حصلت حالات كثيرة من اعتداء الأب على طفلته الصغيرة، وسجلت حالات من الاعتداء ابتداء من سن ثلاث سنين إلى سن البلوغ.

تنتج عن ذلك الاعتداء أمراض تناسلية والتهابات في الجهاز التناسلي للطفلة كما أن عدة حالات حمل قد سجلت نتيجة اعتداء الأب على ابنته، وفي كثير من هذه الحالات كانت العلاقة بين الأب وابنته تمتد إلى سنوات عديدة، ومن هنا جاءت أقوال الباحثين الغربيين الشاذين حيث يقول بعضهم وهو يهودي (كوهين):

إن منع نكاح المحرمات ليس إلاّ من مخلفات الإنسان البدائي الذي احتاج لإجراء معاهدات واتفاقات تجارية خارج نطاق الأسرة فقام عند ذلك بمنع نكاح المحارم.

ويقول الباحثون في الشؤون الجنسية: إن للأطفال الحق في أن يعبروا عن أنفسهم جنسياً مع أي فرد حتى ولو كان أحد أفراد عائلتهم.

ومن سلبيات الحضارة الغربية التي أعطت الكثير من الانجازات العظيمة للبشرية ولا يمكن لأحد إنكارها، أن تسخر مجموعة من النساء للقطعات العسكرية الخارجة من البلاد لأداء مهمة ما، وقد سألت إحدى هذه النساء، ما الذي جاء بك؟ أجابت: غني ومع فتيات أخريات تابعات القوات المسلحة ونستخدم لأجل الترفيه.

وهذا ليس غريباً، ففي كل حرب تخوضها القوات الغربية والشرقية يكون من بين القوات العسكرية طاقم كامل من المجندات النسائية، من أجل إشباع الرغبة الجنسية وممارسة عملية الزنا والبغاء مع أفراد الجيش!! هذا وضع المرأة في الدول الغربية والشرقية، ولو أردنا أن نسهب الحديث لاحتجنا لمجلدات كبيرة.

وختاماً نتساءل مع الإمام الشيرازي الراحل حينما يقول:

«لا شكَّ في تقدُّمِ الغربِ في كافّةِ مجالاتِ العلومِ والتكنولوجيا والتصنيعِ، لكنْ هل هو أخذٌ بأقل موازين العقلِ؟ إنَّ ذلك لا أقولُهُ أنا وحدي، بل وحتى عقلاؤُهم يضمُّون أصواتَهم إلى صوتي»