تتعرض كثير من المسلمـات إلى حـرب من نوع خاص وهى حرب على الحجاب ، ويبدو أن سب الحجاب وإهانته أصبحت وظيفة مربحة لدى بعض أصحاب الشركات الخاصة يحققون من خلالها عدة أغراض كالشهرة مثلاً ، كما تتهافت عليهم العروض للسفر ، والعمل في الخارج باعتبارهم أصحاب رؤى مخالفة !!

السطور القليلة القادمة تستعرض قصصا ومواقف لبعض الفتيات اللاتي تعرضن بالفعل لبعض الأقاويل والإهانات من بعض أصحاب الشركات بسبب ارتداءهن الحجاب أو حتى تفكيرهن في ذلك ...


حوار مع جاهل



- " سمعت إن الحجاب ممنوع في شركتنا ، هل هذا صحيح ؟ "

- " حجاب " ! هل جننت !! كيف تفكرين في شيء كهذا ؟ من ذكره لك ؟ ثم ألا تعرفين أنك تعملين في مكان عادة ما يأتيه الأجانب " ؟!

- " لكن هذا من فروض الله علينا " !

- " وهل أمرك الله بأن تغطى شعرك ؟ ما هي الاستفادة من ذلك ؟ ثم إن الفـروض خمسة ، هل تختلقين فرضا سادسا ؟! "

- " لكنه مذكور في القرآن الكريم " !

- " وهل كل شيء يذكر في القرآن يعتبر فرضا " ؟!

- " أنا لا احتاج إلى هذه المراكز ، فالحجاب فرض على جميع النساء المسلمات ويمثل الأمن والأمان لهن ، وفيه حفظهن وعزتهن و .."

تعجبت من كلامه وهممت لأترك المكان فوراً ولكنه استطرد قائلاً: "إن الحجاب مصدر جدل لدى الكثير من الناس مثله مثل شرب الخمر مثلاً ، فالبعض يقول إنه حرام وأنا أقول انه مكروه !! وأنت ممن يحبون الجدل وفهم الآيات القرآنية بطريقة خاطئة"!!

وأضاف : "إنما الأعمال بالنيات يا ابنتي ، والله سوف يحاسبك في النهاية على قلبك وليس على مظهرك أو ملابسك !! ولا تنسى أن المرأة المتحجبة مثلها مثل الخادمة (الشغالة) ومثل الرجل الذي يطيل ذقنه ويضع الزبيبة على جبينه بعد وضع خلطة معينة ويصطنع الإيمان !! ففكري جيدا قبل أن تتسرعي أم تريديني أن أرشدك إلى بعض المراكز التي تقنعك بالإقلاع عن هذه الفكرة الطائشة " ؟!!!



- " أنا أرى انك تعقدي الأمور كثيراً ، فالحياة ابسط من ذلك ، انظري إلى الحياة نظرة صحيحة ، اذهبي إلى الديسكو وحمام السباحة ، واعلمي إن ارتداءك للحجاب سوف يتبعه تركك للعمل بالشركة غير الندم والإحباط وعدم الزواج " !!

- " إن أخلاقي لا تسمح بعمل شيء من هذا بحجة التمتع بالحياة ، وأنا مقتنعة بالحجاب جداً وسوف أقدم على ارتدائه في القريب العاجل إن شاء الله " .

- أنهيت حديثي معه بأني سوف آتيه ببعض الآيات القرآنية الدالة على فرضية الحجاب.


بعد ذلك وجدت جميع من بالشركة يتكلمون عنى ، منهم من يقف بجانبي ومنهم من يعارضني بل ويسخر مني وهم الأكثر !!

ولكني أردت رضا الله ورسوله وتركت العمل بهذه الشركة ، والآن ابحث عن عمل آخر وأثق بأن الله سبحانه وتعالى سيحقق آمالي إنه على كل شيء قدير .

إهانـة أمـام الجميـع


(ن . ع) من القاهرة : أنا مخطوبة وأعمل في مركز استقبال بإحدى الشركات الكبرى منذ حوالي سبعة أشهر ، وكنت مثل الكثير من الفتيات أرتدي الضيق والقصير ، وأتتبع أحدث صيحات الموضة !



فكرت في الحجاب كثيرا ، ولكني كنت أقول : بعد الزواج ؛ حتى أتمتع بشبابي ، فأنا أصلى وأصوم وأطيع ربى في أمور كثيرة والحمد لله !


الشركة التي أعمل بها تكاد تكون أجنبية ، وكان ارتداء الحجاب فيها ممنوعا منعاً باتاً ، ولا يمكن لأحد أن يتكلم مع صاحب الشركة في ذلك الموضوع ومن يفعل ذلك يخيره بين الحجاب والوظيفة !! وسلمت لهذا الأمر لان الحجاب كان بعيد عن تفكيري ..

وإذا بي في أحد أيام الجمعة والذي وافق يوم المولد النبوي الشريف ، وبفضل من الله عز وجل أرتدي الحجاب ، واصمم على عدم الخروج من المنزل إلا به ، وأندم على ما فاتنى ، وأفرح لما أصابني ، وأردد في نفسي : إذا تركت الشركة فان الله سوف يرزقني بالأفضل إن شاء الله.

وما توقعته من رد فعل الآخرين بالشركة لارتدائي الحجاب رأيته رأي العين ، فعندما ذهبت إلى عملي في اليوم التالي وجدت الاستحسان مـن القليل !! ربما خوفاً من صاحب الشركة الذي نظر إلى نظرة مليئة بالاستخفاف والاحتقار ، ووقف فجأة وأمام جميع الزميلات والزملاء قائلاً بحدة : " اعتقد انك تفهمين قواعد الشركة التي تعملين بها جيداً ، ولابد من احترامها حتى لا تعرضي نفسك لأية مساءلة ، ثم كيف تفعلين ذلك دون إذني ؟!"

- تذكرت حينها قول فرعون للسحرة لما آمنوا : " آمنتم له قبل أن آذن لكم " ، فقلت :" هذه المسألة لا تحتاج إلى إذن ثم أنى اعرف النتيجة جيداً "

- " أفهم من ذلك انك ستتركيننا هذا الشهر .. عظيم .. سعدنا بك كثيراً ، ونتمنى لك التوفيق ".


تركني بعد ذلك على الفور ولم يترك لي الفرصة للدفاع عن نفسي وديني ، وأنا ألان ابحث عن عمل وأثق بأن الله سيعوضني خيرا فمن ترك شيئا لله عوضه الله .

هذه بعض النماذج لما تتعرض له فتيات ونساء مسلمات في مجتمعاتنا العربية الإسلامية من بعض - وليس كل - أصحاب الشركات الخاصة المسلمين !! وهى نماذج تعتبر ضعيفة مقارنة بما تتعرض له البعض ممن عملن لعدة سنوات واكتسبن خبرة ومهارة عالية في العمل ، ومع ذلك يفصلن على الفور بمجرد ارتدائهن الحجاب !! هذا إلى جانب بعض المهن التي تشترط عدم الحجاب وبعض الفتيات المحجبات اللاتي لا يجدن فرص للعمل إلا بدون الحجاب !!

وتختلف الآراء حول هؤلاء الفتيات اللاتي يتعرضن لصدمات تمس دينهن ، فهناك من يقول : إن حب الله ورسوله " عليه و على آله الصلاة والسلام" لابد أن يكون فوق كل شيء لان الله يرزق من يشاء ورضا الله ورسوله من أعظم الأشياء التي يجب أن نحرص عليها ، وما حدث لفتاة القصة الأولى ما هو إلا اختبار من الله على قوة إيمانها ؛ فالجمال مستور في الدنيا للزوج وفى الآخرة يعطيها الله أضعافا مضاعفة لهذا الجمال في الجنة ، فان استطاعت أن تدعو هذا الرجل صاحب الشركة وتغيره نحو الأفضل جزاها الله كل خير ، وإن فشلت فعليها ترك هذه الشركة على الفور حتى تنال رضا الله ورسوله ( صلى الله عليه و آله وسلم ). فالعمل شيء أساسي في الحياة الدنيا وان لم يكن له ضوابطه الشرعية ويكتمل بكل ما امرنا الله به كان عديم البركة .

وعلى الجانب الآخر هناك من يرى أن بعض الناس ظروفها المعيشية تكون أقوى من الاختيار وهو ما يدفع ببعض الفتيات إلى العمل خاصة في الشركات ذات الأجور العالية التي تعتبر فرصة لا تعوض ؛ ولكن علينا تزويد هؤلاء الفتيات ودعمهن بالثقة في الله عز وجل ، والتأكيد على أن الرزق سيأتيهن حتما عندما تمتلئ قلوبهن بالإيمان وبحب الله ورسوله وبثقتهن في الرزاق الوهاب وخشيتهن منه وحده لا شريك له فمن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب